الأحد، 12 ديسمبر 2021

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل


الناس والأتوبيس

حلم المواطنين فى أن يسافروا إلى أعمالهم بالأتوبيس، وليكن ما يكون بديلا للمكروباص، الذى كاد أن يستغلوا الموقف الصعب فى ساعة الزروة، بأن يفرضوا رأيهم على الراكب، وهذا ما يرفضه الكثيرون من المواطنين فى مختلف المواقف، خصوصا الخطوط الطويلة، وقد كان المكروباص يستفز الراكب ويستنزف أمواله، لأن سائقه كادوا أن يكونوا طماعين، فمنهم أن يأخذ الطريق على ثلاث مراحل، من وإلى ومن وإلى ثلاث مرات ثم يضطر الراكب إلى إستقلال المكروباص مرتان أو ثلاثة حتى يصل إلى عمله، وقد كانوا فى صراع إلى جمع المال الحرام، لأن ذلك يعد انتهازا للفرص.

والأتوبيس الأن هو الحل الوحيد فى حل هذه المعضلة، لأنه يقطع الطريق مرة واحدة وبأجرة واحدة، ليس مستغلا كالمكروباص الداخلى الذى أنعدم فيه الضمير والإنسانية، وبذلك يستقله المواطن وهو مطمئن ذاهبا إلى عمله.

وكل ذلك على مرآى ومسمع من رجال المرور ولم يتخذوا ضدهم شئ، بل تاركينهم يفعلون ما يريدون.

لذا فإن الحل الوحيد هو نزول الأتوبيسات وبكثرة وانتظامة فى العمل، مما يريح المواطن كثيرا، وليست معضلة من مسئولى المحافظة أو من النقال العام، عندما يخصص مجموعة أتوبيسات لجميع الخطوط المكتظة بالركاب، حتى تنفك هذه الأزمة، الأزمة التى تتفاقم يوم عن يوم تحديدا عندما تبدأ المدارس والجامعات.

وكادت سيطرة المكروباص تهيمن على هذه الخطوط، ولا ينبغى أن تكون كذلك، تكون الخدمة فيها سيئة للغاية، ولأن عدد الطلبة كبير على الخطوط المتجهة للجامعات ومحطات القطارات، فكل منهم يريد السفر إلى جامعته التى تكون خارج المحافظة، وأيضا الموظفين عموما كل منهم يريد اللحاق بمكان عمله.

هذا المطلب ليس مطلبى أنا فقط، بل كل فيئات الموظفين والطلبة، لأن طريقة تشغيل المكروباص بهذه الطريقة لا تسر عدو ولا حبيب، فهى طريقة سيئة لا بد وأن تقلع عنها لكى يتم تشغيل الخدمة بشفافية وعدم أستغلال الناس، لأن من يستغل أحد أو يستغل ظروف فهو فى النار خالدا مخلد.

وهذا ما يتمناه الجميع.. ولكم الرأى.

 

 

الخميس، 9 ديسمبر 2021

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

قرار هانى شاكر حكيم

فى الوقت الذى كنا نشمئز من تلك الأصوات، خرج علينا نقيب الموسيقين الفنان والمطرب هانى شاكر بقراره الحكيم الذى جاء فى وقته، وذلك لمنع هؤلاء الذين ذكروا أسمائهم من تصاريح الغناء، والذين يسمون بمطرب المهرجانات، هؤلاء أصحاب الحناجر الفذه فى الغناء الشعبى، فقد جاءوا بتقاليع لم تمت بصحة للغناء العربى المعروف، والمصرح به للتداول فى جمهورية مصر العربية لدى المستمعين المحبين للغناء بوجه عام، وبأصواتهم الصاخبة التى لا نفهم منها شيئا إلا الرقص على الموسيقة والتى تشبه الطرومبيطة فى المارشات العسكرية، وبكلمات مبتذلة لا معنى لها.

ولقد أشاد الكثير ممن لا يعجبهم هذا الصخب الغنائى المبتذل بقرار هانى شاكر، كما أعجب فئة أخرى، هذه الفئة التى تنحاز لهذه الشاكلة، فهم يسيرون على خطى الغناء التشعبى، وليس الشعبى المعروف لدى العامة، بمعنى أنه يأتى من كل وادى بأغنية، وتلحين عشوائى أيضا لا معنى له، فكل إنسان يهويه هذه الطريقة، ويقال على نفسه أنه مطرب وملحن.

من الأخر كل من هب ودب يمتهن مهنة الغناء، وهم أسوء حناجر عرفتها البشرية، فلا ينبغى أن يكونوا فى مثل هذا الصرح العريق، وهو مجال الغناء العربى، وقد كانوا هؤلاء لا ينظرون إلى الكلمة ولا للتلحين فحسب، بل ينظرون للهيصة التى يحدثونها والأموال التى يتلقونها بعد أن يؤدوا الوصلة التى تبهر الحاضرين بالصرخات التى تضوى على المسرح.

مفهوم الغناء عندهم خطأ فادح، وهؤلاء لا يجيدون الغناء بمعناه الدارج، لكنهم يجتهدون فيه حتى يحولوا القاعة إلى مهرجان يتجاوبون معه فى الرقص والتصفيق والتمايل، ويزيدون من رواد الملاهى العاشقين لهذا الغناء العشوائى.

إن قرار هانى شاكر جاء فى وقته، وإن كانت هناك فئة غاضبة من هذا القرار، فلا يهم، لأن هذا الغناء من الدنس، ونحن كمتلقين لا نحب إلا ما يطربنا، ولا يصح إلا الصحيح، وبذلك فقد فعلت ما ينبغى عمله من سنوات، فأنا وغيرى من محبى الغناء، أو غير محبى الغناء لا نرضى بهؤلاء الدخلاء على الغناء، والله الموفق.

السبت، 4 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

دائما ما نضحك على الهايفة

شيماء وأسماء وعلياء وما شابه ذلك، هم سبب تراجعنا فى الحياة، فكلما يخرج علينا عبقرى يريد أنتباه النظر إليه، كما يقول المثل القائل، خالف تُعرف، يخرج علينا بتقليعة جديدة ننتبه إليه وننصاع له، ونصنعها ظاهرة أو قضية تشغل الرأى العام، ونظل نرددها فى أفواهنا وكأنما ستصير اسطورة القرن، وهذا ما يسبب تراجعنا فى الذوق العام، لأنك ترى صداها على وسائل الإعلام الذى أصبحت جزءا منه فور إذاعة الظاهرة، وإذ أن الذى سميتموه سوسته غنى بإسم شيماء وبعدها أسماء، حتى أنه سيتغنى بكل ماهو أاء حتى يخلص عليهم، فمن يدرى فمن الممكن أن يطالعنا غدا بأغنية عن بهاء وهيفاء، ثم رددها البعض فى الشوارع ومواقع التواصل الإجتماعى، وكأنها أغنية من أساطير الأغانى لكبار المطربين، حتى كاد الأطفال صغيرى السن يرددوها بدلا من حفظه لدروسة، وأيضا بعضا من الشباب الذى أستهوته الأغنية المكونة من كلمة واحدة، كاد أن ينفتن بها، فيرددها فى قارعة الطريق دون حياء منه.

وكذلك علق عليها إعلاميين حتى بدت لنا قضية مغنيها شاب، ليس من أصحاب الحناجر الذهبية المعروفة، بل هو ممن لا يعرف شيئا عن الغناء إطلاقا، لكنه تغنى بها بطريقته التى لم يتوقع بأنها ستنتشر بهذه السرعة، لأننا نحن لا نضحك إلا على الهايفة دائما، وإننا نتمشى مع الظواهر الغريبة أينما وجدت فى مجتمعنا، ونستجيب لها بسرعة البرق، فنتعايش معها حتى تنتهى الظاهرة، وتخرج علينا ظاهرة أخرى.

كما إن المجتمع ككل يلهيهم مواقع التواصل الإجتماعى، حتى يجد فيه ضالته، ويجد ما ينفث عنه عناء الحياة، فيبحث دائما عن الغرائب والطرائف التى تسر قلبه، وتستلهمهم الكلمات الفكاهية والفيديوهات التى تدهشهم فيعيشون معها أطول فترة ممكنة، لأنها صارت لقمة عيش لمغمورين عليهم فقط إنتهاز فرص المشاهدين لها لكسب الأموال أولا، وهذا يكن لهم ربح عظيم وسهل يأتيه دون عناء فى عمل ما أو مشقة، وهذا ما جرى مع صاحب أغنية شيماء والتى لا تعد من الأغانى المعروفة، ولكنه قالها بطريقة جعلت مشاهديه أن يرددوها كما هى لكى يتنقلها واحد مع واحد، حتى صارت كالنار فى الهشيم، ولا أنها أغنية بحق تستحق كل هذا الإهتمام.

وذلك فى الوقت الذى نتحدث فيه عن شيماء ولا غيرها، فإن الدول الأخرى تصبح أكثر أهتماما، لأنها تجرى أبحاثا هامة تنفع البشرية، مثل تجاربها لوجود مصل لكورونا، أو تجاربها لصواريخ تغزو القمر، أو لمشكلة أصطدام كويكب غريب يقترب من الأرض، أو الأبحاث المستمرة فى كل المجالات، ونحن يلهينا شيماء وأسماء وغيرهما مما هو آتى.

فإذا رأيت كمية من رددوها فى الشورع تجعلك تقول أكثر من ذلك، فهؤلاء هم فسدة المجتمع، ومن رأيى أن يعاقبوا سريعا، لأنه أنعدم الذوق العام، وأنه لا ينبغى أن يردد الطفل الصغير لمثل هذه الأغانى، لكى لا تكون ظاهرة فى مجتمع يريد الإصلاح لأبنائه.

أنها فتن تضل المجتمع، وتجعله غائبا تماما عما يحدث فى العالم المتقدم الذى لا يتوانا عن الأبحاث، ليقدم شيئا للتاريخ شيئا ينفع البشرية، وكان لازاما علينا ألا نعير لها إهتماما، وأن نحاول أن نشجبه بكل الوسائل لمنع هذه الأغانى التى لا تنفع، بدلا من الإسفاف الذى نحن فيه، والدوامة التى لا تنتهى.

 

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

الفرق بين الدراما المصرة والدراما التركية

كل منطقة على وجه الأرض ولها عادتها وتقاليدها، فى المعيشة وفى السيمات المتصلة بين الناس وبعضها البعض، حتى فى إختلاف الأوطان، وفى اللغة وفى الدراما، والدراما المصرية ليس كالتركية كالأمريكية كأى دولة كانت، فكلِ بإمكانياته، وكلِ بفكره وأسلوب أدائه.

وتختلف الدراما التركية عن المصرية إختلافا جذريا، فالتركية تعتمد على الكلام فقط، بمعنى أنها تعتمد على الحوار بين الأشخاص الموجودين فى الكادر، وليس على الحركة والأكشن كما فى الدراما المصرية والأمريكية أيضا، حتى إن الدراما التركية من الممكن أن تنهى المسلسل المكون من مائة حلقة وهم فى مكان واحد، أو مكانين على الأكثر، لأنها تعتمد كل الإعتماد على إثارة الموقف بالحوار بين أفراد العمل وخلق مشكلة من لا شئ، ولا تخرج من نطاق الأستديو إلا نادرا، وينتقل التصوير فى الشوارع إلا نادرا، كما فى مسلسل يذاع حاليا بعنوان حياة قلبى، كل ما فى العمل فى منطقة واحدة.

المخرج فى هذا المسلسل لا يتطرق إلى الخروج من منزل يدار فيه أحداث المسلسل، ولكنه يعتمد على غموض الأحداث برمتها، والمشاهد يرى ويستمتع لا يفكر فى كيف سيذهب الممثل إلى أى منطقة أخرى، ويعرف المؤلف أن يوظف الحوار بإحترافية من خلال حبكته الدرامية التى لا يرى فيها المشاهد بثغرة، وعقدة القضية تبدو مثيرة للغاية حتى يسعى المؤلف إلى حلها فى حلقات كثيرة، وهذا ما يجعل المشاهد ينتظر الحلقات القادمة بفارغ الصبر، لأنه بذلك قد جذبه المسلسل بأحداثه المشوقة والممتعة، فهو يريد أن يستكمل الحكاية ويعرف نهاية المسلسل الغامض فى أحداثه.

وكذلك حلقات الدراما التركية من الممكن أن تتخطى المائة حلقة، ويصل بها إلى أعلى حد من الأجزاء، كمسلسل يذاع حاليا بعنوان مكانك فى القلب، أستطاع المؤلف أن يصل بأجزائه إلى ست أجزاء، وهو لم يقابل البطلة مع البطل رغم أنهما زوجان وكل منهم يريد رؤية الأخر، وإلى الأن يفترق بهما إلى أبعد الحدود حتى يطيل بالمسلسل، رغم إن المسلسل كان ينتهى فى جزء واحد فقط.

لكن الدراما المصرية عكس ذلك تماما، فهى تخوض أحداثها بين مدن بعيدة عن بعض، حسب مزاج المؤلف الذى يتنقل بين هذه المدن فى ثوانى مما يكلف الإنتاج مبلغ طائلة، ولا تهدأ الصراعات فى الشوارع والمناطق النائية وأيضا الصحراوية، وفى المقاهى وفى وسائل المواصلات وغير ذلك، كما إن الدراما المصرية تفتقر إلى الحكى والحوار عكس التركية تماما، ولكل دراما عشاق، فكثير من المشاهدين يفضلون ذاك عن ذاك، وكل حسب هواه وميوله.

والدراما التركية تعتمد أيضا على المناظر وكثرة النساء فى الأعمال، وكأن عنصر النساء هذا فى الحلقات يعطى أنطباعا للمشاهد أكثر من الرجال، لأن أكثرهم يطغى على العمل بكثرة الحكى وتخللهم للأحداث الجارية، خصوصا الخداع والشجار وما إلى ذلك، والرجال فى الأحداث قليلون، بعكس المصرية فالحلقات يبدو فيها عنصر النساء قليلا جدا، والرجال مهيمنون على مجريات الأحداث، كما أن الدراما التركية تبدو متشابهة فى الأحداث مع إختلاف الشخوص فقط، وهذا ما يظهر للمشاهد إذا كان متابعا دقيقا للأحداث.

فطنة المؤلف الذى يقود العمل باحداث تثير لعاب المشاهد، ليبقى أمام الحلقات حتى النهاية رغم أنفه، لأنه يؤكد على الحركات البيسيطة التى تكون سببا فى نجاح العمل الدرامى.

 

الاثنين، 22 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

وماذا بعد إخلاء مبنى س وص بماسبيرو

تاريخ مبنى التليفزيون المصرى عريق منذ نشأته حتى الآن، ولم يتغير فيه إلا مسئولى القطاعات فقط، والفكر الذى يديره، فكان فى السابق منذ عهد الوزارة كان رائجا فى الإنتاج الفنى  والدرامى على المستويين المحلى والعالمى، وكان رائجا بالفكر الذى صعد به إلى العالمية وأطاح برؤوس كثيرة كانت تناطحه، حتى علا فوق رؤوس القنوات الخاصة، مما كان له الريادة الأولى فى المنطقة العربية، وكانوا مشاهديه ينتظرون أعماله الرائعة، ومما كان أيضا أهل ماسبيرو داخله يحصلون على إمتيازات لم يحصل عليها أى من الإعلام المحلى أو الخارجى، ولكن الآن تبدل الحال تماما عندما أعلن أسم الهيئة الوطنية للإعلام وتنحى عنها وزارة الإعلام المصرى، فباء بفشل ذريع، فشل أدى به إلى هبوط تام فى الوضع الذى كان يحسد عليه، فشل أدى إلى بيع ممتلكاته من جراج ومبنى س وص، واللذن كانوا يمثلان صرحا عظيما للتليفزيون المصرى، الذى كان لسان حال مصر والعرب فى وقت قريب قبل أن يطغى عليه القنوات الخاصة.

ولم أفهم أنا وغيرى من المهتمين بهذا الموضوع لماذا الهدم لهذا المبنى وإبقاء مبنى ماسبيرو القديم، ولماذا الإخفاء بالإعلام المصرى إلى هذه الدرجة المتدنية من أساسة، فلقد كان التليفزيون المصرى أيام عزه يقوم على خدمة المواطنين فى كل أرجاء مصر، ولقد كان لسان حال المواطن العربى من خلال الإذاعات الموجهة، أما الآن بعد ما نبشت فيه غنم القوم يشعر الجميع من ناحيته بخيبة أمل لما يروه على المبنى العريق وهو يتهاوى داخليا وخارجيا.

فماذا بعد إخلاء مبنى س وص، فهل بالفعل سيتخلصون منه، ويقومون على هدمه، هذا المبنيان يضمان استديوهات الفضائية والمتخصصات والرعاية الطبية وهندسة إذاعية وغيرها، فهما لا يمر على إنشائهما إلا بضعة سنين فى عهد الوزارة السابقة، ولقد كان متنفسا عظيما لمبنى ماسبيرو القديم الذى أنشئ فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على كورنيش النيل، ليظل رمزا إعلاميا لمصر وللوطن العربى أجمع، كما إن المبنى إنشئ بقرار جمهورى، وليس بفكر أشخاص بعينهم، فله كل الإحترام والتبجيل، وكان لازاما من الدولة أن تحافظ عليه من الإندثار، فبدلا من أن يقف له هادم اللذات ومفرق الجماعات بالمرصاد ويجهضه لتنال منه الأيد العابسة، لكى يتلاشى الإعلام المصرى من جذورة، وإعطاء القنوات الخاصة الفرصة فى التشفى فيه لأن تتكلم عن  مصر بما يروق لها، وهى لا تعرف شيئا عن مصر مثله.

والإعلام الوطنى المتمثل فى الهيئة الوطنية للإعلام، لا بد وأن يراعى فيه الله لأنه لسان حال الدولة، ليس لصرح على النيل فحسب، بل أنه بيت العرب شرقها وغربها، فهو يعتبر ملكا لكل مواطن يسعى إلى الإستقرار والتنمية، بدلا من القنوات الخاصة التى وصل عددها إلى أكثر من قناة فى مصر، والتى لا تعرض إلا أفلام كلها من مقتنيات التليفزيون المصرى، كما تعرض الهواجس المبتذلة والتحكمات التى تجئ عنوة على المشاهد ولا يحاسبها أحد، إلا التليفزيون المصرى الذى يحترم أولا وأخيرا كل بيت، لأنه ما يريد إلا الإصلاح، فيبث السلوك القويم للمواطن ويقدم رسالة سامية أخذت على عاتقه لينير الطريق.

فرجاء من السادة المسئولين أن يعيدوا النظر فى القرارات الحاسمة التى ستؤدى إلى هلاك تاريخ ماسبيرو قبل فوات الأوان، لأنه تراث إعلامى يفتخر به المصريين، والذى جاء تحت أسم الهيئة الوطنية للإعلام المصرى.

أعزكم الله.

الخميس، 18 نوفمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

الغربية بلا ظهير صحراوى

محافظة الغربية معروفة بأنها محصورة بين عدة محافظات، منها المنوفية فى الجنوب، والدقهلية فى الشرق، وكفر الشيخ فى الشمال، والبحيرة من الغرب، وليس للغربية ظهير صحراوى، كباقى المحافظات المجاورة، والغربية ذو كثافة سكانية كبيرة حيث وصل تعداد سكانها إلى أكثر من خمسة ملاين نسمة، وهى من المحافظات الزراعية.

الجدير بالذكر فإن الغربية لها مكانة حيوية فى المنطقة خصوصا وسط الدلتا، وعاصمتها طنطا، وطنطا من المدن الهامة والحيوية حيث تتوسط محافظات الدلتا فى الوجة البحرى، ثم أنها من المدن التى تربط الوجهى البحرى والقبلى معا، بالسكك الحديدية الممتدة من الأسكندرية حتى أسوان حتى الإسماعيلية، وأيضا الطرق السريعة المختلفة إلى كل محافظة، وأيضا المحلة الكبرى التى بها أكبر مصنع نسيج فى العالم، هذا المصنع من أكفأ مصانع الغزل والنسيج.

وكلما كان عدد السكان فى ازدياد، كلما نقصت مساحة محافظة الغربية فى الأراضى المنزرعة، ولأنها تحتاج إلى ظهير صحراوى يسع التوسع العمرانى فى المحافظة، حيث إن الحضر والقرى يزداد إتساعا، والخوف من تلاشى الرقعة الزراعية فى يوم من الأيام.

ولأن محافظة كفر الشيخ وجزء من محافظة المنوفية كانتا يتبعان محافظة الغربية، وتم فصلهما عنها فاستقلوا بذاتهما، وكان من الأحرى أن تخرج الغربية على ظهير صحراوى من محافظة كفر الشيخ أو البحيرة أكثر المحافظات التى يتخللهما صحراء، حتى تقوم الغربية بإمتلاك هذه الأراضى لكى يبنى عليها سكن للشباب الذى يزداد يوما بعد يوم.

كان هذا مخططا للحكومة ولكن لم ينفذ هذا المخطط بعد، حتى بنيت الغربية مدينة لشبابها فى محافظة دمياط الجديدة، وهذا لا ينبغى ألا يكون هذه المدينة تابعة للغربية أولا لأنها فى زمام مدينة أخرى غير المحافظة.

وكان على المحافظين الذين يتولون قيادتها أن يسعوا وراء ذلك لإيجاد ظهير صحراوى للغربية، لكى لا تكتظ بالسكان فى سنه من السنين، ولكى يتنفس أهلها حتى لا تختفى الرقعة الزراعية وسط زحف السكان عليها، ولأن الغربية محافظة مغلقة والمحافظات المجاورة مفتوحة على الصحراء، فعلى الحكوم تعديل الحدود بجدية، وإعطاء الغربية قطعة أرض من أى المحافظات المجاورة حتى تمتد سكانها على الصحراء بدلا من الأرض الزراعية، دون تدخل القضاء والإشكاليات التى من الممكن أن تحدث وراء هذا المطلب، فالمطلب سهل وبسيط إذا تدخلت الحكومة، وخصصوا بعضا من الصحراء فى أى من المحافظات لكى تخرج الغربية إلى متنفس جديد.

 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...