حوادث القطارات فاجعة كبرى
عندما تفاجئ مصر على حادث من حوادث القطارات،
تقع القلوب من صدورها، وتترقب العيون وتدمع لما حدث من أثارها، ضحايا لا ذنب لهم تُحرق
فى لحظات، مثلما خلفها القطار الطائش فى محطة مصر، بسبب جهل سائق أعمى القلب
والضمير، هذا السائق المسئول الأول والأخير فى هذه الكارثة المدوية، الكارثة التى
راح فيها ضحايا من الأبرياء ممن ينتظرون القطارات القادمة، كما إن ضحايا القطارات
التى تسببت فيها اهمال السكك الحديدية، آتاهم الموت وهم على رصيف 6 الرصيف الذى
شهد لحظات الجحيم فى الدنيا، ومرفق السكك الحديدية الذى يُعد المرفق الحيوى فى مصر
يخدم ملايين المواطنين على جميع الإتجاهات، ذهابا وإيابا، يُعد مقصرا فى حق كل
مواطن، ويسوده الإهمال الذريع فى داخله، ولا يخلوا مرفق السكك الحديدية من تدكس
الركاب يوميا وفى كل لحظة تمر عليه، لكونه الوسيلة السهلة والرخيصة للمواطن العادى
ذو محدودى الدخل، فيستقله الكبير والصغير بأعداد لا حصر لها، خصوصا بعد ما ارتفعت
أجرة المواصلات العادية بين المحافظات، وإن كنا نتهم فى هذا الموضوع وزارة المواصلات
نفسها فى هذه الفاجعة، والتى تُعد هى الأساس فى هذا الحادث، لأنها غير مهتمين
بمنظومة السكة الحديد التى تحتاج دائما إلى كشف مبكر للقطارات، حتى كدنا نسمع كل
فترة وأخرى عن حادث بهذا النوع، وكان متزامنا مع هذا الحادث حادث أخر وقد خلف من
وراءه 6 مصابين وفقيد واحد، جراء اصتدام قطار بسيارة لورى على خط سكك حديدية
بمحافظة مطروح.
أعنى بذلك بأن منظومة القطارات باءت بالفشل
الذريع ومهددة بالإنقلابات والإصتدامات المستمرة، أولا لعدم اختيار السائق الكفء
الذى يعتمد عليه لقيادة القطارات، والذى يكون أيضا له ضميرا مستيقظا يحمل مسئولية
نقل أرواح إلى الجهات المختلفة فى كل أنحاء الجمهورية، ثانيا، عدم الكشف والصيانة
الدورية على القطارات والجررات، مما يهدد القطارات التى تسير على سرعة عالية بعدم
انتظامها.
والإخلال فى قطارات الهيئة يُعد جريمة كبيرة
لا تغتفر فى حق الوزارة، وفى حق القائمين على قيادة السكك الحديدية، كونها كون الطائرات
التى لا تخلو هى أيضا من كوارث ناجمة عن الإهمال الجسيم فى منظومتها، ولقد ذاقت
مصر مرارة فى حوادث الطائرات وثار حولها جدل واسع النطاق قبل ذلك وراح ضحيتها مئات
الركاب.
الحوادث الممثلة بهذه الطريقة هى قضاء وقدر
لا جدال فى ذلك، ولكن لا نضع أيدينا فى التهلكة ما دام هناك إصلاحات ومتابعة
للمركبة، وإلا يسمى هذا جهلا واهمالا جسيما، ليس فيه تسامح، لأن أرواح الناس ليست
لعبة فى يد ما لا يرحموا، ولا بد من المسئولين أن يضربوا بيد من حديد على
المقصرين، حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى، ونحن كمواطنين على هذه الأرض لنا حق فى
ذلك، لأن الدولة متعهدة فى رفع كفاءة المركبات العامة أى كان نوعها مقابل أجر تحصل
عليه من الراكب أولا، وأجر تدفه للقائمين على رفع مستوى المركبة وحُسن ادارتها
أولا وأخيرا.
هذه الفاجعة التى ألمت بالمصريين جميعا،
جعلتهم جميعا يتألمون لمن فقدوا ذويهم ولمن لا يستقلوا القطارات، لأن نسيج الشعب
المصرى واحد يتأثر بأزمات دائما أى كان نوع هذه الأزمات، كما قال صلى الله عليه
وسلم : المسلم أخو المسلم يشد بعضه بعضا.
اللهم سلم مصرنا الحبيبة من كل سوء يا رب
العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق