الدراسة بدأت من شهر
نوفمبر
رغم إن الدراسة تبدأ كل عام فى
شهرى أغسطس وأكتوبر، إلا أن الأخوة المدرسين الذين يواصلون العام بالعام من خلال
الدروس الخصوصية، قد بدأوها مبكرا، فقد إزدادت الدروس الخصوصية عن العام الماضى،
وكأن هذه الدروس ملاذا لهم، وهى المتنفس
الوحيد فى جمع المال، حيث أن جميع الطلبة والطالبات يقدمن عليها بكثرة.
والدروس الخصوصية هذه هى آفة كبيرة
للطالب، وبرغم ذلك يسرع إليها وكأن النجاح لا يأتى إلا من خلالها، وما يحصلون عليه
من شرح لا يتلقونه فى المدرسة حيث الفصول الأساسية التى ينبغى على كل طالب أن
يعتنى بها، ومن لا يلتحق بها فيكون مصيرة الرسوب، معتقدين أنها الملاذ الأول فى
النجاح.
كما إن الدروس الخصوصية تكبد
الأهالى أموالا طائلة، وأيضا حسب نظام المدرس الجهبز الذى يلقى محاضراته فى حصة
واحدة بمبلغ وقدرة، وكأن فيها الشفا.
وأيضا كل من هو متخرج حديثا
يسارع إلى فتح فصول للدروس الخصوصية، عارضا مواهبه فى إعطاء المادة كما ينبغى،
وكأنه متمرس فى التدريس منذ عشرون عاما، بكونه حاصل على شهادة عليا، وكون أنه
أكتسب خبرة ومهارة التدريس وهو لم يعطى دراسا واحدا فى حياته، وكأنه تلقاه على يد
ملائكة.
وزادت الأعداد فى الأونة
الأخيرة فى فتح فصول الدروس الخصوصية، حتى أصبح لكل طالب ثلاث أو أربع مدرسين،
وليس العكس صار للمدرس ثلاث أو أربع طلاب، وهذه كارثة كبيرة فى حق التربية
والتعليم، حتى صارت مهنة لمن لا مهنة له.
إذ أن وزارة التربية والتعليم
لا تستطيع السيطرة على السيل الجارف فى موضوع الدروس الخصوصية هذه، حتى أصبحت
سبوبة لا غنى عنها.
والعائل هو المتضرر الوحيد فى
هذه القضية، لأنه لا يستطيع منع أبنه من الإلتحاق بهذه الدروس، والتى أصبحت كابوس
لكل عائل أسرة.
ثم إن المدرسين يبادرون بالدروس
الخصوصية مبكرا عن أوانه قبل بداية الدراسة بشهر كامل، وذلك للحصول على مقدم الشهر
أو الحصص مبكرا، اللهم أنهم ليواصلون دفع الجمعيات التى يشتركون فيها من ريع
الدروس الخصوصية، وإلا تاهوا بين السطور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق