لماذا الأخفاق بالإعلام المصرى
ما كان ينبغى على الدولة أن لا تهتم
بالإعلام المصرى، المتمثل فى الصرح الإعلامى الكبير بماسبيرو، هذا المبنى العملاق
شرف للدولة وللعالم العربى بأكمله، فهو يضم قنوات تليفزيونية وإذاعية لهم مكانتهم،
كما أنه قدم العديد من روائع الأنتاج الدرامى والبرامجى على مدار سنوات مضت منذ
أفتتاحه فى السيتينيات.
وفى هذه الأونة نرى الإعلام يسير نحو
الهوية، فمن السبب فى هذا الأخفاق، ومن هو المسئول عن تدهور الإعلام فى المبنى
الذى يعد شرفا لكل مصرى، حتى أنه غير قادر على المنافسة وسط عدد كبير من القنوات
الخاصة التى أثبتت مكانتها بجدارة.
وأصبح الإعلام المصرى مهدد بالإغلاق
التام، ونحن كنا نأمل بأنه يظل ينافسا على الريادة الكبرى فى أثبات نفسه، كما كان
يفعل فى السابق، ولقد كان الإعلام المصرى هو لسان الدولة، وهو المتحدث الرسمى لكل
الأحداث ولكل الوزارات والهيئات فى مصر، وهو لسان حال المصريين جميعا، كنا نتابعه
عن كثب، صغيرنا وكبيرنا، ننتظر الأخبار التى تذاع على شاشته، وننتظر المسلسلات
والأفلام، أما الأن فنحن نعزى أنفسنا على تدهور الإعلام الذى سقط فى زمننا هذا،
ونعزى أنفسنا لما يعانيه من إخفاق حاد وشديد فى عدم مواصلة رسالته الإعلامية، إخفاق
كبير من المفترض أن يكون أعلى شئنا من ذلك.
كان على الدولة أن تهتم بهذا الصرح
العظيم أولا بالتمويل المالى، لكى يقف مرة أخرى فيواصل الأبداع، ثانيا أعدادة
النظر فى تشغيل قطاع الأنتاج وصوت القاهرة للصوتيات والمرئيات الذى كان من أفضل
شركات الأنتاج، ثالثا استئصال الفساد فى مبنى ماسبيرو وتطهيره من الذين يسعون إلى
سقوطه.
لكل جواد كبوة، وكبوة الإعلام المصرى
أشد وأفظع، وهو عدم الأهتمام بهذا الصرح الكبير، رغم أنه يملك كنوزا ليس لأى
تليفزيون أخر يملك مثله، من حيث الهندسة الإذاعية، والمواد المنتجة سواء درامية أو
برامجية، وأيضا عقول بشرية تزن بالذهب.
تريثوا أيها السادة القائمين على إدارة
ماسبيرو، تريثوا فى الحكم على اسقاط ماسبيرو، حتى لا تهدروا كنز مصر والعرب
الثمين، ولا تخفقوا به إلى أسفل سافلين، فهذا روح الشعب.