تحذير إلى نقابة المهن التمثيلية
مقال/ هذا رأيي
بقلم / فوزى اسماعيل
إن من مساوء الحياة أن تمر علينا ظاهرة حمقاء تعكر علينا
صفوها وتجعلها مظلمة كالسواد الحالك، تستمر فى الظهور لكى تنغص علينا الحياة، ولا
يستأصل جذورها مبكرا لكى تنتهى وهى فى مهدها، إنما يتم تكرارها لكى تتفشى فى
المجتمع، وتدمر عقول شابة ما زالت تتفتح على الحياة، حتى تقودهم إلى الخطأ
والرزيلة، فى الوقت الذى نحن جميعا نريد إصلاحا للمجتمع بأسرة، ولكن يزداد سوء بعد
سوء.
وكأن السادة فى نقابة المهن التمثيلية يترمخون على هذه
الأفعال المشينة، جاعلين أذن من طين وأخرى من عجين، وظاهرة الفنان المزعوم والمفضل
لدى أكثر الشباب الضائع والملقب بنمر وان كما يزعم، أو الاسطورة التى تم بنائها
وراء هواجس وزعامات قيلت عنه وظهرت على الشاشة لتدمر جيل بأكمله من أطفال كل شغفهم
أن يقلدوه، وما يطرح عليهم على شاشات التليفزيون والانترنت، واتباع طريقته التى فسدت
عقول الشباب بمقولته نمر وان، حتى استطاع متهور أن يحذوا حذوه ويقتل نفسا بريئة،
زعما أنه هو الآخر نمبر وان، لأن هذا الفنان مفتول العضلات كان قدوة له فى الشر
يقتل ويحرق ويفرض سيطرته على العاملين معه فى العمل الفنى ظنا منه أنه يقدم عملا
هادفا، وأنه الأوحد فى السينما المصرية كلها، بل هو أكذوبة صنعها فاشلون
مثله، وهذا الاجراء الذى من منظورى هو
الفساد بعينه وليس الإصلاح، طريقته فى التناول مقذذه للغاية وليس فيها أى شهامة
تذكر كما كان عليه فنانوا زمان، مثل العملاقة فريد شوقى وعادل أمام ورشدى أباظة
وعمر الشريف وأخرون ممن قدموا فنا أصيلا راقيا حتى فى أفلامهم الأكشن، وهؤلاء
الفنانون قد تركوا لنا تراثا عظيما فى السينما المصرية ما زال يذكرها التاريخ حتى
الآن، لأن أعمالهم خالده فهذه الافلام هى نموذج يشدوا به كل من شاهدها وهى فخرا
للسينما المصرية.
أما الآن من هو هذا الفنان فى ظل العمالقة الكبار، أين
عادل أمام نمر وان فى السينما العربية، وأين رشدى أباظة ملك الأكشن وأين أنور
وجدى، هل كما يزعم البعض يفوق على كل هؤلاء، لا والله، فتاريخه يعد نقطة فى بحر من
اعمال هؤلاء.
على نقابة المهن التمثيلية والسينمائية أيضا أن يعوا
لهذه الخطورة، ولا بد من وقف هذه المهازل التى ترتكب تحت ظل نمبر وان، التى تدمر
جيل بأكمله شباب وأطفال الذين من المفترض أن يكونوا عصب الحياة ورجال المستقبل،
وليس من المعقول أن تكون السينما صناعتها فاشلة كهذا لخاطر فنان مغمور كل ما لدية
أن يمسك سلاح ويطلق النار على فتاة فى إعلان مقذذ لقناة معروفة، فنان يستعرض
عضلاته فقط يقتل وينهب ويشعل النار بالصواريخ والمعدات الثقيلة، ليس هذا فنا ولكن
أسميه لعب بعقول الجماهير، لأن السينما الحقيقية هى التى توجه المجتمع إلى الصواب
وتسير به من السلبية إلى الإيجابية وليس العكس.
فأين هذه النقابة من كل ذلك، وأيضا الاتهام موصول إلى
نقابة المهن السينمائية المعنية بصناعة الأفلام، فالأفلام الأكشن ليست بهذا
المستوى اللائق بها، وأنما الأكشن ألحق بنا إلى حرب شوارع يخرب ويقتل بطرق خاطئة
للغاية، وبدت ظاهرة يتبعها الجيل حتى يسقط فى بئر الظلمات، بدلا من أن ينهض بفكر
يفيد المجتمع صانعا له التقدم والرقى.
السادة فى النقابتين عليهما بالاسراع لوقف هذه الظاهرة
فورا وإلا سنجد أمثال راجح نمبر وان فى شوارعنا ما دام الفن الحقيقى غائبا.