(
مناظرة بين فأر وقط )
شعر/ فوزى اسماعيل
وفأر أغبش اللون ضئيل
على قوت الناس سائيل
لمحه القط الذى يقف هناك
قال له : إننى أقف أعلاك
فإذا أقتربت من الذرة
فسأجعل حياتك مجزرة
قال : هيهات أيها القط
قبل أن تصل إلىَّ سأنط
وأدخل واختبىء فى الجحور
ولا تصل إلىَّ أيها المغرور
أنك قط مغمور
لا تستطيع دخول الجحور
قال : أنت أيها الفأر ضئيل
ليس فى ضألتك مثيل
أنت منبوذ ولعين
فكيف تكون منى يا مسكين
أنت تسكن الديار
فيولون منك الفرار
وأنا القط صاحب الصيط
أقفز الأسوار وأنط الحيط
وأكن لهم صديق
فلا يظهروا لى الضيق
وأنت أيها الفأر تعيش حياتك
خائفاً
وكلامك كله زائفاً
ليس لك منفعة ولا قيمة
إنما ستظل عاهة مستديمة
يخافونك أن تدخل دارهم
لأنك مصدر شرهم
وإذا كانوا يحلمون بالأمان
فيتبدلون بالذل والهوان
وأصبحت لديهم مكروه
لكل من شاهدتك الوجوه
فيسرعون من ورائك
ليتخلصون من دائك
ويتأكدون من جلائك
وستكون قابح السيرة
بعد خطفك للفطيرة
فيضوى فى الأرجاء الصياح
ويكثر العواء والصراخ
يقولون فأر
فيأتون للثأر
وأنت تحاول التخفى
وأنت تجرى وتتكفى
لا تعرف أين تذهب
وهم يظهروا لك الغضب
وقف الفأر حزين من حديث القط
ولا يكذبه أحد قط
لأنه يقول الصدق
ومن يضحك من يكن له السبق
كان هناك فى أحد الأركان
قطعة لحم يراها الإثنان
وقف القط حارسها
بهواية النط التى يمارسها
بفمه لقطها
لا يستطيع القط أن يمسك به
وأظهر من بين شفتيه أنيابه
فاعترف القط بإنهزامه
لكنه عند صدق كلامه
وقف ناظراً إليه
وبحركة ماهرة أجهز عليه
وكاد أن يفترسه بين رجليه
فأدرك الفأر مهما بلغت خفته
لم ترجح أبداً كفته
وأنه لا يزال فريسة للقط
الذى أظهر مهارة النط
وفاز بدرجة دكتوراة
وأنه صادق فيما رواة
* * *
ميت
غزال فى 23/1/0228
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق