الخميس، 25 أبريل 2019

قصة للأطفال.. الدبدوب طاهى المنزل.. تأليف/ فوزى يوسف اسماعيل

الدبدوب طاهى المنزل
أحبت رانيا الدبدوب الصغير حبا شديدا، حتى صار لها كل حياتها، كانت تلاطفه وتناغمه، وتحادثه كأنه شخص مثلها تماما، ولم تفارقه قط إلا عندما تذهب إلى المدرسة، وظلت على ذلك المنوال أياما وشهورا وهو معها منذ نعومة أظافرها.
كانت رانيا قد تجاوزت العاشرة من عمرها، وكانت الوحيدة لأمها طريحة الفراش، مريضة تقوم رانيا على خدمتها إلى أن تذهب إلى مدرستها كل يوم، تاركة الدبدوب فى دولابها الخاص بها، حتى تعود إليه بعد الأنتهاء من الدراسة فتلعب به كعادتها.
وفى يوم من الأيام عادت رانيا منهكه من مدرستها، ولم تفعل شيئا لأمها، فنزلت لإحضار وجبة الطعام الجاهزة من المحل المقابل لمنزلها، وتركت الدبدوب على سريرها، وبعد أن قامت على خدمة أمها عادت إلى الدبدوب لتلعب به، فوجدته فى دولابها، حتى ساورها الشك بأن أحدا قد وضعه فى الدولاب.
ومرّ اليوم وهى فى حيرة من أمر هذا الدبدوب، ثم ذهبت إلى المدرسة فى صباح اليوم التالى، وكعادتها أجلت خدمة أمها حتى تعود، بناءاً على رغبة أمها، والدبدوب فى مكانه داخل الدولاب، ثم أنقضى اليوم وعادت رانيا إلى منزلها، لتجد ما يدهشها أكثر وأكثر، فقد وجدت الأوانى قد غُسلت والطعام قد جُهز، ورأت نظافة المنزل أكثر مما كان عليه، حتى ظنت أن أمها قد فعلت هذا، ولكنها علمت بأن أمها كان قد أشتد عليها المرض منذ أن خرجت ذاهبة إلى المنزل، وقد رأت الدبدوب بجانب هذا وذاك، وهو ملقى على ظهره فرحا كأنما طفلا يبتسم، وقفت رانيا تشاهده وهى يغمرها السعادة، ولكن انتابتها الدهشة، تتسائل، كيف حدث هذا .. ؟
وساورها الشك مرة أخرى، وكأنها تسأل نفسها أسئلة لا تجد لها إجابة.
ومنّ الذى قام بطهى هذا الطعام ..؟
ومنّ الذى قام بتنظيف المنزل هكذا..؟
لم تجد إجابة لكل تساؤلاتها، ففكرت أن تراقب المنزل دون أن يشعر بها أحد، وفى صباح اليوم التالى، تأهبت للذهاب إلى المدرسة، ولكنها بقيت فى منزلها حتى اختبأت خلف ستارة المطبخ، ووقفت صامته خلفها لكى لا يراها أحد، وظلت فى مكانها مدة طويلة، حتى أنها فكرت فى الخروج من خلف الستارة، لأن ساقيها قد ألمتها من طول الإنتظار، لكنها تراجعت فى اللحظة الأخيرة، واستمرت على هذا الحال عدة دقائق أخرى، وبعدها شعرت بقشعريرة وهى ترى الدبدوب قد دب فيه الحياة، وجدته وهو ينتفخ حتى صار عملاقا، فانتابها الخوف وارتجفت وكادت أن تصرخ ولكن كتمت أنفاسها بقوة يدها، حتى لا تصدر صوتا فيحس بها الدبدوب، وقفت تتأمله وهو يطهو الطعام بخفة متناهية وكأنه طباخ ماهر، وهى لا تصدق نفسها، وفى دقائق معدودة أنتهى الدبدوب من شغل المنزل، وإذا به ينتهى من كل شئ، حتى انتابها إعياء فسقطت على الأرض، وقد حس بها الدبدوب فتحول إلى دبدوب صغير راقدا على جانبيه على سريرها.
وبعد أن فاقت رانيا أسرعت إلى الدبدوب تحتضنه بلهفة وتقبله قبلات حاره، ومن هذه اللحظة كانت تذهب إلى المدرسة وهى مطمئنه بأن عمل البيت ينتهى لتتفرغ هى لدراستها.

                                                              3/4/2019 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...