الأحد، 6 أكتوبر 2024

قصص قصيرة جدا.. بقلم/ فوزى اسماعيل

 

ضريبة

كان قد تزوج مؤخرا، صديق حميم له جالسه قبل الزواج بيومين، وتركه وسافر، لــم يستطع ممارسة حياته الزوجية على أكمل وجه، يأس من العلاج المتواصل، وكثـــرة تردده على الأطباء، عـــاد صديقه من الخارج بعــد عامين وجالسه فى نفس المـكـان الذى جالسه فيه قبل سفره، أعترف له بأنه كتب له على نجمه من نجوم السماء،حاول معه لفكه، إستجـــاب له، أسـرع إلى زوجته لكى يرى صدق كلامه، فعــل، عـاد إليه وأطلق عليه الرصاص.

*        *       *

عناد

عمــل بوظيفة عامــل، قفز على ســن الأربعين من عمـره، رغم أنه ميسور الحال، جهز شقته على أكمل وجه، لا ينقصها إلا الزوجة، صمم على زوجة ذو مواصفات خاصة، أول هــذه المواصفات إنها حاصلة على مؤهـل عال، كيــف وهو لا يحظى بتعليم جامعى أو متوســط، صــبر حتى الفـرج يأتيه، أمامه فرص ليختـار أفضلهم، هوس عقـله فى شراء الأرض، عدى سنه القانوني للزواج، رغم أن الرجل لا يعيبه سنه، كل الأراء أجمعت بأنه لا يصلح للزواج من بكر، وإنما من أرملة أو مطلقة.

*         *        *

المبتكر

إلتحق بالوظيفة فى الستينيات، كان مثــال الموظف الكوفئ، كان يستحــى أن ينظر فى وجــه إمرأة، عُـرف بأمانته وإخلاصه وتفانيه فى العمل، يبتكــر ويصنع وكأنه أستاذ فى مهنته، علم أولاده معنى الإخلاص فى العمل، لم يذكر أسمـــه بعـد وفاته إلا وترحم عليه الحاضرين، خلف من بعده ذكرى لا تنسى، حتى فى مماته مازالــت إبتكاراتة تعيش حتى الآن.

*       *       *

وجهين

ألمت بكل إسوداد الدنيا على رأسها، لفــراق زوجه، كالذى  يبدو المعبود لديهـا، بعد فراقه بأشهر قليلة، تبدلت حالة الحزن عندها، بل ذهـب إلى بلا رجعة، بحثت عن زوج آخر، لم تتذكر زوجها إلا قليل، فقط من أجل أولادها، بناتها الثلاثة بدأوا يتركوها وحـيدة بلا أنيس بعد زواجهن.

متسائلة نفسها، هل سأبقى فى الدنيا بلا أنيس.

تجنبت كلام الناس لكنها فى قرارة نفسها تنتظر الزوج الثانى.

*       *       *

وَّهم

تفننوا فى الوّهم، أراد أحدهم أن يبيع ماشيته التى فى لغة السوق عجوز عجفـاء، بردوا قرونها بمبرد، وركبوا غيرها، لصقوا ذيلها، لم تجد الماشية بُد إلا الفرار، أسرع صاحبها خلفها للإمساك بها، كلما أمسكها أحد سقط قرنها، وأزيل ذيلهــا،

أنطبق عليها المثل القائل بالعامية :

(حلق حوش ولا تمسكشى)..

*        *        *

داء

تبدوا كالوردة اليانعة، تطل بسحنتها كل صباح لترى جمالها فى المرآة، تزوجت منذ أربعة أعوام، رزقها الله بولد فأبقت عليه، لم توافق على أكثر من ذلك حتى لا يضيع شبابهـا، العزوة هى الثــروة، هكذا سمعت من أمها وحماتها، لم توافــق على رأيهــن مـــرت سنوات، ظهـــر المرض عليها، نصحهــا الأطباء بإستئصال الرحــم، فعلت، وفرحت، لم أجهد جسدى بعد اليوم.

بعد فراق زوجه أعجبها  الزواج العرفى.

*        *        *

البشوش

منذ أن وطأت قدماه الوظيفة وهو حسن الخلق، وكأن وجــــهه مبتسما دائما، عنــــدما تفتش فى قلبه لا تجد ضغينة لأحـــد، يعمل سائقــــا رغـم أنه فى قطاع آخــر غـــــير قطاعنا، لكنه لا يفرق بين هذا وذاك، خـدوم بلا منــازع، فارق الحياة مبكرا، مازالت رائحته تملئ المكان.

*        *        *

شك

ذهبت لتلوم صديقتها فيما تقول عنها، مازالت تزرع الشوق بينها وبين زوجها، رغم أنهما صديقتان منذ صغرهما، فتشت عن شئ قد قالت لها عنه، تبدلـت معاملتهما إلى الأسوء، لم تسلم من مهاجمتها لها، قــررت أن تكشف الحقيقة، أرتبك زوجهـا عندما كلمته عن أمـر صديقاتها، شكـت فى الأمر، تتبعته عندما أسـرع إلى الخارج، دخلت عليه فى شقة مفروشة، وجدته فى أحضان زوجها.

*         *        *

القضبان

لم يجد حل إلا ترك المكان، فقد نهرته زوجته فيما بدر منه عندما طلبت منه أن يستلف مبلغا لشراء أجهزة كهربائية مثل جارتها، أعتذر لها بشدة، غاب عن المنزل ساعات، جاءه زميله وترك له مبلغا من المال فى حقيبة ليسلمها لحسابات الشركة، وكأنما فرج عليها كربتها، حققت رغبتها وأشترت ما يلزمهــا، جاءها خــبر بأن زوجهــا خلــف القضبان.

*        *        *

صدفه

كانت تعمل فى مصنع لتغليف الموالح، أحبت شابا يكبرها بعامان، وجدت نفسها أنها لم تستطيع أن تعيش بدونه، إتفقا على الزواج، كانت أختها المطلقة تعمل معها وتعرف بالعلاقة، وافقت.

فى اليوم التالى أعترف الشاب لوالده عن كل شئ، رحب بطلبه، لكن رغم أنها من بلد أخرى لم يعرف أبيه عنها شيئا، بالمصادفة كانت شقيقة والده تزوره، وضحت له أمر الفتاة، بالمصادفة كانت تسكن فى المنزل المقــابل لها، رفضت بشـــدة، لأن والـدهــا أستطاع أن يطلق أبنته الكبرى من زوجها.

*          *         *

حنين

زادت عليه طين وبله، لو كان الله يريد أن يستجيب لدعواتها عليه لنسفه نسفا، تزوج عليها زوجة أخيه المتوفى، يرعى أبنائها مع أبنائه، رغــم أنها لم تطيق هــذه الزيجة، لكن كل دعــواتها كانت من وراء قلبهــا، أمتحنه الله فى حــادث بسيط، هرولــت إليه وبكائها لم ينقطع، عرفت قدر زوجها ولو كان (عظم فى قفة) .

*          *          *

إعتذار

ربما تكون المرأة التى أتت إلى زوجتى تقول لها أنها رأتنى أسير مع ما تدعى ماجى، فعندما عُدت إلى البيت رأيت زوجتى غاضبة، فحلفت لها أنها زميلة لى فى العمل فقط، فتذكرت ما قولته عنها ذات يوم ، حتى أعتذرت لى.

                                        *         *        *

جنون

كانت تطلب منى المزيد من المال، وهو موظف بسيط ، لشراء فستان قد أعجبها فى الأتيلية، واليوم تنتظرة فى الساعة المحددة لرجوعه، فلم يرجع وأنتظرت ساعة أخرى فلم يرجع، وساعة أخرى فلم يرجع، بعدها جاءها الخبر، أذهبى إلى زوجك فى مستشفى الأمراض العقلية.  

                                                        *       *      *

مصير 

أمسك موظف الصحة القلم، كتب، كانت البداية فى عام 1905م أتولد، فى النهاية كتبت الملائكة فى عام 1990 توفى.

                                                            *        *       *

مَسك

كانت تتباهى بشبابها، تقضى أمام المرآة ساعات تصنع لوجهها مسكاً، مرت سنوات تكاسلت عن صنعه، ظهر وجهها بلا تزييف، شق وجهها التجاعيد وشعرها زاده تعقيد.

 

                                                           *       *       *

الجنتل 

كان يعرف فى المنطقة بالجنتلمان، يصرف على أصدقائه بصورة مفرطة، بعد أيام أصابته وعكة صحية، طلب الطبيب من أصدقائه سرعة نقله إلى وحدة علاج الأدمان، بعد لحظات لم يجد الطبيب من يضمنه.

                                           *       *     *

                                 ورث

ترك الأب ثروته لأولاده الأربعة، تكفل بها الأخ الأكبر، على أن يحسن توزيعها، كان من ضمنهم أختهم التى تزوجت مؤخرا، تراجع عن أعطائها ورثها المستحق، زوج شقيقاه الباقيان، عند توزيع الورث، قدم لهم مصروفات تفوقه.

*        *       *

نية

طلت من الشرفة فوجدته وسيم، حدثت أصدقائها عبر الهاتف بأنه آتى إليها فتى أحلامها، فقد حدثتها العائلة عنه قبل ذلك، قدموا له واجب الضيافة، بعد لحظات طلب منهم أن يخلوا المنزل لأنه أشتراه من صاحب العمارة.

*       *      *

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...