الزيت المعاد تصنيعه
سموم تعــــود إلينا
هناك استهتار كبير من صانعى الأغذية
خصوصا التى تصنع أسفل بير السلم، وهذا هو الخطر الحقيقى على صحة الإنسان، فيوجد
قلة من التجار عديمى الضمير والإنسانية ، متخصصون فقط فى إعادة تدوير مخلفات
الطعام وإعادته إلينا مرة أخرى، كمنتج أصلى ويتم بيعه فى الأسواق، لكى يحصلوا على
حفنة من المال على حساب صحة المواطن، دون مرعاة لصحة الآداميين الذين يقبلون على
شراء السلع التى يزعم أنها مصنعة تحت مواصفات قياسية حسب شروط الصحة.
فمثلا الزيت الذى هو منتج ثمين لا غنى
عنه فى إضافته لجميع منتجات الطعام، سواء فى المنازل أو محلات الأطعمة أو غيرها،
هذا الزيت الوحيد الذى يوجد فيه تلاعب كبير لإعادته مرة أخرى إلى زيت صحى وكأنه
منتج ذو مواصفات سليمة، شأنه شأن المساحيق التى تنتج أيضا أسفل بير السلم، ونحن
بصدد هذا الزيت الذى يتم تدويره ويعاد إلينا، ونحن فى أكبر غفلة مما يسببه هذا
الزيت على الأنسان، دون دراية منا لمعرفة مصدره وتاريخ أنتاجه وأنتهاءه، لكنك من
أول وهلة عندما تشاهده تراه مستخرج من مصانعه من أجود الخامات، ولكن بعض الذين لا
يراعون ذمتهم أمام الله يذهبون إلى القرى والمدن لشراء بواقى زيت الأطعمة بأسعار زهيدة
للكيلو، ويتم تخزينة حتى يدخل إلى مصانعهم المشبوهه ويتم تنقيته.
هذا المنتج الذى يعاد تدويره هو سام
وغير صحى للإستعمال الآدمى، كما إن صانعى الفول والفلافل أصحاب المطاعم يقومون
برده مرات ومرات لطهى الطعمية مدة طويلة، فيتغير لونه إلى اللون الأسود، ثم تتشبع
به الطعمية حتى يؤثر على صحة الأنسان بالسلب.
ونحن كمجتمع نرى ذلك ولا نفكر فى
المردود الذى يعود علينا بالأمراض المزمنة التى تصيب صحة الإنسان، كما إننا نهرول
إليه بمجرد أن ينادى المنادى عليه من أحدى السيارات التى تجوب القرية بالمكبر
الصوتى عن بيع وشراء المنتج بأبخس الأسعار، ففى إحدى المرات وقعت واقعة من هذا
المثيل، فقد وصلت سيارة إلى تجمع ناس من الحى ونادت بمكبر الصوت بأعلى ما عندها،
بأنه يوجد زيت رخيص الثمن، وهو من أجود أنواع الزيت، وقد تجمع عليه عدد كبير لشراء
الزيت ونفذت الكمية فى أقل من ربع ساعة، وفى لحظة لم يكن البائع بالمنطقة وكأنه
أختفى فى لمح البصر، إلا أن بعض الآهالى من الذين أشتروا الزيت، قد فتحوا الزجاجات
للإستعمال حتى كانت صدمتهم، بعدما وجدوا الزجاجات مملوءة بالحلبة الحصى المصفاه
والتى تشبه الزيت الحقيقى.
ورغم ما تم القبض على مصانع مشابهه،
إلا أن الخطر ما زال قائم، خصوصا بعد جمع الزيوت المستعملة مسبقا فى القرى والمدن
أيضا، وهى تنادى على مرآى ومسمع الجميع، ولم يتعظ هؤلاء من الحوادث التى نراها كل
فترة وأخرى بشأن هذه السموم، وذلك لموت ضمائرهم أولا، ولعدم وجود رحمة فى قلوبهم
ثانيا، فلا يهمهم إلا جمع المال من أى مصدر كان، حتى ولو كانت على حساب الآخرين.