الأحد، 31 يناير 2016



سد النهضة.. والتكهنات حوله

لماذا أثارت ضجة على مشكلة سد النهضة هذه الأيام؟
ولماذا أصرت أثيوبيا على بناء سد النهضة خصوصا بعد ثورتى الخامس والعشرون والثلاثون من يونيو بجدية ؟
هل هناك قوى سياسية كبرى أرغمتها على بناء السد ؟ أم أن دولة لها مصالحها معها ضغطت عليها لإستكمال بناءه ؟
إن سد النهضة الأثيوبى الذى أثار كل هذه الضجة الكبرى منذ بناءه حتى الآن، قد أعطى أهمية كبرى لدولة مثل أثيوبيا والتى كان لم يكن لها صوتا فى المنطقة، والتى بقى لها باع فى عملية البناء لمنع مياه النيل عن مصر، وعن دول حوض النيل، فقد تجاهلت كل ذلك وقامت ببناء السد رغم أنها من المستحيل أن تمنع المياه عن مصر، فمصر قد كرمها الله فى كتابه العزيز خمس مرات ووصى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.. ونهر النيل هو هبة الله لمصر فماءه من الجنة.
ورغم جهود وزراء الخارجية ووزراء الرى فى التراءى لوقف بناء هذا السد الذى سيجعل منها دولة عداء فى المنطقة، ولأن مصر تأخذ هذا الموضوع بحكمة فى معالجة هذا المشروع الذى ظهر على حين غفلة، فهى لا تريد أن تخسر دولة مثل أثيوبيا، حتى أنها قامت بتقديم كل الحلول لها ليمر النيل إلى مصر فى سلام.
ولأن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لا يريد الضرر للشعب الأثيوبى فقد عرض مساعدة مصر عليهم حتى يشمل التنمية للشعب الاثيوبى دون أى معاداه بين الشعبين.
من له المصلحة فى دفع أثيوبيا لبناء هذا السد، ولماذا فى هذا التوقيت بالذات، هل لأن أثيوبيا تريد أن تنتهز الفرصة فى كسب قرشين من وراء هذا الموضوع، والحصص التى تحصل عليها دول حوض النيل.
رغم أن هذا النيل ليس لهم فقط، فكل دولة على حوض النيل لها حق فيه، وليس للأثيوبيين وحدهم فمنذ الأزل ومصر تستفيد من هذا النيل، ولا أحد يفكر فى أن يمنعه.
إن الحكومة المصرية التى تسعى حتى الآن إلى التوصل لحل يرضى الطرفين، بعقد المؤتمرات مع الأثيوبيين سواء فى القاهرة أو فى أديس آبابا، وهى حريصة كل الحرص على أن تقف مع الشعب الأثيوبى ليس فقط لمرور النيل إلى مصر، بل من المعروف أن مصر تقف مع أى دولة تمر بمحنة كما وقفت مع اليمن والسودان والعراق وغيرها، ولا أعرف لماذا التعنت من أثيوبيا الآن فى عرقلة حل هذا الموضوع، فلا ترى فى هذا الملف انفراجه ولكن يزداد تعقيدا.
والتكهنات التى تثار حول هذا السد وما تنقله وسائل الإعلام ليس إلا حديث مناضد وإجتماعات حول السد، بإطلاق تصريحات من بعض السياسيين وبعد كبار حكومة الدولتين، ولا نعرف ماذا يخبئ الجراب ياحاوى، وأين هى الحقيقة بالضبط.



لا نعرف أيضا ماذا سيكون السيناريو القادم فى طلاسم هذا الموضوع، الذى أخذ حق أكبر من حقه فى النقاش حتى يجدوا مخرجا له.
السؤال الذى يطرح نفسه..
هل أثيوبيا وحدها هى الدولة الوحيدة التى تتحكم فى عملية مرور مياه النيل؟
أم أن هناك دولا أخرى من الممكن أن تحل المشكلة وتلجأ إليها مصر حتى تشق فى أراضيها نهر أخر، مادومت أثيوبيا عند عنادها هكذا.
كنا نسمع أن الذى وراء ذلك كله هو دولة صهيونية لخلافها مع مصر، وقد عرضت مبلغا ضخما عى أثيوبيا لتحويل النيل عن مصر، ولكن كما قلت هذه تكهنات لا دليل لها فقد تسرب الخبر عبر وسائل الإعلام الغربى وما أدراك من الإعلام الغربى، على رأسها رأس الأفعى، الجزيرة.
أخيرا..
صرح مسئولون من أثيوبيا بأنه تم بناء السد لإحتياج أثيوبيا إلى توليد الكهرباء، ومصر لا تمانع فى ذلك ولكن تطالب بحقها الشرعى والقانونى على حصتها من مياه النيل بدلا من دخول الدولتين إلى نفق مظلم، فيزداد فيها التكهنات أكثر وتزداد المشكلة تفاقما وسوءً.
                                                     *           *



















أهلا بالبرلمان الموقر

تم الإستحقاق الثالث على خير، وجلسوا أعضاء المجلس على مقاعدهم أخيرا، وكما يقول المثل الشعبى، الكعكة فى أيد اليتيم عجبه، وكأن هؤلاء النواب لم يصدقوا أنفسهم بأنهم فى هذه المكانة، وأنهم تحت قبة المجلس الذى هو قطعة من الجنة، فعند ظهورهم على شاشات التليفزيون وخرج عليهم المخرج ليقول أكشن هنصور قامت العركة، وكأنهم يصورون فيلما سينمائيا على غرار فيلم الواد محروس بتاع الوزير، كل منهم يريد أن أن يظهر أمام الكاميرات ليراه أبناء دائرته.
فظهرت الجلسة غير لائقة للذوق العام، وخرجت عن نطاق الإحترام للمجلس ولمن يشاهدونهم عبر الشاشات.
وكان قرار رئيس المجلس بمنع البث صائبا، لأن هؤلاء الأعضاء الموقرين لا يعرفون أصول انعقاد الجلسات العلنية التى تبث عبر الفضائيات فتعكس صورة مصر خارجيا وداخليا، ولأن هؤلاء الأعضاء كانوا عندما هموا بالجلوس على المقاعد لأول مرة كان لا بد لأحد أن يقوم بقرصهم من ذراعهم حتى يشعروا بأنهم تحت قبة البرلمان، وأنهم فى الحقيقة لا فى الأحلام، كل منهم بعد هذا الفعل الشنيع الذى جاء به أعضاء المجلس الموقر، وهو التشابك بالأيدى والألفاظ التى لا تليق فى هذا المكان وكأنهم ضربوا كرسى فى الكلوب، فكان ينقصها شئ واحد فقط وهو عازف ماهر بربابة تصطحبهم فى هذا الموقف كما كان يذكرنا بها الفنان أحمد ذكى فى فيلم البيه البواب عندما أختلفوا فى عضوية الرابطة.
والخناقات التى حدثت فى بداية إنعقاد أول جلسة كان لا ينبغى أن تكون بهذا الشكل، كما أن مايضحك عندما أعتصم أحد الاعضاء فى المجلس ووضع لاصق على فمه حتى لا يُحر ويقول ما يليق، وأخر أبتعد عن المجلس لأنه لم يحظى بالمنصب الأعلى وهو رئيس المجلس وأخر نائما من بدايتها، فمنصب رئيس المجلس للأكبر سنا، والأكثر إحتراما، ليس لعضو مغمور حظى بكثرة الكلام أمام كاميرات الفضائيات فى أنه يفعل كذا وكذا وأنه سيواجه الحكومة بكل قوته، أو الذى يعمل فى القضاء أو المحاماه ويكون له باع فى قذف الناس هباءً أن يكون رئيسا للمجلس، فقد مر تنصيب الرئاسة على كثير من الكر والفر، أو غير ذلك من الأعضاء الذين يناطحون السحاب، أو يظنون أنهم يفعلون ذلك.
وترشح للرئاسة كل من قال أنا قّد هذا المنصب، وقال المجلس كلمته وأختاروا له رجلا وقورا ذو شخصية محبوبة لديهم، وأنهم قد حظوا بخيبة أمل راكبة جمل، فمنهم من أخذ 25 صوتا ومنهم من حصل على صوت واحد، وكأنهم عدوا المانش، فلما العناد إذن، الناس فى الدوائر يعتقدون أن هذا المجلس سيفعل المستحيل ويلبى طلباتهم، ولا يعرفون أن هذا المجلس تشريعى فقط.
وأحب أن أصحح تلك العبارة فأقول :



قل لا يفعلون .
ولا تقل يفعلون.
لأن المجلس تشريعى فقط، موافقون.. موافقون، على غرار مجلس الشعب السابق والسابق، موافقون.. موافقون.
أاريد أن أقول لمن يعتقد انهم سوبر مان، سيجعلون القرى قرى سياحية كما قيل لهم، فأطلب منكم طلبا واحدا، بعده سيبين لكم هل هم فاعلون أم غير فاعلون، قم بعد مائة يوم من بداية إنعقاد أول جلسة حتى تنتهى المدة، وأرجع إلى نفسك وأجلس فى غرفة مظلمة تماما وأصطحب معك ريكوردر ينبعث منه موسيقى هادئة، وأجلس مع نفسك ثم قل: هل فعل نائب دائرتنا شيئا يذكر ؟
كرر ذلك عشر مرات، أنت وضميرك أمام الله .
فإذا رأيت شيئا فعله نائب دائرتك، وكنت أنا على قيد الحياة، فأتى إلىّ وحاسبنى على ماقولته، وإن كنت فى دنيا الآخرة، تعال إلى قبرى، ولمؤخذة (.........) .
وعليكم جميعا إثبات عكس ذلك بعد مرور الأيام ..(أقصد المائة يوم)..

*                  *







مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...