الاثنين، 9 سبتمبر 2024

قصة قصيرة / بقلم / فوزى اسماعيل

 

سلة مهملات

ترقيت مجيئه ليخطبها، كان عبر الهاتف قد حدثها عن ميعاد وصوله، أنتظرته فى المطار فى الساعة المحددة لوصول الطائرة إلى أرض الوطن من طوكيو، بعد ست سنوات قضاها هناك، الآن يتحدث الإنجليزية بطلاقة، هكذا طمئنت الفتاة فى نفسها، فهو قريب منها قرابة ثالثة، هو من العائلة التى منها، وكانت تعرفه وهو يدرس فى المدارس المصرية، وبعد أن تخرج منها وحصل على الشهادة العليا ذهب إلى طوكيو للعمل فيها، فمنذ ست أعوام وكانت الصدفة حليفة له، عندما وجد إعلانا فى أحدى الصحف للسفر إلى طوكيو كمنحه دراسية، وقدم فيها ليلتحق بها، بجانب ذلك عمل هناك عمل أضافى لكى يوفر له مبلغا من المال ليعينه على الزواج فى مصر عندما يعود، وبالفعل جمع مبلغا لا بأس به من المال، أودعه فى بنك من بنوك القاهرة، ليكون رصيدا له، وعاد إلى مصر أخيرا ليلتقى بمحبوبته التى تنتظره من ست أعوام، رجع إلى حلمه الذى ينتظره.

 فرحت الفتاة بعودته، وكانت تحلم بغرفة تجمعهما بعد كل هذه السنوات، عاد وقد تغيرت حالته من بؤس إلى رفاهية، الأموال التى جمعها فى الغربة قد غيرته، حتى كاد أن يكون شخصا آخر غير الذى تعرفه، تعجبت الفتاة لما رأته عليه، حتى ظنت بأنه تبدل بشخص آخر.

تحدث كثيرا عن حياة البشر هناك، ونسى أصله وفصله وحياته التى يعيشها فى القرية من قبل، وبدت النعمة قد ظهرت عليه، وكأن كل من حوله جهلاء، تحدث عن الحضارة التى غيرت نواميس البشر فى تلك المدينة الساحرة.

حاولت الفتاة أن تعيده إلى أصله، تحدثه عن أيام الطفولة والصبا، ولكن رفض أن يتذكرها أو يذكره بها أحد، تلك الأيام أعتبرها أيام الحرمان والبؤس فى حياته، ولا ينبغى أن يفكر فيها بعد ذلك، حاولت بكل الطرق أن تواجه فكره المشتت المشمول بالحضارة الغربية هذه، ولسانه الذى لا يخلو بالتشدق بها.

كان يوعدها بأنه سينقلها إلى عالم آخر، وأنه سيطور كل شئ فى الحى كما يراه فى طوكيو، بدت الفتاة تختنق من حديثة عن طوكيو وبلاد الغرب، وما يحدث فيها، حاولت أيضا أن تجاهد فى تغيره وعاهدت نفسها على تحقيق هدفها.

وقف مع شباب الحى يحكى لهم عما يدور فى طوكيو، حتى جعلهم يحلمون بالسفر إليها، وكأن طوكيو هذه لا مثيل لها على الأرض، وكانت الفتاة كلما كانوا يسألون عنه، من حديثه عن نفسه وتباهيه تخجل وتضحك فى نفسها سخرية منه، كانت تسمع العجب العجاب قصصه وغرمياته بالأماكن الساحرة هناك، حصوصا من النساء الذين يتشدقون بمعرفة أخباره من أزواجهم.

بدأت الفتاة تحس بنوع من الإنتكاسة والخزى تجاهه، فبدأت تبتعد عنه لأيام دون أن تراه، وحتى عندما يقدم لها هدية يظل ينوء عليها، وكأن هذه الهدية منه لها، وبدأ يمن عليها عندما يعطيها أى شئ، وهى كانت ترفضها، ولكن بعد إلحاح منه تقبلها على مضض وهذا كان يحز فى نفسها.

عرف أهل الحى جميعهم مغامراته فى طوكيو، والفتاة مغلوبة على أمرها، فهى مرتبطة معه على كلمة منذ ست أعوام كاملة، فلا تريد أن تهدر كل هذه السنين فى لحظة غضب، كانت تقول لنفسها غدا سيهديه الله ويعود إلى صوابه.

لكنه كان يتمادى فى إظهار عظمته، وما فعله فى غربته، أراد أن يتعجل بالزواج، لكن الفتاة لم يعد عندها رغبه فيه، فقبل أن يرتبطا لابد من التفكير العميق، فهى مسألة حياة للأبد، لابد من أخذ القرار الصحيح، فهذا قرار مصيرى لا رجعة فيه، لكى لا تندم بعد ذلك.

أمست ليلتها فى أرق تفكر كيف ستتخذ القرار، تذكرت حالها من أيام الصبا، قبل أن يسافر إلى طوكيو، وبعد وصوله، وما قاله عن نفسه، وكأن ذلك صار كالنار فى الهشيم، حتى لآنه يمدح فى نفسه، حتى عرف الدانى والغانى كل كبيرة وصغيرة عنه، والجهاد المنشود الذى أوصله لذلك.

تذكرت الألم الذى ألم بها حين رجع، وطريقته المزرية التى يتحدث بها كل لحظة وأخرى، لابد من أخذ قرار مصيرى يحدد سعادتها أو تعاستها، أنها تفكر الآن ملياً فى مصيرها الذى سيحدد أيضا الطريق التى ستسلقه، إن كان مستقيما أو أعوجاجا.

قامت وتوضأت لتصلى صلاة الأستخارة، هذه الصلاة هى التى تحدد مصيره، وتهدى نفسها، قامت فى منتصف الليل وصلت صلاة الأستخارة كما ينبغى، ونامت ليلتها فى هدوء وسكينة، حلمت بأنها تسلك طريق ملئ بالأشواك، طريق غير ممهد به رعب وزعابيب وزمهرير،أقتنعت بما رأته فى الحلم، ثم قصت الحلم على شيخ قريب منها، ففسره لهان وبين طريقها التى ستسلكه مع هذا الشاب، لأنه مريض يداء العظمة، لا يكل ولا يمل من الحديث عن أنجازاته فى طوكيو، أنا مسألة تدعوا إلى الشك والخوف من المستقبل معه، خصوصا إذا تم هذا الإرتباط.

بدأت تبتعد عنه شيئا فشيئا، وبدأ هو أيضا يجلس مع مجموعات من أصحابه يحدثهم عن نفسه فى بلاد الغربة، أشاعت الفتاة أنها تخلصت من ارتباطة نهائيا، حتى دق بابها خطاب كثيرون، لكنها تمهلت قليلا حتى توافق على أحدهم، حاول أن يحدثها عن مستقبلهم المحتوم وما ستصير فيه يعد ما ينفق عليها أمولا طائلة ممن جمعهم فى الغربة، ولكن كانت حنكتها أقوى منه ففكرت بأنها لا ترضخ بأغوائه عن المستقبل الباهر الذى ينتظرهما، ففى أيام قلائل ستنفذ أموله خصوصا بعد البذخ الذى أنتابه فى الإنفاق على أصدقائه فى المقاهى والسهرات المشبوهة التى فاحة رئحاتها، أشمئزت مما يفعله حتى دفعها طريقته بأن تتخلص منه نهائيا وتوافق على أحد الخطاب الذين يدقون بابها، حتى آتاها شاب ذو سيرة حسنة، كان ذو قيمة بعلمه وعزت نفسه، فرضت به، ثم تخلصت من ماضيها فى سلة مهملات، تنظر إلى خطيبها السابق وهو يتحطم ويسقط من نظر الجميع.

 

السبت، 7 سبتمبر 2024

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

تحليل المخدرات بالإعلام المصرى

منظور إيجابى

كثيرا ما يؤيد عملية تحليل المخدرات الذى تمت بالهيئة الوطنية للإعلام، وكثيرا مالم يؤيدها، وكل وجهة نظر، وهذا الأمر بين مؤيد ورافض أو معارض، ومن وجهة نظرى هذا الإجراء هو الأفضل على الإطلاق، وهو حدث صحيح بالمئة فى المئة، لأنه يكشف الكثير من متعاطى المخدرات والكوحليات المرفوضة، لدى موظفين الهيئة، وجاء هذا الإجراء بعد ترقية العاملين بالهيئة، وكان هدفه هو سحب الترقية لمن يظهر عنده تعاطى المخدر بمختلف أنواعه.

ثم أنها جاءت بمردود إيجابى، إذ أنها كشفت عن المستور عند بعض العاملين بالهيئة، ولأنها كانت نقمة على من تعاطى مخدر، فقد تبينت بعد ذلك أنه من الأجدى أن تكشف عن متعاطى المخدر وتقدمه إلى تحقيق عاجل للبت فى أمره، للفصل أو توجيه جزاءات ضده، بعد أن تسفر عن وجود مخدرات من عدمه.

وبعد المتعاطين للمخدرات أو ماشابه ذلك، كانت بالنسبة لهم عقبة لم يتفادوها، لأن موعدها جاء فاجأة، ولم يستطيعوا أن يزيلوا المخدر من أجسامهم، لأنه يتفننون فى إعطاء أنفسهم جرعة من عقار خاص فتزيل الأثار الجانبية لديهم، وهذا ما أثر عليهم لوجودهم فى العمل فاجأة، وإبلاغهم بالتحقيق فيما أقترفوه من جريمة شنعاء.

ولقد تضرر عددا من الموظفين الذين تعاطوا أنواعا من المخدرات، منها الحشيش والبدرة والترامادول وغير ذلك.

وهذا أسوء ما فى الموضوع لديهم لأنهم لم يتخيلوا ما حدث من قبل، فمنهم من يتعاطوها ولا يعرفوا عواقبها.

ولابد وأن يطبق ها الإجراء فى كل المصالح الحكومية، لأنه تحد من خطورة المخدرات بين الموظفين وبعضهم البعض، وهذا ما يؤثر على الإنتاج فى المصانع والشركات، وأيضا السائقين الذين يسيرون على طرق سريعة لتوقف الحوادث والكوارث التى تحدث كل يوم، ونحن نعرف إن إدارة المرور تطبق هذا عند تجديد الرخصة، للتأكد من سلامة السائق قبل الموافقة على قيادتة للمركبة.

إن آفة المخدرات كبرى، ولابد من الحد منها سواء بهذه الطريقة الإجبارية أو بأى طرق أخرى، تتبناها الأجهزة المعنية فى الدولة ليسير العمل على مايرام، والحد من الحوادث المتكررة على الطرق السريعة، وعلى سير العمل فى الشركات والهيئات المختلفة.

                  8/6/2024

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

كذب مضللي الفيس ولو صدفوا

هذا نذير

أقاويل وأحاديث وإدعاءات نسمعها كثيرا على موقع التواصل الإجتماعى، الأشهر فى العالم، الفيسبوك، نرى إدعاءات كاذبة من منجمة تسخر من المصريين، بتوقعاتها التى لم تحدث إلا بالصدفة، وعمليات النصب فى الإشتراك قى جمعيات ومسابقات وهمية، وكسب الأموال بسهولة، عندما تشترك فى مسابقة ما، وغيرها وغيرها.

وهذا غير صحيح على الإطلاق، والهدف من ذلك هو  إرسال معلوماتك الشخصية لهم، دون أن تشعر، وبصنعة لاطافة يكون قد حصل منك على ما يريد، ويقوم هو ببيعها لجهات مختصة لهذا الغرض، أو لجهات تجسس عليك أو هكر.

وأيضا هناك من يطلب منك إرسال مادة علمية، ممثلة فى بحث أو شعر أو قصة، وإرسالها على الإيميل الخاص به، لغرض أنه سيساعدك إلى دخول باب المجد من أوسع أبوابه، وبعد أن يتأكد من حصوله على ما يريد، لن تراه مرة أخرى على الفيسبوك، بعد أن هيأ لك الصعب سهلا، وعادتا ما يظهر لك بأسماء وهمية، ومكانه مرموقة فى العمل لكى يثير لعابك وتنجذب إليه فى لمح البصر، كما أنه يغويك بأنه صاحب قرار فتصدقه، ومن مدة صغيرة سيجعلك تحقق حلمك المنشود، لأنه قادر على توصيلك لباب المجد.

والكثير والكثير من الإدعاءات التى نراها ونشاهدها ونتفاعل معها، ولا نعرف ما وراء ذلك، وكل هذا وذاك لا يتعلم المرء من تجارب الأخرين، تجارب أدت بهم إلى النصب أو الإحتيال كما حدث مع مستريح  كذا وكذا كما يسمونه، الذين جمعوا ملايين الجنيهات وهربوا بها خارج البلاد، وما أكثر البلهاء الذين يكونون ضحية لهؤلاء، الذين ينصاعون لكلمات التزيف الغير حقيقية، فأدت بهم إلى السقوط فى الهوية.

والإنسان عادتا يظل فى البحث والتنقيب على متنفس للتغلب على الروتين الذى نعيشه الأن، فيهرع إلى مسابقة ما أو وعود وهمية للإشتراك فيها، وبذلك أصبح صيده ثمينة، لأنه لم يتحرى الصدق فيما يقولونه.

إنها عملية غير أخلاقية نعيشها جميعا على مواققع التواصل الإجتماعى، لأنه غابت العقول التى عجزت على الفصل بين الصواب والخطأ، ولابد من كل مستخدم لهذه المواقع، أن يعرف جيدا مدى خطورة ما يقال عن هذه المسابقات، وإرسال بياناته كاملة لهؤلاء معدومى الضمير، فلا تعلم خباياهم، وخططهم الجهنمية، لأنهم يتاجرون بهذه المعلومات وأنت لا تدرى.

كما إن الأباء والأمهات عليهم دورا كبيرا فى توجيه أبنائهم بنات وشباب، بألا يخوضوا وراء تلك الأقاويل المريبة والمزيفة التى لا أصل لها من الصحة، حتى لا يقعوا فى براثن الخداع والأوهام.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

إختلاسات الوزراء

فى مهب الريح

أنه من المؤسف أن  نرى مخالفات الوزراء أفظع من مخالفات المواطنين، كونهم مسؤولين مهمين فى الدولة وحارسين على مقدراتها، وهذه الظاهرة التى نراها متفشية على مواقع الإنترنت بهذه الدرجة، وأيضا فضائحها على منصات الأخبار اليومية، ألا وهى إختلاسات الوزراء.

وهذا يعنى أنها جريمة كبرى لا تغتفر، لأنها ليست فى حق مواطن واحد فحسب، بل فى حق كل المواطنين فى قطاع عريض، لأن الوزراء يمثلون الرأى العام المختلف، والرأى الرشيد لكل مواطن، وأنهم المسؤلون عن أتخاذ القرار.

وكما نسمع بإختلاس وزير التموين فى هذه الأونة، لمبالغ طائلة من الوزارة، وتحدثت عنها وسائل الإعلام المختلفة، وانتشر الخبر كالنار فى الهشيم، مما عرضت هذا الوزير للمحاكمة أو الفصل من الخدمة، ولكن للأسف لم يحدث.

ولما كان هذا الحدث الأهم قد عرفته طائفة كبيرة من المواطنين، فلما لم يحاكم أو يتم فصله فوزرا من الوزارة، حتى يتبين جُرمه من عدمه، لماذا لا يصدر السيد رئيس الجمهورية قرارا عاجلا بخروجه من الوزارة، ما السبب فى إبقاءه فى مكانة حتى تشكيل وزارة أخرى.

لابد من القادة السياسين أن تثبت كفاءتها ويكونوا عبرة للمواطنين، لأنهم يحملون عبء كبير على كاهلهم، لابد أيضا أن يكونوا على قدر المسؤلية المكلفين بها، يتحملون مسؤلية القرار ضد أى وزير مختلس خان الأمانة، فهذة الأموال التى لا حق له فيها هى أموال الدولة، وأموال الدولة ليست عرضة للنهب والسرقة، وأن يكون الحسم رادع، لأن لا أحد فوق القانون، والعقوبة تكون قاسية على جميع الوزراء مهما كانت مكانتهم، لأنها جريمة شنعاء تحدث فى زمننا هذا بكثرة.

هل تتغاضى الدولة عن اختلاساتهم، ولماذا لا يتخذ ضدهم إجراء صارم بالعقوبة ورد الأموال للدولة، لابد من محاسبتهم فورا على هذا التقصير، خصوصا بعد ما شغلت الرأى العام، فالوزراء والمسؤلون الذين يعتلون مناصبا فى الدولة، كغيرهم من المواطنين تماما، وكما يسرى على المواطن يسرى على الوزير.

فهذه جريمة كبرى فى حق كل مواطن أولا، وفى حق كل وزير ثانبا، وإذا تركتهم الدولة لنهبوا ثرواتها، ولا أحد يستيقظ ضميره إعملا للمثل القائل : المال السايب يعلم السرقة.

ولابد أيضا أن تتدخل أجهزة الدولة فى وقفها، كمثل الجهاز المركزى للمحاسبات الذى عليه العبء الأكبر فى هذه القضية، وعليه أن يسأل المسؤول والمواطن، من أين لك هذا ؟ حتى لا تترك مقدرات الدولة فى مهب الريح.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

تريند الصفعة.. كلاكيت ثانى مرة

كل فترة وأخرى تطالعنا الأحداث عن تريند جديد، يتجاوب معه الرأى العام، ويصبح قضية من لا شئ، يثير الجدل فى الشارع المصرى، فيهتم به العاصى والدانى، بدلا من إهتمام المواطن بأشياء كثيرة، مثل الأسعار مثلا، فقبل ذلك من عدة سنوات ماضية قريبة، طالعتنا الأخبار بالتريند الأول والذى تجاوب معه عامة الشعب الذى أثار جدلا بين المتابعين للأنترنت، ألا وهو واقعة كشرى التحرير، والأن التريند الثانى وهو واقعة صفع أحد المواطنين من المغنى عمرو دياب، أثناء التصوير معه، وهذا الشاب الذى أراد التصوير معه، يقال أنه جذبه فلم يتمالك عمرو دياب إلا أن صفعه على وجهه.

وكان هذا الشاب الذى يبدو من هيئته أنه يبلغ من العمر خمسة وأربعون عاما أو أكثر، وقد اتضح من الأخبار أنه يعمل محاميا فى محافظة الأقصر، ولما لهذا المحامى أن ينزل بمستواه لهذه الدرجة، فهو يعتقد أنه عندما يلتقط صورا له مع أحد المشاهير، يكون قد إجتاز درجة عالية عند أصحابه وأقاربه ويتباهون به، وتلك الطريقة يرضى بها فنانون ومشاهير لدرجة أنهم يحبونها مع جماهيرهم، وهناك من يرفضها تماما لأنه يرى فى نفسه دينجوان عصره، ولا يرضى ألا ينزل لمستوى المواطن، ومثل المغرور المعجب بنفسه، وكأنه ملك مهنته إن كان مغنيا أو فنانا أو رياضيا.

والمواطن الذى يخوض تلك التجارب مع هذا وذاك ليلتقط صورا معه، ليس لدية كرامة، فكلهم سواء آناسى لا يملكون من أمرهم شيئا، والشهرة التى يتمتعون بها زائفة، لا تدوم وإن دامت فى جهل وغباء لا تنفع أصحابها شيئا.

والأدهى من ذلك، فقد طلب المواطن تعويضا من عمرو دياب، مبلغ يقدر بمليار جنية، ألم ترى هذا شيئا عجيبا، وكأنه يعيش فى الأحلام، بطلبه الغريب هذا، وأيضا أهله الذين يريدون الإنتقام من المغنى عمرو دياب، لماذا هذا الإنحلال من البداية، فالمشكلة كان بطلها االمواطن قبل المغنى، لأنه تمادى فى التصرف الخاطئ الذى قادهم إلى هذا الإنحطاط.

وكما إن التريند المثير حاليا حول المواطن المصفع على وجهه، ما هو إلا زوبعة فى فنجان، تأخذ وقتها من التفاعلات، وهو بذلك مغرم بنفسه وكأنه أحرز أكتشافة علميا للأمة، أريد أن أقول لهؤلاء المتشدقون وراء سراب، لم تنالوا عزا ولا فخرا، بل ستنالون سخرية واستهزاءا لكرامتكم أولا، ولم يتعاطف معكم أحدا إلا ضعاف النفوس ثانيا، وستنال إلا كما نال صاحب موقعة كشرى التحرير، فماذا كسبت من وراء هذه الإهانة، إلا أن سخط عليك الكثيرون قبل إعجابهم بك، فاتقوا الله يا أولى الألباب، وكن بصيرا بأمورك أنت ومن معك، ولا تجعل كرامتك تجلب لك عار ولا سفاهة.

12/5/2024  

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

 

تغيير نفوس البشر

سؤال يحيرنى، سؤال كثيرا من الناس يتسائلونه، ولكن أجاباته مختلفة، لماذا تغيرت نفوس البشر؟

ولماذا نفرت الناس من بعضها ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟ أسئلة كثيرة لابد من إجابة شافية لها.

لم تتحسن نفوس البشر فى لقائهم ببعضهم البعض هذه الأيام، وكأن الناس أصبحوا لا يطوقون شيئا، ولا يريدون أن يصلحوا ذات بينهم، إلا أنهم متشاحنون على أتفه الأسباب، فتجد كثيرا من الناس لا يحترمون الآخرين، حتى كادوا لا يتصادقون مثل الماضى، ولا يتعاملون معاملة حسنة، فقلة قليلة تسير على هذا النهج، أما معظم الشباب تجدهم فى وادى آخر، هل هذا نقص تربية، أم ضيق الحياة جعلهم فى هذه الحالة، وكثيرا من الناس لا يخلون من التنمر، لأن عيون الجاحدين تلاحقهم.

ونحن فى القرى لا نعرف لماذا صرنا فى الحضيض، فكنا فى السابق كانت الصداقة وترابط الأسرة مبنى على التعاون، والتماسك، والترابط، كانت القرى تتميز بهؤلاء الصفات الحميدة، إلى أن تغيرت وتبدلت وانقرضت ولا وجود لها فى حياتنا، وسبب ذلك هو تجاهلنا بالآخرين، تجاهلنا بأسرنا التى تفككت ولم تسعى للتعاون مع الأقرباء والجيران، الذين أصبحوا فى وادى ونحن فى وادى آخر.

والنفير أصبح السمة الوحيدة بين الكبير والصغير، حتى الأخوات والأباء والأمهات، نهيك عن الذُنب والخداع الذى ملئ القلوب طاغية،  وأيضا الذين يتباهون بأنفسهم أنهم قادرون على فعل هذا وذاك، لا يعترفون بالإنجازات التى ينجزها الآخرين، فهم يكرهون ماحولهم، حتى ولو كان يحدثك بصدق، فلم تعلم ما فى قلبه من ضغينة ومكر.

هل هذا لبعدهم عن الدين ؟ الإجابة نعم، وليس غير ذلك، لأن الدين هو العامل الأساسى فى ترابط الأسر، وهذا هو الأساس فى التغلب على الشيطان، والبعد عن الدين هو قمة الجهل لأنه يؤدى إلى أن يسلك طريق الرزائل، والأمر بالمنكر والبغى كما ذكر فى القرآن الكريم، ونهى عنهم.

لذلك عدم صلة الرحم من هذا الأساس، والخسارة التى يمنى بها بنى البشر هو البعد عن الدين، فترابط المجتمع ينبع من إتباع تعاليم الإسلام الصحيح، وأن يفعل كما أمره الله تعالى، وعلى المرء أن يحسن من التعامل الصحيح لأخيه المسلم وأن يصل رحمه، وأن يبر والدية، وأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يكون الصدق منهحه وطريقه الصحيح فى التعامل مع الناس، فلا يكذب حتى لا يكون عند الله كذابا.

فهناك من البشر بينهم صراع وطيس بسبب الإرث، وينشب بينهم التشاجر لأتفه الأسباب، وهذا ما يحدث بين الأخوات والأقارب، فنجد القتل المستمر بين العائلات، وهذا قمة التخلف والكره.

علينا جميعا كبيرا وصغيرا أن نعود إلى الترابط والإعتصام بحبل الله، ولم يتحقق ذلك إلا أن نبذنا الشيطان وأتبعنا طريق الله، حتى لا نتمزق.

قال الله تعالى فى كاتبه العزيز : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا)..

                                                                                صدق الله العظيم.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...