عذرا.. رابطة ميت غزال
نحن نتفهم جيدا عملكم الجاد تجاة ميت غزال،
لأنكم تريدون المصلحة العامة لأهاليها، ولم نجد ما نقوله من شكر لكم، متمنين لكم
الدوام فى مسيرتكم العظيمة هذه.
ولكن لى بعض التحفظات والتى لم تكن إلا فى
مصلحة القرية، وليس هجوما منا أو معارضة فيما تفعلونه.
وهذه النقطة الهامة التى أريد بيانها، فكان
من واجبى أن ألفت نظركم إليها، ألا وهى الإعلان عن بيع العقارات فى القرية على
صفحاتكم، على مواقع التواصل الاجتماعى الفيسبوك، وهذه المسألة هامة للغاية، إذ
أنها لابد وأن تولى اهتماما منكم.
بمعنى أن ما يباع من عقارات فى ميت غزال
بالذات أن تكون على محمل الجد، هذا أولا، وميت غزال التى تميزت من قبل بأنها أصول
العائلات الموقرة التى كانت لا تأوى غرباء فيها، وهذه الأيام سكنتها أوناس من كل
شكل ولون، ففيها من بلاد متفرقة من طنطا والصعيد مثلا، وهذا ثانيا، حتى امتلئت
بهم، وطمثت هوية القرية، وضاعت أصول العائلات بها، فلم تفرق بين ما هو من أصول
القرية أو الوافيدين عليها، لإخلاتف أشكالهم وهيئاتهم.
وكثيرا ما اختلط الحابل بالنابل، وهذا سببه
عرض بيع وتأجير العقارات لمن يدفع أكثر، لا يهمه غريب أو قريب، ولكن يهمه فقط
ثمنها الأعلى سعرا، فلا يسأل صاحب العقار عن حُسن خلقه، أم لم يسأل فهذه المسألة
لا تهمه على الإطلاق.
وأصبحت ميت غزال مأوى لمن لا مأوى له، هذه
مسألة خطيرة لابد وأن تنظر لها بجدية، ولا تمر مر الكرام، لانها مستقبل بلد، على
أهلها صغارا وكبارا أن يحافظوا على هويتها، وعاداتها وتقاليدها التى تربينا عليها
من جدود الجدود، وتركوها لنا لنكمل المسيرة، ولنترك لأولادنا المكان الأمن لكى
يعيشوا فيها بسلام.
فعلى رابطة ميت غزال الكرام أن تتنبه لهذا
الموضوع، وألا تدع لأحد وافدا من أى مكان أن تمتلك أى قطعة منها، حتى ولو وزانوها
ذهبا، لأننا لا نحس بهذه الخطورة إلا مستقبليا، ومن الأفضل أن يتقدم لها ماهو من
أصول القرية فقط، ولا نتغالى على بعضنا، فمن الأصول ألا يتقدم لها إلا ما يعرفه
صاحب العقار.
لأنه رويدا رويدا لم يكن فيها مكانا لأهلها،
وستمتلئ بالغرباء حتى يأتى يوما تجد فيها حدة المشاكل قد طاغتها بصورة مزرية.
فقبل الندم عليكم اصلاح مافسدته الأيام
السابقة، ولا تعطوا للغرباء موضع قدم فيها، واستعينوا بالحكماء الذين يقنعون أصحاب
العقارات المباعة، بألا ينساقوا إلى إغراء المال، وإن كان كجبل أحد، لأن الجار قبل
الدار، والجار نعمة، فذلك فضل من الله، وعليكم أن تدرسوا هذه المسألة جيدا، لأننا
فى غفلة من أمرنا، ولا ينفع الندم بعد ذلك إذا وقعت الكارثة بمعنى الكارثة.
الأعزاء القائمين على رابطة ميت غزال، هذا
الكلام جاد، لأن ميت غزال الوحيدة التى تطبق مبدأ من يدفع أكثر، وانظروا إلى القرى
المجاورة لنا، ككفر الشيخ مفتاح مثلا، وكفر سالم النحال، لم يكن بهما غرباء إلا
قريتنا الموقرة التى تدع كل من الوافد عليها أن يسكنها، سواء بالإيجار أو بالتملك،
حتى تاه فينا وجوه من نعرفهم، وقبل أن تكون القرية لغيرنا.
وشكرا على سعة صدوركم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق