الاثنين، 19 أغسطس 2019

مقال/ الزيادة السكانية ومشكلة الغذاء

الزيادة السكانية
ومشكلة الغذاء

لقد أعلنت الدولة أن عدد سكان مصر وصل إلى مليون وأربعة مليون نسمه، وهذه الزيادة الرهيبة التى تشهدها مصر من منظور الخبراء أنها خطرا كبيرا لا بد من مواجهته، بطرق سلميه عاقلة، ودراسة متأنية مستفيضة فى هذا المجال بالذات، أولا لأن هناك من يقول، يولد المولود ورزقه يسبقه، وهذا القول لا غبار عليه.
ولكن نحن فى مصر لسنا  كأى دولة أخرى، فهذه الزيادة التى قُدرت إلى عام 2030 سيكون لها خطورة كبيرة تؤدى إلى أنفجار حقيقى لم تشهده مصر من قبل، لسبب أولا لأن مساحة مصر ليست بالقدر الكافى لإستيعاب هذه الزيادة، فنحن نركز تمركزنا حول جانبى النيل والطرق الرئيسية، وكذا البحرين الأبيض والاحمر، وكثير من الناس يرهبهم تعمير الصحراء ويفضل العمران، حتى ضاقت بنا الأرض بما رحبت، وضاقت الرقعة الزراعية التى هى مصدر أملنا فى البقاء على قيد الحياة.
نحن فى مصر لسنا كالصين التى تعدت الزيادة السكانية فيها إلى أكثر من مليار،وهذه شماعة للذين لا يعجبهم تنظيم الأسرة، وللذين يخوضون فى حديث مثل هذا، فعندما يسمعون بهذه الكلمة على الفور وسريعا ما يرددون بنسبة عدد سكان الصين، ويقولون أنت الرازق أم الله، فالصين بها أيد عاملة كبيرة تعمل فى جميع المجالات المختلفة، حتى الطفل نفسه هناك يعمل، أما هنا نحن فمعظم شبابنا لا يعملون، يبحثون عن وظيفة حتى تتهالك قدماه، وهذا ما يجعل الدولة تقف بالمرصاد للزيادة السكانية.
هنا أمر آخر، وهو الذين يقولون عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تكاثروا تناسلوا فإنى مباهى بكم الأمم يوم القيامة، نعم هذا الحديث صحيح، ولكن قال أيضا ستكونون كغثاء السيل، ولكن هذا التكاثر لا بد وأن يعمل الشباب ليأكل من كده وجهده واجتهاده، لذلك لا بد من الدولة أن تعمل جاهده فى توفير معيشة طيبة لكل مواطن، فكل أسرة لها استلزاماتها الأساسية لمعيشة طيبة، من مسكن وصحة ومأكل ومشرب وغيره.
إن هذه الزيادة يتطلب لها الغذاء الكامل، ومسألة الغذاء تؤرق الجميع، ففى دول أخرى بها نقص شديد فى الغذاء والماء، حتى أنها كادت تفنى منها البشر، قبل أن نفكر فى الزيادة نفكر فى كيفية توفير الغذاء والماء والمسكن والرعاية الصحية وغيرها.
مصر الآن على أعتاب مشكلة كبرى، وهى ارتفاع الزيادة السكانية، ليس فى القاهرة  وحدها، بل فى معظم المحافظات، فى الغربية وصل عدد سكانها إلى خمسة ملايين وربع، ومثلها الشرقية والاسكندرية ومحافظات الصعيد، كل هؤلاء يحتاجون الرعاية الكاملة لتضمن حياة كريمة، وموارد الدولة ليست بهذه الصورة التى تغطى كافة متطلبات المعيشة، خصوصا مع أرتفاع الأسعار الرهيب الذى نعانى منه.
لا بد من حلول لهذه المشكلات، ليس فقط من قبل المختصين بل من قبل الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة، بفتح مجال لإستعاب هذه الزيادة، حتى ولو بفتح عمل ينفع الصغار والكبار معا، قبل أن تفاجئنا الزيادة بإنفجار سكانى يصتعصى علينا حله.


ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...