الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

قصة قصيرة..   سيناء فى القلب بقلـــــــــــــم   /  فوزى يوسف إسماعيل    

قصة قصيرة..

سيناء فى القلب
بقلـــــــــــــم
    فوزى يوسف إسماعيل    


أنا من قاتني سيناء، وبالتحديد من سكان العريش، تلك المدينة الساحرة التى عشت فيها منذ ولادتى، كان أبى يعمل حدادا فى ورشة بسيطة ابتدأها حتى تكبر معه، فكانت مصدر رزق لنا أنا وأمى وأبى وأخوتى، سعيد ورامى وأختى الصغرى سلوى، وكنت أنا أكبرهم بقليل وأسمى محمد، شَبِيت على الدنيا وجدت أبى يعمل فى ورشته ليل نهار، وكان يبلغ من العمر خمسون عاما، لا يكل ولا يمل حتى يجمع لنا قوت عيشنا أخر النهار، فيأتى به إلى أمى كى تقوم على إحضار متطلبات المنزل، وكان منزلنا مكونا من طابق واحد، وهو مكون من ثلاث غرف وصالة، حمدنا ربنا عليه، وعشنا فيه مده لا بأس بها، ثم هجرناه بعد عدوان إسرائيل على سيناء فى 67 وتركنا أرضنا وعشنا فى القاهرة مده قصيرة، كنا نعانى فيها فراق الأرض والوطن.
وكان إحساسنا بفراق الأرض مريراَ، وفى ليلة نصر أكتوبر، قام أبى من نومه وتوضأ للصلاة قبل الفجر بقليل، وسمعته يدعى الله لإرجاع أرض سيناء إلى مصر، وكأن أبى كان على موعد مع النصر، ففى الساعة الثانية بعد الظهر سمعنا نبأ عبور قوتنا المسلحة قناة السويس وتوالت الضربات الموجعة للعدوان حتى انتصرنا وكانت الفرحة الغامرة لكل الشعب المصرى فى كل أرجاء المعمورة، وقرأنا وسمعنا عبر وسائل الإعلام العالمية والمحلية شجاعة وبسالة جنودنا الأبطال.
وتساقط منهم شهداء فرَوُا أرض سيناء بدمائهم، ورجعت سيناء لأحضان الوطن كما دعَىَ أبى لها فى صلاته، وكما كان يتمنى كل مواطن مصرى عودة سيناء إلى أرض الحبيبة مصر، تبادلنا التهانى والزيارات وكانت الشوارع والحارات لا تهدأ بالإحتفال بالنصر العظيم، وأعلنت القيادة فى مصر سرعة تنمية سيناء وسرعة تعميرها فقررنا العودة إلى منزلنا المتواضع فى الشيخ زويد، كما أن الأهل والأقارب التى تركت ديارهم عادت إليها مرة أخرى، وصلنا منزلنا فوجدناه مازال صامداً مكانه، ولم يصبه أذى إلا بعد التلفيات التى أصابته، فقمنا بإصلاحها، حتى عاد المنزل إلى مكانته السابقة مرة أخرى.
عشنا فى منزلنا وأخذنا فترة إعداد حتى بنيت المدارس والمستشفيات والخدمات على أرض المدينة، وقامت القوات المسلحة ببناء تلك الخدمات مشاركتا مع الوزارات والحكومات، وكأننا نعيش فى القاهرة، كنت أراقب تلك الإصلاحات والإنشاءات، وأنا اشتاق إلى أن أرى هذه المدينة مدينة سياحية عامرة بأهلها، كنت أفرح وأمرح وأساعد كل من يقدم على إنشاء مصلحة خدمية تخدم أهل المنطقة كلها، وكنت أدعوا أصحابى وجيرانى بأن نتكاتف جميعا فى عمل الخير حتى تظهر مدينتانا جميلة مكتملة بكل الخدمات التى ننتفع بها مستقبلا.
اجتمع حولى الشباب الطموح الذى استغل هذا العمل الكبير، واخذ بأيدينا حتى كنا مجموعة كبيرة قسمنا بعضنا إلى مجموعات تشجر، ومجموعات تبنى، ومجموعات تنظف المنطقة من أثار الدمار والمخلفات التى خلفتها الحرب، كنا فى سعادة غامرة ونحن نعمل بجد ونجتهد ونقوم على خدمة بلدنا بطرق شتى مع قوتنا المسلحة التى بالأمس حاربت واليوم تعمر.
يوم بعد يوم كبرت ورشة أبى وتطور فيها العمل، كبر الإنتاج، حتى عمرت المنطقة ببعض المشاريع الكبيرة وبدأ الاستثمار فيها، كما أننا علمنا بأن هذه المنطقة هى مستقبل مصر، وهى متنفس كبير للقاهرة المزدحمة، وبأت القوات المسلحة تشاركنا عملية التنمية فنشأت بعد الخدمات العملاقة، وبدأت مدينة الشيخ زويد تزدهر.
توالت الأيام وتغير الحال من حال إلى حال، وتغيرت القيادات السياسية، وقامت ثورة الخامس والعشرون، وبدأ الإرهاب ينتشر فى سيناء، وبالأخص مدينة الشيخ زويد التى كثر فيها القتال من بعض الخارجين على القانون، كنا نعيش أياما مليئة بالخوف والترقب، كما كنا فى أيام حرب السابع والستون، ولكن هذه المرة لم نترك أرضنا ولا ديارنا، بل صمدنا فيها كما صمدوا أهل الشيخ زويد لا نهَاب الإرهاب، لأننا نعلم أن هذه الإرهاب لا يخيفنا، رغم أننا كنا نصحوا كل يوم على دوى انفجار وسقوط شهداء من القوات المسلحة والجيش فى المنطقة.
جاءت قوتنا المسلحة وفى جعبتها كثيرا من العمليات، رأينا طائرات الأباتشى ودبابات قوتنا المسلحة تجوب الشوارع والميادين، فقد نادى رئيس الجمهورية المنتخب بعد ثورة الثلاثين من يونيو بأن من أولوياته هو القضاء على الإرهاب قلبا وقالبا، سعدنا بهذا التصريح وبعد ذلك وجدنا العمليات تنفذ على أرض الواقع، وفوجئنا بأن أرض سيناء كانت تستخدم لتهريب المخدرات والأسلحة من بعض المجرمين عبر أنفاق تحت باطن الأرض يُعد طولها بالكيلو مترات، أنفاق لم نعلم عنها شئ.
كنا غفلنين عنها لولا كلمة السيد الرئيس لمحاربة الإرهاب وتطهير سيناء من هؤلاء الخونة، فى سرعة البرق جاءتنا قوات مسلحة وقوات شرطية يتعاونان على قلب رجل واحد، عازمون على تطهير سيناء بكل ما فيها من إجرام، رغم أنهم سيتقابلون بعواقب وخيمة من هؤلاء المجرمين، ونحن سكان الشيخ زويد أخذنا حذرنا فى مواجهة هؤلاء الخارجين عن القانون والذين لا يعرفون إلا الدم، وقد عملنا احتياطنا فى هذه اللحظة وقمنا بتسليح أنفسنا تحسبا لهجوم منهم، عازمين أيضا بمساعدة قوتنا المسلحة بمعلومات عنهم إذا ترددوا على منطقتنا لأننا لو تركناهم لأصبنا الأذى منهم.
أختى وأخى الأصغران لم يوصلوا إلى مدارسهم إلا بحراسة مشددة من المنطقة، حتى أطفال مدينتنا كنا نحرسهم أنا وشباب المنطقة ذهابا وإيابا، لأنهم أصبحوا خائفين من هؤلاء، حتى لا يستعملوهم دروعا بشرية يحتمون خلفهم من نيران القوات المرابطة لهم بالمرصاد، حتى آتاني قائد العمليات العسكرية وطلب منا أن نبقى نحن وسيقومون بحمايتهم حتى يعودوا، فكانت المدرعات تستلمهم صباحاً ومساءاً حتى يعودا إلى منازلهم آمنين.
كانت المنطقة كلها مأمنه ولكن على فترات نسمع دوى انفجارات فى محيط المدينة، نعرف بأن قواتنا استهدفت وكرا لتلك الأشرار، أو قاموا بهدم نفق على الحدود، كنا نحن نفرح لذلك ونؤازر جنودنا الأبطال بتقديم التحية لهم، وكانت روح التعاون عند الجنود مرتفعة، فأدوا ما عندهم من فدائية، هذه الفدائية لا تقل عن فدائية الجندى الذى شارك فى النصر العظيم نصر أكتوبر.               
بعد أيام سمعنا عن اغتيالات قيادات عسكرية وقيادات شرطية، وأطلعتنا الصحف ووسائل الإعلام عن حجم التكفيريين فى سيناء، خفنا على أمن بلدنا، فناديت بتجمع شباب المدينة، فى ذلك الوقت بلغت من العمر عشرون عاما، وكانوا أصدقاءنا الذين انضموا لنا فى هذا السن، تجمع حوالى خمسون شابا من المدينة ومن الأحياء التى حولنا، قمنا بعمل خيام فى المنطقة وأنشأنا بعض مراكز الإسعاف وبعض خيام الإيواء، وكان من هؤلاء الشباب أطباء مازالوا يمارسون مهنة الطب حديثا، تطوعوا لمعالجة جنودنا البواسل إذا لزم الأمر.
أما أنا فكان لدى ميولا صحفية أكتب المقالات والأخبار والتحقيقات، فقمت بعمل روبرتاج لجنودنا العظماء وهم يقومون بتدمير منزلا لأحد التكفيريين وقد وجدوا فيه بعض الأسلحة والقنابل، كانوا يعدونها استعدادا لعمل بعض العمليات ضد الجيش والشرطة، وكنت قد اختليت مع نفسى بعض الوقت فى وطأت الليل عندما هدأت المنطقة من ضربات النار التى كانت تطلق فى وضح النهار على التكفيريين، قمت بسحب ورقة وقلم من حقيبة أختى الصغيرة وجلست مع نفسى أسطر بعض السطور فى مقال عن بعض التكفيريين، فقلت فيه :
ماذا تريد الجماعات التكفيرية من مصر؟
سؤال يطرحه البعض على نفسه،ويتمعن فى إجابته، والإجابة معروفة، بالفعل يردون زعزعة أمن مصر، فيضربون المنشآت الحيوية بالدولة وضباط الجـــيش والشرطة، والجماعات التكفيرية هذه هم جماعات مغيبة فكريا وذهنيا، جماعــــات مجــــردة من الإحساس والضمير،جماعات يطلق عليهم إرهابيون،يروعون الآمنين من أهل مصر
لا دين لهم ولا مله، لايعرفون التسامح ولا الإستقرار، أنما يعرفون القتل والإغتيالات وتيتم الأطفال الصغار وترمل الأمهات فى سربهم، بعد ما يغتالون شرطيــــا أو جنديا يقوم على حراسة الوطن، ساهرا على أمن مصر.
يقول صلى الله علية وسلم : عينان لا تمسهـما النار عـين باتت تحــــرس فى سبيل الله وعين بكت من خشية الله.
وإذا كانت هذه الجماعة تحظى بقدر ولو ضئيل من الفكر والتدبر لمَّ يفعلوا هذا.
أنهم حصب جهنم يوم القيامة هم واردوها.
والجماعات التى قامت بإغتيال أبناء الجيش والشرطة ليس لهم إلا أن يحققوا رغباتهم فى الإنتقام من أجـــل حفنة من مال، مال حرام يتقاضونه من أيد ملوثة بالدماء، فهـــم يأكلون حرام لا محالة كما أن أجسادهم تنبت من حرام، ومن نبت جـسده من حـــــرام فالنار موعده، أو النار أولى به.
والذين يطلقون على أنفسهم جماعات بيت المقدس،لا ينتمون إلى الوطن، أنمـــا هــــم غرباء، يستحل موتهم ومحاربتهم حتى القضاء عليهم أينما كانوا،يستحل أيضا حرقهم كالسبعة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلــــــم : منهـم : الحرباء والثعبان والحدأة والفأر والكلب العقور وغيرهم،لأنهم يأذون الإنسان، حل رسول الله قتلهم فى الحل والحرم، فالجماعات التكفيرية مثلهم يحاربهم المجتمع ويآسى عليهم بكل قـــوته أمام الجميع، بقتلهم وشنقهم فى ميدان عـــــام ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وعلى القضاء المصرى أن يسارع فى الحكم عليهم بأقصى عقوبة، لأنهـــــم خطرا على أمـن وآمان المجتمع، خطرا بأن لا يحتويهم المجتمع والوطن ، بل ينبذهم شر نبذة.
وربما هذه الجماعـــات التى لا دين لهم أن يعملون فى شبكــــات إرهابية دولية، تريد إزهاق مصر، لكن مصر ستبقى أبد الدهر، لأن الإنسان يموت ويبقى الوطن.
تبقى مصر قاهرة الهكسوس والتتار، قاهــــرة الفرنجة والإنجليز، قاهرة إسرائيل وما وراء إسرائيل، قاهـرة كل من سولت له نفسه أن يمس مصر، قاهـــرة المعز لدين الله الفاطمى مصر باقية رغم أنفهــــم، وهم ما هـــم إلا جماعات إرهابية ستبتر أيديهـــــم
ورؤسهم عاجلا أوأجلا بأيد المصريين الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم الغالى حتى آخر قطرة دم من دمائهم، يقــدمون أنفسهم وأرواحهم فـــــداءاً للوطن ولترابه الغالى،
مصر هى أكبر بكثير منهم ومن أفعالهم الشيطانية، مصر التى ذكرها الله عز وجــــل فى كتابة العزيز، مصر كنانة الله فى أرضة، مصر التى حــيرت العالم أجمع صاحبة الحضارات وصاحبة الرياده ، مصر هى مصر وستبقى مصر.
بسم الله الرحمن الرحيم
أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
صدق الله العظيم
كتــبت هذا فى مقال وطويته فى مظروف وقمت بإرساله لإحدى الصحف عن طريق البــريد المصرى، بعـد أيام وجـدته منشورا فى الصحيفة، ثم رأيت ردود أفعـاله عنــد بعـض المهتمين بالتحــليل الصحفى عــبر قنــوات التليفزيون، ولــم أســلم من ألســنة المعارضة، فقد وجـدت ألسنة حــداد أشحة على الخير تردد بسـقوط الجيش، وما كان منى أن أرد علي هؤلاء الغوغاء بمقال أخر عن الجـيش وأبين حــقيقة اللبــس حتى لا يقع فيه بعض ضعاف النفوس، فقلت فيه أيضا :
لقد تطاولوا على خير أجناد الأرض ولقد قالوا السفهاء يسقط الجيش ولكن الجيش لن يسقط الجيش الذى لا يعرفه أحد حامى حِمّا الوطن وهذا مانسمع عنه اليوم من أقاويل وشتائم للجيش إنما هـــو تخطيط الغــــرب لأن المصرى الأصيل الحق لا يرضى أن يهان الجندى كما يحدث من رجال لا يعرفون قدر الجيش المصرى عندما تقذف الضابط بأفظع الشتائم وأحقر الحركات وفى استطاعة الجندى أن يخسف بهم الأرض إن شاء ،ولكن حلمه أن يتملك غضبه لأنه يعرف أنهم لا يستطيعون أن يحركوا ساكنا ومـن ذا الذى لا يعرف يقينا أن بدون الشرطة والجيش تعيش مصر لحظة واحده فى أمان تام، كيف منهم بهذا الذى يردونه أن يحدث بلبلة فى الجيش، أنهــــم لا يعلمــــون فظاعـــة ما يقـــولون فأضرب مثل بسيط .. إذا دخل أحدهم الجيش وزُنق مثل الفأر فى مصيدة هل يستطيع أن يحمى نفسه لا وألف لا بل سيكون مثل كالفأر المزعور ، فهيهات لمـــا تفعلونه ، فلقد أقول كلمة حق .. الجيش هو عصب الأمن والأمان فى مصــر رغــم اغواءات المغرضين، فهم خير  أجناد الأرض والله معهم .
أنظر حولك فيما يجرى للدول المجاورة لك، أنظر إلى ليبيا ، أنظر ماذا بقى منها بعـد انهيار جيشها، وأنظر إلى سوريا وما يحـــدث فيها هى واليمن، أنظر إلى العـراق لقد ضاع وتفتت جيشها ولم يبقى فيها إلا ميشليات مسلحة.
لم يبقى فى المنطقة إلا جيش مصر الصــــامد الذى لم يدع لأى إرهابى أن يدمره، بل يرد بقوة للتصدى لهم، ألم تروا أفعال تنظيم الإخوان الإرهابى فى تدمــير أمـن مصر الداخلى والخارجى، ألم تنظروا إلى كتائب المسماة بحلـــوان ألم تنظــروا لكتائب بيت المقدس أو تنظيم داعـش الإرهابى، كل تلك يريدون النيل من مصر عــــامة والجيش خاصة.
وأقولها بصراحة ودائما أقولها ولا أخاف لومة لائم، الجيش لم يســـقط ، مهما تعاونتم على الشر، وارتكبتم أفظع الجرائم ، فأنتم الأخسرون، مصر لا يستهـان بها فيها القوة الضاربة المستمدة من الله لا تكن فى أى دولــــة أخـــرى حتى الدول العظمى مهمــــا تسلحت بأحدث الأسلحة.
حفظ الله مصر وشعبها إلى يوم الدين.
كتبت هذا المقال ردا على ما فعلوه مع الجيش والشرطة ، وكان صدى هذا المقال واسع النطاق والتى قامت بالتعليق عليه بعض الصحف ووسائل الإعلام.
كانت كلمة صادقة جعلتنى أتواصل فى كتابة كلمتى ضد من لا يفهم دور القوات المسلحة فى التصدى للإرهابيين.
كانت العمليات فى سيناء لا تنتهى  كان كل يوم تطالعنا جماعات مسلحة تحت أسماء مختلفة تريد النيل من سيناء، ولكن جنودنا البواسل رغم سقوط عدد منهم شهداء فأنهم مازالوا صامدون فى الميدان، تعاونا جميعا حتى قضوا على الإرهاب الأسود، ونادى الرئيس بالتنمية فى سيناء لكى تدر لنا أمولا من تنميتها وجاءها المستثمرين من كل مكان لكى يستثمروا فيها أموالهم، حتى أبى فقد كبرت ورشته مرة أخرى وصارت مصنعا لصناعة المعدات الزراعية التى تحتاجها الجهات التى تقوم بتعمير بلدنا سيناء.
كانت الصحافة بالنسبة لى متنفسا لعرض مشاكل مدينة الشيخ زويد، وأيضا ما يجرى على أرض سيناء، وكذلك خطوة بخطوة لقوتنا المسلحة وهى تدمر أعشاش وأوكار الخارجين عن القانون، وأرسلت بعض المقالات إلى مجلة القوات المسلحة التى تصدر فى القاهرة، وقد لاقت نجاحا باهرا حتى توصلت معهم فى إرسال الأخبار العسكرية والمدنية لهم.
توالت العمليات العسكرية بنجاح على أرض سيناء، وقام الجيش بتدمير المئات من الإنفاق على مسمع ومرأى من العالم كله الذى عرف خطوة بخطوة لما يجرى بتطهير سيناء، حتى عرفوا بأن سيناء من اللحظة الأولى خط أحمر لا يستطيع أحد أن يجتازه من المخربين.
استطعنا أنا ومجموعة الشباب أن نفتح لنا عملا فى مجال الزراعة، فقد سلمنا القائد العسكرى بعض الأفدنة لاستصلاحها، وبالفعل قمنا باستصلاحها بمشاركة القوات المسلحة التى وفرت لنا الماء من الآبار التى قاموا بحفرها بمعداتهم المتطورة، وحصلنا بعد عام على الفاكهة والخضروات التى نضجت، وقمنا بتسويقها فى الأسواق المختلفة للشعب بأسعار قليلة.
وبعد هذا الإنجاز الكبير جاءنا وفودا من القوات المسلحة والشرطة تؤازرنا تقدم لنا المساعدات التى نحتاجها، وبالفعل كانوا قد علموا بأننا شباب ناضج يريد الاستقرار فى وطن آمن، فقد أعطونا جوائز تشجيعية، وهى عبارة عن مبالغ من المال ليساعدنا فى تنمية سيناء أكثر وأكثر.
بنيت المدارس والمستشفيات وتطورت مدينة الشيخ زويد وكان لها أثرا كبيرا فى النهضة المجتمعية، وقد قامت القوات المسلحة بمجهود عظيم يحسب لها فى عمليات التنمية والتأمين معا، وأيضا عرف المستثمرين أن الاستثمار فى مناطق سيناء هو المكان الأمثل لهم، فقد توافدوا عليها حتى كادت تتميز بنهضة شاملة مثل السياحة والإسكان والمواصلات وغيرها.
وكانوا أشقائى الثلاثة قد ذهبوا إلى مدارسهم فى أمن وأمان بعد ما أمنت مصر وسيناء من شر الأعداء بفضل الله أولا والجيش والشرطة ثانيا.
وبعد أيام من استقرار الأمن والأمان فيها جاءنى خطاب الخدمة العسكرية فلم أتردد لحظة والتحقت بهذه المنظومة التى تحمى الوطن أأدى دورى فيها.


(انتهـــــت)

*                       *


ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...