قرار
التوك فان الجديد
مقال بقلم / فوزى اسماعيل
القرار الوزارى الذى صدر بشأن تحويل مركبة التوك توك إلى
مركبة تحمل سبعة ركاب تحت اسم الفان، هو قرار صائب وفى محله، إلا أنه سيغرم الدولة
أموال طائلة حتى يخرج إلى النور، لكنه سيغير من الوضع الحضارى للمدن التى اكتظت
بالتوك توك، والتى تدهورت شكلها الحضارى إلى أسوء، لآن مركبة التوك توك قد غزت
المدن الرئيسية وبدت كخلية نمل.
هذا القرار جاء فى وقته الصحيح رغم كثرة عدد التوك توك
فى مصر من شرقها إلى غربها، وهذا العدد لا يستهان به، بل هو بعدد كبير للغاية على
مستوى الجمهورية، ورغم عدم السيطرة عليه إلا أنه سيظل المركبة الخفيفة التى يفضلها
الكثير من الجمهور، ولأن المركبة الجديدة التى تسمى الفان هى الحل الأمثل لمشكلة
انتشار التوك توك فى كل مكان.
والتوك توك دخيل على مصر فهو هندى المنشأ، وقد ساعد على
حل مشكلة التنقل من مكان إلى مكان، وفتح عمل للشباب أولا، حتى بعد ما أتهمت فى
السابق بأنها خطيرة على الأمن العام، لكثرة حوادثها المتكررة التى كنا نسمع عنها
فى عمليات الخطف والجرائم الأخرى كالسرقة وماشابه ذلك، ولكن الآن حدت من هذه
الحوادث وأصبحت مركبة سهلة فى متناول الجميع، خصوصا بعد ما دخلت الاذقة والحوارى
واستعملت فى نقل احتياجات النساء من الأسواق، فالنساء يفضلونها عن أى مركبة أخرى
لأنها تسعفهم بسرعة.
هذا القرار الذى يلزم الشركات المصنعة للتوك توك
بتحويلها إلى سيارة سعة سبعة ركاب، هو الحل الوحيد لمواجهة ظاهرة انتشار التوك توك
بكثرة فى الميادين العامة، كما إن أصحاب التوك توك الذين ستتحول مركبتهم إلى
السيارة الجديدة لهم نصيب فى الحصول على السيارة كما تترأى الحكومة بعد ظهور السيارة
لكى يبدأوا حياتهم بها، ولكنى أجزم على الطريقة التى سيحصلون أصحاب التكاتك على
هذه السيارة المكلفة، أولا لأمر هام وهو من أين سيحصل صاحب التوك توك المحول على
هذه السيارة وهى تفوق المائة ألف جنية، ثانيا من أين للشاب الحصول على حقها والتوك
توك نفسه بثلاثين ألف جنية، فمن أين لصاحب التوك توك أن يحصل على هذه السيارة، هل
ستكون بطريقة سداد ميسره، أم بالقسط مثلا بتعاملات مع الدولة، أو أنهم سيبدلون
التوك توك بالسيارة والدولة عليها تحمل الباقى، ليس فى مقدورى أن أكشف خبايا هذا
الموضوع إلا بعد تصريحات من الدولة لتوضيح الأمر على أصحاب التوك توك، ولا بد من
المسئولين عن هذا الموضوع أن يوضحوا هذا البند أولا قبل التحويل لأنه سيكثر فيه
التساؤلات حتى يطمئنوا أصحاب التكاتك على مورد رزقهم.
القرار جيد، رغم تكلفته الطائلة لأن مركبات التوك توك من
الصعب أنها تتحول إلى هذه المركبة الجديدة بين عشية وضُحاها، بل سيستغرق صنعها
سنوات وسنوات، وليس من الممكن أن تنفق الدولة على هذا العدد المهول من السيارات
التى تعمل بالغاز الطبيعى بهذه المبالغ الطائلة، إلا أنه فى هذه الحالة لا بد من
شراكة قوية بين القطاع العام ورجال الأعمال بالمساهمة فى المشروع حتى يظهر للنور،
والشباب الآن يبحث عن مصدر رزقه له ولأسرته، وهم يتخذون هذه المركبة وسيلة لكسب
الأموال منها، فلابد من الدولة أولا أن تؤمن أصحاب التكاتك حتى لا تتعطل مصالحهم.
مركبة الفان الجديدة ستفتح عمل ضخم للشباب فى سوق العمل،
وسيتحسن الوضع والمكانة الحضارية للمدن والقرى ايضا، وستحد من الجرائم التى ترتكب
بإسم التوك توك، وأيضا سيتبدل بمركبة آمنة مثل المكروباص مثلا.
الله فى عون المسلم، ما دام المسلم فى عون أخيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق