الاثنين، 3 أكتوبر 2022

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

الرمز الحقيقى لمصر.. ماسبيرو

رغم الإشاعات المتضاربة حول نقل أو إلغاء مبنى ماسبيرو، سيظل هو رمز مصر الأول، وحال لسانها، فهذا المبنى العملاق الذى شيد فى الستينيات ليس مبنى قائم فقط، يبث قنوات تليفزيونية وإذاعية فحسب، إنما هو صرح إعلامى كبير، كان ولا زال له الريادة والأيد العليا فى بث المادة الإعلامية فى مصر والوطن العربى ككل، وهو معلم القنوات الخاصة التى تتشفى فيه الأن، حيث أنه مد جميع القنوات الأرضية والفضائية بمواد إعلامية من تراثه، سجلت فى استديواهته أخرجها عباقرة الإعلام فيه، وعلم أفارقة من كل الأجناس مهارة مهنة الإعلام، وكذلك رؤساء قنوات لا زالوا فى أماكنهم يبثون روائع ماسبيرو على شاشات قنواتهم، وروائع قطاع الإنتاج الذى لا مثيل له، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة ليحى قنوات خاربته ليكن لها البقاء.

وماسبيرو منذ أن شيد على ضفاف النيل، كان يبث رسالة للعام أجمع، ليصبح منارة العالم، إعلاميا وثقافيا وفنيا، والإعلام بكل أنواعه، وأنه الأول محليا وعالميا، مهما تفننوا فى إخفاقه، ولسنا نعترف بقيمته وعظمته الأن، بل منذ الستينيات ويشهد الإعلام المحلى والعالمى بما يقدمه التليفزيون المصرى، الذى شأنه شأن الأهرامات بالجيزة، ليكون هو الأفضل دائما وأبدا.

وبعد أن سقط ماسبيرو فى فخ الشياطين، وسارعوا إلى وقف نشاطة، إلا أنه يئن من الأيد العابسة والفاسدة التى تريد الضرر به، ولا ينسى أحد ممن يدعى بأنه إعلامى أن ماسبيرو تاريخ وقامة وقيمة فى المنطقة العربية بأكملها، وله السبق بأنه علم جميع الإعلاميين الذين يظهرون الأن انيابهم لينهشوه، وأيضا له السبق فى إطلاق الأقمار الصناعية التى يستفادوا بها الأن، وأيضا مدينة الإنتاج الاعلامى التى شارك فىى إنشاءها، ليتيح لجميع القنوات الخاصة بأن تبث برامجها منها.

والمشكلة التى أثرت على ماسبيرو، هى عدم أمداده بالموارد المالية، وهذا سر إخفاقه، ولما كان قطاع الإنتاج يعمل كان التليفزيون المصرى مزدهرا، والعجلة تدور كلما كانت الأيدى العاملة فيه تعمل بإحترافية، فلو أمدوه بالمال لما كان حاله الأن، وتفوق على أى قناة كانت، فى الإنتاج والتميز بين قنوات العرب، ولكن نقص الموارد أدت به إلى إزدراء الحال، وسقط سقوط ذريع، فلو كان هذا المبنى له إهتمام كمثل لاعبى الكرة الذين يتقاضون الملايين، لعلا صيته، ودارة عجلة الإنتاج، ولكن كان الفكر الذى سلط عليه فكر جوفاء لا منطق له إلا التخلص من الإعلام المصرى، الإعلام الحقيقى فى المنطقة العربية.

ماسبيرو  مهما بقى فى عثرته فله محبيه ومعشوقيه، لأنه يحوى عباقرة لم ولن تجدهم فى قنوات أخرى، وأيضا أجهزة متطورة واستديوهات فى مبنى عملاق، غير التى تدار فى غرفة ضيقة لا تقارن بالصرح الكبير ماسبيرو وتاريخه.

 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...