الجمعة، 20 سبتمبر 2019

مقال / أبائى الأعزاء .. شكرا .. بقلم / فوزى اسماعيل

أبائى الأعزاء .. شكرا
عندما كنا صغار تربينا على الفضيلة على عادات وتقاليد آبائنا، فكنا نستحى أن نرد لهم كلمة أو نعارضهم فى رآى، أو أى شئ من هذا القبيل، فكانوا على الفطرة، ليسوا كالأباء هذه الأيام، لأنهم كانوا حازمين فى التصرف فى المواقف الصعبة واتخاذ القرار، لا يجارون على أحد، بل كانوا يحبون الكبير والصغير، يحترمون أكبر منهم سنا وشأنا، ويوقرون الصغير بالإحتراشم المتبادل، وسمة الاحترام كانت سائده عندهم، وبعد تغير الزمان مازلنا نسير على نهجهم، ومازلنا نحترم الأكبر منا، رغم عدم وجود التكنولوجيا فى أيامهم مثل التليفزيون والانترنت والموبايلات وغيرها، كان فى النادر فقط من يملك جهاز راديو، كانوا على الفطرة حقا، لذلك صلحت ذريتهم فحترموهم وقدروهم أكبر تقدير وحملوا لهم الجميل، حتى كانوا نعما الآباء.
أما مع تطور الزمان وطغت التكنولوجيا عقول البشر، تسابقوا على الفساد حتى ظهر الفساد فى البر والبحر ليذيقهم بأس ما عملوا لعلهم يرجعون، بل تمادوا فى الفساد، ففسدت التكنولوجيا عقول الشباب وأجبرتهم على اتباع الطرق الحديثة فى المعاملات مع الأباء، حتى تجد الشاب يعارض أبيه ومن الممكن أن تؤدى إلى المشادات العنيفة بينهم، فليست التكنولوجيا نعمة بل نقمة كبيرة، لأنهم وظفوها توظيف سئ للغاية، فظهر النيولوك وارتدت النساء البناطيل والشباب السلاسل فى رقابهم، وتدهور الحال بهم حتى ظهر ما هو ألعن وهو تقطيع البنطال من أماكن متفرقة تحت اسم الموضة، وظهرت الحلقات الشبابية الغير لائقة وأشياء أخرى قد يتقلدون بها، فتراهم كأعجاز نخل خاوية.
التربية تأتى من المنبع، والمنبع هو رب الأسرة، فإذا إتخذ رب الأسرة قراره الحاسم لأولاده لا كانوا جيلا صالحا، والعبء الكبير على رب الأسرة الأب والأم معا، فلا بد منهم بتشديد الرقابة علىيهم، وعليهم أن يوجهوهم بشتى الطرق إلى الطريق الصحيح، لا يتركوهم لأغواء الأنترنت والموضات الجنونية التى تسابق الزمن، والتى تسيطر على عقولهن، فهم يقلدون الفنانين ولاعبى الكورة، والسينما التى هى فى أسوء حالتها، يستنبطون من الأفلام الإفيهات التى تخدش الحياء العام، فالسينما الآن هابطه إلى أدنى مستوى، لأنها لا تعالج كسور المجتمع، بل تزيد عليه مبله، وتزيد عليه صراع الخناقات والشتنائم العلنية وصراع الفجور التى نراها فى مجتمعتنا الآن، فالسينما لها دور كبير فى إصلاح المجتمع، مثلها مثل تربية الآباء لأولادهم بالضبط، كما إن الآباء عليهم العبء الأكبر فى تربية أولادهم، لأنهم لا يوجهونهم إلى الطريق السليم بل يتركونهم يشاهدون هذا وذاك دون رابط أو متابعة، فالأجيال القادمة من الشباب عديمى المسئولية، لأنهم يعتمدون على الأباء، وهم متفرغون فى اللهث وراء كل جديد، حتى امتلأت القهاوى والكافيهات وراء سراب كبير غير نافع سيؤدى بهم إلى الهوية.
كانوا أباؤنا فى السبعينيات والثمانينات يقدرون المسئولية ويعظمونها، لأنهم يعرفون معنى الفضيلة، لا يعرفون طريق الفسق ولا الضلاله ولا الطرق الملتوية، بل يعرفون فقط الود وصلة الرحم، وأيضا معاملتهم مع الآخرين سالكين طريق الله عز وجل الذى يقودهم إلى الجنة إن شاء الله، تاركين ذكرى لا تنسى.
فتحية لهم فى مثواهم الأخير، وتحية لكل الآباء الذين خلفوا من خلفهم جيلا يقتدى بهم، جيلا ما زالوا حتى الآن نذكرهم بالخير، فالآباء المصلحين سواء فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل هم الذين يجاهدون فى سبيل الله حقا، لأنهم يقودون رعاياهم إلى طريق الهداية كما قال صل الله عليه وسلم.. كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...