الخميس، 12 يناير 2017



الدجل أيضا عالميا
 مقال
بقلم/ فوزى إسماعيل
أصبح الدجل عالميا، فلم يقتصر فقط على مصر، بل أتتنا رائحة الدجالين والمشعوذين من المغرب ولبنان، ومن المؤسف تناقلته وسائل الإعلام بصورة مثيرة وملفته للنظر فى الوقت الذى نحاربه نحن فى مصر، والدجل كما هو معروف هو من أتى عرافا أو دجالا فقد حُرم عليه رائحة الجنة، وكما تقول المقولة الشهيرة كُذب المنجمون ولو صدفوا.
فالدجل الآن عندنا مهنة تعتبر على قائمة عموم القوم، لأنهم يؤكدون لمن هم ضعاف النفوس بأنهم قادرون على معرفة الغائب وإبطال السحر المكتوب والمرشوش، ورجوع الحبيب والحبيبة ورد المطلقة فى بضع دقائق، وهؤلاء من دولا أخرى مثل لبنان والمغرب، يعلنون على أنفسهم وكأنهم والعياذ بالله يعرفون الغيب حقا.
ومن المؤكد أن رواد هؤلاء الدجالين من عموم القوم، بمعنى الذين يأتونهم هم أغنياء يدفعون كما يشاؤون من مال فى خرافات كهذه، فالذين يدعون الدجل والشعوذة يستفيدون منهم لا محالة، فما بالك من رجل يقول على شاشات التلفاز أنه  مستعد أن يرى أى شئ فى العالم ويقوم بتغييره، أنظر جيدا ودقق فى هذا النصب الشنيع الذى نصدقه بسهولة، أنظر كيف وصل هذا الأفق والاثم إلى درجة الالوهية والعياذ بالله، لأنه لا يعلم الغيب إلا الله.
والنصب الذى نحن بصدده نصدقه من دجالين ومشعوذين محترفين، كارثة مدوية، لأننا لا نفهم ما وراء هذا، حتى ولو كان هذا النصاب ذكى وبلغت درجة ذكائه فوق ذكاء البشر، فهو يرى من فريسته ضعفا وغيابا عن الوعى، لأن ضحيته هنا تدخل عليه وليس فى وعيها إلا ما تبحث عنه، ووعيه تغيب لا يقدر على التذكر فى قدرة الله تعالى، فيقول ما يشاء.
وهنا الدجال لا يستطيع بقدرته احتواء فريسته كالشيطان الذى  لا يسيطر على العبد الذاكر لله دائما، أو مواظب على تأدية فرائضهن ففريسته فقط هى لمن ليس له صلة بالله، بعيدا عن الصلاة .
ولا نلوم الدجالين هنا فى مصر، فهم بدائيون فمنهم من يستعمل حيل بدائية، وهو معرفة ما حدث لمن جاءت له بالشكوى بسهولة، وهى طريقة سهلة للغاية، هذه الطريقة هى تسخير أحد الرجال أو أحدى النساء الأذكياء لكى يحصل على المعلومات منها ويبلغها له فيشتغل عليها.
يطلب منه أشياء غير موجودة أو صعب عليه الحصول عليها، مثل ورك نملة عذبه، وجنح صقر، وريش من غراب وأشياء غريبة وخيالية، كل هذه اختراعات كاذبة منه حتى يوهم ضحيته بأن معمول لها عمل فى المكان الفلانى، ولا ينفك هذا السحر إلا بهذه الأشياء.
أما فى لبنان والمغرب، تلك الدولتان اللتان هما فى صدارة الدجل والشعوذة، وتلك المغربية والمغربى، والرجل الوحيد الصادق فى العالم بشهادة كذا وكذا، وكأن الإعلان الذى نسمعه سيحل مشاكل العالم، نحن فى كارثة كبيرة، كارثة تزلزل لها القلوب، حتى كثير من الناس صدقوا هذه الأكاذيب، وصدقنا شيطاننا، وهنا السؤال: هل تصدق بأن الإنسان فى زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كان فى قلبه نقطة سوداء، إلا الكفار، هذه النقطة قد أزالها سيدنا جبريل عليه السلام من قلب الرسول صلى الله عليه وسلم من صدره، واليوم فى زمننا هذا النقطة هذه قد عظمت وكبرت حتى تحجرت قلوب البشر، وجعلت قلبه لا مكان فيه لنقطة بيضاء.
فقد تبدل الحال إلى حال، لا أحد من البشر اليوم يسعى فى الخير، ولا يفرج كربة أخيه، لا أحد يطيق الأخر، حتى كدنا أن ننحدر إلى الهوية، فلا نفيق إلا بعد أن نجد أنفسنا فى قاعها.
فاللهم أزل الغشاوة من على قلوبنا وأعيننا ونير لنا الطريق..
وأصلح ذات بيننا بالخير واليمن والبركات يا رب العالمين..

الثلاثاء، 28 يونيو 2016



   



كتابات نقدية
                
بقلم
فوزى يوسف إسماعيل

مواهب طلاب جامعة طنطا

فريق مسرح كلية الآداب جامعة طنطا بحق رائع، هم مجموعة من الفنانين الجادين، الذين يقدمون أروع الأعمال المسرحية،  ففى ملتقى مسرح الفنون بجامعة طنطا والذى إقيم على مسرح كلية الآداب سابقا بشارع عثمان محمد فى تمام الساعة الثامنة مساءا، والذى أستمر العرض ساعة ونصف من الإبداع، فقد قدمت الفرقة المسرحية عرض لمسرحية الكاتب نجيب سرور بعنوان، ملك الشحاتين، والتى إديرت بطريقة مثيرة للجدل، لأن هذه الفرقة بها مواهب كبيرة تقدم الأعمال الجادة والمتميزة، بدايتا من الديكور البسيط الذى جاء متواضعا فى تصميمه والذى تميز به ماجد الحلو وأبدع فيه وفى بساطته، وكان الديكور قد صنع من سيقان الجريد المصنوع منه الأقفاص، مما أوحى للمشاهد أن المسرحي تدار فى حى شعبى يسكنه الشحاذين بالفعل، وهو مضمون المسرحية، وأخرج العمل أمير قدرى الذى أدار العمل بفن راقى جدا، وأيضا الأداء الكبير الذى قدمه فنانون من شباب لا يسعنى أن أذكرهم جميعا حتى لا أنسى منهم أحد، وذلك لعددهم الكبير، لكنى كنت مشدوها بدهشة كبيرة للغاية عندما رأيت براعم الفنانين يقدمون مواهبهم بكل إقتدار، حتى الاستعراض كان له أثرا عظيما فى نفوس المشاهدين التى ملئت الصالة بهم، حتى أنهم جلسوا على الأرض من تكدثهم على المقاعد، والموسيقى التصويرية التى أبدعها عبد الله رجال، والملابس كمال مرعى، والمخرج المساعد والمخرج المنفذ، كان إبداعهم متميزا فوق الوصف.
وقد قدموا فرقة المسرح ملك الشحاتين بهذه الصورة الرائعة التى تحسب للجامعة بل لمسرح الوجه البحرى الذى له الفخر فى إقامة مثل هذه المشاريع الكبيرة والمشرفة للمسرح العربى، وكان الوجه البحرى متعطشا لهذه الأعمال بإزدهار هذه الفرق بتقديم المزيد والمزيد من المسرح الجاد حتى نتخلص من إحتكار المركزية، وأن يقدم أعمالا خالده للتاريخ، ليس على مسرح الجامعة فقط، بل على مسرح الثقافة فى طنطا والمحافظات الشمالية والجنوبية معا، حتى لا تقتصر الاعمال المسرحية على المركزية وهى القاهرة.
وكلل الله المجهود الكبير الذى أحدثته نخبة من العاملين والقائمين على العمل بالجامعة، إبتداءا من أمين الأتحاد أحمد أمين، وأمين اللجنة الفنية خلود فايز، ومشرف اللجنة شرين محمد ومدير الإدارة على عبد الرحمن، ومستشار اللجنة الفنية دكتورة رانيا الكيلانى ومشرف الأنشطة الدكتور محمد فياض.
كل ذلك تحت إشراف رئيس جامعة طنطا الدكتور  عبد الحكيم عبد الخالق خليل رئيس الجامعة، حتى 12 مايو الحالى.
فخرج العمل فى أبهى صورة، وإن كنت قد نسيت أحد فأنا وغيرى ممن يتذوقون فن المسرح بحق قد قدم فنانوا المسرح بالجامعة عملا يحسب للجامعة أولا، ولمحافظة الغربية ثانيا، فكل الشكر والتقدير لكل من شارك فى العمل المسرحى حتى ظهر للنور بهذه الصورة المشرفة.
جاء النص شيق فى أداء بإستثناء كلمة كانت ولا بد وألا مّدَ فيها الشحاذ أبو دراع الذى قام بدوره أمير الصم، وهو المد والتطويل فى كلمة إلا هو .. فقد قالها بطريقة جعلت من الإفيه إضحاك الحاضرين لأنه كان لا ينبغى أن لا يزيد منها لأنها تخص الذات الآلهيه، أما باقى النص فهو ليس عليه حرج.
أين الإعلام من ذلك.
حقا تجاهل الإعلام تلك الأعمال الجادة، فإين إعلام الدلتا الذى يقول نحن ونحن وهم لا يقدمون إلا سطحيات، فأين منهم من ذلك، كان لا بد وأن يتعقب هذه الأعمال لإبرازها بدلا من الأعمال الغير مجدية، وبدلا من البرامج التى تعاد منذ سنوات وسنوات ولا تجدى بشئ، أين إعلام الدلتا الذى يتجاهل هؤلاء الفنانين فى الغربية، هل هم لا يعلمون عن إقامة هذه المسرحيات أم أنهم لا يحسبونها من الفن الراقى، فالإعلام المقدم الآن هابط للغاية، ومغيب تماما، لأنه ما هو إلا حشو ساعات فارغة على خريطة قناة الدلتا.
لا بد وأن يكون الإعلام فى الدلتا له نظرة مبعدية ولا يكن له أن ينظر بنظارة سوداء، لأن هذه الأعمال التى تقدم من شباب الجامعات هى تقدم الفن الراقى فى الدلتا وغيرها بدلا من مسرح طنطا المهجور، ولا نعلم أين سيقدم عملا واحدا.. ربنا يعطينا ويعطيكم عمرا مديدا حتى نرى على خشبته مسرحا قدم فيه.
كل التحية للقائمين على مسرح شباب الجامعات، وكلل الله جهودكم ومسعاكم.  

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...