الجمعة، 7 يونيو 2019

مقال

شبح الغلاء
يقترب إلينا شهر يوليو، هذا الشهر المحبوب عند موظفى الدولة، وعند التجار اللاهث وراء الزيادة فى السلع وارتفاع الأسعار، وأيضا سائقى المكروباص والأجرة، ذلك الشهر الذى ترتفع فيه السلع إلى ما تتصور، خصوصا بعد تعويم الجنية الذى جعل كل شخص يتحكم فى سلعه ويضع الأسعار بالمزاج، فالسوق بكل اتجاهاته ليس له رابط، حتى الذين يدعون أنهم يعملون تحت سقف حماية المستهلك، لأن حماية المستهلك لا تهرع إلا لأمرين، أولهما وضع قوائم الأسعار وهذا لا نراه كثيرا، وثانيهما السرقة وخداع المستهلك وما شابه ذلك.
ونحن كمواطنين نظل تحت رحمة وسيطرة الزيادة الإجبارية على السلع ما دامت الدولة تعطى الموظف علاوة الغلاء والزيادت المقررة سواء العلاوات الخاصة أو على الأساسى، هنا يبدأ مافيا الغلاء فى  رفع اسعار السلع، ومافيا المواصلات، واللذان هما أساس المواطن المصرى، رغم إن المواصلات وحدها تسبب ضغط الدم للمواطن فى كل لحظة وأخرى، ورغم إن زيادة السلع لا تطاق حتى إن الأسر قد قننت ما كانت تشتريه منذ إنخفاضها.
يعتقد البعض إن الموظف هو الوحيد الفائز فى زيادة يوليو، زيادة يوليو يقابلها غلاء فاحش، حتى إنها لا تكفى هذه الزيادة بالكامل، فيضطر الموظف للإستلاف أو التطبيق فى العمل ليحصل على أوفرتايم، أو للإختلاس، وهو ما يعانى منه موظفى الدولة ممن هم ذوى الدخل المحدود، فكل منهم يعول أسرة، وما أدراك من مصاريف الأسرة، خصوصا إذا كانوا يعولون ولدان أو أكثر فى مدارس الثانوى أو الجامعات.
نهيك عن الذين لا يعملون فى وظيفة مستمرة، أو الذين لا يملكون مرتبا شهريا، أو حتى عائد مادى، كل ذلك يعانون من شبح الغلاء فى يوليو القادم، والنظرة المبعدية فى هذا الموضوع أن التاجر يتلصص للموظف فى مطلع هذا الشهر بالذات، ليعلن عن قائمة الاسعار الجديدة لديه، ثم إن الضجة الكبرى التى تحدث فى هذه اللحظة ما هى إلا ذوبعة فى فنجان، لا يمر عليها إلا دقائق وتهدئ الأمور كعادتها، ويتشدقون إخواننا بكلمات لا معنى لها، ليس بيديهم الاصلاح أو محاولة وقف الغلاء الشرس عليهم، وسرعان ما تهدأ الثورة وتعود ريمة إلى عادتها القديمة ودمتم، وتثبت الزيادة على الاسعار لتمتص دماء الغلابة، ونعود نحن إلى نقطة البداية.
يبقى الصراع بين زيادة يوليو وشبح الغلاء القائم إلى مالا نهاية، ما دام هناك تقصير فى حسم المسألة ووقف زحف الغلاء، وعدم إعلان موحد للأسعار تلتزم به التجار، وأيضا تثبيت تعريفة الموصلات فى جميع خطوط الجمهورية، حتى ينضبط السوق وينصلح حال المواطنون، ويستيقظ ضمائر سائقى المكروباصات، ولا بد من الأخذ فى الاعتبار بأن جميع المواقف هى التى تفرض الزيادة اجباريا والاستعاد لها قبل الزيادة بشهر ظنا منهم أنها حق لهم، حتى المسئولون عن المواقف يضعون التعريفة المقررة جزافا دون بحث للتأكد من الزيادة السابقة التى يقررها أو يفرضها على الزبون كانت حق شرعى لهم أم لا.
يبرر البعض فى موضوع الزيادة بإلغاء الدعم من قبل الحكومة، موصولا بزيادة البنزين، والذى يدخل فى جميع الصناعات حتى مأكل ومشرب المواطن، مبررين موقفهم به، حتى صارت الشماعة التى نعلق عليها خبيتنا، وكادت تؤدى بنا إلى زروة الخنق من العيشة واللى عيشنها.
*            *


  
بزنس فى الغش
أنواع الغش عديده وما أكثرها، غش فى السلع، غش فى البيع والشراء، غش فى المأكل والمشرب، غش فى أشياء كثيرة من حولنا، وما أكثرها أصحاب النفوس الضعيفة، والضمائر المنعدمة، والغش آفة مكروهه ومحرمة، حرمها الله تعالى مهما كان نوعها، وهذا يحرمة الإسلام على المؤمنون، لأن هذا ما يفسد التعامل مع بعضنا البعض، صنعه يحترفها البعض ضعيفى الإيمان بالله وهناك فئة ما تتخذ الغش وسيلة فى المآكل والمشرب ظنا منه أنه قد ضحك على الذبون لا يعلم بأن الله يراه.
وبزنس الغش ما نراه هذه الأيام، حتى فى رمضان، وهو غش من نوع خاص على مرأى ومسمع الجميع، وهو اللعب فى عقول الطلبة الذين ينصعون إلى هؤلاء بسرعة، فنحن فى موسم الامتحانات الآن، وما أحوجهم إلى كتابة كلمة دون اجهاد منه لكى ينال النجاح مع مرتبة الشرف، لذلك يستجابون لهؤلاء بائعين الغش المبتكر، فقد ابتكروا طريقة للتربح من وراءها بسهولة، فقد صنعوا كتيب صغير لا يتعدى الخمس سنتمترات يحوى ملخص المادة، ثم يبعونه على أبواب الجامعة، والطالب الذى يلهث وراء معلومة يكتبها فى الامتحان هو ذبونه، فيقوم بشراءها فورا، المهم يحصل على الكتيب الذى يفك المعضلة فى الامتحان.
هذه الطريقة يتبعها بعض الشباب الذى يجد فيها ملازا له، ولا يتم توزيعها فى الخفاء بينهم وبين الطلبة، إنما توزع على قارعة الطريق جهارا نهارا، والاقبال عليها كثيف لما لها من فائده للطلبة عندما تسنح له الفرصة باستخراجها.
وإن كان معظم الطلبة تعتمد على هذه الطريقة، والسؤال الذى يطرح نفسه، لماذ يتركهم مراقب اللجنة بإظهار ذلك، وإن كنت لا أتهم مراقبين اللجان، ولكن هناك طلبة يمتلكون احترافية فى الغش، حتى تعددت أساليب الغش المبتكرة الآن، خصوصا بالنسبة للفتيات المحجبات بالذات، فقد كان الغش بالنسبة لهم طريقة سهلة للغاية، لأنهم يغشون بطريقة أكثر احترافية، من خلال وضع سماعات الاذن تحت التحجيبة وتوصيلها للهاتف من خلال سلك تحت ملابسها، ليكون متصلا مع أحد الاشخاص خارج المدرج، ثم تهمس له بالسؤال ويقوم هو بالبحث عنه وتبليغيها به وتكتب وكأنها تكتب من الذاكرة.
هذه الطريقة سهلة للغاية تتبعها معظم الفتيات، ومنهم من يقع تحت يد المراقب، ومنهم من تحصل على الاجابة النموذجية من الكتاب على غفلة من المراقب، الذى ينشغل فى شئ ما خلف أو أمام المدرج، أنظر كيف كان حظ الفتيات من شباب خايب الرجا.
كلهن غش محرم، فقد حرمه الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم : من غشنا فليس منا، والغش عاده سيئة لا بد من التخلص منها بالتوبة إلى الله، وأن يعتمد الطالب على ذكائه فقط حتى لا يغضب الله ورسوله، لأن الغش لا ينبغى أن يكون فى مسلم يشهد بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.  




مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...