جراح الوطن
بأيد آثمة وعقول شيطانية، سقطت ضحايا أبرياء فى حادثى طنطا والإسكندرية،
هذا الإرهاب الأسود الذى يدمر ويفجر، يدمر دون وعى، دون فكر فى نهى الله عز وجل
والأديان السماوية لحرمة قتل النفس، فمن قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا، ومن
أحياها فكأنما أحى الناس جميعا، بنص القرآن الكريم حرم الله قتل النفس البشرية،
فالقتل يرفضه الدين والمجتمع، وما حدث فى تفجير الكنيستين فى الغربية والإسكندرية،
هما جريمة كبرى لا تغتفر، هما مرفوضين من المجتمع قلبا وقالبا، فأى ذنب أقترفوه،
الدين الإسلامى نهى أن يُقتل أهل الكتاب، لآن الإسلام يقول.. لكم دينكم ولىٍ دين،
فالمحاسب هو الله عز وجل ليس بأيد عبده مهما بلغت درجاتهم، فالدين لله والوطن
للجميع.
الإرهابى المروع للآمنين هو الذى يتميز بالجهل، وأقول يتميز لآن التميز فى
هذا النصاب يعتبر تميز عن سائر البشر، نعم أنه هو الجهول بأمور الدين، الذى يعتقد
بأن ما يفعلونه من دمير وقتل وفى النهاية
يكون مكانهم فى الجنة، يتزوجون من حور العين، هذا الإعتقاد الخاطئ الذى عشش
فى عقولهم ونخور فيه بأنهم هم الأصلح والأصوب يقوده إلى غضب الله فى الدنيا
والآخرة.
لا دين ولا شرع يأمر بقتل النفس حتى ولو كان ذميا .
وما حدث فى التفجيرين وراح صحاياهم
أبرياء من المسيحيين، ما هو إلا فعل شنيع شاذ عن المجتمع، وليس ذلك يحدث
لأول مرة بل قد حدث مرات ومرات من جرائم ضد الإنسانية، كمثل كنيسة القديسين، وكان
ضحاياها كبيرة وضخمة.
هؤلاء الخونة الذين يريدون إسقاط الدولة، بأى وسيلة حتى يحدثوا الفتنة
الهدامة بين مسلمى ومسيحى الوطن، فلن ينالوا من ذلك، لآن تماسك العقيدتين لا تدع
لدخيل أن يفسد عليهم تماسكهم.
والدولة المتمثلة فى جهاز الشرطة والذين يجاهدون فى مواجهة هؤلاء الغوغاء،
يسقط منهم شهداء مدافعين عن الكيان الوطنى فى الداخل والخارج، يدافعون عن شرف
الأمة لكى يطهروا منها الدنس الواقع عليها، بأيد نجسة آثمة لا تعرف اليابس من
الأخضر، تروع الآمنين فى سربهم خلف ستار الدين.
وفى الوقت الكاحل التى مرت فيها البلاد، وقت تفجير الكنيسة وجدنا شهامة
المصرى الأصيل المسلم والمسيحى معا يتبرعون بدمائهم، فى المساجد والشوارع، لا فرق
بين مسلم ومسيحى، الجميع فى سلة واحدة، فى ترابط دينى ومجتمعى واحد، يشدون أزر
بعضهم البعض، كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع اليهودى الذى ذهب إليه صلى
الله عليه وسلم عندما لم يجد الأذى الذى أعتاد اليهودى فى وضعه أمام بيت صلى الله
عليه وسلم، وكانت النتيجة هو إسلام اليهودى.
إن الذين يسيرون فى إشعال النار وإشعال الفتنة هم حصب جهنم هم واردوها.
ومهما ساروا وتفننوا فى القتل وترويع الآمنين فلن تهتز مصر، ولن يتفكك
شعبها، بل سيزدادوا تماسكا وإيمانا فى السراء والضراء أخوة أخوة.
* *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق