الخميس، 30 يناير 2020

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

الأخلاق الحميدة
الأخلاق الحميدة هى عنوان كل مسلم تقى، فلابد وأن يتحلى كل مسلم ومسلمة بالأخلاق الحميدة العامرة بالإيمان، والإخلاص لله والرسول، وأن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين، وألا يكون كذابا فى قوله وفعله مهما كانت المواقف، فقوله الصدق يجعله عند ربه صادقا من أهل الجنة، وإن يكن كاذبا فسيكون عند الله كذابا وهو من أهل النار، فكلمة الحق هى دائما هى الأصدق عند الله ورسوله، لأن المسلم الحق لا بد وأن لا يكذب، فهذه الخصلة لم تكن فى مسلم كما قال صلى الله عليه وسلم، لم يكن المسلم كذابا ولا لعانا، فالمسلم أخو المسلم فى السراء والضراء.
ودائما ما يؤكد الإسلام للإنسان بالتحلى بالأخلاق الحميدة، لأنها سبيل إلى المعاملة الحسنة التى ترضى الله ورسوله، كما أنها الوسيلة الحسنة للمعاملات مع الناس فى العمل والمسكن وكل الأماكن التى يتواجد فيها الإنسان، فإذا اشتد الضيق بأحد فيجد ما يساعده، كالجران مثلا أو الأصحاب الأتقياء الذين ما تجدهم عند الشدة، أما الأصحاب السوء فسيقودونك إلى الهلاك لا محالة، حتى يقودونك إلى المفاسد كشرب المخدرات والنصب على الآخرين وغيرها مما يغضب الله تعالى، فبالأخلاق الحميدة تنول المراد، لأن المعاملات التى ينبغى أن تسير فى اتجاه التنمية المستدامة التى تنفع الناس والوطن، والتى تتطلب المعاملة الطيبة التى تنشأ العلاقة الطيبة بين الأخوة والأخوات وبين الأهل والأقارب وأيضا بين البائع والمشترى، وهى أيضا عامل قوى فى ترابط الأسر ببعضها البعض، والتى تجعل من المجتمع صلابة متماسكة غير سوية، تدار فيها عجلة التنمية بحكمة واقتدار.
ولا بد أيضا أن يقوم كل رب أسرة بترسيخ خصلة الأخلاق الحميدة بين أولاده سواء ذكورا أو إناثا وأن يحث فيهم روح الفضيلة مع من يتعاملون معه، لكى يقوموا هؤلاء الأولاد منذ صغرهم حتى كبرهم ببناء قاعدة قوية أساسها الأخلاق الحميدة، تجعلهم يعيشون فى مجتمع سليم ليس فيه نفاق ولا رياء.
والإنسان الذى يتحلى بهذه الخصلة الطيبة، يكون هادئ الطباع لا يثار لأتفه الأسباب بل عليه أن يتريث لكى يعرف أولا من أين بدأت المشكلة، ولا يثور لقول فاسق أو دانى، لقول الله تعالى : إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. .
فالفسق يؤدى للفجور، والفجور رزيلة من أكبر الرزائل، لأنها تهدم الأمم، تهدم الأسر الأمنة فى سربها، وهذه الخصلة السيئة لم ولن تكن فى مسلم، لأنها مرفوضة تماما ولا يستطيع أى مؤمن أن يُقدم عليها، لأن الفسق ضد الأخلاق الحميدة والذى يؤدى إلى هلاك ودمار وتعطل الأمم.
وهناك حكمة بالغة الأهمية تقول : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، ففى مجملها، ان الأمم إذا أستمرت على الأخلاق الحميدة، كان لها شأنا عظيما واسعا للوصول إلى أعلى درجات العلا، وإلى أعلى درجات التنمية البشرية والإقتصادية معا، وكل دولة من الدول التى تريد الاستقرار تسعى لإرساخ قاعدة بوجود الأخلاق الحميدة بين شعوبها، حتى لا يكون مصيرها الإنهيار والتهتك.
والأمم تبنى بالأخلاق الحميدة التى ترسخ قواعدها بصلابة حتى يشتد عزمها وقوتها أمام بطش الآخرين الذى لا لا يولدون إلا فجورا.

السبت، 4 يناير 2020

مقال / هذا رأيي بقلم / فوزى إسماعيل عضو إتحاد كتاب مصر



لا زال الحديث موصولا
على ما يدعى نمبر وان

لا يحسبن هذا القاتل بأنه نجى من عقوبة الإعدام، لكونه تحت العشرين من عمره، هذا ما فى قصاص الدنيا، لكنه غفل عن قصاص رب العباد الذى لا يغفل ولا ينام، فالقصاص من رب العباد قادم مهما تفنن الظالم  فى الأفلات من العدالة، ليس هو فقط، بل الذين سفقوا دماء الشهداء فى كل مكان، فلا بد من الإنتقام منهم عاجلا أو أجلا، لا يتدخل فى حكمه مخلوق لا قضاء ولا مستشارين، لأنه هو وحده الذى يقول للشئ كون فيكون.
وكما أطلعتنا وسائل الإعلام وتحولوا إلى محكمة الأحداث فكان كونهم كون آخرين، لا تفصح عنهم وسائل الإعلام منتظرين محاكمة عادلة فى قضايا مماثلة.
شأنه شأن القاتل الذى أودى بحياة شهيد الشرطة على المليجى، والقاتل الذى اخترع حكاية الهاتف الذى آتاه فى المنام، هذا المختل عقليا والذى ينتظر محاكمته الآن، وأيضا كل من قتل شهيدا فى سيناء وغيرها هم سفاقوا الدماء، لا بد من القصاص منهم حتى يشفى غليل آهالى الشهداء، لآن جرائم القتل الآن لا زالت متفشية فى مجتمعنا.
على الإعلام أن يناقش هذه القضايا بحرفية، لا يتركها على الهامش فقط، يتحدث عن خبر عابر ولا يستطيع مناقشة الدوافع التى أدت إلى ذلك، لكى يتفاداها المجتمع، لآن معظمنا جاهل بالشئ ودور الإعلام هنا عليه مسئولية جمه على عاتقه إذ لم يؤديها كما ينبغى باء بالفشل.
لا بد من تفعيل عقوبة الاعدام لمن سولت له نفسه قتل نفس بريئة، مهما كان سنه، رجلا أو شابا، فهذا وذاك ليسوا فوق القانون لهم ولأمثالهم، وإذا ترك الحبل على الغارب دون عقوبة أو تحايل على القانون، فسنجد جرائم كثيرة لا حصر لها فى مجتمعنا، وبإصدار هذا القانون سيحد من هذه الجرائم، فالتشريعات القانونية لا بد وأن تضع فى اعتبارها القاصر حتى ولو بالتخويف، فنحن نعلم أن هناك سجن للأحداث ولكن أقصى عقوبة لها هى خمسة عشر عاما، فما جذاء المقتول إن كان قاتله يدخل الأحداث وكأنه فى فسحة، لأننا نواجه الآن أبشع صور القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
من قتل يقتل كما أمرنا الإسلام، فالقصاص من هؤلاء القتلة بمثابة انفراجة لعوائل الشهداء الذين يتحسرون على أولادهم.
كل فترة تطالعنا الأحداث عن خبر مفظع، معظمها قتل بالألات الحادة، وفى فترة قصيرة جدا وجدنا ثلاث جرائم مماثلة هزت مشاعرنا قتلوا جميعا بطريقة واحدة وهى طريقة العمد مع سبق الإصرار والترصد، أولها الشهيد على المليجى فى منطقة الزمالك، وثانيها مصطفى نوفل فى منطقة الأسكندرية والثالث محمود البنا فى تلا منوفية، وما حدث هذا الاسبوع فى ترعة الشيتى بطنطا، ألم يكن كل هؤلاء هو تدهور الأخلاق، إلى متى تترك العادلة مرتكبي هذه الجرائم، ألم يعدوا من الخارجين عن القانون،  رغم اننا نعلم جهود الشرطة فى القبض عليهم، إلا أن مؤسسة الشرطة ليست بإختصاص الحكم عليهم، فهى قد قدمتهم إلى المحكمة، والحكم لله.
حظى هؤلاء الشهداء بنسبة عالية من المتضامنين معهم، حتى وصل هذا التضامن خارج مصر، وعلمنا بأن مجتمعنا مازال فيه خيرا، لأنه ينبذ العنف فى كل مكان متمنيا بأن يسود الأمن والأمان ربوع مصر، وقد رأينا ذلك فى الجريمة الأخيرة التى هزت مشاعر الرأى العام.
أننى وأخرين مثلى يرسلون خالص العزاء لكل أهل شهيد أراقت دماءه أرض مصر، وأن يلهم ذاويهم الصبر والسلوان.
ومن خلال مقالى هذا أرسل إليهم عزائى متمنيا من الله عز وجل أن يدخلهم فسيح جناته.
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون.
صدق الله العظيم

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...