المغيبون ثلاثة فى ميت غزال
ثلاثة لا وجود لهم فى قريتنا ميت غزال رغم حضورهم،
الأولون هم الصحة أو بالأحرى المركز الصحى الوحدة الصحية سابقا، والثانى مركز
الشباب فى القرية، والثالث اصحاب الكرفتات الشيك، الثلاثة مشيعون فى نعش واحد، لا
فائدة منهم، فالأولون المطلق عليهم صحة الأسرة، الذين يتكلفون برعاية الأسرة فى
القرية صحيا، وهم ليسوا أهلا لها، بل موظفون يتقاضون رواتب أخر كل شهر فقط، لا
خدمة لديهم لأى مريض، لأنهم غير مؤهلين لمعالجة المرضى الطارئة ولا لضمادة الجرحى
المستعجلة والتى تخضع لمسمى الوحدة الصحية، وهذا ما فشلت فيه هذه الوحدة فشلا
ذريعا، فبها عدد من الموظفين تحت مسمى ممرضات ملاك الرحمة، وهم لا يعرفون عن
الرحمة شيئا، ولأنى لا أظلم منهم عددا قليلا بهذا اللقب، إلا اننى أقول لهؤلاء
انتم لستم فى قائمة المفسدين، فعندما تطئ قدميك فى هذا الخُن الصحى لتطلب الإسعافات
الأولية فيقابلونك بموشح ووصلة ردح لا نظير لها، لأنهم مأمورين بعدم تأدية الخدمة
بعد الساعة الثانية ظهرا، مدعين أنها تعليمات، فهل هذه حجة ، وكما نعرف إن الوحدة
الصحية سيئة الخدمة للغاية لعدم وجود أجهزة طبية كافية، واللوم إما على الإدارة
الصحية بالسنطة أو على العقول المغيبة التى لا تريد إلا أن تتقاضى رواتب حرام.
والثانى فى المغيبون، هم مركزنا الموقر الذى يدعى مركز
شباب ميت غزال، والذى من المفترض أن يحتوى أكبر فئة من الشباب لممارسة أنشطتهم
الرياضية والثقافية، فالعاملين فيه يغطون فى نوم عميق، نوم فى العسل الأسود، لا
أحد منهم يحمل عبء هذا المركز الكبير، حتى ولو بإرسال تظلمات للوزارة لكى تنجد هذا
المركز من التدهور أكثر ما هو متدهور، وتنقذ ما يمكن إنقاذه، بل أنهم مغيبون تماما
عن الوعى، ليسوا فقط كائنون فى هذا المبنى المتهالك، بل أنهم كخشب مسنده يحسبون كل
صيحة عليهم، وهؤلاء لا يقدرون المسئولية التى تقع على عاتقهم، ولا يقدرون مكانة
هذا المركز وسط أقرانه من المراكز ممن يتخذون مراكزهم كبيوتهم تماما فيطورون منه،
كالأنشطة الرياضية والثقافية والفنية، كمركز شباب شبراقاص مثلا أو المراكز الأخرى
المجاورة.
فلا بد من الأخذ فى الإعتبار بأن هذا المركز يخدم فئة
عريضة من الشباب بعد ما تخطت القرية أكثر من عشرون ألف نسمة، فلما الصمت، هل لأنهم
لا حيلة لهم به، أو لأنهم يقولون بالبلدى (اللى يسرى على الآخرين يسرى علينا).
أما الثالث فى المغيبون، هم أصحاب الكرفتات الشيك على
رأى معلق الكرة، وأقصد الذين يقولون مالا يفعلون، الذين يقولون نحن كذا ونحن كذا،
وتجدهم عند الجد لا يجدون بشئ، إلا اقاويل على موقع التواصل الإجتماعى، حتى كاد
الفيس بوء ينفجر من أقاويلهم الرنانة التى لا نفع لها، بل أنهم أيضا خشب مسندة،
وأيضا ما هم إلا هياكل تجوب الشوارع والحارات وكأنهم فرسان هذا الزمان، وهم فى
الحقيقة من وجهة نظرى ليسوا أهلا للثقة.
ثمة الإعتذار ليست فى شخصى، لكنى أغار على المصلحة
العامة، ولا بد من الطرق بيد من حديد على أيد المقصرين، والذين يقولون ما لا
يفعلون ما هم إلا زبانية السوء.
رحم الله رجالا فارقوا الحياة كانوا على تُقى من الله
يقولون فيفعلون.
* *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق