الأخلاق الحميدة
الأخلاق الحميدة هى عنوان كل مسلم تقى،
فلابد وأن يتحلى كل مسلم ومسلمة بالأخلاق الحميدة العامرة بالإيمان، والإخلاص لله
والرسول، وأن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين، وألا يكون كذابا فى قوله وفعله مهما
كانت المواقف، فقوله الصدق يجعله عند ربه صادقا من أهل الجنة، وإن يكن كاذبا فسيكون
عند الله كذابا وهو من أهل النار، فكلمة الحق هى دائما هى الأصدق عند الله ورسوله،
لأن المسلم الحق لا بد وأن لا يكذب، فهذه الخصلة لم تكن فى مسلم كما قال صلى الله عليه
وسلم، لم يكن المسلم كذابا ولا لعانا، فالمسلم أخو المسلم فى السراء والضراء.
ودائما ما يؤكد الإسلام للإنسان بالتحلى
بالأخلاق الحميدة، لأنها سبيل إلى المعاملة الحسنة التى ترضى الله ورسوله، كما أنها
الوسيلة الحسنة للمعاملات مع الناس فى العمل والمسكن وكل الأماكن التى يتواجد فيها
الإنسان، فإذا اشتد الضيق بأحد فيجد ما يساعده، كالجران مثلا أو الأصحاب الأتقياء الذين
ما تجدهم عند الشدة، أما الأصحاب السوء فسيقودونك إلى الهلاك لا محالة، حتى يقودونك
إلى المفاسد كشرب المخدرات والنصب على الآخرين وغيرها مما يغضب الله تعالى، فبالأخلاق
الحميدة تنول المراد، لأن المعاملات التى ينبغى أن تسير فى اتجاه التنمية المستدامة
التى تنفع الناس والوطن، والتى تتطلب المعاملة الطيبة التى تنشأ العلاقة الطيبة بين
الأخوة والأخوات وبين الأهل والأقارب وأيضا بين البائع والمشترى، وهى أيضا عامل قوى
فى ترابط الأسر ببعضها البعض، والتى تجعل من المجتمع صلابة متماسكة غير سوية، تدار
فيها عجلة التنمية بحكمة واقتدار.
ولا بد أيضا أن يقوم كل رب أسرة بترسيخ
خصلة الأخلاق الحميدة بين أولاده سواء ذكورا أو إناثا وأن يحث فيهم روح الفضيلة مع
من يتعاملون معه، لكى يقوموا هؤلاء الأولاد منذ صغرهم حتى كبرهم ببناء قاعدة قوية أساسها
الأخلاق الحميدة، تجعلهم يعيشون فى مجتمع سليم ليس فيه نفاق ولا رياء.
والإنسان الذى يتحلى بهذه الخصلة الطيبة،
يكون هادئ الطباع لا يثار لأتفه الأسباب بل عليه أن يتريث لكى يعرف أولا من أين بدأت
المشكلة، ولا يثور لقول فاسق أو دانى، لقول الله تعالى : إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. .
فالفسق يؤدى للفجور، والفجور رزيلة من أكبر
الرزائل، لأنها تهدم الأمم، تهدم الأسر الأمنة فى سربها، وهذه الخصلة السيئة لم ولن
تكن فى مسلم، لأنها مرفوضة تماما ولا يستطيع أى مؤمن أن يُقدم عليها، لأن الفسق ضد
الأخلاق الحميدة والذى يؤدى إلى هلاك ودمار وتعطل الأمم.
وهناك حكمة بالغة الأهمية تقول : إنما الأمم
الأخلاق ما بقيت، ففى مجملها، ان الأمم إذا أستمرت على الأخلاق الحميدة، كان لها شأنا
عظيما واسعا للوصول إلى أعلى درجات العلا، وإلى أعلى درجات التنمية البشرية والإقتصادية
معا، وكل دولة من الدول التى تريد الاستقرار تسعى لإرساخ قاعدة بوجود الأخلاق الحميدة
بين شعوبها، حتى لا يكون مصيرها الإنهيار والتهتك.
والأمم تبنى بالأخلاق الحميدة التى
ترسخ قواعدها بصلابة حتى يشتد عزمها وقوتها أمام بطش الآخرين الذى لا لا يولدون
إلا فجورا.