الهجرة النبوية
دروس مستفادة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ظُلم من المشركين، حين بُعث رسولا للعالمين، وقد أمره الله عز وجل بالهجرة من مكة إلى المدينة المنورة، رغم حبه الجارف لمكة المكرمة، لينشر الدين الإسلامى هناك، ويعود إلى مكة فاتحا فتحا مبينا.
وهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم تعلمنا الصبر وقت الشدائد والمحن مهما ضاقت بنا الدنيا، فلا بد من بعد العسر يسرا، فلنا رب عظيم ينصر من يشاء ويذل من يشاء مهما بلغت قوة جبروت الكافرين، والله عز وجل لم يترك نبيه تحت يد المشركين المتآمرين له بقتله، رغم أن الله قادر على أن يهلك من على الأرض ومن فيها، من أجل حبيبه صلى الله عليه وسلم، لكن الله تعالى له حكمة عظيمة فى أن ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم وهو وسط الماكرين وكيد الحاقدين، حتى كانت كلمة الله هى العليا وكلمة الكافرين هى السفلى.
والإحتفال بهذا اليوم العظيم، يوم هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم له شأن عظيم، شأنا مجده الله تعلى لرسوله الكريم، نحتفل به نحن المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها، نقدم سيرة محمدية عطرة لأطفالنا ولأولادنا ليقتدوا به، وليعظموا شأنه، رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين، وليعلموا من هم على غير الإسلام أن الدين الإسلامى هو الذى يأمر بالسماحة والعفو عند المقدرة وطيب النفس.
وعلينا أن نعرف فى هذا اليوم أن السماحة مع الآخرين مطلوبة، وعلينا أن نتسامح مع من أساء إلينا، وأن نحب بعضنا بعضا حتى يسلم مجتمعنا ويسير إلى التنمية الشاملة فى جميع نواحية المجتمعية، وأن نتآسى برسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى جميع معاملاتنا مع أصدقائنا وأصحابنا وأبنائنا وأمهاتنا وأبائنا والناس أجمعين، وأن نعلم أولادنا وأحفادنا ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف كانوا يعظمون الأسلام متخذين الرسول الكريم قدوتهم الحسنة فى الدنيا والأخرة، وكان لا صوت يعلو على صوته، لأنه كان حكيم الأمة.
لا بد فى هذا اليوم الكريم أن نحتفل به إحتفالا يليق بعظمته، بتلاوة القرآن الكريم، وبدراسة السنة النبوية المطهرة والدروس المستفادة من الهجرة، وكيف كانت الهجرة منذ خروج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى غار حراء إلى المدينة المنورة إلى أن أستقبلته أهل المدينة بالترحاب، منشدين (طلع البدر علينا) هذا الإستقبال المشرف قد أتاح لمشركى المدينة أن يعترفوا بأن محمدا حقا، كما ذكر فى التوراة عندهم، وهم يعلمون أنه الحق من ربهم، لكن غدرهم وعنادهم قد قادوهم إلى المهالك حتى أنتصر دين الله الإسلامى (إن الدين عند الله الإسلام) إلى أن عاد إلى موطنه الاصلى الذى حنّ إليه وهى مكة المكرمة فاتحا مبينا.
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جاء نصر الله والفتح.. ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا.. فسبح بحمد ربك واستغفره.. أنه كان توابا.
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق