قرار هانى شاكر حكيم
فى الوقت الذى كنا نشمئز من تلك
الأصوات، خرج علينا نقيب الموسيقين الفنان والمطرب هانى شاكر بقراره الحكيم الذى
جاء فى وقته، وذلك لمنع هؤلاء الذين ذكروا أسمائهم من تصاريح الغناء، والذين يسمون
بمطرب المهرجانات، هؤلاء أصحاب الحناجر الفذه فى الغناء الشعبى، فقد جاءوا بتقاليع
لم تمت بصحة للغناء العربى المعروف، والمصرح به للتداول فى جمهورية مصر العربية
لدى المستمعين المحبين للغناء بوجه عام، وبأصواتهم الصاخبة التى لا نفهم منها شيئا
إلا الرقص على الموسيقة والتى تشبه الطرومبيطة فى المارشات العسكرية، وبكلمات
مبتذلة لا معنى لها.
ولقد أشاد الكثير ممن لا يعجبهم هذا
الصخب الغنائى المبتذل بقرار هانى شاكر، كما أعجب فئة أخرى، هذه الفئة التى تنحاز
لهذه الشاكلة، فهم يسيرون على خطى الغناء التشعبى، وليس الشعبى المعروف لدى
العامة، بمعنى أنه يأتى من كل وادى بأغنية، وتلحين عشوائى أيضا لا معنى له، فكل
إنسان يهويه هذه الطريقة، ويقال على نفسه أنه مطرب وملحن.
من الأخر كل من هب ودب يمتهن مهنة
الغناء، وهم أسوء حناجر عرفتها البشرية، فلا ينبغى أن يكونوا فى مثل هذا الصرح
العريق، وهو مجال الغناء العربى، وقد كانوا هؤلاء لا ينظرون إلى الكلمة ولا
للتلحين فحسب، بل ينظرون للهيصة التى يحدثونها والأموال التى يتلقونها بعد أن يؤدوا
الوصلة التى تبهر الحاضرين بالصرخات التى تضوى على المسرح.
مفهوم الغناء عندهم خطأ فادح، وهؤلاء
لا يجيدون الغناء بمعناه الدارج، لكنهم يجتهدون فيه حتى يحولوا القاعة إلى مهرجان
يتجاوبون معه فى الرقص والتصفيق والتمايل، ويزيدون من رواد الملاهى العاشقين لهذا
الغناء العشوائى.
إن قرار هانى شاكر جاء فى وقته، وإن
كانت هناك فئة غاضبة من هذا القرار، فلا يهم، لأن هذا الغناء من الدنس، ونحن
كمتلقين لا نحب إلا ما يطربنا، ولا يصح إلا الصحيح، وبذلك فقد فعلت ما ينبغى عمله
من سنوات، فأنا وغيرى من محبى الغناء، أو غير محبى الغناء لا نرضى بهؤلاء الدخلاء
على الغناء، والله الموفق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق