الجمعة، 20 سبتمبر 2019

( الدنيا على جناح السعادة ) تأليف : فوزي يوسف إسماعيل


ملخص لمسلسل إذاعي ..

( الدنيا على جناح السعادة )
تأليف : فوزي يوسف إسماعيل
الموضوع :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتحى شاب فى العشرين من عمره، حصل على بكالوريوس  زراعة جامعة القاهرة، يسكن فى حى شعبى، والده على المعاش ويدعى وحيد، ووالدته ربة منزل متواضعة تعليمها محدود، ليس لها من الأولاد إلا فتحى.
كان فتحى قد استيقظ على اندلاع ثورة الخامس والعشرون من يناير، فأسرع إلى أبيه النائم حتى العاشرة صباحا، بحكم أنه على المعاش، كان والده ليس عنده فكرة عن قيام الثورة حتى ظن أن ثورة 23 من يوليو قد عادت مرة أخرى، فستفسر عنها حتى أوضح له فتحى عن الأمر، وخرج فتحى إلى الشارع مما اضطرب قلب أمه خائفة عليه، رأته ابنة عمه صابرين من الشرفة فنزلت إليه مسرعة، أرغمته على أن يصعد معها إلى شقتها حتى لا يصبه أذى فكان على وشك خطبتها، لكنه فضل أن لا يقدم على شئ من هذا القبيل إلا بعد أن يستقر فى وظيفة فى مجاله، حدثته صابرين على ألا ينزل إلى الميدان خوفا عليه، فوافقها على مضض.
قابل فتحى صاحبه (سلطان) الآتى من بورسعيد هربا من ذكرياته المؤلمة بعد خطيئة خطيبته وما فعلت تجاهه طوال السنة والنصف التى قضاها معها، وصل إلى القاهرة بحثا عن عمل فيها رغم العمل المتوفر فى بور سعيد، وقد قابل فتحى الذى اشتكى له عما يؤلمه، وقرر أن يستقر فى القاهرة.
أما والد فتحى فقد نزل إلى المقهى المقابل لمنزلة والتى اعتاد الجلوس عليها منذ ثلاثون عاما، هو وصاحبه متولى بعد أن قعد أثر إصابته بمرض فى ركبتيه، وقاما معا إلى السير فى المنتزه لكى يتنفسوا قليلا عن أنفسهم.
لم يعرف والد فتحى ماذا يريد، فقد أحس بملل بعد ما خرج على المعاش، وأنه يريد أن يطور من حياته الروتينية، قضوا وقتا معا يتحدث كل منه على معاناته، ثم أراد صاحبه أن يعودا إلى المقهى، وبالفعل عندما عادا إليها فوجدوها قد تحطمت محتوياها.
وفتحى قد أراد أن يساعد صاحبه سلطان، فاقترح عليه سلطان أن يجد له سكنا، حتى مازح فتحى معه قائلا :
- أبق مع ممن يحرصون منازلهم ومحالهم حتى تتجنب ثمن الغرفة التى تستأجرها.
ضحكوا على ذلك ورجعوا لذكريات الماضى.
قلقت أم فتحى على ولدها حتى اتصلت بصابرين هاتفيا، والتى اعتقدت صابرين على الفور أنه نزل إلى الميدان.
خرج والد فتحى وصاحبه متولى بحثا عن فتحى وسط الجماهير الكبيرة التى خرجت إلى الشوارع، فكان فتحى قد انشغل مع صاحبه سلطان وسرقهما الوقت، حتى حجز له غرفة فى لوكاندا حتى يتمكن من السكن فيها، فتأخر خارج المنزل مما أغضب صابرين التى صممت أن تذهب إلى والدته ومعها صاحبتها سلمى.
أثناء سيرهما فى الشارع تصادف مرور سلطان بعد أن تركه فتحى عائدا إلى منزله، والذى كان على عجلة منه لكى يلحق بفتحى الذى نسى معه ورقة مهمة، لكنه تعثر فى معرفة الشارع الذى يسكن فيه فتحى، فقد نساه ولم يتذكره فى هذه اللحظات أسرع إلى صابرين لينقذها من سيارة مسرعة كادت أن تصدمها، حتى أغمى عليها وراحت عن وعيها، لكنه لم يتركها حتى فاقت وعادت إليه الحياة.
أفاقها سلطان ورآها بدرا فأشاد بها فى نفسه، ثم بادلته هى الأخرى الإعجاب، مما راح عن ذهنها فتحى التى كانت تقصده، مما أدهش زميلتها سلمى التى ذُهلت من تحولها المفاجئ، حتى تعاهدت مع سلطان على المقابلة معا مرة ثانية.
عادت صابرين إلى منزلها وفى مخيلتها سلطان التى عرفت عنه أشياء كثيرة، وكان فتحى قد عاد إلى منزله فاستقبلته الأسرة باللوم والعتاب فى بادئ الأمر، لكنهم اهتدوا عندما علموا بمساعدته لصديقة.
كانت صابرين قد تناست أبن عمها التى كانت ملهوفة عليه، حتى كادت لا تهتم به، وأنه صار بالنسبة لها مجرد شخص عادى.
كان متولى ووحيد يفهمون الأمور التى تمر بها البلاد، فتمنوا أن تستقر البلاد إلى الإصلاح والفلاح، مثلهم مثل آخرين من المواطنين .
أما سلطان وفتحى فقد ذهبا إلى البرج الذى سيسكن فيه سلطان لكن حظه العاثر قد وجده قد حُرق من أثار المظاهرات التى اندلعت هذه الأيام.
وذهب فتحى إلى منزل صابرين فلم يجدها، فأبدى غضبه لأمها التى احتارت فى أمرها، وأبلغته أنها عند صاحبتها سلمى، فتغير لهجته بعد ما علم منها ذلك، ورجع إلى منزله وهو حزين.
سألته أمه عن سر حزنه فلم يبدى لها شيئا، لكنه حكى عن ذلك لأبيه الذى هدأ من روعه، وطالب منه أن يذهب إليها لخطبتها.
أما صابرين التى اخفت شعورها نحو سلطان عن صاحبتها سلمى وطلبت منها ألا تطلب منها الحديث عن سر تغيرها إلا بعد أيام قلائل، حتى تعلم هى سر تحولها لسلطان، وقد خرجت صابرين من المنزل بعد أن اضطرت أن تقول لأمها أنها ستقابل صاحب شركة عسى أن يشغلها عنده.
خرجت وقابلت سلطان الذى ابتهج لذلك، وأبدى لها انضباطها فى المواعيد، وبع أن عرف حيلتها مع أمها، وقد ندمت عى ما فعلت وعدها بأن يبحث لها عن طريقة تخرج بها من المنزل وهى فى أمان.
أما أم فتحى التى سارعت بالاتصال بأم صابرين لتبلغها عن موضوع الخطوبة التى فوجئت بها، وفى أثناء الحديث معها طالبت أم فتحى بأن تتحدث مع صابرين التى كانت فى الخارج، حتى قالت لها بأنها موجودة بالمنزل لكن وضعت أم صابرين فى مأزق حتى قامت بقطع سلك التليفون لكى تعتقد أم فتحى أن الخط قد قطع، وستبرر أم صابرين فعلتها بقولها بأن الخط قُطع.
قابلت صابرين سلطان صديق فتحى وطلب منها ألا تبوح بهذه العلاقة لأحد، فوافقت على طلبه، أما سلمى التى غضبت من صابرين لهذه العلاقة، جعلتها تطلب منها أن تترك هذه العلاقة حفاظا على علاقتها مع أبن عمها، لكنها رفضت.
فكر فتحى فى السفر إلى الخارج للعمل هناك، لكن قابلت أسرته هذا القرار بالرفض، مما طلب منه والده أن يبقى فى مصر على أن يعمل فى أى وظيفة حرة.
وكان فتحى غاضبا من صابرين فشتكى لسلطان عن تأزم العلاقة بينها وبينه، وعن سر تهربها منه عدة مرات، وكان فتحى لا يعلم بأن سلطان على علاقة معها، وسلطان لا يعلم بأن صابرين ابنة عم فتحى.
أسرع متولى صديق وحيد يزف له الخبر ، وهو اعتزام الدولة بانتخاب الرئيس الجديد الذى ينقل الدولة من مرحلة ثورة الخامس والعشرون من يناير إلى ما قبل الثلاثين من يونيو، هذه المرحلة التى تزداد توترا على الساحة المصرية.
مرّ على النظام الجديد شهور ولم يتغير شيئا، مما اشمأزت منه المواطنين وقد انتظروا التغيير.
كان فتحى قد تجاهل صابرين بعد ما استغنت عنه، لانشغالها بسلطان، وكان فتحى لا يعرف سر علاقتها مع صابرين، حتى أنها عاتبته، لكنه كان يعرف انقطاع علاقة صابرين به.
وكانت صابرين قد اتجهت إلى سلطان بمشاعرها الذى سحرها بكلامه المعسول بعد أن أنقذها من الحادث، وكأن سلطان هذا هو فارسها التى حلمت به، أو سوبر مان فى حياتها، فطلبت منه أن تحدثه فى الهاتف بعد أن ضيقت عليها أمها الخناق بعدم الخروج ليلا من منزلها.
أما وحيد والد فتحى هو وصديقه الوحيد متولى كلما تقابلا فى المقهى التى اعتادوا الجلوس فيها لا يرضيان على ما تمر البلاد فيها، فمنهم يريد الإصلاح أولا لبلدهم خوفا على شبابها الناهض.
وصابرين كانت لا تعجب أمها فقد لجأت إلى طبيب نفسى حتى تعرف حالتها التى لا تستقر، فأمها أول الناس تشعر بها، طمأنها الطبيب عليها، وطلب منها الهدوء النفسى، ولكن هذا أغضب صابرين من أمها بعد ما ذهبوا إلى الطبيب النفسى، فبررت أمها ذهابها إليه للاطمئنان ليس إلا.
أسرع فتحى إلى بيته ليبلغ أبه الذى كان نائما بأن الخبر الذى انتظرته مصر كلها قد حدث، وهو قيام ثورة الثلاثين من يونيو.
جاء وقت انتخابات الرئاسة، وتوافدت المشاركين فى هذا الانتخاب الذى وصفوه بالتقدم لمصر والرخاء وأيضا بالتحضر، وكانوا على اقتناع شديد باختيار رئيسهم القادم، ونزلت الأسر لتدلى بأصواتهم، حتى شارك متولى ووحيد وأبنه حتى زوجته وأم صابرين وصابرين أيضا وكل فئات الشعب وطوائفه وقالوا كلمتهم.
وانتهت الانتخابات على خير، انتظارا لإعلان النتيجة، فالجميع يترقب هذه اللحظة الفارقة.
كان سلطان قد حدث فتحى بما يجول بداخله من مآسي، فصرح له فتحى بعدم الخوض مرة أخرى مع من كان ينوى خطبتها، فطلب منه أن يواجهها ويضع النقط على الحروف حتى تهدأ نفسه.
ومن ناحية أخرى أجرى سلطان اتصالا هاتفيا بصابرين التى لم تكن فى المنزل، لكنها قد تركت هاتفها المحمول فى المنزل، وردت عليه أمها التى اعتلتها الدهشة عندما ترك عندها رسالة بخصوص صابرين.
أما أم فتحى فقد أحببت ابتسام التى تعمل محاسبة فى إحدى الشركات الكبرىن وأبدت إعجابها بها لزوجها والد فتحى متمنية ان تكون من نصيب فتحى، ومن هذا المنطلق تسعى أم فتحى لتمهيد الطريق بينهما حتى يتقابلا معا عسى أن يكونان لبعضهما.
طلبت أم فتحى من ولدها أن يذهب إلى جارتها ابتسام لإحضار طلب منها مما تعجب فتحى لهذا الطلب الذى كان على غير عادة، وعارضها زوجها أيضا، فبررت موقفها على ذلك، وكان غرضها بأن يتلاقيا معا بأى طريقة، وبعد أن قابلها فتحى بالفعل سألته ابتسام عن نفسه وقضوا وقتا جميلا مع بعضهما يتحدثان كل منهم عن نفسه، ولما وصل إلى أمه نسى ما كان ذاهبا من أجله.
عرفت أم فتحى أنه حدث بينهما استلطاف، وكانت خطتها ناجحة.
أما ام صابرين أيضا فقد أرغمت أبنتها صابرين على أن تعترف لها عن علاقتها بهذا الشاب الذى اتصل بها تليفونيا، حتى إن كادت صابرين أن تخترع لها كلاما آخر، وأعلمتها بأنه زميل لها فى الجامعة، لكن أمها لم تصدق ذلك لأن صابرين حاصلة على مؤهلها منذ خمسة أعوام.
خرجت صابرين من هذا المأزق، وقابلته حتى غضبت منه لذلك اقترحت عليه اقتراح فى نظام الاتصال الذى سيكون بينهما، حتى لا تشعر أمها به ويحدث كما حدث فى السابق.
كان متولى ووحيد ينتظران إعلان فوز المرشح للرئاسة الذى سيعلن عنه بعد قليل، حتى إن متولى قد حجز خمسة صناديق من المشروبات الغازية لتوزيعها على الحى حال فوز المرشح الذى يريده، وكان وحيد قد حزا حذوه وطلب هو الأخر خمسة صناديق على حسابه.
وبعد قليل أعلن عن فوز المرشح عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، فقامت الأفراح والتهليل فى القهوة حتى الصباح.
كانت أم فتحى قد سمعت من وسائل الإعلام عن خارطة الطريق، فطلبت من زوجه أن يشرحها لها، حتى أنه ظن أنها ستعمل فى السياسة، وكانت وجهة نظرها فى تثقيف المرأة وهى فى منزلها فى محلها، حتى أنها قدمت حلا رائعا.
قابلت ابتسام فتحى بالصدفة وخرجوا  سويا فطلبت منه الصداقة فوافق على الفور، حتى أنها قامت بالحديث معه بصراحة تامة دون تزيف، وعرفت مشكلته التى أخذت على عاتقها مساعدته.
وصابرين التى تتقلب وتتخبط فى كلامها مع صديقاتها سلمى، التى لا يعجبها حياة صابرين، واعترفت لها بذلك، لكن صابرين أخذت كلامها بنوع آخر، مما أغضبت سلمى التى لامتها لوما عنيفا حتى كادت أن تظهر غضبها منها.
وتقابل فتحى مع سلطان وعرف استهتار سلطان ببنات الناس الذى كان له نظرة غير مرضية عنهم، فهو يتلاعب معهن حتى يقضى معهن الوقت فقط، وليس جادا معهم، لكن هذا لم يرضى فتحى فوجه له اللوم على الفور، ولم يرضى عن أفعاله معهم.
قابل سلطان صابرين التى تحججت كالعادة لامها بخروجها المستمر إلى سلمى صاحبتها، وكانت خائفة لتتصل بسلمى وتعرف أنها لم تصل إليها.
وكان فتحى قد أغلق عليه الباب بعد أن غضب من سلطان وفعلته مع الفتيات التى يعرفها، وكادت أمه تحزن عليه أما أبيه فقد فك عنه الحزن بعد طلب أمه له بمعرفة ما يغضبه.
كان الدستور قد انتهى منه القائمين عليه وعزم متولى ووحيد بأن يصوتوا عليه بنعم بعد ما قرأوا بنوده وهذا ما تم بالفعل بينهم.
أما ابتسام التى جاءت بعمل لفتحى  فى شركة مكروسوفت فرفض فتحى هذا العمل لأنه غير تخصصه فهو لا يعمل إلا فى مجاله، المجال الذى درسه فقط، فأعجبت به أكثر وأكثر.
كان الاستفتاء على الدستور بنعم هو السمة السائدة بين عامة الناس، فقد رضوا به، واحتشدت الجماهير فى التحرير للاحتفال به.
أما أم فتحى التى أرادت أن تضع لولدها عملا لهن فقد صارحت أبيه بذلك فرفض وخرج من المنزل غاضبا يشكى لصديقه متولى الذى هدئ من روعه، ولما رجع فتى إلى البيت كلفته أمه بالبحث عن أبيه.
وصابرين التى رجعت إلى سلمى صديقتها حتى تستغلها فى الخروج من منزلها دون أن تخاف عليها أمها، لكنها طلبت منها أن تذهب إلى سلمى تطلب منها أن تمدح فيها عنده لأنها أحبته، فرفضت سلمى فى بادئ الأمر، لكنها خضعت بعد مداولات بينهما، وطلبت من سلطان المقابلة والتى اتفقا عليها فى موعد محدد.
أرادت سلمى أن تعرف نوايا سلطان من ناحية صابرين والذى اعترف لها بأنه يحبها، ولكن الصورة أمامها بدت باهته ليس لها معالم، فأعلمت صابرين بذلك، وطلبت منها أن تعود لابن عمها فتحى الصادق فى كلامه.
كان فتحى قد تحدث مع أبيه الذى استمع له عن عدة نصائح من تجارب الحياة، وشجعه على العمل بالطموح أولا، واقترح عليه العمل فى عجالة باستصلاح الأرض فى الصحراء، وذلل له الصعاب، حتى دخلت الفكرة فى عقله وكادت أن تختمر حتى يقرر ما هو فاعل.
متولى الذى يأتى بالأخبار لوحيد فقد أبلغه عن قرار الرئيس فى شق قناة السويس الجديدة، وأوضح له مزاياها عند تسليمها بعد الانتهاء منها فى السنة المحددة التى حددها الرئيس لافتتاحها.
كان تأثير كلام ابتسام على فتحى جعلته يعرف طريقه الصحيح، فاستجاب لهة من حكمة قد أقتنع به، وكانت صابرين ما زالت توطدت العلاقة بينها وبين سلطان الذى أتصل بها وهى عند خالتها أم فتحى مما ارتبكت فى مكالمته وخرجت فى الشرفة لتواصل الحديث معه بصوت خافض.
كان متولى هو الصاحب الوحيد لوحيد والد فتحى، فقد أخذه إلى زيارة مريض وهو لا يعلم شيئا عن هذا المريض، ولكن بعد أن فاجأه متولى به وجده مديره الأسبق (أبو العزم) حتى كانت الزيارة مثمرة.
ولما استغيبت أم صابرين عودة فتحى أخذت أبنتها وخرجتا حتى وجدوا فتحى هو وابتسام يتحدثان على صدفة السلم،  مما أدى بأم صابرين إلى الغمز والمز عليهما، وكانت هذه الصدفة محرجة للغاية.
كان الموقف حقا محرجا على أم صابرين الى لامت أبنتها، وطلبت منها انشغاله بأى طريقة، لكن أم فتحى هى الأخرى قد فرحت لهذا الموقف  أشد فرحا لأنها كانت تتمنى ذلك.
أما فتحى فقد احتار بينهما، أى منهم يوافق عليها صابرين أم ابتسام، ابتسام التى تدفعه للأمام والتى أعطته كتابا للتنمية البشرية، أو صابرين التى تتجاهله من أجل سلطان.
متولى ووحيد اللذان ذهبا إلى البنك لشراء شهادة قناة السويس الجدية، وزوجة وحيد هى الأخرى التى أصرت على شراء مثلها بعدما أطلعت عليها، وقد حققت ذلك بقرطها الذهبى الذى تقطنيه.
كان فتحى له نصيب كبير فى حب أبيه وأمه له، فقد كانوا يخافون عليه خوفا أكثر من اللازم لأنه كان الوحيد لديهم وهم كانوا يريدون مصلحته التى تجعله فى مكانه مشرفة.
أما ابتسام التى أرادت مساندة فتحى لم تعترف بحبها له حتى الآن.
وصابرين فقد كانت ميالة لسلطان الذى شغلها بكلامه المعسول، لكنه كان لا يقدم على الزواج منها أو مجرد خطبتها، وكل ذلك لم يعلم فتحى بهذا العلاقة ولم يرضى عن أفعاله، مطلبا منه مقابلة الفتاة التى يتحدث عنها.
اقتنع فتحى بكلام أبيه عن العمل فى محور قناة السويس الجديدة، حتى تأهب إلى السفر، إلا أن أمه لم توافق على تركها، وكانت ابتسام تبث فيه العزيمة دائما، وصابرين ما زالت على عنادها بمعرفتها لسلطان، ولم تفلح صديقتها سلمى بإقناعها لتعود إلى أبن عمها، فكان أبن عمها فتحى قد شغلته أخرى هى ابتسام الذى وجد فيها التفتح وحُسن تخطيطها للأمور، فهو يعلم جيدا بأن صابرين تسير فى اتجاه أخر عن اتجاهه.
وعندما جاء وقت السفر، فاجأته ابتسام بعمل تخطيط لحديقة الشركة التى تعمل بها، بناءا على طلب مديرها له بعدما أخبرته عن مهارة فتحى.
كثف فتحى جهوده فى تصميم الحديقة، وكلمته أمه على أن يتقدم إلى المدير لتعينه فى الشركة، ولكن أوضح فتحى لها الأمر، فنهضت وقصدت ابتسام التى عرضت عليها الفكرة أيضا، لكن ابتسام وعدتها بعمل اللازم، ولأن افتتاح القناة سيأتى فهناك الكثير من الخدمات ستكون على أرض الواقع، حتى وصلت خارطة الطريق المعلن عنها إلى نهايتها بانتخاب مجلس النواب.
صابرين التى احتارت فى أمرها، فقد قررت أن تخبر أمها بما سيتقدم لها، فكانت أمها تعتقد أن المتقدم هذا هو فتحى، لكن صابرين فاجأتها بشخص أخر، مما أثار غضبها.
لقد طلبت أم صابرين من سلمى مساعدتها فى إرجاع صابرين على ما تُقدم عليه، فوافقتها وصممت على أن تقف بجانبها حتى تمر هذه المحنة.
أما فتحى الذى قام بتصميم الحديقة هندسيا، حتى أُعجب به مدير الشركة الذى انبهر به، فكانت له حافزا على رجوع الثقة إليه مرة أخرى.
وكان افتتاح قناة السويس الجديدة عملا مشرفا لكل المصريين، فكانت الفرحة عارمة عند المصريين الذين شاركوا والذين لم يشاركوا وانتقلت هذه اللحظة على الهواء مباشرة..
بعد أن تمكن سلطان من صابرين فقد وافق على عرضها له، وكانت صابرين تقوم لتمهيد الطريق عند أمها لهذا الحدث، لكن أم صابرين رفضت ذلك، متمسكة بفتحى مهما كان، وفى يوم طرق بابها فتحى فابتهجت لمجيئه معتقدة أنه حضر لخطبة أبنتها، ولكنه فاجأها بالرفض.
ولما بينّ لأم صابرين الحقيقة، تعاطفت معه، ودعت له بالتوفيق.
كانت أم صابرين قد قالت لأبنتها أنها تستضيف الشاب الذى تعرفت عليه، حتى فرحت صابرين بذلك، وقامت على الفور تبلغه بالحضور فى الساعة المحددة، وجاءت هذه اللحظة ثم طلبت منه عدة مطالب، ولم تكن هذه المطالب متوفرة فيه حتى رفضت طلبه.
حضرت ابتسام إلى فتحى بمظروف به مبلغا من المال، لأنه قام بتصميم الحديقة، فكان ذلك ابتهاجا له.
متولى ووحيد اللذان فرحا بعد قرار الرئيس الذى فتح للشباب أملا جديدا فى التنمية بمشروح استصلاح المليون ونصف المليون فدان.
بعدما تحدث وحيد مع أبنه فتحى عن هذا المشروع، أخذه إلى صاحبه متولى ورحب به، ثم بين له الحقيقة الغائبة عنه وعن الشباب الذى يريد عملا ووظيفة دائمة، فوعده فتحى بأن يفكر فى الأمر.
قامت ابتسام بتوصيل ما قاله المدير عن فتحى، فقابلت أم فتحى وقد حكت لابتسام عما ينوى به أبنها، فما كان من ابتسام قد شجعت هذه الفكرة، ولم تتركها إلا بعد إقناعها.
أما صابرين بعد ما رفضت أمها سلطان لأنه لا يملك مقومات الزواج، من شقة ووظيفة، فقد أغضبتها لكن أعطتها الأمل مرة أخرى.
وسلطان الذى خدعها بأنه سيسافر إلى بلدته حتى يعرف نوياها تجاهه.
لم يهدأ فتحى إلا وأن يرى فتاة سلطان لكى يحذرها، وعرف منه موعد المقابلة وتتبعه حتى وصل إليهما فى مكانهما بالكازينو، حتى كانت المفاجأة.
كانت مفاجأة مدوية بالنسبة له بعد أن تلاقوا هو وسلطان وصابرين أيضا، وكل منهم قد علت وجهه الدهشة، عاد فتحى غاضبا يوافق أبيه على سرعة السفر إلى المشروع .
وأرادت أم صابرين بسرعة عودة العلاقة بين صابرين وفتحى بعدما علمت بذلك، لأن سلطان هذا ليس عنده ما عند فتحى، وأرغمت أبنتها على ذلك.
أما متولى ووحيد فقد جهزا أوراق فتحى لهذا الغرض، واستعد فتحى للسفر، كانت أمه تريد أتمام خطبته من ابتسام قبل سفره خوفا من أن يتقدم لها أحد فى غيابه، لكن والده لم يشجع هذا حتى طلب منها أن تتركه لحين عودته.
ولم تهدأ أم فتحى إلا أن فاتحت فتحى فى هذا الموضوع، لكنه طمأنها بإعجابها به فستراح قلبها.
وسافر فتحى وعادت صابرين للود له مرة أخرى، ولكن بعد فوات الأوان، فلم تجد فتحى حتى اصطدمت بسفره.
تلقت صابرين لوما عنيفا من أمها، بعد ما سافر فتحى إلى الصحراء للعمل ضمن المشروع القومى، واتهمتها بأنها سبب ابتعادها عنه، وطالبت منها أن تصالحه باستمرار زيارتها لأمه حتى لا تفسد العلاقة التى بينهما.
كما أن أم صابرين لا ترضى عن علاقة ابنتها مع سلطان الذى انتهز فرصة طلب مبلغ وقدره عشرة آلاف جنيه للشقة التى أراد أن تكون مفاجأة بالنسبة لها، لكن صابرين قد اعترفت لسلمى صديقاتها التى على الفور قابلتها بالرفض، وطلبت منها ألا تبوح لأمها بذلك حتى تحدث عواقب هى فى غنى عنها.
أما عن فتحى فقد قام بالاتصال بأهله من على هاتف صديقه المحمول لكى يطمئن عليهم، حتى تحدث مع والده الذى كان فى المقهى على تليفونها الأرضى واطمئن عليه، إلا أن أبيه أسرع هو وصديقه إلى شراء المحمول ليسهل الاتصال بين فتحى وأم فتحى.
زفت صابرين خيبة أملها لسلطان بعد أن أطلعتها سلمى على الحقيقة، واعترفت له بأنها لم تملك هذا المبلغ الآن إلا أنه انتهز هذه الفرصة لكى ينفذ ما خطط له.
كان فتحى قد أراد أن يستقر فى المشروع، حتى أنه صادق عماد بصداقة جيدة وقوية، حتى أنهم قد كشفوا كل منهم عن سره للآخر.
وأبيه الذى أرسل له هاتفه المحمول حتى يتحدث معه عن أمور هامه، وفرحت أمه بذلك وقررت أن تصنع له زواده مع خميس الذى سيلحق بهم ليشارك فى المشروع.
كان حديث سلطان مع صابرين له أثرا كبيرا فى الإقناع خصوصا لصابرين التى استجابت له بسهولة، وأرادت أن تنفذ كلامه فاستدرجت أمها للكشف عن مكان الذهب المختبئ فى شقتها، بعدما فشلت فى العثور عليه، ثم أخذته من مكانه مهرولة إلى سلطان به.
وكان فتحى قد رضى بمكانه الجديد فى المشروع، ووصل إليه خميس بأخبار من أبيه وأمه، ثم أعطاه المحمول ليسرع فى الاطمئنان عليهما.
كما تواصلت معه ابتسام التى فرحت كثيرا لما وصل إليه فتحى من مكانة فى استصلاح الأراضى، وطلبت منه أن يصور لها المكان ويرسله لها عبر الواتس آب، ففعل ذلك.
عرفت صابرين أطماع سلطان الذى بدل الذهب، وأسرعت إلى الضابط الذى وعدها بمساعدتها على رجوعه، وقد اتفقت مع الضابط لاسترجاع الذهب، بأن تخدع سلطان وتفهمه بأنه حدث سوء تفاهم حتى يتبين له بأن الذهب هو ذهب خالص، شك سلطان فى نفسه وأدى شكوكه هذه إلى سرعة الوصول إلى الصائغ الذى أعطاه الذهب الفالصو، فما كان من رد فعله إلا أن كشفت لعبته.
سافر وحيد هو ومتولى إلى فتحى فى المشروع الجديد، وقد أقدم فتحى على بناء منزلا له هو وزميله عماد وأيضا خميس الذى تولى هذه المهمة.
ساعد الضابط صابرين على كشف حيلة سلطان، وتم القبض عليه بتهمة الاحتيال، وكان سلطان لم يتوقع الفخ الذى وقع فيه، فقررت صابرين الابتعاد عنه نهائيا، ولم تستجب لاتصالاته حتى أنها تخلصت من شريحة هاتفها القديم بأخر لا يعرف رقمه.
رجعت ابتسام من بلدتها، ولكن هذه المرة تم خطبتها لأبن عمها الذى يعمل فى مجال الخارجية، وقد علمت أم فتحى بذلك فدعت لها التوفيق.
تحدثت مع فتحى عبر الواتس آب واطمأنت عليه أمه.
كان فتحى قد مهد الجو فى مشروعه، حتى أن أبيه وصديقه متولى لم يصدقا نفسهما عند رؤيته، فأرادوا أن يبقوا معه حتى أن فتحى قد قام ببناء منزلهما مع منزله، وصمما على العودة إلى منزلهما حتى يأتوا بأسرتهما وأمتعتهما.
أما صابرين فقد قررت أن تذهب إلى زوجة عمها لترضيها، حتى أنها قد قررت السفر إلى فتحى مما أعجبت بهذا الخبر.
وصلت صابرين إلى فتحى فوجدت ابتسام عندها، فغصبت وشعرت بإحراج، لكن أم فتحى أبقتها حتى تشرح لها عن سوء التفاهم.
وعرفت صابرين بسوء التفاهم، وسامحت فتحى كما سامحتها أم فتحى أيضا، واعترفت صابرين لها بالسفر إلى فتحى مما انشرح صدرها لذلك، واتفقا على أن يسافروا له سويا، حتى جاء والد فتحى ونقلهم إلى هناك.
فرح فتحى لذلك، وتغاضوا عما بدر منهم، وطلبها للزواج من أمها، وعلت الأفراح فى أرض جديدة التى أطلقوا عليها أسم (قرية السعادة).

*               *
أهداف المسلسل :

1-   تباين الفترة التى حدثت فيها ثورتى 25 يناير و30 يونيو.
2-   تباين الشباب الذى يريد مصلحة الوطن واستقراره.
3-   تباين نتيجة ثورة ال30 يونيو على الشعب المصرى فى هذه الفترة.
4-   تباين نتيجة تحقيق خاريطة الطريق الذى بدأ من وضع الدستور ورئاسة الجمهورية وانتخاب مجلس النواب.
5-   تباين قرار حفر قناة السويس الجديدة وتشغيل الشباب فى محور قناة السويس.
6-   تباين قرار استصلاح مشرع المليون ونصف المليون فدان فى الصحراء.
7-   تباين جهود القوات المسلحة والشرطة فى الحفاظ على مصر وقت الشدة ووقت المحن
    التى مرت علي مصر.
    *                *

                                                       

مقال / أبائى الأعزاء .. شكرا .. بقلم / فوزى اسماعيل

أبائى الأعزاء .. شكرا
عندما كنا صغار تربينا على الفضيلة على عادات وتقاليد آبائنا، فكنا نستحى أن نرد لهم كلمة أو نعارضهم فى رآى، أو أى شئ من هذا القبيل، فكانوا على الفطرة، ليسوا كالأباء هذه الأيام، لأنهم كانوا حازمين فى التصرف فى المواقف الصعبة واتخاذ القرار، لا يجارون على أحد، بل كانوا يحبون الكبير والصغير، يحترمون أكبر منهم سنا وشأنا، ويوقرون الصغير بالإحتراشم المتبادل، وسمة الاحترام كانت سائده عندهم، وبعد تغير الزمان مازلنا نسير على نهجهم، ومازلنا نحترم الأكبر منا، رغم عدم وجود التكنولوجيا فى أيامهم مثل التليفزيون والانترنت والموبايلات وغيرها، كان فى النادر فقط من يملك جهاز راديو، كانوا على الفطرة حقا، لذلك صلحت ذريتهم فحترموهم وقدروهم أكبر تقدير وحملوا لهم الجميل، حتى كانوا نعما الآباء.
أما مع تطور الزمان وطغت التكنولوجيا عقول البشر، تسابقوا على الفساد حتى ظهر الفساد فى البر والبحر ليذيقهم بأس ما عملوا لعلهم يرجعون، بل تمادوا فى الفساد، ففسدت التكنولوجيا عقول الشباب وأجبرتهم على اتباع الطرق الحديثة فى المعاملات مع الأباء، حتى تجد الشاب يعارض أبيه ومن الممكن أن تؤدى إلى المشادات العنيفة بينهم، فليست التكنولوجيا نعمة بل نقمة كبيرة، لأنهم وظفوها توظيف سئ للغاية، فظهر النيولوك وارتدت النساء البناطيل والشباب السلاسل فى رقابهم، وتدهور الحال بهم حتى ظهر ما هو ألعن وهو تقطيع البنطال من أماكن متفرقة تحت اسم الموضة، وظهرت الحلقات الشبابية الغير لائقة وأشياء أخرى قد يتقلدون بها، فتراهم كأعجاز نخل خاوية.
التربية تأتى من المنبع، والمنبع هو رب الأسرة، فإذا إتخذ رب الأسرة قراره الحاسم لأولاده لا كانوا جيلا صالحا، والعبء الكبير على رب الأسرة الأب والأم معا، فلا بد منهم بتشديد الرقابة علىيهم، وعليهم أن يوجهوهم بشتى الطرق إلى الطريق الصحيح، لا يتركوهم لأغواء الأنترنت والموضات الجنونية التى تسابق الزمن، والتى تسيطر على عقولهن، فهم يقلدون الفنانين ولاعبى الكورة، والسينما التى هى فى أسوء حالتها، يستنبطون من الأفلام الإفيهات التى تخدش الحياء العام، فالسينما الآن هابطه إلى أدنى مستوى، لأنها لا تعالج كسور المجتمع، بل تزيد عليه مبله، وتزيد عليه صراع الخناقات والشتنائم العلنية وصراع الفجور التى نراها فى مجتمعتنا الآن، فالسينما لها دور كبير فى إصلاح المجتمع، مثلها مثل تربية الآباء لأولادهم بالضبط، كما إن الآباء عليهم العبء الأكبر فى تربية أولادهم، لأنهم لا يوجهونهم إلى الطريق السليم بل يتركونهم يشاهدون هذا وذاك دون رابط أو متابعة، فالأجيال القادمة من الشباب عديمى المسئولية، لأنهم يعتمدون على الأباء، وهم متفرغون فى اللهث وراء كل جديد، حتى امتلأت القهاوى والكافيهات وراء سراب كبير غير نافع سيؤدى بهم إلى الهوية.
كانوا أباؤنا فى السبعينيات والثمانينات يقدرون المسئولية ويعظمونها، لأنهم يعرفون معنى الفضيلة، لا يعرفون طريق الفسق ولا الضلاله ولا الطرق الملتوية، بل يعرفون فقط الود وصلة الرحم، وأيضا معاملتهم مع الآخرين سالكين طريق الله عز وجل الذى يقودهم إلى الجنة إن شاء الله، تاركين ذكرى لا تنسى.
فتحية لهم فى مثواهم الأخير، وتحية لكل الآباء الذين خلفوا من خلفهم جيلا يقتدى بهم، جيلا ما زالوا حتى الآن نذكرهم بالخير، فالآباء المصلحين سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل هم الذين يجاهدون فى سبيل الله حقا، لأنهم يقودون رعاياهم إلى طريق الهداية كما قال صل الله عليه وسلم.. كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019

مقال / دوخينى يا لمونه / بقلم / فوزى اسماعيل



دوخينى يا لمونه
بقلم / فوزى اسماعيل
ماهى طبيعة عمل الوزارة المبجلة القوى العملة بالضبط، هل هى منوطة بالعمل الادارى لموظفى الدولة، أو أنها تقوم على تعيين الشباب فى الأماكن الشاغرة، أو أنها أيضا قد أتجهت أتجاه أخر تماما، ألا وهو التعينات فى القطاع الخاص، فقد طلعتنا الصحف ومواقع الأنترنت عن اجراء مسابقات للشباب فى القطاع الخاص، بمرتب مجزى علما بأن القطاع الخاص لا يقدم ما يعلنون عنه من مرتبات خيالية كما جاء فى الإعلانات، بل هو قطاع أوله وأخره يلعن سلسفين أبو العامل لديه، فهو يطالبه بعمل فوق طاقته مقابل مرتب ضئيل لا قيمة له.
والمسابقات العارضة على الشباب تجعله يشك فى مصدقيتها، لأن القطاع الخاصة ذو منظومة ناقصة الأركان والأبعاد فى العمل الوظيفى، وينقصه الكثير من حالات الأمان للشباب كالعمل الحكومى الثابت، مثل التأمينات والرعاية الصحية والحوافز الدورية وما إلى ذلك، وهذه الاشكاليات مطلوبة للموظف إذ أنها تعطى الأمان للموظف وتحمية من الطرد فى أية لحظة.
كثيرا من العاملين فى القطاع الخاص لا يحصلون على هذه الامتيازات، بل إن العامل فى القطاع الخاص لا يحصل إلا على راتبه فقط بالثانية والدقيقة، فلا يحصل على مميزات الرعاية الطبية ولا التأمين الشامل كالعامل الحكومى، حتى أنه يصبح مهددا بالطرد والاستغناء عنه حسب مذاج صاحب العمل.
فإذا كانت الضمانات لعامل القطاع الخاص تضمنه القوى العاملة كما تزعم، فلم يتردد الشباب باللحاق به، لكن هناك ثغرات فادحة فى هذا الموضوع تجعل الشباب يتراجع عنه مائة وثمانون درجة، ويهرب منه لأن هذه المنظومة ليست بمأمن على الحياة، لذلك لا نجد كثيرا من الشباب يفضلونه.
لما لا تنفض القوى العاملة من هذه المهاترات وتسعى بتطبيق الرقم التأمينى فى القطاع الخاص، فلو تطبق هذا وأخذت الدولة على عاتقها هذه الاجراءات، ووضعت له القوانين التى تضمن حياة الموظف فى القطاع الخاص، لهرع إليه الشباب ولو حَبوىَّ لأنه سيحصل على حقوقه كاملة، كما أن المنظومة تعمل تماما كالقطاع الحكومى، ويتم استقطاع جزء من راتبه لضمها إلى التأمينات والمعاشات لكى يحصل على معاش ثابت فى نهاية الخدمة، وهذا مالا يعارضه أحد بل سيكون محبوبا لدى الجميع، فلو فكرت الدولة فى ذلك بعد  دراسات وافيه للموضوع سيكون القطاع الخاص من أفضل قطاعات الدولة خاصتا بأن الشباب يسعى للحصول على معاش.

مقال / استغلال فوق طاقة البشر / بقلم / فوزى اسماعيل



استغلال فوق طاقة البشر
بقلم / فوزى اسماعيل
ما زلنا نواجه أنواع عديدة من الإستغلال للبشر، حتى كدنا لا نطاق الحياة، إذ أن الجماعات التى بلا قلب تتلاعب بقوت البشر كيفما تشاء، فيقومون بجلب الأذى للأنسان ولهم أيضا، إذ أن الإستغلال فى الظروف الحالكة مرفوض رفضا تاما، وقد حرمه الله عز وجل وحرمته الأديان السماوية، فكان عاقبة من يستغل أخيه الإنسان جهنم والعياذ بالله.
ونرى فى حياتنا اليومية أنواعا عديدة من الإستغلال، خصوصا من بعض الذين يقومون بإستغلال الناس فى الأزمات، وفرض جشعهم الا متناهى على الخلائق فى البيع والشراء، وقد حث الرسول صلى الله عليه وسلم على عدم الإستغلال وأن يكون التاجر ذو كلمة صادقة ومعاملة حسنة مع البائع والمشترى، وأيضا حرم القرآن الكريم ذلك فى مواقف عديدة من حياة الإنسان، حتى لا تفسد العلاقة الانسانية ويتفشى الكراهية فى المجتمع،  كما أن الله تعالى بين ذلك فى سورة بأكملها ألا وهى سورة المطففين.
وعندما نجد الاستغلال قد طفح فوق طاقة البشر نكون قد ضاقت بنا الدنيا، وتكثر الخناقات والخلافات وتنشأ العصابات، ولا تطاق الحياة بسبب حفنة من المال تهوى بصاحبها إلى نار جهنم، ولأننا مجتمع شرقى نتناسا ما بدر ضدنا سريعا وكأن شيئا لم يكن، فعلينا ألا نتطرق إلى هذا الطريق السوى مهما أغرتنا المال وتشدقنا إلى ثراء سريع من طرق حرام تؤدى بنا إلى الهلاك.
كما إن الاستغلالين يتمادون فى ذلك ظنا منهم أنهم سيجنون من ورائها الأموال الطائلة، لكنها أموال ذائفه طريقها الوحيد إلى جهنم، وقد رأينا الاستغلالين هؤلاء يظهرون فى الظروف الحالكة حتى كادوا يكونون هم الأسيوء على المجتمع، لأنهم يقومون بخداعهم وهذا مرفوض قلبا وقالبا على المسلم الحق.
ومن وجهة نظر المتواضعه أن الاستغلال آفه سيئة، لا ينبغى أن تكون فى مسلم الحق الذى يؤمن بالله ورسوله، لكن لا تخلوا الحياة من هؤلاء الذين غابت عنهم ضمائرهم واتجهوا إلى الكسب الغير مشروع.
والمجتمع منهم برئ، بل يرفض هذه النماذج من الاستغلالين، ولا بد من كل إنسان أن يواجهه بشده وعنف للقضاء عليه، حتى يتخلص مجتمعنا منه ويسوده المعاملة الحسنة التى أكد عليها الإسلام، رحم الله سمحا إذا باع وسمحا إذا أشترى.

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...