الخميس، 5 سبتمبر 2019

  من الأدب العالمى   سهرة درامية ..   جـــولات ليليـة تشارلز ديكنز... معالجة درامية :    فوزى يوسف إسماعيل 



                                      من الأدب العالمى

سهرة درامية ..

جـــولات ليليـة
تشارلز ديكنز

                    تقديم :       جورج أوريل   

            معالجة درامية :
                              فوزى يوسف إسماعيل

م/1
    الأم :  ماذا بك يا تشارلز ..كأنى أراك مهموما وقد أصبت بالكآبة.
تشارلز :  نعم يا أمى .. لقد أصبت بالفعل بفقدان مؤقت للقدرة على النوم.
    الأم :  هذا سبب كآبتك..
تشارلز :  (يتنهد) لا بد من فعل شئ حتى أتخلص من ذلك.
    الأم :  وماذا ستفعل ..؟
تشارلز :  سأنطلق الآن للتجوال فى الشوارع حتى يمر الليل.
    الأم :  ماذا تقول ؟  أتريد التجوال فى الشوارع فى هذه الساعة المتأخرة من الليل
             يا تشارلز.
تشارلز :  نعم ربما كان الخلل الذى أشعر به يستغرق وقتا أطول لأتغلب عليه..
    الأم :  ولكن يا تشارلز..
تشارلز :  (مقاطعا) يا أمى هذا هو العلاج الذى سيخلصنى منه .. وعليا أن أهزمه
             بهذا العلاج..
    الأم :  جرب أن تنام فى فراشك الآن .. فمن المؤكد أن تخلد للنوم عقب روقادك
             على السرير..
تشارلز :  سأجرب يا أمى سأجرب.. والآن سأدخل إلى سريرى لكى أنام.
    الأم :  أتمنى لك نوما هادئا يا تشارلز.
            (صوت طرق أقدام تتباعد مع صوت فتح وغلق باب)
تشارلز :  سأطفئ الأنوار أولا.. هكذا.. ما هذا لقد دمست الغرفة.. لا عليك سأتركها
            حتى أخلد إلى النوم سريعا.. والآن على نوم عميق.. لا لا لا أقدر على
            النوم.. سأخرج فورا.
            (صوت فتح باب)
    الأم :  ألم تنام يا تشارلز.
تشارلز :  لا يا أمى .. سأخرج الآن لأتجول فى المدينة..
    الأم :  أخرج ولا تتأخر .. عسى أن تحس بالبرودة فترجع إلى فراشك.
- موسيقى-
م/2
تشارلز :  ياله من علاج منعش بالفعل.
            (صوت تلاطم أمواج)
            رزاز مياه البحر مع رطوبة الجو ستجعلنى أخلد للنوم بسرعة.
   جون :  تشارلز..
تشارلز :  جون ..أين أنت ؟
   جون :  ماذا تفعل هنا وحدك..؟
تشارلز :  أتمتع بهذا السحر الجمالى من الليل.
   جون :  ولكن الساعة قربت إلى الواحدة صباحا..
تشارلز :  أوه .. لقد سرقنى الوقت.. سأعود إلى المنزل بعد قليل..
   جون :  هل تريد شيئا ؟
تشارلز :  لا سأبقى هنا قليلا..
             (صوت طرق أقدام تتباعد)
             (لنفسه) يا لها من ليلة طويلة..
             الآن سأنهض لأتجول فى الحانات لأرى أصحاب المحلات وهم يغلقون
             أبوابها ويطفئون أنوار الشوارع.
صوت(1) :  أغلق الباب يا درينى.
صوت(2) :  أطفأ الأنوار يا فيلدنج.
تشارلز :  ما هذا لقد أغلقت المحلات أبوابها وطفأت أنوارها..
صوت(1) :  هيا بنا لنعود إلى المنزل.
صوت(2) :  هيا.
            (صوت جلبه للهو وصريخ وعبث وضحكات صاخبة)
تشارلز :  ما هذه الجلبة.. ؟ أين الشرطة ؟  كالعادة لم تظهر الشرطة.
             (يبتسم) أنها جلبه للهو فى هاى ماركت.. يا له من أسوء مكان فى لندن
             ذلك المكان المنعزل .. وأيضا شارع كنت القديم فى بورو.
             (ينادى) فيلب.. فيلب.
   فيلب :  تشارلز.. أين أنت . لقد كنا فى لهو فاتك.
تشارلز :  سمعت صياحكم منذ قليل.
   فليب :  أين أنت ذاهب الآن..؟
  تشارلز :  إلى المنزل لأنام.
   فليب :  ألم تريد اللهو معنا فى هاى ماركت.
تشارلز :  لا.. أنا لا أشتهى اللهو.
             (صوت عربة قادمة.. وصوت هرع من جانبها وكأنهم فى جلبة لأصوات
             العشرات)
   فليب :  أرأيت يا تشارلز ..أنهم يهرعون نحو العربة..
             (وهو يتركه بصوت يتباعد) أتركك الآن.
تشارلز :  (لنفسه ).. لا يترك اللهو أبدا فليب هذا..
رجل(1) :  (وهو سكران) هل أنت سكران يا رجل..؟
رجل(2) :  نعم .. أنا سكران ..
رجل(1) :  وأنا أيضا سكران من أثار .. من أثار النبيذ اللذيذ الذى تجرعته.
رجل(2) :  وهل يسكر أحد من غير أن يتجرع النبيذ.
رجل(1) :  لا .. فهو ملاذنا فى هاى ماركت..
تشارلز :  (لنفسه) أنهما يترنحان.
رجل(3) :  (صوت طرق أقدام تتقارب) ألم تروا أيها الرجال.
تشارلز :  لقد انضم إليهم رجل ثالث.. سأنتظر لأرى كيف سيحدث.
رجل(1) :  (وهو سكران) نرى ماذا يا رجل.
رجل(3) :  معى نقود سأذهب على الفور لشراء الكحل.
رجل(1) : هل ستعطينا منها..؟
رجل(3) :  لا..
رجل(2) :  كيف ونحن الآن أصبحنا صحبة.
رجل(3) :  هذه نقودى والكحل سيكون لا وحدى.
رجل(1) :  إذن فهات النقود.
رجل(3) :  لا لن أعطيكما منها.
رجل(1) :  بل سنأخذها بالقوة..
رجل(3) :  (وهو يقاوم) لا لا اتركانى  .. (يتعاركون)..
  تشارلز :  أنهم يتعاركون على النقود .. ما أسوء ما يتخلفه الخمر.
رجل(1) :  (يضحك) هه هه هه لقد أخذنا منه النقود  بالقوة..
رجل(2) :  هيا بنا لنشترى بهم النبيذ.
رجل(1) :  لا.. هو لى وحدى.
رجل(2) :  إذن فهات النقود.
رجل(1) :  لا لن أعطيك النقود.
رجل(2) :  سأخذه منك أنت أيضا.. (يتعاركان)..
  تشارلز :  يتعاركان هما أيضا..
رجل(2) :  وأنا قد أخذت منه النقود .. (يضحك) هه هه هه.
               (لنفسه) لقد فزت بهذه النقود.. لا بد وأن أذهب لأشترى الخمر.
  تشارلز :  يا له من وغد .. أدى به الخمر إلى خسارة صحباه.
               (يتنبه لنفسه) أه لقد سرقنى الوقت حتى كادت الشمس تشرق
               من مشرقها..
بائع(1) :   معى البطاطا الساخنة.
بائع(2) :  معى الفطائر الساخنة.
 تشارلز :  يا له من شئ غريب.. اختفت المتشردين وشاربى الخمر والنبيذ..
              وظهر بائع البطاطا والفطائر.. حتى كادت لندن أن تكون بشكل أخر
              فى النهار عن الليل.
بائع(2) :  الفطائر..
بائع(1) :  البطاطا..
- موسيقى-
م/3
تشارلز :  أين أبى يا أمى..؟
    الأم :  أنت تعرف يا تشارلز إن أباك مشغول فى عمله ..
تشارلز :  أعرف وأعرف أيضا أنه يقضى طيلة وقته فى الليل.
    الأم :  أين أنت ذاهب الآن ؟
تشارلز :  سأذهب لأتجول ناحية الجسر..
    الأم :  الجسر ولماذا الجسر؟
تشارلز :  أنى أريد أن أرى من يصتادون فى النهر.
    الأم :  ولكن يا تشارلز أنت تقضى الليل كله فى التجوال .. ألم تتعب من ذلك..
تشارلز :  لا يا أمى فهى متعه جميلة فى مراقبة الكائنات والناس .
    الأم :  هل أنت تكتب قصه..؟
تشارلز :  نعم .. وعليا أن أرى حركة الناس فى الساعات المتأخرة.
    الأم :  إذن يا ولدى خذ حذرك.. فالطرقات مليئة بالمتشردين والسكارى ولا تأمن
             ماذا يفعلون فالخمر يذهب بعقولهم.
تشارلز : لا تقلقى يا أمى فرجال الشرطة يتواجدون عند النواصى والحانات بصفة
             مستمرة.
- موسيقى-
م/4
            (صوت هطول المطر)
تشارلز :  ما هذا لقد تمطر السماء..
             (ينادى) أيها الرجل .. أيها الرجل..
   رجل :  أنت تعرفنى.
تشارلز :  نعم .. الم ترى هطول المطر .. تعالى هنا واختبئ حتى ينتهى وبعد ذلك
             واصل السير..
 الرجل :  لا أنا لا أعبء بهذا المطر.. فأنا فى حوزتي الآن نصف قرشكمبرر..
             أنها ليلة طيبة بالنسبة لى..
تشارلز :  لماذا ؟
 الرجل :  لأنى سأذهب إلى محصل الضرائب الجالس هناك على حافة الجسر.
تشارلز :  محصل الضرائب يوقد النار بجانبه.. هل تصل إليه..؟
   رجل :  نعم .. أتركك الآن (صوت طرق أقدام تتباعد)..       
تشارلز :  هذا الرجل أبله لأنه يتحدى هطول المطر بهذه الطريقة.
            (لنفسه) سأقترب من هذا المحصل وأرى ماذا يصنع .
            (صوت طرق أقدام)..
            سأقف هنا. كدت أشاهده بوضوح.. لقد أصطحب محصل الضرائب
            معطف كبير طيب وشال صوفى طيب .. يستدفأ بنار طيبه أيضا ..
            كل هذه الأشياء مصاحبة لمحصل الضرائب على الجسر.
المحصل :  أيها الرجل ألم تعاونى فى لعب الطاولة.
 الرجل :  ليس عندى مانع.. سأعاونك .. أفتح الطاولة.. ألم تذهب إلى المنزل
             لتستكمل ليلتك.. فالفجر قد أقترب على البزوغ.
المحصل :  أنا لا أبه بذلك.. فالجو هنا على الجسر يشجع على البقاء عليه دون ا
            المنزل..
الرجل :  إذن فهيا لاعبنى حتى الصباح.
-         موسيقى-
م/5
                 (صوت طرق أقدام لشرطيان)
شرطى(1) :  هل وجدت شيئا غريبا يا ديفو ؟
شرطى(2) :  لا الحانات هادئة.. وليس فيها توتر من السكارى والمتشردين.
شرطى(1) :  إذن فهيا بنا نتجول ناحية شارع كنت.
شرطى(2) :  (من بعيد بقليل) أهلا بك يا تشارلز.
     تشارلز :  (يأتى صوته من بعيد عنهم بقليل) أهلا يا ديفو.
شرطى(2) :  إذا احتجت لنا فنحن موجودون.
     تشارلز :  شكرا لكما أيها الشرطيان.
شرطى(2) :  طاب مساءك.
                  (صوت طرق أقدام)
     تشارلز :  (لنفسه) ما هذا الرجل النائم على الجسر.
                  يا رجل.
       رجل :  منّ. منّ ينادى علىّ !!
    تشارلز :  ألم تخاف من نومك هذا..
       رجل :  لا..
    تشارلز :  لكن يبدو منظر النهر مخيف ومفزع.. ألم يساورك أحلام بشان
                 هذا المكان..
       رجل :  لا .. فأنا لا يقلقنى شئ من هذا . فأنا أنام بإطمئنان .. لقد تعودت
                 على هذا.
    تشارلز :  (لنفسه) يا لك من صاحب قلب ميت .. ألم تخاف من هذا المنظر
                 الكئيب.. طاب مساءك أيها الرجل.
                 (فى نفسه) يا له من رجل عجيب .. لا يقلقه أى حلم بشأن المكان
                 الذى سيذهب إليه .. منظر النهر مفزع والبنايات على الضفتين مغلقة  
                  بالستائر السوداء.. والأضواء المنعكسة تبدو وكأنها تصدر من قلب
                  الماء.. والقمر الوحشى والغمام كأنهما ضمير للشيطان فى فراشه ..
                 وظلال لندن الضخمة تبدوا وكأنها تجسم على أنفاس النهر.
                 أخيرا دونت ما رأيته اليوم .. سأعود الآن إلى المنزل فأنا منهك
                 وأشعر بخمول فى جسدى.
- موسيقى-
م/6
  ديكنز :  لم يعجبنى طريقتك يا تشارلز.. أنظر أنظر لقد أشرقت الشمس
             وأنت تتجول فى المدينة..
تشارلز :  يا أبى لم أشعر بمرور الوقت وأنا أتتبع الحانات وهى تطفئ أنوارها.
  ديكنز :  هل نسيت أنك مازلت تتم دراستك فى معرض التجربة.
تشارلز :  لا لم أنسى ذلك.
  ديكنز :  إذن فلما هذا التأخير.
تشارلز :  غرضى الرئيسى يا أبى هو عبور الليل..
 ديكنز  :  إذن فأنت مصاب بالأرق..
تشارلز :  نعم.. يغلب عليا عدم النوم.. لذلك فأنا أقوم بجولات ليلية فى الشوارع
             والحانات حتى أعود على الفراش منهك فأنام بسرعة.
- موسيقى-
م/7
تشارلز :  يا له من منظر عجيب.
  فيليب :  ماذا ترى يا تشارلز..؟
تشارلز :  أترى يا فيليب .. أترى الجسر والمسرحيين الكبيرين .. أترى المسافة
             بينهما..
  فيليب :  نعم أراه .. هذه المسافة لا تتعدى إلا أكثر من عدة خطوات..
تشارلز :  انظر كيف كانت واجهتهما.. متجهمة وداكنة فى الليل.. هذه الآبار الكبيرة
             الجافة موحشة حين تتخيل ما بها من صفوف الوجوه الشاحبة والأضواء
             مطفأة والمقاعد خاوية.
  فيليب :  ألم ترى هذا المكان من قبل يا تشارلز.
تشارلز :  من خلال جولاتى الليلية التى بدأتها عرفت ما يخبئ خلف ستار الليل..
             فعندما يفكر المرء أنه لا شئ فى المكان سيتعرف على نفسه غير جمجمة
             يورك..
  فيليب :  جمجمة يورك.. ماذا تعنى بجمجمة يورك..؟
تشارلز :  أنها تعنى بجمجمة بهلوان الملك.. يتكلم هاملت معها فى مشهد شهير فى
             مسرحية العاصفة لشكسبير.
  فيليب :  يا لك من مطلع عظيم .. تعرف أيضا جمجمة الملك بهلوان..
تشارلز :  هذه المسرحيات تستهوينى قراءتها ومشاهدتها على المسرح أيضا.
- موسيقى-
م/8
    الأم :  إلى أى مكان تزوره اليوم يا تشارلز.
تشارلز :  إلى أبراج الكنائس.
    الأم :  أبراج الكنائس..؟!
تشارلز :  نعم.
    الأم :  ولكن نحن فى شهر مارس الذى يتسم بالرياح والمطر الشديدين..
             وهذا سيكون مشقة عليك.. أنتظر حتى الصباح وشاهدهم فى الصباح
             أفضل.
تشارلز :  لا ولما كانت جولاتى الليلية.. أنى أحب أن أراها ليلا .. فهذه متعة
             التجول.
- موسيقى-
م/9
تشارلز :  يا رجل..
  رجل :  من أنت ؟
تشارلز :  أنا تشارلز ديكنز.. هل لديك مصباح..
  رجل :  لدى ولكن ضوءه خافت.
تشارلز : أعطنى إياه..
  رجل :  هل ستدخل المسرح  فى هذه الساعة المتأخرة.. أنه يشبه الكهف..
تشارلز :  نعم..
  رجل :  ولكنه كئيب .. ومنظره موحش.
تشارلز :  نعم اعرف ذلك.
  رجل :  إذن تفضل ها هو المصباح.
تشارلز :  شكرا.. يا له من كهف معتم.. أتركنى حتى أرى ما بداخله..
   رجل :  لك ما تشاء.
             (صوت طرق أقدام مع خشخشة المصباح)..
تشارلز :  (يحدث نفسه)  يا لها من عتمه لم أرى مثلها.. لم أرى شيئا لولا هذا  
             المصباح خافت الأنوار...
             (فى نفسه) ما هذا .. كأن أعلى الاوركسترا مقبرة هائلة حفرت وقت وباء.
             (يعود ليحدث نفسه مرة أخرى)  هذا المكان قد شاهدت عليه أخر مره
             فلاحى نابلس يرقصون فى مسرحية العاصفة.. غير آبهين بالحبل المشتعل
             الذى يهم أن يكتسحهم..
             أخشى أن ينطفئ هذا المصباح فلا أجد ما يدلنى على الباب..
             لا بد وأن أتراجع الى مقدمة المسرح وأواجه الضوء نحو الستارة الملتفة..
             ألم تعد خضراء.. أنها كانت خضراء فى السابق.. أنها الآن سوداء
             كالأبنوس..
             ما هذا .. لقد فقد بصرى نفسه بين إشارات باهته.. هذا يبدو حطام سفينة  
             من الأحبال وقماش القنب.. بدا إلىَّ أننى اقرب لأن أكون غواصا فى عمق
             البحر..
             الآن علىّ أن أخرج..
             (صوت طرق أقدام)..
             (ينادى الرجل) يا رجل .. خذ مصباحك هذا..
 الرجل :  لا بد وأن رأيت الأهوال.. أليس كذلك.. ؟
تشارلز :  نعم .. يا له من قبر لعين .. الآن سأعود إلى المنزل بعد ما أتمالك على
             تخوفى.
- موسيقى-
م/10
    الأم :  تشارلز .. تشارلز..
تشارلز :  (وهو يتثائب) نعم يا أمى..
    الأم :  استيقظ يا ولدى.. لقد نمت ساعات طوال.. وأنت غير متعود على ذلك.
تشارلز :  لقد أنهكت نفسى البارحة فى مشاهدات كثيرة حتى عدت منهكا مستسلما
             للنوم.
    الأم :  أنت الآن أصبحت لا تعانى من الأرق.
تشارلز :  نعم فجولاتى الليلية هذه جعلتنى أصل إلى سريرى منهكا.
    الأم :  هذا علاج طيب .. فأنت كنت تعانى الأرق وقد تخلصت منه أليس كذلك.
تشارلز :  نعم كذلك وسأستمر على ذلك حتى أتخلص منه نهائيا.
- موسيقى-
م/12
            (صوت حركة لناس فى شارع)
  فيليب :  تشارلز .. أين أنت يا تشارلز..
تشارلز :  كما ترى يا فيليب .. هنا.
  فيليب :  أأنت ذاهب إلى المنزل.
تشارلز :  لا .. سأسير قليلا على قدماى بجوار بيوجيت  .........(سجن شهير بلندن)
  فيليب :  تسير بجوار هذا السجن فى هذه الساعة.
تشارلز :  نعم ..
  فيليب :  لكن الطريق يبدو به أحجار خشنة وهذا سيكون صعب السير عليه.
تشارلز :  نعم ولكنى لا أبالى بذلك.
  فيليب :  إذن سأتركك الآن .. طاب مساؤك..سأذهب الى البار..
تشارلز :  طاب مساؤك يا فيليب .. تفضل.
            (صوت طرق أقدام تتباعد)..
            (للحارسان) طاب مساؤكم أيها الحارسان.
حارس(1) :  طاب مساؤك يا تشارلز..
تشارلز :  (لنفسه) يا لهما من حارسان طيبان.. أنهما يجلسان أمام السجن ليوقدا النار
             أمامهما حتى يأنسان بها حتى الصباح.. وكأنهما سجانين على مساجين
             نائمين..الآن أقف أمام الباب أكثر إغلاقا من أى باب أخر.. أنه باب
             الدائنين الصغير اللعين.. فهو بمثابة باب الموت لكثيرين قد قاموا بتزييف 
             الأوراق المالية فئة المائة جنيه كم مائة من التعساء رجال ونساء ما يكفى
             من الأبرياء وجدوا أنفسهم خارج هذا العالم القاسى والمتناقض..
شرطى :  أهلا بك يا تشارلز..
تشارلز :  أهلا بك يا ديفو.. هل تحرس هذا المكان ؟
شرطى :  إن عمل الشرطى لا يتوقف فى مكان واحد يا تشارلز فنحن أكثر الرجال
             تجوالا فى المدينة..
تشارلز :  حقا .. ألم تعرف هذا الباب..؟
شرطى :  نعم إن هذا الباب خلفه من قاموا بتزييف الأوراق المالية.
تشارلز :  نعم اعرف هذه القصة.. وقصة الدولة التى تسعى ورائهم للقبض عليهم..
شرطى :  أنظر أنت الآن أمام برج كنيسة القديس سيبلكر المسحية.
تشارلز :  لدى سؤال أيها الشرطى.. هل تداهم الأرواح النادمة للمديرين بنك بارلوز
             فى تلك الليالى المتأخرة .. أم أنها مطمئنة لتحلل الأكلداما.
شرطى :  تقصد هذا المكان.
تشارلز :  أتعرف ماذا حدث على أرضه.!!
شرطى :  من مهام عملى أن أحرص الحانات والأماكن الشهيرة فى لندن.. وكنت  
             أعرف أن هذا المكان المنسوب له يهودا الاسخربوطى والذى مات فيه
             بعد أن نزف على أرضه.
تشارلز :  نعم هذا ما أقصده تماما.
شرطى(2) :  (ينادى من بعيد) يا ديفو.
شرطى :  أنهم ينادوننى.. سأتركك حتى أذهب إليهم.. فنحن قريبون منك.
             (صوت طرق أقدام تتباعد)
تشارلز :  (لنفسه) أنهم يقضون النهار نوم والليل مسعاهم مثلى تماما...
             هل أسير بعد ذلك بجوار البنك.. أنى أفضل أن أعود إلى المنزل.. ولكن..
             ولكن أشعر بأنى أسير بجوار جدار البنك .. أنها خطوة مناسبة لعلها
             تمنحنى مدارا للتصعلك حول البنك.. وتمنحنى خاطره عن الكنز الذى
             بداخله.. مثلما الحراس الذين يقضون الليل هناك وهم يومئون للنار.
- موسيقى-
م/13
    الأم :  تشارلز..
تشارلز :  ما هذا ألم أستيقظ بعد..
    الأم :  كنت مرهق فتركتك نائما..
تشارلز :  إلى هذه الدرجة يا أمى وأنت تعرفين أنى أتجول ليلا.
    الأم :  لا عليك .. فمازالت الساعة التاسعة مساءا يا تشارلز.. وليل الشتاء طويل.
تشارلز :  عليا الآن أن أذهب إلى بيلنجز جيت.
    الأم :  ولماذا بيلنجز جيت بالذات..؟
تشارلز :  لقد انتهت جولتى بالأمس هناك وعليا أن أستكمل هذه الجولة الآن.
    الأم :  أتعرف ما هى بيلنجز جيت..
تشارلز :  نعم أعرفها جيدا..
    الأم :  معنى ذلك ستعبر الجسر.
تشارلز :  نعم وسأهبط أيضا جانب الماء على ساحل سوارى بين البنايات
             ومصانع الخمور الكبيرة.
    الأم :  يا لها من جولة شاقة عليك يا ولدى.
تشارلز :  أننى أسعد  جيدا عندما أصف المكانات وأدونها فى مذكراتى .
- موسيقى-
م/14
            (صوت صياح لرجال وجلبة)
تشارلز :  هذا السوق كأنه يضم المتشردين وشاربى الخمر.
            (صوت جلبة لجياد وصهيل)
   جون :  تشارلز .. ألم تشم رائحة الدخان المنبعث من مصانع الخمور..
تشارلز :  نعم أشم يا جون..
   جون :  يا لها من صحبة.. هلم إلينا يا تشارلز..
             (أصوات لرجال مختلطة بالمرح والهرج)
تشارلز :  (بفرحة) يا لها من صحبة ممتازة بالفعل.
   جون :  هل يعجبك هذا ؟
تشارلز :  لقد شعرت بالانتعاش وأنا بين هذه الصحبة.
   جون :  حقا حقا.. أشرب هذا..
             (صوت تجرع للمشروبات وحركات لأكواب الزجاج وهى تتخبط
             فى بعض)..
تشارلز :  ..................
   جون :  لماذا سكت عن المرح يا تشارلز.
تشارلز :  أتذكر المرض الذى قضى على الرجال.
   جون :  أتقصد النخر الجاف..
تشارلز :  نعم..
   جون :  أنه مرض الذى يصيب الرجال..
تشارلز :  من الصعب أن تلاحظه فى البداية.. كان قد قضى على هوارس كنش
             داخل جدران سجن الملك نبش القديم.
   جون :  نعم نعم هذا المرض بدأ بالقضاء على قدميه.. ألم تعرف كيف كان
             هذا الرجل.
تشارلز :  نعم اعرف أنه كان رجلا جذابا حين تنظر إليه.. فى بداية حياته واعدا
             وذكيا وعلى قدر حاجته للذكاء محبوبا بين أصحابه..
   جون :  هل كان متزوجا ؟
تشارلز :  نعم كان متزوجا بالفعل.. وكان لديه أطفال بالغو الجمال لكن..
   جون :  لكن ماذا يا تشارلز ؟
تشارلز :  لكن كما يحدث لبيوت متينة التكوين أو سفن ذات منظر جميل أصابها
             النخر الجاف.
- موسيقى-
م/15
               (أصوات حركة فى الشارع لعربات وصهيل لخيول)
رجل(1) :  (سكران) ما ألذ الخمر والتسكع.
رجل(2) :  حقا يا صاحبى .. حقا..
رجل(1) :  قل لى أيها الرجل.. لماذا تشرب النبيذ ..
رجل(2) :  حتى أستريح من مشاكل منزلى.
               (يضحكان)
  تشارلز :  (لنفسه) أنهم لا يعانون بشرب الخمر والسكر ولا الفقر ولا القذارة..
               هو فقط النخر الجاف.. هذا المرض اللعين.. يا إلهى ما يكون المرء
               غير حفنة من غبار.
               (صوت صهيل لجياد)
               (ينادى) أيها العربجى.. ألم تأخذنى على ويستمنستر.
العربجى:  معى زبائن أيها الرجل.
 تشارلز :  شكرا لك..
               (صوت العربة يختفى)
 تشارلز :  (لنفسه) إذن فعليا الآن أن أسير فى طريقى نحو ويستمنستر.
- موسيقى-
م/16
  فيليب :  لقد تعددت جولاتك يا تشارلز .
تشارلز :  نعم يا فيليب .. وكأنى عشقت التسكع ليلا فى الحانات والحارات
             وأماكن المتشردين والنبلاء أيضا.
  فيليب :  وإلى أين أنت ذاهب الآن ؟
تشارلز :  لدى رغبة فى ذهنى أريد تتبعها مع رؤية جدران المصحة وقبتها.
  فيليب :  مصحة المجانين.
تشارلز :  نعم .. ولكن لدى تساؤل.. ألا يتساوى العقلاء والمجانين فى الليل
             حين تداهم العقلاء الأحلام.
  فيليب :  ألسنا جميعا خارج المصحة.
تشارلز :  أثناء الحلم..
  فيليب :  الحلم..
تشارلز :  نعم.. نكون مشابهين نوعا ما لمن فى داخلها.. كل ليلة طوال حياتنا.
  فيليب :  ألسنا نقتنع ليلا بما يعتقدون هم به نهارا بأننا بشكل لا معقول.
تشارلز :  فى صحبة الملوك والملكات الأباطرة والأمبراطورات والنبلاء من
             كافة الأصناف.. يا فيليب ألا تلحظ ليلا بين الأحداث والأشخاص
             والأوقات والأماكن وهم يفعلون ذلك نهارا.
  فيليب :  هذه منامات يا تشارلز.
تشارلز :  ألا نضطرب أحيانا بتناقضات مناماتنا ألا نحاول أن نقاضى فى

              محاسبتها أو التماس الأعذار لها.. كما يفعل هؤلاء مع ضلالاتهم أثناء
              اليقظة.. قال لى رجل مصاب عندما زرت مؤخرا مصحة من هذا النوع :
(فيدى باك.. الرجوع إلى تذكر الحدث.. الماضى)
  الرجل :  سيدى .. أستطيع أن أطير من وقت لأخر.
 تشارلز :  (فى نفسه) يا له من رجل صريح.
              (يعود إلى الواقع)
              شعرت بشئ من الخجل لأقول أننى أيضا أستطيع.
   فيليب :  وهل كنت تستطيع بالفعل.
 تشارلز :  لا.. وأيضا فى الليل قالت لى امرأة فى ذات المناسبة.
              (الرجوع إلى التذكر.. الماضى)
   المرأة :  عادة ما تأتى الملكة فيكتوريا لتتناول معى العشاء.. جلالتها وأنا نتناول
              عشاء من الخوخ والمكرونة.
 تشارلز :  حقا..
   المرأة :  نعم :  ونحن نرتدى ملابسنا المنزلية.. وأيضا جلالة الأمير كونسورت
               يتفض بمشاركتنا فى ركوب الحصان فى زى فيلد مارشال.
              (الرجوع إلى الواقع)..
 تشارلز :  هل سيكون بقدرتى أن أحجم عن الاحمرار وعيا حين أتذكر الحفلات
               الملكية الرائعة التى أقمتها ليلا.. والمؤكولات التى لا حصر لها التى
               وضعتها على الطاولة.. والطريقة المدهشة التى كنت أتصرف بها فى
               تلك المناسبات الأستثنائية ؟
   فيليب :  لا طبعا يا تشارلز.
 تشارلز :  ولكن أتساءل .. ما إذا كان الصانع الأكبر الذى يعلم كل شئ جين أطلق
              على النوم موت كل يوم.
   فيليب :  نعم .. النوم موت كل يوم .. نصحوا أو لا نصحوا.
 تشارلز :  ألم يطلق أيضا على الأحلام الجنون الذى يصيب تعقل كل يوم.
- موسيقى-
م/17
  جون :  تشارلز .. إلى أين أنت ذاهب بهذه السرعة.
تشارلز :  إلى النهر يا جون .
   جون :  ألم تكن منذ قليل عند المصحة.
تشارلز :  نعم .. والآن سأنطلق إلى جسر وستمنستر مرة أخرى.
   جون :  هل آتى معك.
تشارلز :  تفضل.
- موسيقى-
م/18
             (صوت مياه فى نهر)
تشارلز :  هنا جسر وستمنستر.
   جون :  أنظر هذه الجدران الخارجية للبرلمان البريطانى.
تشارلز :  تلك المؤسسة الضخمة الأتم على ما أعلم.
   جون :  أنها فخر الأمم المجاورة والعصور القادمة.
تشارلز :  لا شك فى ذلك.
   جون :  أين أنت تتجه ؟
تشارلز :  سأتجول فى ساحة القصر القديم.
   جون : هل ستبقى كثيرا فى هذه الساحة.
تشارلز :  لا ربع ساعة فقط.
             (صوت طرق أقدام)
             أنظر ساحات القضاء .. تشير بهمسات خافته للأشخاص الذين سلبتهم
             المنام.
   جون :  كم بلغ بهم الحطام والتعاسة فى دفع الساعات الصغير لمقدمى الالتماسات
             من سيئ الحظ.
تشارلز :  سنتجول للداخل فى العمق.
   جون :  ولكن زمن الربع ساعة أنتهى.
تشارلز :  إذن فهيا لنخرج..
   جون :  هيا ..
تشارلز :  هيا إلى دير ويستمنستر.
   جون :  لكنها منطقة كئيبة .. ستذهب غليها..
تشارلز :  نعم وسنبقى فيها ربع ساعة أخرى .. هيا بنا هيا.
- موسيقى-
م/19
   جون :  يا له من صمت رهيب.
تشارلز :  إن المكان موحش ويتسم بالظلمة الدامسة والصمت الرهيب .. ولكنى
             أندهش كل موتى القرون السابقة تدفن فى هذا المكان حتى تجمعوا موتاهم
             بأعداد هائلة.. فما بالك استيقظوا من موتهم مع الأحياء.
   جون :  (يبتسم) أننا لا نجد مكانا يساع لقدم.
تشارلز :  هذا أمر مهيب حين تفكر فى كل هؤلاء الموتى الذين تستضفيفهم هذه
             المدينة الكبيرة.. وكيف لو خضر فى بالهم أن يقدموا أثناء نوم الأحياء..
             بالطبع لن يكون هناء مكان أبره فى الشوارع والطرقات ليخرج إليه
             الأحياء.
    جون :  ليس هذا فحسب.. لكن الجيوش الجرارة للموتى ستجتاح التلال والوديان  
              خلف المدينة وستمتد المساحة بهم.
 تشارلز :  يعلم الله وحده حتى أين.. أنظر أنظر الحراس أنهم يدورون بين القبور
              فى أزقات محدده..
              (ينادى) ديفو.. هذا الشرطى ديفو.
الشرطى :  تشارلز.. ما الذى آتى بك إلى هنا.
  تشارلز :  أنى أتجول وسط المقابر.
الشرطى :  خذ حذرك يا تشارلز.
 تشارلز :  لا تخف فمعى جون.
              (لجون) أنهم يدونون الساعات التى يتواجدون فيها هنا ليثبتوا وجودهم
              فى الساعة الفولانية.. أرأيت يا جون.. ديفو هذا شرطى مجتهد فى كل
              مكان أراه.. أنه صاحب ضمير مستيقظ يعمل على حراسة الأماكن
              الهامة فى لندن.
    جون :  حتى المقابر.
 تشارلز :  حتى المقابر.. أنه لا يفرق بين هذا وذاك.. فهو يتعقب الخارجين عن
              القانون أينما كانوا.
- موسيقى-
م/20
             (صوت لساعة الكنيسة)
تشارلز :  يا لها من ساعة متأخره تدق فيها الأجراس..
             (لنفسه) هل جننت إلى هذه الدرجة.. أدخل الدير فى هذه الساعة.. أنه ..
             أنه ليل ميت ليل صانت.. ليس هناك أوناس يخرجون للصلاة الآن..
             سأترك الير وأتجه شمالا... نعم.
             (صوت طرق أقدام)
  فيليب :  أنت هنا يا تشارلز.
تشارلز :  ماذا تريد يا فيليب..
  فيليب :  أريدك فى جو ملئ بالصخب والضجيج..
تشارلز :  أين هو ؟
  فيليب :  أنهم يقيمون حفلا موسيقيا فى الجانب الغربى بلندن.
تشارلز :  لا .. فأنا أتوجه نحو كنيسة  القديس مارتن..
             (صوت ساعة الكنيسة)
  فيليب :  ألم تسمع ساعة الكنيسة تدق الثالثة.
تشارلز :  أعرف..
  فيليب :  إذن سأذهب أنا.
تشارلز :  تفضل.
             (صوت طرق أقدام)
             ما هذا .. من أنت أيها الشاب..
  الشاب :  إم إم .. (صوت يشبه التلعثم فى الكلام وهذا الصوت ليس بلغة إنما
             هو الأمأمه يصدره المتشرد الذى لا مأوى له)
تشارلز :  (فى نفسه) ما هذا المخلوق.. كدت أدوس عليه دون أن أنتبه.. لقد أنتابنى
             شئ من الخوف.. لكن يشبه بشاب فى العشرين من عمره.. حاجباه
             كالخنفساء.. وله شئ من الشعر على شفتيه.. ما هذا الذى فى يديه.. أنها
             أطمار يمسكها بيديه ..جسده كله يرتعش..
             (يعود للشاب) أيها الشاب.. لماذا تحدق فى هكذا..؟
  الشاب :  (يئن) إم إم.
 تشارلز :  هل أنا مضطهدا منك.. شيطانا.. أو شبحا.. ما تظن فى.. لماذا تمد يدك
              إلىّ هكذا وكأنك تتسول.. أتريد نقود.. تفضل تفضل ها هى النقود.
  الشاب :  (يئن) إم إم..
              (صوت طرق أقدام تتباعد)
 تشارلز :  (لنفسه) يا له من شاب غريب .. أنه يحدق فىِ مثل كلب مضطرب..
              وأخيرا بعد ما حصل على النقود تركنى وحيدا وأطماره بين يدى..
              (فى هذا الموضع .. معنى أطمار .. الثوب الخلق .. وهى جمع أطمار
               فكلمة أطمار لها معانى عديدة عند العرب)
              (صوت طرق أقدام)
               لقد صبح الصباح.. وها هو متجر كوفنت جاردن.. أنها صحبة رائعة..
               وهذا السوق.
              (جلبة لعربات وصهيل خيول)
              (أصوات لرجال مختلطة.. وأصوات كلاب عنيفة)
              (أصوات مختلطة للأطفال)
طفل(1) :  أترك نفاياتى..
طفل(2) :  أنها لى.
طفل(1) :  أتركها لى..
طفل(2) :  ماذا تفعل ؟
طفل(3) :  (صوت طرق أقدام سريع.. بلهفه) أيها الأطفال .. أهربوا أهربوا
               إن الشرطى آتى إلى هنا.
               (يجرون ويصحون بأصوات مختلطة)
الشرطى :  أنا لا أترككم .. تعالوا هنا أيها المتشردون.
  تشارلز :  أيها الشرطى .
الشرطى :  تشارلز..
  تشارلز :  لماذ تطارد هذه الأطفال.
الشرطى :  أنهم يفعلون جلبة فظة على رصيف بيازا .. بأقدامهم الحافية ويعبثون
               فى النفايات.
  تشارلز :  أتركهم.. أنهم يعبثون فى الفواكه عسى أن يجدوا شيئا لهم.
الشرطى :  لا فالقوانين تحتم علينا أن نمنعهم من ذلك..
               (للأطفال) تعالوا هنا .. أيها الشرطى أقبض على هؤلاء معى.
               (صوت طرق أقدام سريعة مع جلبه للأطفال)
 تشارلز :   (بإستغراب) مضطرا أن أقارن بين تنامى الفساد فى الفواكه التى تلقى
               كل هذه الرعاية وتنامى الفساد كما يظهر بين كل هؤلاء الهمج الذين
               لا يلقون أى رعاية.
- موسيقى-
م/21
ديكنز :  ألم يأتى تشارلز بعد.
  الأم :  لا يا ديكنز.. أنه ما زال بالخارج.
ديكنز :  أنا لا أعرف لماذا أكتسب هوايته هذه فى التجول خارج المنزل..
  الأم :  أنها عادة عنده.. أكتسبها عندما أصيب بالأرق..
ديكنز :  ولماذا ليلا ؟
  الأم :  أنه سيعود بعد قليل.
ديكنز :  ولكن نحن فى الصباح.. ألم تقولى أنه يستكمل جولاته الليلية فى المساء
           فقط.
  الأم :  نعم .. ولذلك فأنا أعرف سبب تأخيره .. لا بد من شئ شد انتباهه فنسى
          نفسه.. أذهب أذهب أنت على عملك يا ديكنز.. وعندما يصل سأطمأنك
          بنفسى.
- موسيقى-
م/22
               (صوت حركة فى قهوة)
زبون(1) :  أعطنى شايا ساخنا.
زبون(2) :  وأنا قهوة لذيذة المذاق..
الجرسون :  سأحضر لكما طلبكما.
   تشارلز :  (لنفسه) سأجلس هنا على هذه المقهى قليلا.. حتى أراقب صاحب
                المخبز هذا.
               (صوت يبعد عنه بقليل .. المخبز)
مشترى(1): أعطنى أيها الخباز خمسة أرغفة من هذا الخبز المحمص.
    مشترية :  وأنا أيضا..
مشترية(2):  وأنا.
     الخباز :  إن الخبز المحمص متوافر.. فاهدأوا جميعا حتى ألبى طلب كل منكم..
             تفضلوا تفضلوا .. تفضل تفضل.. هذا الخبز المحمص.. يا لها من جلبة  
             لقد أنتهى التوزيع فى بضع دقائق .. يا له من يوم شاق..
             (يتثائب للنوم)..
تشارلز :  عجيب عمل هذا الخباز .. انه يرغب فى النوم بعد ما وزع الخبز
             المحمص .. ألم يخلع معطفه بعد أنه ينام به..
 الخباز :  (صوت بعيد قليلا) سأذهب إلى خلف الحاجز وأنام قليلا.
             (يتوجع) آه.
             (ينام ثم يصدر صوتا منه لحشرجه وشخيرا دلالة على نوم عميق)
تشارلز :  لقد غط فى النوم.
             (ينادى الجرسون) أيها الجرسون..
الجرسون :  هل تريد شيئا ؟
تشارلز :  أريد فنجان من الشاى.
الجرسون :  دقيقة واحده.
تشارلز :  أيها الجرسون .. ما أسم هذا الشارع..
الجرسون :  أنه شارع بو..
تشارلز :  شكرا..
            (صوت لطرق أقدام تبتعد)
تشارلز :  (لنفسه) أين سأذهب بعد ذلك... ما هذا الرجل .. أنه ذو معطفا بلون
             النشوق .. إن قبعته غريبة .. وكأن بها هواء يجعلها أكبر من حجمها.
 الرجل :  (لنفسه) والآن سأنزع من هذه القبعة لحما.
تشارلز :  أنها مفاجأة لم أتوقعها ..أنه ينزع منها لحما.. وإن الحم مضغوطا ..
             لقد فهمت الآن أنه قام بضغطها حتى لا تحدث فى القبعة زياده فى
             حجمها..
 الرجل :  (يدخل المقهى) هذا لحم.
تشارلز :  (لنفسه) إن هذا اللحم غير صحى..
  زبون :  (لآخر) عاد الرجل المعروف بسجقه.
زبون(2) :  (بصوت مرتفع) أحضرو له الشاى الساخن.
    الرجل :  ورغيف صغير أيضا وشوكة وسكين.. هيا..
الجرسون :  تفضل.. تفضل.
    الرجل :  (لنفسه) هذا اللحم لذيذ.. سأغرز فيه السكين وأكله.
                (صوت لسكين وشوكه فى طبق وهو يقطع اللحم)
   تشارلز :  يا رجل ماذا تفعل .. وكأنك تطعن اللحم بالسكين .. وكأنه عدو قاتل..
                ما خطبك ؟
    الرجل :  سأقطعه إربا إربا وألتهمه.
   تشارلز :  (لنفسه) إن هذا الرجل غريب فى تصرفاته.. انتزع السكين من اللحم
             ومسحها فى كمه .. ما هذا ؟
             (ينادى جون) تعالى يا جون هنا.
             (صوت طرق أقدام)
   جون :  تشارلز ..  لماذا أنت جالس هنا.
تشارلز :  أنظر لهذا الرجل.. الجالس هناك..
   جون :  الذى يلتهم اللحم.
تشارلز :  نعم..
   جون :  أترى شكله .. أنه يشبه الجثة.
تشارلز :  ولكن بوجهه الشديد الاحمرار بد أشبه بالحصان.. أنظر.
 الرجل :  (بصوت أجش) .. هل أبدوا أحمر الليلة.
  زبون :  نعم..
 الرجل :  أمى كانت حمراء الوجه وكانت تحب الشراب..
             (وكأنه متأثر بموتها) وقد نظرت لها بصعوبة وهى ترقد فى كفنها..
             وقد ورثت عنها تلك البشرة.
- موسيقى-
م/23
   جون :  تشارلز هل قابلت هذا الرجل الذى عُرف بسجقه.
تشارلز :  لا لم أقابله بعد ذلك مرة ثانية..
   جون :  أرأيت يا تشارلز.. أرأيت كيف كان يخبئ الحلم فى قبعته..
تشارلز :  أنه غريب فى تصرفاته.. أمن أجل اللحم يضغطه ويضعه فى قبعته..
   جون :  وليس كذلك فحسب أنه يأكل منه وقتما يشاء..
- موسيقى-
م/24
              (صوت صفير لقطار داخل محطة)
    رجل :  (ينادى) حمال.
  الحمال :  أنا هنا ماذا تريد ؟
    رجل :  أحمل هذه الحقائب حتى السيارة.
  الحمال :  لك ما تريد.. (صوت الحمال وهو يحمل الحقائب.. وكأنها ثقيلة عليه)
رجل(2) :  هل جاء البريد فى هذا القطار ؟
رجل(3) :  نعم أنه وصل الآن ..
               (يرن جرس المحطة)
               (صوت قطار يقوم من المحطة)
  تشارلز :  ما هذا الضجيج الذى يحدث فى القطارات.
     جون :  أنها حركة المسافرين يا تشارلز ..
  تشارلز :  أترى أنوار المصابيح فى المحطة .. وترى أيضا الحمالون وهم يخرجون
               من مخابئهم عند قدوم القطارات إلى المحطة.
 جون :  هؤلاء الحمالون يعيشون من ثمن ما يحملونه .. فهم يتقاضون مبالغ
               بسيطة تكاد تنفذ سريعا.
  تشارلز :  أترى يا جون أترى.. أنظر القطار وكأنه مكتب بريد متحرك.
     جون :  هذا القطار به عددا محدودا من المسافرين وقليلا من الأمتعة.
  تشارلز :  نعم وكثيرا من البريد.
- موسيقى-
م/25
  فيليب :  يا تشارلز ألم تعود إلى المنزل بعد.. المصابيح قد أطفأت.
تشارلز :  لا يا فيليب .. سأبقى هنا قليلا.
  فيليب :  ألا ترى لقد أظلمت الشوارع.
تشارلز :  لكنى أبقى هنا حتى أرى ماذا يجرى فى مكاتب البريد المتحركة..
  فيليب :  أتقصد قطارات البريد الصباحى.
تشارلز :  نعم..
  فيليب :  أتنتظر توزيع الخطابات..
تشارلز :  نعم أشتاق لملاحظاتها.
  فيليب :  يا لك من ملاحظ ذو افق واسع.. ألم تحس بالنوم بعد هذا التجوال
             فى المدينة يا تشارلز.
تشارلز :  أحس بالنوم فعلا .. ولكن بعد ما انتهى من جولاتى الليلية.
  فيليب :  أين جون .. كنت أراه معك منذ قليل.
تشارلز :  لقد تركنى وعاد إلى المنزل .
  فيليب :  هل أبق معك هذا المساء.
تشارلز :  لا.. فأنا سأتجول بضع دقائق وبعدها أعود إلى المنزل سريعا.
  فيليب :  قل لى يا تشارلز .. هل تجد من يأنسك فى جولاتك الليلية.
تشارلز :  نعم أجد..
  فيليب :  مثل منَ ؟
تشارلز :  مثل الشرطى ديفو ورفاقه..
             مثل حارسان السجن وغيرهما.. وأيضا نزلاء المصحة.
  فيليب :  حسنا .. والآن أتركك تكمل جولتك.. طاب مساؤك..
تشارلز :  طاب مساؤك..
  فيليب :  تشارلز ..
تشارلز :  ماذا تريد يا فيليب..؟
  فيليب :  كنت أود ان تتناول معى القهوة الساخنة على مقهى لنتحدث سويا
             عن قصتى التى بدأت الكتابة فيها..
تشارلز :  أعطنى فرصة حتى انتهى من جولاتى الأخير..
  فيليب :  لك ما تريد ..
- موسيقى-
م/26
    الأم :  أتظل هكذا يا تشارلز .. تتجول من مكان إلى مكان.
تشارلز :  نعم يا أمى .. نعم .. فأنا عندى رغبة فى التجول ليلا..لأرى الحانات
             وما يدور بين الناس فى لندن.
    الأم :  ألم تشاهد هذه الأماكن فى الصباح أفضل..
تشارلز :  قلتى لى هذا قبل ذلك..
    الأم :  نعم فأنا يحيرنى رغبتك هذه فى التجوال ليلا فى الحانات والأماكن الهامة.
تشارلز :  قلت لك أنى أفعل ذلك من أجل أن أنام سريعا.. ولأنى قد تعوت أن أرى
             الأماكن ليلا فى ضوء المصابيح المضاءة وأرى أشياء تفوق الخيال تحدث
             فى ستة الليل ولا تحدث فى ضوء النهار.
    الأم :  ألم تنتهى من رؤيتها بعد.. أنك الآن شاهدت لندن بأكملها.. فأنت منذ شهر
             كامل وأنت تتجول ليلا.

تشارلز :  لقد قربت جولاتى على الإنتهاء .. فلا تقلقى وسأدونها فى مذكراتى.
- موسيقى-
م/27
             (أصوات متداخلة لقطعان من الماشية)
تشارلز :  ما كل هذه القطعان من الماشية.. إنها تتحرك وسط الجدران الحجرية..
             (ينادى الراعى)  أيها الراعى.
الراعى :  ماذا تريد يا تشارلز ؟
تشارلز :  لماذا تسير بكل هذه الماشية فى المساء على الجدران الحجرية.
الراعى :  كنت أرعى بهم فى الوديان وقد جاء علينا المساء فعدت بهم إلى حيث
             يبيتون.
تشارلز :  ألم تخاف عليهم من ظلمة الليل.
الراعى :  لا معى هذا الكلب.
             (صوت كلب ينبح)
تشارلز :  هل تسير بهم إلى مكان بعيد عن هنا.
الراعى :  نعم فمازال على نهاية الطريق عدة أميال.
تشارلز :  وستسير بهم كل هذه المسافة.
الراعى :  نعم فالوديان فى أطراف المدينة.. وأقطع كل يوم كل هذه المسافة حتى
             أرعى بهم..
تشارلز :  (فى نفسه) يا له من راعى نشيط .. صاحب ضمير .. يسير بكل هذه
             القطعان من الماشية حتى يطعمهم ويعود بهم فى المساء.. لا يبالى بظلمة
             الليل الحالك.
             (صوت لماشية)
تشارلز :  (لنفسه) إن كل هذه القطعان من الماشية أن تتحرك وسط الجدران             
             الحجرية.. وهى تضغط نفسها بين الشريط الحديدى ذى الست بوصات
             عرض وتشير برأسها لأسفل .. أيضا كعادة قطعان الماشية.
الشرطى :  تشارلز.
  تشارلز :  أهلا بك أيها الشرطى ديفو.
الشرطى :  ما هذا الذى تدونه فى أوراقك .
  تشارلز :  أنى أدون حركة قطعان الماشية.
الشرطى :  وهل ترى فيهم شيئا يغريك للكتابة.
  تشارلز :  نعم .. أنظر يا ديفو.. أنا تشير برأسها لأسفل لمراوغة كلاب متخيلة..
               وتمنح نفسها وكل مخلوق يصاحبها ما لا داعى له من المشاكل..
الشرطى :  ألم تعرف أن هذا الراعى يسير بكل القطعان فى هذه الساعة.
  تشارلز :  لماذا ؟
الشرطى :  فى الليل بكون الطريق خاويا من المارة والسيارات فتزعجهم ..
               وبذلك بسير بهم وهو مطمئن رغم أنهم يسيرون بجانب الشريط
               الحديدى.
  تشارلز :  (يضحك) هه هه  وكأنك أنت يا ديفو سيرت ملاحظا أنت الآخر.
               (يضحكان)
- موسيقى-
م/28
ديكنز :  لقد أنشغل تشارلز بجولاته الليلية وأهمل دروسه فى المعهد.
  الأم :  لا..  تشارلز يعرف واجبه نحو دروسه جيدا .. فأنا أراه مواظبا عليها
           فى أوقات فراغه.
ديكنز :  أنا كلما عدت إلى المنزل أجده يتجول فى المدينة.
  الأم :  إن تجولاته هذه جعلته يتطلع إلى أفاق أوسع وابرح وعرف منها الجيد
           فهى بمثابة رحلات ترفيهية كما وصفها.
ديكنز :  أنا لا أرضى عن ذلك ولكن لا أقف فى وجه رغباته.. أين هو الآن..؟
  الأم :  هو نائم فى فراشة يستريح قليلا حتى ينهض ليستكمل جولاته المعتادة.
- موسيقى-
م/29
   بائع(1) :  معى الفطائر.
   بائع(2) :  معى البطاطا الساخنة.
    تشارلز :  (لنفسه) جاء النهار وبدء حياة اليقظة فى التجلى.
   بائع(1) :  معى الفطائر..
    تشارلز :  لقد ظهر بائع الفطائر.. وبدأ العمال المبعثرون قد صاروا فى الشارع
                 إلى عملهم.
صوت(1) :  (ينادى) يا هيدسون..
صوت(2) :  أين أنت يا سميث ؟
صوت(1) :  كنت فى أجازة من العمل واليوم سأذهب إلى عملى .. هل أنت بخير..
صوت(2) :  نعم أنا بخير.. وأنى أنا ذاهب أنا أيضا إلى عملى.
صوت(1) :  تشارلز طاب صباحك.
    تشارلز :  طاب صباحكما أيها العاملان.
                (لنفسه) هل سيكون لى جولات نهارية أبدأها من تلك الشرفة.
        الأم :  تشارلز.
    تشارلز :  أنا فى الشرفة.
        الأم :  لقد أحضرت لك الإفطار..
    تشارلز :  هل نادى بائع الإفطار اليوم..؟
        الأم :  نعم أنه ينادى كل صباح فأشترى منه الفطور.
   تشارلز :  حسنا..
        الأم :  ألم تفطر بعد.
   تشارلز :  إنى بحاجة إلى فنجان شاى..
        الأم :  فنجان شاى فقط..
   تشارلز :  نعم..
       الأم :  هل أحضر لك مزيدا من الكعك مع الشاى.
  تشارلز :  لا ..
       الأم :  ماذا بك يا تشارلز ؟
   تشارلز :  أنى أشعر بالتعب والرغبة فى النوم.
       الأم :  نام يا تشارلز..
  تشارلز :  ليس الآن يا أمى .. فأنا أرغب فى تدوين أخر جولاتى الليلية.. فسأذهب
              إلى مكتبى وأدونها فى مذكراتى وبعد أن أنتهى منها سأسارع إلى سريرى  
               كى أنام.
      الأم :  إذن فسأحضر لك الشاى والكعك فى المكتب.
- موسيقى-
م/30
            (صوت طرق أقدام)
  ديكنز :  أين تشارلز ؟
    الأم :  أنه فى المكتب.
  ديكنز :  حسنا..
            (صوت طرق أقدام)
            (صوت خبط على الباب)
  ديكنز :  تشارلز..
تشارلز :  أدخل..
             (صوت فتح باب)
  ديكنز :  أين أنت يا تشارلز..؟
تشارلز :  هنا يا أبى..
  ديكنز :  هل انتهيت من جولاتك الليلية.
تشارلز :  نعم..
  ديكنز :  رائع .. وهل ستواظب على دراستك فى المعهد.
تشارلز :  نعم..
  ديكنز :  أنى مسرور بما أسمع.. وماذا تفعل الآن..؟
تشارلز :  سأخلد إلى النومقليلا قبل أن أعود لمراجعة دروسى..
  ديكنز :  إذن أتركك الآن حتى تستكمل دروسك..
تشارلز :  شكرا يا أبى..
             (صو طرق اقدام تتباعد)..
             (لنفسه) سأعود للكتابة الآن..
             (وهو يكتب كأنه يتحدث إلى نفسه)
             إن صحراء الليل الحقيقية.. ليس المتجول الشريد الوحيد هناك.. عرفت   
             جيدا كيف اعثر على كافة أنواع الآسى وسوء الحظ.. لكنها كانت تتنحى
             جانبا عن ناظرى.. وكان لدرب التشرد الذى قطعته الكثير من الأميال فى
             الشوارع والطرقات حتى أعثر على طريقى المفرد.
             لقد انتهيت الآن ..
             (صوت خبط باب)
 تشارلز :  تفضل.
             (صوت فتح باب)
     الأم :  الشاى الساخن.
 تشارلز :  تفضلى بالجلوس يا أمى..
     الأم :  لماذا ؟
تشارلز :  تفضلى هذا ما كتبته عن جولاتى الليلية.
    الأم :  حقا..
             (بفرحة) يا لها من جولات رائعة يا تشارلز..
تشارلز :  أقرئى منها ما تشائين..
    الأم :  (فترة صمت للقراءة).......................
             أنها شيقة بالفعل.
تشارلز :  هل أعجبتك..
    الأم :  نعم .. ولكن لماذا أسميتها جولات ليلية.
تشارلز :  لأن ما دونته فيها هو نتاج جولاتى الليلية.
    الأم :  وفقك الله يا بنى فى المزيد من الإبداعات.
 
- موسيقى-

(نهــــــــاية)

                              

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...