الثلاثاء، 22 فبراير 2022

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

ما هذا الجهل

إبراهيم عيسى فى قمة الجهل، بتجهمه على ثوابت الدين الإسلامى، وتشككه فى أمر الأسراء والمعراج، ما هو إلا جهل مُطبق، كالح، فهو من الذين يفتعلون الفتنة من حين لحين لآخر، وأنه لإعلامى مزيف لا يشتهى إلا الفرقعة الإعلامية التى تجئ إلينا بخيبة أمل، وأنه بذلك يريد أن تتحول إليه الأنذار.

ولكن هذا الذى يعمل فى إحدى القنوات الفضائية، بهيئته هذه لا يسلم من زعزعة المجتمع بتصريحاته الفاسدة والمضللة، فى الرأى فى بعض القضايا الشائكة التى تخص الدين، وهو لا يملك مقومات التصريح بفتوى بشأن الدين، ولا له أى رأى يمت بصلة من بعيد ولا من قريب فى قضايا تخص الإسلام، قضايا مكانها الوحيد هو دار الإفتاء المصرية فى وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، كما إن الفتوى التى تخرج من عباءة الفضائيات ما هى إلا مضلله، خصوصا بعد ما تكن من ألسنة شخصيات بعيدة عن الأزهر الشريف، فلا كان ينبغى ألا يصرح بهذا التصريح الذى أثار إهتمام كل مسلم.

حيث أنه شكك فى أهم حدثين منذ أن نزل القرآن الكريم بهما على الإطلاق، وأكد بأن أسراء ومعراج النبى صلى الله عليه وسلم هو وهمى،  رغم أن القرآن الكريم قد أكد بصحتيهما فى أول سورة الأسراء وسورة النجم، حيث النبى صلى الله عليه وسلم أسرى به ، مصداقا لقول الله تعالى: سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من أياتنا أنه هو السميع البصير.

هذا ما لا يتبعه إبراهيم عيسى فى تصريحاته الغير عقلانية فى مسألة الإسراء والمعراج، حتى أدان ذلك الأزهر الشريف، وهذا دور الأزهر لتصدى لهؤلاء الغوغائين، حتى لا يصبحوا فسدة المحتمع، وهو ما قاله الإعلامى هذا جهل بعينه لأنه أفتى فى ما لا يعنيه، ومن المؤسف أن تطالعنا أمرأة متبرجة ليس لها فى الطور ولا الطحين أن تؤكد كلامه بأن كلامة صحيحا، وهى لا تدرى عن شئون الدين شيئا، مثلها مثله تماما، وهذا أمر خطير للغاية.

لا بد من الأزهر أن يوضح الخطأ الفادح لهذا المغرور وأن يوقفه فورا عن هذه المهازل، وأيضا القناة الفضائية التى يعمل فيها لا بد وأن تأخذ إجراء صارم حياله، إما بالوقف أو بالشطب، ففى التليفزيون المصرى قد صدر قرار ضد مذيع ببرنامج صباح الخير يا مصر بالتوقف والتحقيق معه، لما صدر منه فى حق الأهلى عندما كان يخوض مباراة خارج البلاد، وقال إن الأهلى لا يمثل مصر، فتوقف فورا وأنصاع للتحقيق، فلما لا تأخذ القناة الفضائية التى يعمل بها مثل هذا الإجراء، رغم إن تصريحات إبراهيم عيسى أفظع من هذا المذيع.

كلمة أخيرة :

السيد إبراهيم عيسى بكونه مذيع، لا يصل إلى الحد من العلم ليصل إلى درجة الإلحاد، والخوض فى أمور الدين الأسلامى، الذى ينبغى للأزهر الشريف ووزارة الأوقاف أن يتكلما فيه، دونا عن ألسنة الحداد التى يتشدقون بها دون فهم ولا دراية.

اللهم ما هديه واهدنا إلى الصراط المستقيم يا رب العالمين.

 

الخميس، 13 يناير 2022

مقال بقلم / فوزى إسماعيل

 

الزيت المعاد تصنيعه

سموم تعــــود إلينا

هناك استهتار كبير من صانعى الأغذية خصوصا التى تصنع أسفل بير السلم، وهذا هو الخطر الحقيقى على صحة الإنسان، فيوجد قلة من التجار عديمى الضمير والإنسانية ، متخصصون فقط فى إعادة تدوير مخلفات الطعام وإعادته إلينا مرة أخرى، كمنتج أصلى ويتم بيعه فى الأسواق، لكى يحصلوا على حفنة من المال على حساب صحة المواطن، دون مرعاة لصحة الآداميين الذين يقبلون على شراء السلع التى يزعم أنها مصنعة تحت مواصفات قياسية حسب شروط الصحة.

فمثلا الزيت الذى هو منتج ثمين لا غنى عنه فى إضافته لجميع منتجات الطعام، سواء فى المنازل أو محلات الأطعمة أو غيرها، هذا الزيت الوحيد الذى يوجد فيه تلاعب كبير لإعادته مرة أخرى إلى زيت صحى وكأنه منتج ذو مواصفات سليمة، شأنه شأن المساحيق التى تنتج أيضا أسفل بير السلم، ونحن بصدد هذا الزيت الذى يتم تدويره ويعاد إلينا، ونحن فى أكبر غفلة مما يسببه هذا الزيت على الأنسان، دون دراية منا لمعرفة مصدره وتاريخ أنتاجه وأنتهاءه، لكنك من أول وهلة عندما تشاهده تراه مستخرج من مصانعه من أجود الخامات، ولكن بعض الذين لا يراعون ذمتهم أمام الله يذهبون إلى القرى والمدن لشراء بواقى زيت الأطعمة بأسعار زهيدة للكيلو، ويتم تخزينة حتى يدخل إلى مصانعهم المشبوهه ويتم تنقيته.

هذا المنتج الذى يعاد تدويره هو سام وغير صحى للإستعمال الآدمى، كما إن صانعى الفول والفلافل أصحاب المطاعم يقومون برده مرات ومرات لطهى الطعمية مدة طويلة، فيتغير لونه إلى اللون الأسود، ثم تتشبع به الطعمية حتى يؤثر على صحة الأنسان بالسلب.

ونحن كمجتمع نرى ذلك ولا نفكر فى المردود الذى يعود علينا بالأمراض المزمنة التى تصيب صحة الإنسان، كما إننا نهرول إليه بمجرد أن ينادى المنادى عليه من أحدى السيارات التى تجوب القرية بالمكبر الصوتى عن بيع وشراء المنتج بأبخس الأسعار، ففى إحدى المرات وقعت واقعة من هذا المثيل، فقد وصلت سيارة إلى تجمع ناس من الحى ونادت بمكبر الصوت بأعلى ما عندها، بأنه يوجد زيت رخيص الثمن، وهو من أجود أنواع الزيت، وقد تجمع عليه عدد كبير لشراء الزيت ونفذت الكمية فى أقل من ربع ساعة، وفى لحظة لم يكن البائع بالمنطقة وكأنه أختفى فى لمح البصر، إلا أن بعض الآهالى من الذين أشتروا الزيت، قد فتحوا الزجاجات للإستعمال حتى كانت صدمتهم، بعدما وجدوا الزجاجات مملوءة بالحلبة الحصى المصفاه والتى تشبه الزيت الحقيقى.

ورغم ما تم القبض على مصانع مشابهه، إلا أن الخطر ما زال قائم، خصوصا بعد جمع الزيوت المستعملة مسبقا فى القرى والمدن أيضا، وهى تنادى على مرآى ومسمع الجميع، ولم يتعظ هؤلاء من الحوادث التى نراها كل فترة وأخرى بشأن هذه السموم، وذلك لموت ضمائرهم أولا، ولعدم وجود رحمة فى قلوبهم ثانيا، فلا يهمهم إلا جمع المال من أى مصدر كان، حتى ولو كانت على حساب الآخرين.

 

الاثنين، 10 يناير 2022

مقال بقلم / فوزى إسماعيل

 

مهزلة ماسبيرو

ما كنا نتوقع أن يحدث كل هذه الضجة فى أروقة مبنى ماسبيرو، وما كان يصح أن يكون الإعلام المصرى يصل إلى هذه الدرجة المدنية، لأن الإعلام المصرى هو من أهم الإعلام على المستوى العالمى فى المنطقة العربية، وله كيان كبير يشهده العالم العربى كله على مرور العصور، وما حدث من تجمع داخل ماسبيرو للمطالبة بالحقوق المالية، هو ماتسبب فيه القائمين على إدارة الإعلام من داخله، حيث إن هذه المطالب حق مشروع للعاملين به، ولكن كان ينبغى ألا يكون بهذه الطريقة، فكان من الأحرى أن يستجيبوا للمطالب فور المطالبة بها منذ سنوات، وما كان من القائمين على إدارة ماسبيرو التقاعس فى هذه الحقوق، وكانت تضع حد لحقوق العاملين الضائعة منذ 2014 حتى الآن، وهو المتأخرات من علاوات وترقيات وتسويات وحقوق المعاشات إلى أخره.

وكل ذلك الحقوق الضائعة الخاصة بالموظف وأصحاب المعاشات التى لا تتقاضى حقوقها من مكافأت رغم حصيلة صندوق التكافل الذى يخصم من أول التعين من كل موظف، غير الخصومات الأخرى، لا نريد توضيحها بالتفصيل، فأين كل هذه المبالغ الماضية حتى الأن، علما بأن عدد موظفى ماسبيرو قد وصل إلى 22 ألف موظف، بعد أن كانوا 42 ألف موظف يتقاضون رواتبهم، أين حقوقهم المشروعة كأى وزارة فى الدولة، وكانت عجلة الإنتاج تدور والمبنى رائج على الإعلام الخاص الذى أصبح الأن هو سيد الموقف وماسبيرو يجر أزياله،  فبعد توقف قطاع الإنتاج وصوت القاهرة عن الإنتاج الدرامى صارت الفاجعة، وتحطم منظومة الإعلام الذى هو لسان الدولة، وبدأ التقشف فى كل قطاعاته، وأنه صار على نهج تسريح العاملين من المبنى هربا إلى القنوات المحلية، وفتح التنقلات للوزارات الأخرى، حتى كاد أن يكون هذا المبنى الذى هو الصرح الكبير أن يفقد أسمه وريادته، وأيضا صار إلى استئصال أجزاء منه بدايتا من الجراج لصالح مثلث ماسبيرو.

وما إن كان من مسئولى ماسبيرو أن يقوم بحق موظفيه بحقن مسكنة ووعودهم فى إعادة المنظومة مرة أخرى إلى سابق عهده، ورجوع حقوقهم، ولكن لم يحدث ذلك، حتى ماليات المعاشات وضبط رواتب الموظفين لم يفعلوا ذلك أيضا، وهذا من أغضب الكثيرين من العاملين به، وتمت الوقفة الإحتجاجية فى أروقة ماسبيرو، لكى يرى كل منهم أين هو فى الإعلام المصرى هذا.

وهذا من حقهم لأنهم يطالبون بضبط الرواتب فى ظل أرتفاع الأسعار الجنونى، كما إن التقصير لم يكن بسبب الموظف، فالموظف فى المبنى يقوم بواجبه كما ينبغى دليل على نجاح الإنتاج الإعلامى بداخل ماسبيرو، فهو كان ينافس القنوات الخاصة بوجه عام، وكانت الريادة له سواء فى قطاع الإنتاج أو صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، والجميع يعرف ذلك، سواء أيضا القنوات الخاصة أو إعلام دول الجوار، خصوصا الأفارقة التى لا تتوانا عن تلقى التدريبات فى التليفزيون المصرى تحت يد خبراء الإعلام المصرى، ومنطقة الإعلام فى مصر تتمثل فى ماسبيرو ذلك الصرح العملاق والقنوات المحلية والمتخصصة وخبراء الهندسة الإذاعية الذين أحدثوا أكبر طفرة فى هندسة البث المباشر، حتى أصبح الإعلام المصرى يملك قوة فى المنطقة العربية وسط جحافل القنوات الخاصة والفضائية التى أصبح الأن العدد فى الليمون، فهل هذا لا يعود الإعلام إلى الإزدهار مرة أخرى وتعود له الريادة فى المنطقة.

ربما إذا صلح حال مسؤليه.

 

 

الخميس، 6 يناير 2022

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

كعب السوليا حديث الجماهير

أدى النادى الأهلى سينفونية عزف منفرد فى مباراة القمة أمام الزمالك فى الدورى العام، والذى فاز فيها بخماسية مقابل ثلاثة أهداف، على غريمة التقليدى، والذى بادله أيضا الهجمات بقوة ضاربة وإن كانت النتيجة تأتى متقاربة، إلا أن الأهلى فاجئه بهذه النتيجة الغير متوقعة.

واللافت للنظر فى هذه المباراة هو كعب السوليا، اللاعب المتميز الذى يؤدى ما عليه بدقة فى جميع مباريات الأهلى، وليس فى مباراة الزمالك وحدها، فهو معروف بأنه لاعب لا غنى عنه فى أى مباراة، وقد جاء كعب السوليا بطريقة عجيبة أنتبه لها الجمهور، وظل يهتف لها لأنها ترجمت إلى هدف محقق، ولأن السوليا قد أبدع فى هذا الكعب وكأنه يلعب بنج بونج بمضرب وليس بالقدم، وترجمها مخرج المباراة الذى أعادها مرات ومرات من زوايا مختلفة، حتى كانت حديث الجماهير.

وقد قدم الأهلى بحق مباراة للتاريخ، بهذه التشكيلة الرائعة، ومن ميزة الأهلى أنه يلعب جماعيا وليس فرديا كما فى الفرق الأخرى، فالكل فى النادى يخدم بعضه، حتى يخرج من المباراة بنتيجة إيجابية.

وكانت لاعبى الزمالك لم يتوقعوا بسير المباراة كهذه لأنهم أعتقدوا بأن الأهلى سيخسر مثلما خسر فى السوبر المصرى، لكن موسمانى جاء بتشكيلة لم يتوقعها الزمالك ولا حتى جماهيره، والأهلى الذى ما إن بدأت المباراة لم يتوانا عن التشجيع المتواصل طول المباراة، وهذا ما دفع لاعبى الأهلى على الإصرار فى الفوز.

قدم موسيمانى أوراق إعتماده فى هذه المباراة هذه المرة، وأثبت بأنه قادر على أن يقود دفة الأهلى إلى الصعود للقمة وحصوله على درع الدورى العام، كما إن الفريق سواء الأساسين أو الإحتياطين لم يخالفوا التعليمات على البساط الأخضر، وقدموا ما عندهم كما ينبغى.

تحية للأهلى وتحية للزمالك، فلولا الزمالك ما كانت المتعة، ولولا الأهلى ما كان هناك صراع فى الدورى، وأيضا الفرق الأخرى التى بدأت بصراع للوصول إلى القمة، فمجموعة الدورى العام ستشهد شد وجذب فى جميع مباراتها، وهذا ما نتمناه حتى لا يكون الصراع بين القطبين فقط.

وكما إننا سنشهد صراعا على طول الدورى العام، كما إن كعب السوليا سيظل علامة بارزة فى إحراز الأهداف بمهارة فائقة.

 

 

مثال بقلم / فوزى اسماعيل

 

منتخب هزيل وخطة فاشلة

منتخب مصر الذى ينافس على الصعود من أجل كأس العالم، هو منتخب هزيل للغاية، لأن نتائجه حتى ولو تغلب على منافسيه لا ترضى أحد، كما إن كروش المدرب العام الذى جاء بخصوص إرتقاء المنتخب المصرى لم يلعب بخطة مفهومة، ولكننا كمهتمين بالمنتخب لا نعترف بالخطة التى يلعب بها كيروش والتى تؤدى إلى الفوز فى كل مباريات التأهل لكاس العالم، رغم أنه سيقابل أقوى المنتخبات فى كأس ، وقبلها الدورة التى بها تونس الذى له باع كبير فى مقابلة المنتخب المصرى على مر السنين الماضية.

كما أن كيروش يختار بعضا من اللاعيبة التى رآها فقط فى الدورى العام، ولا نقول بأن الذين أختارهم هم جهابزة الكرة فى مصر، بل أنه يوجد من هم أمهر منهم وهم على المستوى العالى والفنى فى الملاعب، ولو ذكرت أحدا منهم لعرفهم الجمهور، ومن هم خبراء الكرة أهم أدرى منى بذلك فى هذا الشأن، كما إن خطة كيروش لا تعد من الخطط الناجحة، بل هى صدفة فى هز شباك الخصم، ولولا الصدفة ما كان المنتخب المصرى يخرج بنقطة من هذا المارثون، ونحن كجماهير نستمتع بما يدور فى المستديرة الخضراء، طوال التسعين دقيقة وقلوبنا ترجف خوفا من عار الهزيمة.

إذا سلم الله بمشيئة الله وصعدنا إلى كأس العالم، فلا بد من وقفة جادة مع من سيتولى تدريب المنتخب، إن كان كيروش أو غيره، ولا بد من غربلة اللاعبين غربلة جيدة لإختيار الأكفء مهما كان حتى ولو من نادى صغير، وإن كان كل الأندية الأن فى مصر أصبحت تحترم، ففيهم موهوبين لا حصر لهم ينافسون الأهلى والزمالك فى الدورى المصرى، ولا بد أيضا أن يستنقى لاعبى المنتخب كله حتى يليق بمكانة مصر، خصوصا لأنه سيلعب مع الكبار فى كأس العالم، حتى لا نتلقى هزائم بالجملة فى أول المباريات، وأيضا عليهم أن يتلقوا تدريبا من نار غير التدريب الذى يتلقونه فى مباريات الدورى.

وعلى المدرب كيروش أو غيره أن يسعى لإيجاد خطة تليق بالمنتخب لتجعله فريقا ينافس الكبار ويحقق نتائج مرضية على الأقل، وعليه أيضا أن يضم المحترفين دوليا، لأن كيروش كان يلعب أمام الأردن بدون الدولين، فلا بد من أستدعائهم حتى ولو أمام تونس فى كأس العرب، لأن منتخب تونس لا يستهان به، فمن الممكن أن يفجر مفاجأة مدوية ويهزم المنتخب المصرى، فلا تستبعد ذلك.

ندعو الله أن يوفق المنتخب المصرى فى مشواره الكروى الهام، وأن يكلل تعبهم ويصعد إلى كأس العالم 2022، فنحن ننتظر الفرحة الكبرى عندما نتأهل إلى حلم المونديال.

والله الموفق لما فيه الخير والصلاح.

 

الاثنين، 13 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

ردا على إبراهيم عيسى

ساقتنى الغيرة بأن أرد على الإعلامى إبراهيم عيسى، الذى صرح عبر وسائل الإعلام بأنه دخل صيدلية وجد بها الصيدلى يقرأ القرآن الكريم، بدلا من أن يطلع على معلومات صيدلانية تفيده، ولقد اشمئزيت من هذا الموضوع كثيرا كغيرى تماما، لأن إبراهيم عيسى إعلامى ويدرك الكلمة جيدا، لكنه بهذا التصريح جعلنى أغير وجهة نظرى فى شخصه، لأننى لم أفهم لماذا قال ذلك فى أمر لا ينبغى ألا يخوض فيه، فهو لا يعجبه بأن الصيدلى يقرأ القرآن الكريم وكان من الأحق بأن يقرأ معلومات تخص الدواء، حتى هاجمه كثيرا من المعلقين على الخبر فور نشره، ولقد أنساق إبراهيم عيسى إلى منطقة محظورة، لا يستطيع أحد مهما كان أن ينهى شخص عن قراءة القرآن الكريم فى أى مكان، وقد كان الصيدلى يقرأ القرآن فى وقت فراغه، أى عند توقف المرددين على الصيدلية لطلب الخدمة، فهو أراد أن يقرأ آيات من القرآن الكريم حتى يأتيه زبون لطلب الدواء، وهذا كان لا ينبغى على إبراهيم عيسى أن لا يقول ذلك، لأنه ليس من حقه أن يفرض عليه ولا على أحد أن يفعل ما يريد هو، بل الصيدلى له الحق فى اختيار ما يريده فى القراءة فى أى من المجالات، منها القرآن الكريم إن شاء.

حتى إن بعضا من الإعلاميين زملائه لا يرضيهم هذا، حتى بينوا له عن خطأه، ولم يفهم أحد إن كان قول إبراهيم عيسى كان يقصد أن ينبه الصيدلى على زيادته فى معلومات عن الدواء، أو أنه ينهيه عن قراءة القرآن الكريم أثناء عمله، وإذا كان مقصده بالفعل، فإن إبراهيم عيسى ليس له الحق فى ذلك، وإذا كان كذلك كان من الأحرى أن يتناقش هذا بينه وبين الصيدلى حتى يفهم مقصده، ولم يعلنها على الملأ هكذا، فهذا يدينه إدانة شديدة أمام الرأى العام، وهذا ما كان.

أننى أرى فى ذلك تصرفا معيبا من هذا الإعلامى الذى سمح لنفسه أن يقول ذلك، وكان من الأحرى أن يفكر قبل أن يقذف الصيدلى بهذه الكلمة، ولم أسميها فرقعة إعلامية، لأنها جاءت دون قصد من إبراهيم عيسى، وكان ينبغى أن يعتذر لأنه أساء فى حق الصيدلى أولا، ولكنه تجاوز حدود اللياقة بالحديث عن هذا الموقف عبر وسائل الإتصال الإجتماعى، والتى أحدثت هجوما عنيفا فى حقه.

يلزم ميثاق الشرف الإعلامى بأن يصدق الإعلامى القول أولا قبل أن يخوض فى قضية من الممكن أن تكون مثيرة للرأى العام، وكان من الممكن ألا تنتهى إلا بصدام عنيف سيكون مردوده مؤلما عليه.

  

الأحد، 12 ديسمبر 2021

مقال بقلم / فوزى اسماعيل

 

أسطورة الشيخ مصطف إسماعيل.. باقية

سيظل الشيخ مصطفى إسماعيل أسطورة التلاوة فى مصر والعالم العربى والإسلامى متربعا على عرش التلاوة، وسيظل صوته خالدا يشدوا فى سماء التلاوة، فرغم مرور أعوام كثيرة على وفاته إلا أن مستمعيه مازالوا حتى الآن يتابعون تسجيلاته النادرة، ولقد كان القارئ المحب لكل من سمعه علامة بارزة فى مصر والعالم الإسلامى، لأنه صاحب حنجرة ذهبية فاق بها كل التخيلات، ولأنها موهبة من الله منذ نشأته، فقد ولد فى السابع عشر من يونيو عام 1905، وتربى بين أحضان عائلته التى أبعدته عن فلاحة الأرض ليتفرغ لحفظ القرآن الكريم فى القرية، وقد حفظ القرآن الكريم كاملا وهو لا يتجاوز العاشرة من عمره، مما دفعه جده المرسى إسماعيل رحمه الله بأن يداوم على الحفظ، فذهب إلى أكثر من كتاب فى القرية والتى كانت تشتهر بالكتاتيب، وراجعه له الشيخ أدريس فاخر الذى كان حينئذ مفتشا للكتاتيب فى القرية، وأجاد الشيخ مصطفى القراءة وحفظ القرآن الكريم، وكانت الفرحة عارمة للأسرة، وكانت الصدفة قد قادته إلى أول تعارف عليه فى عالم القراءة، حيث كان جده فى زيارة لأحد أقاربه فى طنطا، وكان الشيخ مصطفى مع جده وقتها، حتى ذهبا إلى مسجد عُطيفة ليصلوا صلاة العصر، هذا المسجد كائن فى ميدان الساعة حتى الأن، ثم أذن الشيخ مصطفى للصلاة والذى جاء صوته يفوق ما تصوره الحاضرون، وبعد أن قضيت الصلاة طلب منه الحاضرون أن يتلو القرآن، وجاءت التلاوة مبهرة، حتى دنا إلى جده شيخ من علماء الأزهر أنذاك، نصحه بأن يكمل مصطفى تعليمة فى المعهد الأحمدى بطنطا، وبالفعل إلتحق بالمعهد الأحمدى، وصار أيضا قارئا للسور فى المسجد البدوى، ثم سافر إلى القاهرة، وكان القدر يسوقه إلى عالم الشهرة، فإذا به كان يفصل ملابسه عند ترزى عربى فى خان الخليلى، وبعدها كان يسير فى شارع خان الخليلى إذ رأى يافطة مكتوب عليها أسم رابطة القراء، فدخلها وسأل عليها ثم أستقبله الشيخ محمد الصيفى وطلب منه الشيخ مصطفى الإنضمام إلى الرابطة، فرحب به الشيخ الصيفى، وسمع بعضا من تلاوته لكى يعرف أنه قارئ فى مديرية الغربية، وبعد ماتعرف عليه رحب به عضوا فى الرابطة.

ثم طلب منه الشيخ الصيفى أن يحيى ليلة الإحتفال بالمولد النبوى الشريف بدلا من الشيخ الشعشاعى الذى مرض، وكانت التلاوة تذاع عبر أثير الإذاعة المصرية، وسمعها الملك فاروق الذى أسرع فى طلبه.

كان من قبل أن تنقل الإذاعة صوته، دُعىّ الشيخ مصطفى إلى عزاء أحد أعيان طنطا من خلال الشيخ القصبى، وهذه الليلة كان الشيخ محمد رفعت يقرأ فيها، فلما ذهب الشيخ رفعت للإستراحة، صعد الشيخ مصطفى على الدكة ليقرأ، حتى نهره أحد الحاضرين، قال له الشيخ القصبى بأنه مدعو للتلاوة، وقد أعجب به الشيخ رفعت فى هذه الليلة وأثن عليه وشجعه على مواصلة التلاوة.

أما الملك فاروق فقد طلب منه أن يكون قارئا للقصر الملكى، وأن يحيي حفلات رمضان التى كانت تقام فى قصر رأس التين بالأسكندرية طوال شهر رمضان المبارك، وبعد أن ذهبت الملكية وجات الجمهورية، لم يتركه الرئيس جمال عبد الناصر فقد أحى الشيخ مصطفى جميع حفلاته، وكرمه الرئيس جمال عبد الناصر فى عيد العلم ومنحه وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى مع كوكبة من العلماء، وأيضا الرئيس السادات الذى أصطحبه معه فى زيارته للقدس وقرأ فيها الشيخ مصطفى قرأته المشهورة، وقد منحه الرئيس السادات وسام الإستحقاق من الطبقة الأولى، كما كان صديق شخصى للرئيس السادات، كما كرمة أيضا الرئيس حسنى مبارك بعد وفاته، وقد زار الشيخ مصطفى إسماعيل الدول العربية والإسلامية ونال منها جوائز، وكان صوته يعلو فى الأفق، ولقد كانت حياته حافلة بالتشريفات فى مصر والدول العربية التى أحسنت أستقباله أينما ذهب، ولقد جاء بمدرسة أتبعها كثيرا من محبيه وصاروا على نهجه، حتى أنها باقية حتى يومنا هذا، كما قال عنه الكثير من المحللين بأنه يصور القرآن تصويرا فيجعلك فى أعلى علين فى آية الجنة، ويجعلك أسفل السافلين فى آية النار، وما زالوا مستمعيه يتجرعون من كأس التلاوة البارعة التى وهبها الله له، حتى وإن شربوا من تلاوته كماء البحر لا تشبع ساقيها.

رحم الله القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل فى ذكراه الذى وافته المنية فى عصر يوم السادس والعشرون من ديسمبر عام ألف وتسعمائة وثمانى وسبعون من الميلاد، ودفن فى منزله بميت غزال.

 

 

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...