تسلم الأيادى.. مصر تنهى العام الدراسى
مبكرا
الترم الثانى لهذا العام هو أسرع ترم
حدث منذ أن بدأ التعليم فى مصر، أنتهى أمره مبكرا، فقد أستغرق شهرين فقط، بحضور
متقطع فى المدارس، وذلك تجنبا لتفشى فيروس كورونا الذى يهدد الكثير من المصالح
الحكومية والخاصة، فتم على أثره وقف النشاط.
أكتفت الوزارة بوقف التعليم مبكرا
بطريقة غير منطقية، وأصدرت قرارها الذى أهدر التعليم من ناحية، وأسعد الطلاب من
ناحية أخرى، طلاب هذا العام قد حصلوا على النجاح على طبق من فضة، لأنهم لم يجهدوا
أنفسهم فى معضلات الإمتحانات التى كانت تؤرقهم وتجعلهم فى حزبة برما.
ورغم أن الطالب قد قام بتأدية الإمتحان
بعد نهاية كل شهر، إلا أنه إمتحان كلشن كان، لأنه لا يعيد مستوى الطالب والتفرقة
بين المجتهد والمقصر، فهذه امتحانات صورية فقط، تنفيذا لتعليمات الوزارة، لسبب
واحد، هو حفظ ماء الوجه، والإمتحانات التى جرت فى نهاية الشهر مثلها مثل إمتحان
الإختبار الذى كنا نتلقاه فى امتحانات الأشهر العادية، والتى نحصل من خلاله على
مستوى الدرجات عند النجاح والرسوب، ليس إلا، وإنما هذه الطريقة التى اتبعتها
الوزارة وقامت بتنفيذها لصفوف النقل، ما هى إلا إمتحانات أختبار، ولا تمت بصلة
لإمتحانات أخر العام.
فإنهاء الترم الثانى هذا العام ليس
منطقيا، لأن الطالب خرج من الترم جاهلا لا يفقه شئ على الإطلاق، فكثيرا منهم يعرف
الإمتحان قبل أن يدخل اللجنة، فكما قلت سلفا أنه امتحان تأدية غرض فقط، وهذا ما
يجعل الطالب ألا يهتم بدروسه التى يدرسها، وإنما يعتمد على إمتحان سهل فى متناول
الجميع.
ولم أفهم لماذا أصدرت الوزارة قرارها
بإنهاء الترم فى هذه المدة القصيرة، التى لا تتعدى شهرين فقط، فهل فعلا تحسبا لإنتشار
فيروس كورونا، أو ما تبعته الوزارة لسياسة إنتهاء التعليم مبكرا لفكر فى جعبتهم،
أو أنهم قد حذوا حذو تعليم أخر فاتبعوه وأنهوا التعليم فى وقت قياسى.
كل ذلك يقع فى صالح الطالب لأنه يريد
الإنتقال من سنة لسنه دون عناء المذاكرة والإمتحانات، فمن ناحية أخرى لم يتلق
التعليم المطلوب فى هذا الترم، وقد فوجئ به فكتفى بهذا القدر.
لماذا لا نترك مشكلة فيروس كرونا هذا
جانبا، وتتعامل الوزارة كأن شيئا لم يكن، ويستمر التعليم فى طريقة بالإحترازات
الوقائية كما كان فى إزدهاره، على الوزارة أن تدرس بديلا لإنهاء الدراسة مبكرا،
لأن الطالب كأنه لم يتعلم، وسياسة التعليم هو وضع المناهج العليمية فى ذاكرة
الطلاب لكى يطبقوها عمليا فى المستقبل، وإنما ما يحدث الآن فى عدم الحضور فى
المدارس (يوك) وعدم تلقيه الدروس فى الفصول كما ينبغى (يوك) والدروس الخصوصية
(لا.. يوك).
فماذا تنتظر منهم، فأخشى ألا يكون
عندنا طالب جاهل بالفطرة، وإلا عليها أن تفكر فى نظام تربوى إلكترونى.
ملحوظة:
يوك : لا بالتركى.