تريند الصفعة..
كلاكيت ثانى مرة
كل فترة وأخرى تطالعنا الأحداث عن تريند جديد،
يتجاوب معه الرأى العام، ويصبح قضية من لا شئ، يثير الجدل فى الشارع المصرى، فيهتم
به العاصى والدانى، بدلا من إهتمام المواطن بأشياء كثيرة، مثل الأسعار مثلا، فقبل
ذلك من عدة سنوات ماضية قريبة، طالعتنا الأخبار بالتريند الأول والذى تجاوب معه
عامة الشعب الذى أثار جدلا بين المتابعين للأنترنت، ألا وهو واقعة كشرى التحرير،
والأن التريند الثانى وهو واقعة صفع أحد المواطنين من المغنى عمرو دياب، أثناء
التصوير معه، وهذا الشاب الذى أراد التصوير معه، يقال أنه جذبه فلم يتمالك عمرو
دياب إلا أن صفعه على وجهه.
وكان هذا الشاب الذى يبدو من هيئته أنه يبلغ
من العمر خمسة وأربعون عاما أو أكثر، وقد اتضح من الأخبار أنه يعمل محاميا فى
محافظة الأقصر، ولما لهذا المحامى أن ينزل بمستواه لهذه الدرجة، فهو يعتقد أنه
عندما يلتقط صورا له مع أحد المشاهير، يكون قد إجتاز درجة عالية عند أصحابه
وأقاربه ويتباهون به، وتلك الطريقة يرضى بها فنانون ومشاهير لدرجة أنهم يحبونها مع
جماهيرهم، وهناك من يرفضها تماما لأنه يرى فى نفسه دينجوان عصره، ولا يرضى ألا
ينزل لمستوى المواطن، ومثل المغرور المعجب بنفسه، وكأنه ملك مهنته إن كان مغنيا أو
فنانا أو رياضيا.
والمواطن الذى يخوض تلك التجارب مع هذا وذاك
ليلتقط صورا معه، ليس لدية كرامة، فكلهم سواء آناسى لا يملكون من أمرهم شيئا،
والشهرة التى يتمتعون بها زائفة، لا تدوم وإن دامت فى جهل وغباء لا تنفع أصحابها
شيئا.
والأدهى من ذلك، فقد طلب المواطن تعويضا من
عمرو دياب، مبلغ يقدر بمليار جنية، ألم ترى هذا شيئا عجيبا، وكأنه يعيش فى
الأحلام، بطلبه الغريب هذا، وأيضا أهله الذين يريدون الإنتقام من المغنى عمرو
دياب، لماذا هذا الإنحلال من البداية، فالمشكلة كان بطلها االمواطن قبل المغنى،
لأنه تمادى فى التصرف الخاطئ الذى قادهم إلى هذا الإنحطاط.
وكما إن التريند المثير حاليا حول المواطن
المصفع على وجهه، ما هو إلا زوبعة فى فنجان، تأخذ وقتها من التفاعلات، وهو بذلك
مغرم بنفسه وكأنه أحرز أكتشافة علميا للأمة، أريد أن أقول لهؤلاء المتشدقون وراء
سراب، لم تنالوا عزا ولا فخرا، بل ستنالون سخرية واستهزاءا لكرامتكم أولا، ولم
يتعاطف معكم أحدا إلا ضعاف النفوس ثانيا، وستنال إلا كما نال صاحب موقعة كشرى
التحرير، فماذا كسبت من وراء هذه الإهانة، إلا أن سخط عليك الكثيرون قبل إعجابهم
بك، فاتقوا الله يا أولى الألباب، وكن بصيرا بأمورك أنت ومن معك، ولا تجعل كرامتك
تجلب لك عار ولا سفاهة.
12/5/2024