السادةالمعلمين
أمر هام
لا بد أن ينتبهوا
السادة المعلمين فى المدارس الابتدائية خصوصا التى يوزع فيها البسكويت المدرسى على
التلاميذ الصغار، بأن هناك اشاعة تتردد بقوة على ألسنتهم خاصة بصناعة البسكويت،
حيث أنهم يرفضون تناولها لكونها مصنوعة أو معجونة من الخنازير، والتلاميذ الصغار
يصدقونها فيمتنعون عن أكلها، ولا بد من كل معلم فى مدرسة وفى كل فصل أن يوضح كذب
هذه الاشاعة، أو يقوم مدير المدرسة بالتنبيه على التلاميذ بعدم صحة هذا، وأنها
صحية مائة فى المائة، حتى يعود التلاميذ -إلى تناولها دون خوف، وأيضا تتلاشى هذه
الفكرة من عقولهم، وإلا يمنع عنهم توزيع البسكويت نهائيا.
هذا أمر هام وخطير فى
نفس الوقت، ولا بد من توضيحه فورا، لكى لا ينطبع عند الاطفال الصغار هذا الانطباع
الخاطئ، لأن حصة التغذية لدى التلاميذ مهمه، وعليهم ألا يتركوها أو يكرهوها ما
دامت المدارس تصرف مبالغ طائلة على التغذية المدرسية، ودور المعلمين فى ذلك بأن
يقوموا بشرح فكرة التغذية للتلاميذ من مصدرها حتى وصولها لهم، ووزارة التربية
والتعليم لابد وأن تنبه على جميع المدارس بذلك، فهذا لم يحدث فى مدرسة واحدة، لا
بد وأنها معممه، لأن الاشاعة تسرى بين الناس كالنار فى الهشيم وبين مدرسة ومدرسة
أخرى سريعا، وهذا أيضا يُعد من الارشادات التى ينبغى أن تلقن المدارس بها وبغيرها
من محاسن وأخطاء فى حياتهم اليومية، حتى ولو تدون على أفرخ الورق وتعلق فى الفصل
لكى تكون لهم تذكرة.
السادة المعلمين،
التربية الصالحة تبدأ من عندكم، فإذا صلح الطفل واسس على ذلك، صلح العقل، وإذا صلح
العقل صلح المرء وصار رجلا يعتمد عليه ويشاد له بالبنان، واصلاح المجتمع يأتى من
تلك التربية الصالحة، فأنتم المسئولون قالب وقالبا على اصلاح المجتمع بأسره، وأنتم
ضمير الأمة، فأصلحوا ذات بينكم.
وليس من الصعب أن
يعطى كل مدرس ومدرسة جرعة توعية للطلاب كبارا كانوا أو صغارا، ولو لمدة ضئيلة لا
تتعدى الخمس دقائق، يتكلم فيها المدرس عن الارشادات الصحية والبيئية والمجتمعية
لكى تنير الطريق أمام الطلاب الواعين فى حياتهم اليومية، ويرضى عنهم الله ورسوله،
وهذه رسالة المعلم من الدرجة الأولى ومن صميم عملهم كمدرسين يعلموا جيلا وراء جيل،
لأن مهنة المعلم لا تقدر بمال، ولكنها عند الله عظيمة، فلابد من كل معلم ومعلمه أن
يجاهدون فى تعليم الطلاب بما يرضى الله ورسوله، فشأنهم كالمجاهدين فى الميدان،
فهذه المهمة لا تقل شأنا عن جهاد المحاربين، والله فى عونهم ما داموا فى عون
أخواتهم، والله المستعان وهو خير الحاكمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق