تغيير نفوس البشر
سؤال يحيرنى، سؤال كثيرا من الناس يتسائلونه،
ولكن أجاباته مختلفة، لماذا تغيرت نفوس البشر؟
ولماذا نفرت الناس من بعضها ؟ ولماذا ؟
ولماذا ؟ أسئلة كثيرة لابد من إجابة شافية لها.
لم تتحسن نفوس البشر فى لقائهم ببعضهم البعض
هذه الأيام، وكأن الناس أصبحوا لا يطوقون شيئا، ولا يريدون أن يصلحوا ذات بينهم،
إلا أنهم متشاحنون على أتفه الأسباب، فتجد كثيرا من الناس لا يحترمون الآخرين، حتى
كادوا لا يتصادقون مثل الماضى، ولا يتعاملون معاملة حسنة، فقلة قليلة تسير على هذا
النهج، أما معظم الشباب تجدهم فى وادى آخر، هل هذا نقص تربية، أم ضيق الحياة جعلهم
فى هذه الحالة، وكثيرا من الناس لا يخلون من التنمر، لأن عيون الجاحدين تلاحقهم.
ونحن فى القرى لا نعرف لماذا صرنا فى الحضيض،
فكنا فى السابق كانت الصداقة وترابط الأسرة مبنى على التعاون، والتماسك، والترابط،
كانت القرى تتميز بهؤلاء الصفات الحميدة، إلى أن تغيرت وتبدلت وانقرضت ولا وجود
لها فى حياتنا، وسبب ذلك هو تجاهلنا بالآخرين، تجاهلنا بأسرنا التى تفككت ولم تسعى
للتعاون مع الأقرباء والجيران، الذين أصبحوا فى وادى ونحن فى وادى آخر.
والنفير أصبح السمة الوحيدة بين الكبير
والصغير، حتى الأخوات والأباء والأمهات، نهيك عن الذُنب والخداع الذى ملئ القلوب
طاغية، وأيضا الذين يتباهون بأنفسهم أنهم
قادرون على فعل هذا وذاك، لا يعترفون بالإنجازات التى ينجزها الآخرين، فهم يكرهون
ماحولهم، حتى ولو كان يحدثك بصدق، فلم تعلم ما فى قلبه من ضغينة ومكر.
هل هذا لبعدهم عن الدين ؟ الإجابة نعم، وليس
غير ذلك، لأن الدين هو العامل الأساسى فى ترابط الأسر، وهذا هو الأساس فى التغلب
على الشيطان، والبعد عن الدين هو قمة الجهل لأنه يؤدى إلى أن يسلك طريق الرزائل،
والأمر بالمنكر والبغى كما ذكر فى القرآن الكريم، ونهى عنهم.
لذلك عدم صلة الرحم من هذا الأساس، والخسارة
التى يمنى بها بنى البشر هو البعد عن الدين، فترابط المجتمع ينبع من إتباع تعاليم
الإسلام الصحيح، وأن يفعل كما أمره الله تعالى، وعلى المرء أن يحسن من التعامل
الصحيح لأخيه المسلم وأن يصل رحمه، وأن يبر والدية، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر، وأن يكون الصدق منهحه وطريقه الصحيح فى التعامل مع الناس، فلا يكذب حتى لا
يكون عند الله كذابا.
فهناك من البشر بينهم صراع وطيس بسبب الإرث،
وينشب بينهم التشاجر لأتفه الأسباب، وهذا ما يحدث بين الأخوات والأقارب، فنجد
القتل المستمر بين العائلات، وهذا قمة التخلف والكره.
علينا جميعا كبيرا وصغيرا أن نعود إلى
الترابط والإعتصام بحبل الله، ولم يتحقق ذلك إلا أن نبذنا الشيطان وأتبعنا طريق
الله، حتى لا نتمزق.
قال الله تعالى فى كاتبه العزيز : (واعتصموا
بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا)..
صدق الله العظيم.