والمستقبل للإنسان قد بينه الله فى أمور عديدة منها على سبيل المثال، يوم القيامة، لا تقوم القيامة إلا يوم جمعة، كما بشرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، لا نعرف ما هى الجمعة التى تقوم فيها القيامة، وإذا فعلت الخير تكون لك الجنة أو سيكون جزائك الجنة، وإذا أِزيت أحد أو خاصمت أحد وقتلت أحد سيكون عقابك النار، هذه المستقبليات بينها الحق سبحانه وتعالى لعباده للسعى إليها .. فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يرى.
أما المستقبليات التى تتعلق بالقيامة والروح والموت لا
يَبهَمهَّا العقل الذهنى أين تقع، أين تكون، أين المكان والزمان.
حتى الرسل عليهم السلام جميعا كانوا لا يطلعون على ذلك،
لقول الله تعالى :
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ
أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا )
حدثنا يحيي بن إبراهيم المسعوديّ، قال: ثنا أبي، عن أبيه،
عن جدّه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: " بينا أنا
أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حَرَّة بالمدينة، إذ مررنا على يهود،
فقال بعض
هم:
سَلُوه عن الروح، فقالوا: ما أربكم إلى أن تسمعوا ما
تكرهون، فقاموا إليه، فسألوه ، فقام فعرفت أنه يوحى إليه، فقمت مكاني، ثم قرأ :
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ
قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلا)..
فقالوا : ألم ننهكم أن تسألوه.
فالروح لا يعطيها الله سرها حتى للرسل أنفسهم، وهنا قدرة
العقل لا تستطيع أن تتنبأ ولو بشئ ضئيل فى الاعتقاد بذلك، حتى أن الغرب الذين
يتصارعون فى اختراع الأجهزة المتقدمة والمتطورة لا تستطيع الوصول إلى الروح، لأن
الروح من ذات العلى الخالق.
يقول الله عز وجل:
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ )الآية 53 فصلت.0