الخميس، 17 مارس 2022

مقال بقلم / فوزى إسماعيل

 

رفع الأسعار بحجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا

عند بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أرتفعت الأسعار، وكانت حجة التجار بأن الحرب بين الدولتين دائرة، لأنهما يصدران القمح إلى مصر، والسؤال الذى يطرح نفسة الآن، هل الحرب فى أوربا لها سبب فى رفع الأسعار فى مصر ؟

كما إن الأسعار فى مصر لم تكن فى القمح فقط، بل فى كل إحتياجات البشر، حتى اللحوم وادواجن والبيض والخضروات وما شابه ذلك، وكادت الناس تتكبد أعباء كبيرة فى شراء السلع والإحتياجات الأساسية التى لا غنى عنها لدى الأسرة المصرية، حتى أرتفعت إلى أقصى درجة.

والمواطن المصرى الغلبان الذى يسعى على رزقه يوميا، ليأتى بقوت أولاده، هل سيوفر كل هذذه المتطلبات من راتبه الضئيل الذى يحصل عليه، وهل سيكفى متطلبات أسرته من مأكل وملبس ومشرب ومصاريف مدارس وجامعات وأيضا مواصلات، كل هذه الأعباء باهظة على كاهله، فهو يريد أن يقضى حاجات أسرته، خصوصا من له أسرة تقدر بثمانية أفراد، فماذا يفعل إذن ؟

وكان جشع التجار له دور كبير فى هذه الزيادة، إذ أنه يقوم برفع الأسعار دون أن تعرفها الدولة، أو الوزارة المنوطة بذلك، وهى وزارة التموين، فالتاجر يرفع الأسعار كيفما يشاء، وهذا ما حرمه الإسلام، وأيضا يقوم بحجب سلعة أو أخرى من البيع بحجة أنها ستزيد مع الأيام، ويقوم ببيعها فى الأسواق بالسعر الذى يحدده من تلقاء نفسه، وهذا مرفوض رفضا تاما، لأنه بذلك يكون استغلال قائم، ومتاجرة محرمة بقوت البشر.

ولم تكن مسألة الحرب بين الدولتين هى السبب فى زيادة الأسعار كما يظن البعض، ولكن أدعوا ذلك منهم، لتكون حجة ولا يعاقبون عقوبات من أجلها، فكما يقولون : حجة البليد مسح التختة.

وعلى الدولة أن تقوم بإجراء صارم ورادع ضد هؤلاء الجشعين لضبط الأسواق، والوقوف على نقطة الخطأ التى أحدثها هؤلاء عديمى الضمير والإنسانية.

على الدولة أيضا أن تقوم بالتفتيش الدائم على السلع المحتكرة لدى هؤلاء التجار بتفتيش مخازينهم ومحلاتهم، وإذا تبين بأن هناك تلاعب، فلا بد وأن يجزى محتكروها، وأن يعاقبوا أشد عقاب.

وعلينا أيضا نحن كمواطنين فى ظل هذه الظوف أن نقوم بالإبلاغ إلى الجهات الرسمية، مثل جهاز حماية المستهلك على هاتفهم المعلن عنه فى وسائل الإعلام، ولا نخاف أحدا لأنه حق المواطن أولا وأخيرا، ولا بد من الوقوف بجانب الحكومة فى التصدى لهؤلاء الجاشعين، لأن رفع الأسعار لا تمت  بصلة بأى حرب دائرة فى العالم، ولكنها حجة بليدة غير مقنعه، والمتاجرة بقوت الناس حرام شرعا.

قال الله تعالى : (ويل للمطففين.. الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون.. وإذا كالوهم أو وزنوهم يُخسرون)..   صدق الله العظيم.

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...