الاثنين، 30 سبتمبر 2019

مقال / بقلم .. فوزى اسماعيل


محمول النواب  خارج الخدمة

قبل الانتخابات البرلمانية تفتح موبايلات السادة المرشحين على مصراعيها، وكانوا من الممكن أن يشتروا أكثر من شريحة حتى يتلقى أكبر كمية ممكنة من المكالمات، طبعا من عامة الشعب الذين ينتخبونه ويدلون بأصواتهم.
أما بعد الانتخابات وبعد نجاح العضو ويتأكد من اعتلاءه مقعد الشعب فى البرلمان، تختلف الآية ويغلق محمولة ويغير شرائحه لأنه بذلك قد أنتقل من حال إلى حال، فقد مل من مكالمات الشعب التى صدعت رأسه وآن الأوان أن يعيش لنفسه، فمكالماتهم الآن تنغص عليه عيشته بكثرة الطلبات وكثرة الأسئلة التى لا لها لازمه، فيغلق محمولة ويأتى بشريحة أخرى بخمسه جنيه، يضعها فى محمولة شريحة لا أحد يعرف نمرها إلا السادة الوزراء والسادة النواب والسادة أعلى شأنا، ومن له عنده مصلحة فقط، فهو لا يحتاج للشعب الآن، الشعب الذى وضعه فى هذه المكانة، لكنه يحتاج لذوى الصفوة فى المجتمع، لأنه أصبح منهم.
ومحاميل السادة الموقرين يتبرمج على كلمة واحدة أو بالأحرى هى عبارة تتردد لكل من هب ودب وتجرأ على الاتصال به وهى : هذا الرقم غــير موجود بالخدمة، هــذه رسالة مسجلة.
هذه العبارة كثيرا ما تقال لمن تجرأ أحد بالاتصال بسبع البرومبه الذى نسى أو تناسى مطالب دائرته التى كان يقف على المنصة ويهتف بكلمات رنانة تهز الآذان فى أفعاله التى ستجعل القرية أو الحى الذى سينتخبه قطعة من باريس.
هؤلاء النواب، ينطبق عليهم المثل القائل : اتمسكن حتى تمكن، وهذا ما يسير عليهم الآن، هؤلاء الذين لم يروا كيف كانوا ينتظرون صوتا واحد من الشعب فكانوا يتحايلون عليهم، ويحضرونهم من منازلهم بالتوك توك، وهم الذين جعلوه فى هذه المكانة المرموقة، وعندما يصادفهم أحد بالسؤال يدعون أن الشبكة ساقطة أو هم مشغولون.
إن هؤلاء النواب الموقرين الذين يحولون هواتفهم لصامت هم الذين لا يستحقوا أن يكون فى هذه المكانة، لان هذا المكان خدمى بالدرجة الأولى لعامة الشعب، ومن منهم من يكل فى موضعه لا ينبغى أن يستمر فى هذا المجلس، فآمال أهل دائرته معلقة عليه، بتحقيق طموحاتهم فكيف أن يحقق ذلك وهاتفه مرفوع مؤقتا من الخدمة.
كلمة أخيرة :
أين النواب الذين قالوا أنهم سيجعلون القرية قطعة من باريس، هل هم مشغولون فى المجلس؟ أم أنهم تناسوا ما قالوه ؟ أم أيضا مازالوا يعتقدون أن الحكومة ستفعل ذلك عن قريب ؟ نسيت بأن يوم الحكومة بسنه .. ربما يخيبون ظنى ويفعلوا شيئا لمن هلثوا من خلفه من أجل حفنة من المال.
كما تقول الحكمة: (يا برلمانى أجرى جرى الوحوش .. أنا ولا غيرى ميهمكوش).
*                *

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...