الأحد، 6 أكتوبر 2024

مجموعة قصص قصيرة جدا.. بقلم/ فوزى اسماعيل

 

قصص قصيرة جداَ..


أسـم واحــد

(100قصة قصيرة جدا)

بقلــــم 

فوزى يوسف إسماعيل

 

موعد

هى لم تكن بالمنزل، الساعة تشير السادسة مساءا، جاء رنين الهاتف قويا، عبر الأنسر ماشين، أنا لم أكـــــن بالمنزل أترك رسالتـــك بعــــد ســماع الصفارة .

قالت خالتها الرسالة :

- أنا خالتــــك، العريس يصل غــــدا، كونى بإنتظاره .

عندما عادت إلى المنزل، لم تكن الحرارة موجودة بالهــاتف، بعد ساعة قررت السفر إلى الإسكندرية لتنزه سبعة أيام.

*       *       *

أجازة

كانت تتعجل أجازة نصف العام، باقى عليها عشرون يوما لتذهب إلى أسرتها فى القرية، لأنها كانت منذ بداية الدراسة وهى فى المدينة الجامعية بأسيوط، لم ترى أهلها منذ شهور الدراسة، لم تزورهم يوما ترشيدا لنفقات السفــر، كانت تترقــب بشغف، بعد يومان قرأت فى لوحة الإعلانات بالكلية عـــدم نزول الطالبات أثنـاء الأجازة حتى نتمكن من أداء الإمتحان لظروف طارئة.

*       *       *

عنوان

لم يستدل عليها بعنوان، عنوان مجموعة قصصية لها، أرسلتها لإحدى المسابقات التى تعلن فى الصحف، فــازت بجـــائزة فى المسابقة، لم يكـــتب على المظروف عنوان حتى يتم الإتصال بها، تستحق الجائزة بجدارة، ولكن يحول تسليمها لهـــا، لأنه لم يستدل عليها بعنوان.

*        *       *

حُب

ترقبت مجيئه من الخدمة العسكرية، ترددت فى الأعتراف له عن حبها، سمعت أن أهله يطلبون منه أن يرتبط بفتاة من القرية، أسرعت إليه لتشد أنظاره تجاههــا، لم يفكــر فى ذلك، لأنه مقــبل على عرض قوى فى الجــيش، كان يتحــدث كثيرا عن بطولات الجنود، فكرت فى حيلة، فوضعت صورتها فى جيب بذلته دون أن يشعر.

ســافر وبعد أيام أتصل على أهــله عبر الهاتف للبحث عن صاحبة الصورة ولكــن

دون إسم.

*       *       *

وداع

كان متكئا فجلس، عندما شـاهد أبيه مٌقبلا عليه، جالســــه بعض الوقت ليتحدث معه عن أمور الزراعة، وعن زواج أبنته الوحيدة وأخوته الصبية الأربعة، وكأن الرجل يودعه، حَّمــــل ولده الكبير البكرى الأمانة، لكن الأمانة كانت ثقيـلة، صلى ركعتين المغرب وذهب إلى فراشه مستريحا يتنفس الصعداء عندما وجد الإستجابة من أبنه، بعد العشاء كانت جنازته تخرج من الجامع الكبير.

*        *       *     

هزيان

كانوا أخوة رجـــالا ونساءا، وللذكر مثل حـــظ الأنثيين لابد من تنفيذ الشرع، لكن الرجال طمعوا فى الميراث، لم تنل الأنثيين حظهما فى المـــيراث، ولا وكيل لهما

إلا الله، أشتدت المشاحنات، كما أشتد عليهم المرض، عرفوا ما فعلوا فى أخواتهــم النساء، حشرجة سكرات الموت لازمتهم أياما وليالى، نصحهم شيخ الجامع برد ما أغتصبوه حتى تفيض روحهم بسلام، فعلوا وتنازلوا عن حقوقهم فخرجت الأرواح إلى بارئها.

*        *        *

مهمة

إلتفتت فوجدته خلفها، سألته بشغف، لماذا لم تذهب إلى عملك فى 6 أكتوبر، رد عليها بتلكأ، لكن بداخله فرحه غامرة، لم أسافر حتى أتـم مهمة عاجلة، لم يبوح لها عن نوع المهمة، ولكن كان قلبها يرقص فرحا، فهى تنتظر أن يتقـــدم لها، ســـاد الصمت وهو ينظر لها بتمعن، كان لا يهتم بها طول فترة الأجازة .

فى العشاء إنطلقت الزغاريد من بيته، فقد سلمه ساعي البريد خطاب الوظيفة.

                              *        *        *                             

ذكرى

إلتحق بالوظيفة وهو يعـــول أسرة، يأتى يوميا من محافظته ميت غمر عبر القطار، كان خفيف الروح، دعابته يرقص لها طوب الأرض، لم يحمــل هماً إلا هَــم مرضه الذى إبتلى به، كان عنده أمل فى غد مشرق، زوج أبنته بعد ما حصلت على الشهادة الجامعية، لم يمضى بعدها إلا شهور قليلة، كان بمثــابة أخ وصــديق وزميـل العمر، فارق الحياة فى الأربعين من عمره، حــزن عليه كل من عرفه، رغم أنه كان يكــره سيرة الموت، لكن الموت عجل به، ولم يبقى إلا ذكرى.

*         *        *

إعتزاز

فى الذكرى الأربعين لزوجها، مالت بوجهها على شاب، فغمزت له بطرف عينها، أتبعها حتى الشرفة، فاتحته فى الزواج، أعتزر، قــدمت له كل التسهيلات، إعتزر، عرضت عليه سكن فى منطقة أخــرى بعيده حتى يتجنبوا كلام الناس، إعتزر، بعد ثوانى جــاءته زوجته وجذبته من ذراعــه، تعالى حتى تذهــب معى إلى المستشفى

حتى أضع مولودك الرابع.

*         *        *

أمل

ربما عاهـــدته بأن تتزوجه، ولكنها فى قـــرارة نفسهــا لم تكن متأكدة من ذلك، فهو هوائى ليس جادا، درست أخلاقه جيدا، ودرست أحــواله، كان يواعــدها بأنه سيفعل من أجلها المستحيل، لم تلمس شئ من جانبه على أرض الواقع، طلبت منه أن يوفى بوعـده بتجهيز الشقة، وعـدها ولم يفى بوعده للمرة الثانية، قطار العمر يمر دون أن تشعر، أختفت أيام وظهرت بعدها، حضرت مراسم عزاءه جراء الإدمان.

*        *        *

تذكر

كانت شابه وهـــو فى الأربعين من عــمره، تزوجا عن حب، قضـوا سنوات جميلة أثمرت عن طفل صغير، كان دائما يتذكرها بأن تذكره بعد موته، أكــدت له أنها لن تنساه مهما طال الدهر، بعد سنوات وافته المنية، تذكرته شهور،بعدها رأت نضارة وجهها مازالت براقة ، وجــدت فى نفسها تميل إلى الزواج، عرفـت أحــد الجيران،

نست زوجها، أودعت طفلها دار الأيتام.

*        *        *

وجه

رأت وجهها فى المرآة، مازالت نضارة بشرتها مشرقة، إعترفت لنفسها بأنها ستكون ملكة متوجة، رفضت خُطاب كثيرون، مازالت تبحث عن فتى أحلامها، لم يأتى بعـد، سرقتها السنين، وجــدت خصلات الشعر الأبيض تبدأ فى الظهور، والتجاعــيد تخـط وجهها، أنزعجت، أرادت أن تتزوج، لم يتقدم فتى أحلامها، مــرت السنين منتظــرة، تأملت وجهها كلما نظرت فى المرآة، فاجأة  أختفى نضارتها .         

*        *       *

عين

عين الحسود فيها عود كما يقولون، بدأ يخفى ماله فى خزائن خاصة فى شركاته، بدأ يبيع شركاته الثلاثة ويكتفى بواحـــدة، حتى لا يحسده أحـد، قنن ماله فى مكان واحد، كأن أبتلىّ بالبخل، معتقــدا أن كل من ينظر إليه يحسده، عمل المستحيل ليمنع الحسـد عن ماله، وضع الخرز الأزرق والكف والخمسة والخميسه، أستيقظ فى الصباح على خبر لحريق هائل فى شركته الرابعة .

                          *       *        *                         

سراب

وضع نفسه موضع لا يحسد عليه، وجد نفسه أنه قادر على فعل كل شئ، أخذته العزة بالإثم، لم يحمد الله على النعمة التى أنعمها عليه بحب الناس له، أخطأ فى معاملـته مع الناس الآخرين، سكن الكبرياء قلبه، أنزله الله من النعمة، وأبدله موضع سوء،ضاعت كل جهوده سُدى، كأن ما فعه من خير سار (سراب)  .

*       *      *

إصرار

أشاحت بوجـــهها عنى، أتهمتنى بأننى أعرف إمرأة غــيرها، حلفـت لها لم تصدقنى، حلفت لها صدقتنى.

سألت نفسى لماذا  لم تصدقنى فى المرة الأولى وصدقتنى فى المرة الثانية .

إستفسرت منها، قالت : لأنك كنت مُصِر.

*       *       *

خديعة

كانت تطل بوجهها ثلاث مرات يوميا، كان قلبى يرقص فرحا عندما يراها، علمت من نظراتها أنها تحبنى، بدأنا نتهامس وكأننا عاشقان نهيم فى بحــر الحب، قررت أن أتزوجها، بعد أسابيع قليلة جاءها العريس التى تحلم به، واجهتها، قالت :

(مفيش بنت بتحب أتنين فى الدنيا)

إنسحبت.

*         *        *

الحرباء

تلونت كالحرباء، كانت تحظى بجمال براق، عرفتها بعدما يأسـت من حبى الســابق، وكانت أيضا قريبة من دارنا، فمن السهل أن أقابلها كل دقيقة والثانية، عرفـــت أنهـا على علاقة بآخر، لكن كنت أغالط نفسى، أحببتها وتمنيت الإرتباط بها، ظهر الحب الآخر لها بقوة، وجدت نفسى كأنما يُضحك علىّ، واجهتها، قالت لى :

(كل زير يبحث عن غطاة)..

إنسحبت .

*       *       *

الخنفساء

أستعرت منها كتاب، لأطلع على بعـــض المعلومات فيه، قــرأته، إنتابنى شعــور بالإعجاب بها، على أنغام موسيقى مـــداح القمر لعبد الحليم حافظ، أخذتنى أحلام وردية، طلبت الكتاب، كتبت لها كلمتان شكر فى ورقة ورسمت فى آخـــر حرف من أسمها قلب لعلها تحس بى.

فاجأة وجدت الورقة بين قدمى وأنا جالس مع أخيها، فقد وضعها دون أن أشعر.

إنسحبت.

*       *       *

الموت

الطرد اللذيذ على غرار فيلم الموت اللذيذ، رأينا بعضنا لأول مــرة فى زيارة لها عندنا، كان موضوع خطبتنا أسهل ما يكون، زرتها فى مسكنهــا فى المدينة، كنـا كروميو وجوليت، لكن بعد شهور تبدلـت من اليمامة الوديعة إلى الصقر الجريح، أتهمتنى بجهلى فى الميديا،هيئتى لم تكن كهيئة الشاب لتعجزنى طلبت أنتقال عش الزوجية فى مدينتها، وضعتنى بين خيارين، إما تنفيذ طلبهــــا أو الموت للأبــــد، ولا أنى أعرف مآسى المدينة، فضلت الموت للأبد.            

*        *        *

اليمامة

كانت كاليمامة الوديعة، على طريقة فاتن حمامة، كانت فى مثــل سنى، حــبوها زملائها فى المدرسة، توهموا أنها تفـضل أفضلهم، لكن قلبها لم يدق لأحد منهم، عندما كنت أتحدث معها بالمصادفة أخجل، ولا أستطيع تجميع كلمتين مفيـــدين، إلتحقت بالخدمة العسكرية بعد الدبلوم،عندما عُدت وجدتها تزف على أبن خالتها.

إنسحبت.

*        *       *

صبر

هجر قريته للبحث عن عمل حتى يجتاز فترة الفقر التى أنتابتة، سافــر إلى دولة فى الخليج بالمصادفة من إحدى الجرائد، عمل فيه وأستقر وضعه المالى، أرسل إلى والده المال المطلوب لتصليح منزله، بعث لأخوتة كى يلحقوا به.

داوم على الكد والكفاح حتى إنصلح حالة.

لم ييأس فإن بعد العسر يسرا.

*        *        *

ممثل

ممثل ليس من نجــــوم الشاشة، بل من نجــــوم الحياة، يبدع فى خــــداع الآخرين، حتى وصل به الأمــــر أن ينصـــــــب على أبن زميلة فى مبلغ كبير، حصـل عليه بالطرق الملتوية، لم يستيقــــظ ضميره فى  إسترداد المبلغ إلى صاحـــبه، عـــــذبه سوء نيته، فى جســـــده، فى ماله، فى معاملته مع الآخرين حــــــتى كــاد لا يهـنئ براحة .

وافته المنية وهو ما زال مديونا للآخرين.

*         *        *

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...