السبت، 14 مارس 2020

دراما إذاعية.. عاشق القرأن



برنامج خاص..


عاشق القرآن
(الشيخ مصطفى إسماعيل)

كتبه للإذاعة
فوزى يوسف إسماعيل

إخراج
رضا سليمان
بطولة  :
1-   الراوى .. مدحت مرسى
2-   أشرف عبد الغفور
3-   محمد الدفراوى
4-   رؤوف مصطفى
5-   بشرى القصبى
6-   محمود ذكى
7-   محمود عامر
8-   خالد عبد السلام
9-   أحمد حسن
10-                      الطفل .. وحيد أسامة

إذيعت فى يوم الخميس بتاريخ / 3 جمادى الأولى 1424 هجرية
3/ يوليو 2003 م
الإذاعة / البرنامج العام ..
 مقـــــــــــــدمة
الراوى :  يُعد أبرز القارئين فى المائة عام الأخيرة حيث استطاع بصوته
            الجميل الذى وصفة البعض بآله موسيقيه تمسها أصابع عازف قدير
            بصير بأسرار فنه الجميل .. أن يتربع على عرش التلاوة والترتيل
            بعد الشيخ محمد رفعت .. فأصبح قارىء مصر الأول منذ منتصف            
            الأربعينات وحتى أواخر السبعينات  .. أنه القارىء الشيخ مصطفى
            إسماعيل الذى لقبوه بإمام المقرئين.. وقارىء مصر الأول.. وعاشق
            القرآن .. وخادم القرآن الكريم  والصوت الذهبى .. وعبقرية التلاوة ..
            واعتبروه صاحب مدرسة مستقلة فى التلاوة والصوت.. تتميز ببراعة
            الأداء والتجويد واتقان ألفاظ القرآن الكريم التى كان يشدو بها شدواً
            فريداً فيظهر مدى انسجام الألفاظ وروعة الأداء على نحو يهز وجدان
            المستمع ويثير فى نفسة كوامن الإيمان .
            ولد الشيخ مصطفى اسماعيل عام 1905 فى قرية ميت غزال .. مركز
             السنطة.. محافظة الغربية وقد توسم فية جدة فى سنواته الأولى النجابة
             والتميز على أقرانه فأبعده عن فلاحة الأرض وألحقه وهو فى السادسة
             من عمرة بكتاب القرية .
            ولم يمضى الطفل فى هــــذا الكتاب الا سنوات قليلة لا تتجاوز الأربع
           وأتــــم حفظ القرآن الكريم وأجاد الحفظ وأتقن القراءة والكتابة ..

م/1
مصطفى : (طفلا) الحمد لله يا جدى حفظت القرآن الكريم كاملا.
     الجد :  الحمد لله.. يعنى كده ممكن أجيب الشيخ إدريس فاخر يمتحنك..
مصطفى :  مين الشيخ إدريس فاخر يا جدى..؟
     الجد :  ده شيخ تفتيش الكتاتيب فى البلد.
مصطفى :  وماله أنا مستعد.
     الجد :  خلاص هدعوه يجى الليلة دى يمتحنك.
- نقله-
م/2
  الشيخ مصطفى :  (تلاوة فى العشرينيات)..
الشيخ عبدالرحمن:  الله يا مصطفى الله.
          مصطفى :  شكرا يا شيخ عبد الرحمن..
الشيخ عبدالرحمن:  حقيقى يا مصطفى أنا ماشوفتش كده.
          مصطفى :  الحمد لله ربنا أعطانى نعمه عظيمة وهى تلاوة القرآن الكريم.
الشيخ عبدالرحمن:  صحيح نعمه زى ما بتقول.. وأنت صوتك نعمه ولازم تحافظ
                         عليه.. المهم تكمل مشوارك فى علم القراءات يا مصطفى..
                         لأن حامل القرآن عمره ما يضام أبدا.
- نقله-
م/3
  الراوى :  وقــد حــــدثت للشيخ مصطفى إسماعيل فى سنواته الأولى عدة مواقف
              نبهت الأخرين الى موهبته فى تلاوة القرآن الكريم .. أولها فى منزل
             الأسرة عندما سمعته جدته ذات يوم يتلو بصوته الجميل القر آن
             فأطلقت زغرودة لفتت نظر والدة الذى خرج من غرفته يستعلم عن     
             سبب هذه الزغرودة . ومصدرها فوجد والدته واقفة متهللة مستبشرة
             تستحلفه أن يبذل ما فى وسعة ليتم طفلة دراسة علوم القرآن وتلاوته
             وتجويده .
               ولما أتم مصطفى إسماعيل حفظ القرآن الكريم كانت أولى خطواته
               إلى عالم الشهرة هى التحاقه فى المعهد الأحمدى بطنطا.
مصطفى :  (تلاوة من الذكر الحكيم.. فى العشرينيات)
مزج إلى :
     الجدة :  (صوت زغرودة)   
                (استمرار تلاوة)..
                (صوت فتح باب)
     محمد :  الله .. فين الزغاريد دى .. عندنا فرح.. فيه أيه يا أم محمد..
               عندنا فرح ولا أيه ..
     الجدة :  والنبى والنبى ما تهمل فى تعليم مصطفى.. أنا سمعته وهو بيقرا صوته
                أيه بسم الله ما شاء الله عليه.
     محمد :  ومين قالك إن أنا ههمل فيه .. من بكرة الصبح هنزل طنطا علشان أقدم
                له فى المعهد الأحمدى يتعلم فيه القرآن.
- نقله-
م/4
مصطفى :  إحنا رايحين فين يا جدى..
     الجد :  هننزل طنطا .. الأول هنزور واحد قريب لنا مريض .. وبعد كده
               نفوت على المعهد الدينى أأدم لك فيه.
- نقله-
م/5
الراوى :  وكانت الصدفة التى ساقت الطفل مصطفى فى إلتحاقه بالمعهد الأحمدى..
             عندما كان يصلى فى مسجد عُطيفه القريب من ميدان الساعة.. فقد جلس
             بين المصلين يتلو القرآن.. مما بهرا الحاضرين بحسن أداءه وكان من
             بينهم الشيخ أمين حنطيرة الذى أسرع على إدارة المعهد لكتابة طلب
             إلتحاقه..
    الجد :  أنا مش مصدق تعمل كل ده يا شيخ أمين علشان سمعت مصطفىى بيقرأ
             فى زاوية عُطيفة ..
الشيخ أمين :  مصطفى يستحق اكتر من كده يا حاج مرسى.. أنت كنت شايف
             الناس كانت عامله أيه عليه وهو بيقرا فى المسجد.
    الجد :  شكرا جدا يا شيخ أمين.
الشيخ أمين :  هتشكرنى على أيه يا حاج مرسى.. المهم اللى أنا عايزه منك تبعده
            عن القرية وتخليه فى المعهد هنا يتعلم القرآن.. لأنه هيكون له مستقبل
            كبير  قوى..
   الجد :  إن شاء الله يا شيخ أمين .. إن شاء الله.
- نقله-
م/6
  الراوى :  وعندما كان السفر من القرية إلى طنطا مشقه عليه قرر جده المرسى
               إسماعيل شراء شقة لتكون سكنا حتى يتم دراسته فى المعهد الأحمدى.
مصطفى :  الله دا الشقة حلوه قوى يا جدى.
      الجد :  طبعا أنا اشترتها لك علشان مشقة السفر من البلد لطنطا.. تخليك فيها
               لحد ماتخلص تعليمك فى المعهد..
مصطفى :  وهخلينى فيها لوحدى يا جدى.
      الجد :  أنا هاجى أزورك كل أسبوع .. اطمن مش هسيبك أبدا يا مصطفى..
               أه دول جبه وقفطان وعبايه لزوم اللبس الأزهرى.
مصطفى :  الله .. ربنا يخليك يا جدى .. ربنا يخليك .. جبت لى الحاجة اللى كان
               نفسى فيها من زمان.
- نقله-
م/7
      الراوى :  ولم يقف الشيخ مصطفى إسماعيل عند التحاقه بالمعهد الأحمدى
                    للدراسة فقط.. إنما علا صوته بالتلاوة بين زملائه الدارسين،
                     فسمعه أحد أساتذته ويدعى الشيخ مصطفى المروج الذى وجهه
                     فى مشواره وعمل بها الشيخ مصطفى فى مدينة طنطا والبلاد
                     المجاورة له.
الشيخ المروج :  كنت هايل يا مصطفى.. أنا عايز أنصحك يا مصطفى نصيحة
                     تعمل بها طول حياتك.
      مصطفى :  أتفضل يا سيدنا الشيخ..
الشيخ المروج :  العلم يا بنى هو القرآن.. وأنت صوتك يا سلام عليه .. جميل
                     وياريت تنميه فى القراءة فى الحفلات والمناسبات .. أنا هيجى
                     عليك ليلة تاخد فيها خمسه جنيه بحالهم..
       مصطفى : إن شاء الله  يا سيدنا.. هعمل كل ما فى وسعى علشان أحافظ
                     على صوتى.
- نقله-
م/8
     على :  (ينادى) يا سليمان.
  سليمان :  أيوه يا حاج على..
     على :  الشيخ خلص ومحدش بقى فى الصوان .. هو أيه اللى جرى للناس هى
               لسه الليلة خلصت.
  سليمان :  أنا عارف..
     على :  الله .. مين الشيخ الصغير ده اللى لابس جبه قفطان..
  سليمان :  الله دا قاعد على الدكة .. وماسك المكروفون .. هيعمل أيه ؟
مصطفى :  (تلاوة من آيات الذكر الحكيم)           استمرار تلاوة..
  سليمان :  مش ممكن الصوان اللى كان فاضى أتملا عن آخره .. وناس قاعده
              على الأرض ..
     على :  أنا عرفت الشيخ الصغير ده يبقى مين .. اسمه مصطفى إسماعيل من
               بلد من أجوارنا أسمها ميت غزال.
- نقله-
م/9
 الراوى :  ولم يكتف الشيخ مصطفى أيضا بإحياء الليالى والحفلات فى مديرية
              الغربية وحدها .. إنا كان اول صدى لشهرته خارج قريته ومديرية
              الغربية كلها من خلال دعوة من المسئولين عن حزب الوفد بدمياط
              لتأبين الزعيم الراحل سعد زغلول سنة 1927.
سراج الدين :  أنا مُصر يا شيخ مصطفى على أن تحيى يالى رمضان كلها كل
                  عام فى العزبة.

   مصطفى :  ربنا يسهل .. إن شاء الله.
        كمال :  حد يرفض دعوة الزعيم فؤاد سراج الدين برضه يا شيخ مصطفى..
   مصطفى :  لأ طبعا يا كمال بيه أنا موافق.
سراج الدين :  خلاص من بكره هبعت لك عربية بسواقها تجيبك لحد العزبة.
- نقله-
م/10
   مصطفى :  (تلاوة من الذكر الحكيم)
مزج إلى :
سراج الدين :  الله الله يا شيخ مصطفى والله لأول مرة احس بطعم رمضان إلا
                  السنة دى وأنت معانا.
        كمال :  شوف يا شيخ مصطفى حيث إن الزعيم سراج الدين مبسوط منك
                  كمان والحاضرين كلهم فإننا نبلغك فى كل مناسبة هنبعت لك عربية
                  علشان تكون عندنا هنا تحيها.
   مصطفى :  وأنا مقدرش أقول حاجة على كده .. بإذن الله أنا هاجى لكم بنفسى.
- نقله-

م/11
الراوى : ولم يستشعر الشيخ مصطفى إسماعيل موهبته الحقيقية فى التلاوة إلا
            بعد لقائه بالشيخ محمد رفعت أحد كبار شيوخ مصر فى ذلك الوقت،
            وكان السيد حسين القصبى أحد أعيان طنطا قد توفى الذى كان عضوا
            فى مجلس الشيوخ وقد دُعى الشيخ محمد رفعت للقراءة فى السرادق
            المقام للعزاء وذهب الشيخ مصطفى كباقى المعزيين.
مزج إلى :
       مصطفى :  ألا قولى يا شيخ رضوان هو الشيخ محمد رفعت راح فين ؟!
الشيخ رضوان :  الشيخ رفعت فى استراحة.. الله الله هتعمل أيه ؟
       مصطفى :  هقرأ.
الشيخ رضوان :  الله هو شغل عيال .. انزل .. انزل يا ولد.
   سيد القصبى :  فيه أيه .. فيه أيه ؟
الشيخ رضوان :  الولد ده عايز يطلع يقرأ مكان الشيخ محمد رفعت يا شيخ سيد.
   سيد القصبى :  الشيخ الصغير ده .. مدعو للتلاوة الليلة..
الشيخ رضوان :  يعنى أسكت..
   سيد القصبى :  اسمعه وأبقى احكم عليه.
الشيخ رضوان :  حاضر يا سيدى.
       مصطفى :  (تلاوة من الذكر الحكيم )
                                                                استمرار تلاوة.. 
           عزت :  وسع يا ولد الشيخ محمد رفعت وصل .. يا سيدنا الشيخ أقول للولد   
                      ده ينزل..
  الشيخ رفعت :  لا أتركه يقرأ.
- نقله-
م/12
الراوى :  ولما انتهى الشيخ مصطفى إسماعيل من التلاوة استقبله الحشد من
             المعزيين بحفاوة بالغة حتى لاقى تشجيع واستحسان من الشيخ محمد
             رفعت مما كان وسام على صدر الشيخ مصطفى إسماعيل.
مزج إلى :
الشيخ رفعت :  الله الله الله أيه ده صوتك جميل قوى يا مصطفى..
    مصطفى :  اليوم ده هيفضل بالنسبة لى يوم عيد يا فضيلة الشيخ علشان قابلتك
                   وأتحقق أمنتيتى.
الشيخ رفعت :  طبعا يوم عيد علشان سمعتك.. وأسعدت الناس دى كلها بصوتك
                   الحلو ده .. فتح الله عليك يا مصطفى .. حافظ على صوتك.. أنت
                   هيكون لك شأن كبير فى يوم من الأيام يا مصطفى..
- نقله-
م/13
   صوت مذيع :  الإذاعة المصرية من القاهرة.. إليكم سيداتى وسادتى..
                      القرآن الكريم بصوت القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل..
الشيخ مصطفى :  (تلاوة من آيات الذكر الحكيم..)
                                                   - نقله-                                  
م/14
الراوى : وكانت هذه القراءة التى قراها فى الإذاعة على مسمع ملايين المستمعين
            الذى فاجئهم بصوته البارع فى الأداء جعلته يشق طريقه بسرعة خاطفة
            إلى عالم الشهرة.. وقد أحيا ليالى رمضان من ساحة قصر عابدين بالقاهرة
            ورأس التين بالإسكندرية وقد أذاعتها الإذاعة المصرية.
            ولعبت الصدفة دورها عندما كان يقوم بتفصيل ملابسه عند ترزى فى خان
            الخليلى وذهب إليه من طنطا وكانت سببا فى انضمامه لرابطة القراء الذى
            كان يدير شئونها الشيخ محمد الصيفى.. وكان ذلك فى أوائل سنة 1943.
مزج إلى :
الشيخ مصطفى :  كنت هنا فى خان الخليلى بفصل عند ترزى ملابسى.. ولقيته
                       منتهاش من تفصيلها.. قلت أقضى وقتى رأيت لافته مكتوب عليها
                       رابطة تضامن القراء.. عايز أعرف أيه تعنى رابطة القراء دى.
 الشيخ الصيفى :  الأول أتعرف بالاسم.
الشيخ مصطفى :  أنا مصطفى إسماعيل
 الشيخ الصيفى :  أهلا بك.
                       وأنا الشيخ محمد الصيفى .. مسئول عن شئون الرابطة..
الشيخ مصطفى :  أهلا وسهلا..
  الشيخ الصيفى :  أتفضل الأول وأنا هوضح لك كل شئ.
- نقله-
م/15
 الشيخ الصيفى :  أدى كل شئ عن الرابطة..
الشيخ مصطفى :  ممكن أشترك..
 الشيخ الصيفى :  أهلا بك فى الرابطة .. بس قبل كل شئ عاوز أقولك على حاجة..
                       قبل الأشتراك عايز أعرف طريقتك فى التلاوة.. دى أول حاجة..
                       تانى حاجة أنت جيت فى واقتك.. الشيخ الشعشاعى اعتذر عن
                       إحياء احتفال المولد النبوى لمرضه.. وأنت هتقرأ بدلا منه..
الشيخ مصطفى :  وأنا موافق..
 الشيخ الصيفى :  نبدأ بقى فى التلاوة..
- نقله-
م/16
 الشيخ الصيفى :  الله أنت يا شيخ مصطفى صوتك ما شاء الله عليه .. قارئ ممتاز
                       من جميع الوجوه .. تلاوة ووقفات ومقامات فى التلاوة .. شئ
                      عظيم جدا..
الشيخ مصطفى :  الحمد لله على نعمته.. بعد أذنك علشان ألحق أرجع طنطا.
  الشيخ الصيفى :  طيب .. بس أوعى تنسى احتفال المولد النبوى فى مسجد
                       الحسين يوم الجمعة..
الشيخ مصطفى :  ربنا يسهل مش هنسى إن شاء الله ..
- نقله-
م/17
الراوى :  وفى تلك الليلة الحاسمة من حياة الشيخ مصطفى إسماعيل أثناء احتفال
             رابطة القراء بالمولد النبوى الشريف من مسجد الحسين رضى الله عنه ..
              قد امتلاء بالناس عن اخره.. حتى لم يكن فيه مكان لمزيد من المستمعين
             فوقفوا الجميع الذين أتو حول المسجد.. وقد قبل بالتهليل لما وجدوا فيه
             حلاوة التلاوة.
مزج إلى :
الشيخ مصطفى :  (تلاوة من آيات الذكر الحكيم..)      
                        حتى ......................فراغة من التلاوة..
                       (هيصة وتهليل من الحاضرين..)
مزج إلى :
 الشيخ الصيفى :  شوف يا شيخ مصطفى الناس كانت عامله عليك أيه .. هتنبهر من
                       صوتك الذهبى..
الشيخ مصطفى :  دا كرم كبير من ربنا عليا يا شيخ الصيفى.
 الشيخ الصيفى :  الحمد لله .. الله هتروح فين دلوقتى يا شيخ مصطفى..
الشيخ مصطفى :  هسافر البلد.. أحسن وحشانى قوى..
- نقله-
م/18
الراوى :  وكان احتفال المولد النبوى الشريف الذى نقلته الإذاعة المصرية عبر
             الهواء من مسجد الحسين رضى الله عنه بداية للوصول إلى القصر الملكى
             بعد ما سمعه الملك فاروق ملك مصر والسودان وأرسل إلى طلبه.
مزج إلى :
          إبراهيم :  يا سيدنا الشيخ .. سيدنا الشيخ..
الشيخ مصطفى :  فيه ايه يا إبراهيم ؟
          إبراهيم :  عربية بوليس بره عايزه فضلتك حالا..
الشيخ مصطفى :  أيه .. بوليس ؟  متعرفش عايزين أيه ؟
          إبراهيم :  لا .. لكن فيه ضابط بوليس قال أنا عايز فضيلة الشيخ حالا..

الشيخ مصطفى :  طيب حاضر أنا جاى أشوف فيه أيه  ..
                      (صوت طرق أقدام تتقارب)...
الشيخ مصطفى :  فيه أيه يا حضرة الضابط..
         الضابط :  أيوه فضلتك الشيخ مصطفى إسماعيل..
الشيخ مصطفى :  أيوه انا..
         الضابط :  عايزينك معانا..
الشيخ مصطفى :  على فين ؟
         الضابط :  هتعرف بس فى الطريق..
الشيخ مصطفى :  حاضر .. دقيقة واحده أغير ملابسى وأجى معاك..
- نقله-
م/19
 الشيخ مصطفى :  الله دا إحنا كده داخلين على شارع إبراهيم باشا..إحنا رايحين
                        فين يا حضرة الضابط..
          الضابط :  دلوقتى هتدخل القصر الملكى وتعرف كل حاجة يا شيخ مصطفى
                       خلاص كلها دقايق..
- نقله-
م/20
       مراد باشا :  أهلا أهلا يا شيخ مصطفى .. نورت القصر الملكى.
         الضابط :  مراد محسن باشا .. ناظر الخاصة الملكية للقصر.
الشيخ مصطفى :  أهلا بك يا مراد باشا..
         الضابط :  أستأذن أنا..
      مراد باشا :  أتفضل..
                      (صوت طرق أقدام)        
                      أنا سمعت قراءتك فى الإذاعة.. وأعجبت بصوتك قوى يا شيخ
                      مصطفى.
الشيخ مصطفى :  شكرا يا مراد باشا .. بس أنا عايز أعرف أنا هنا ليه ..
       مراد باشا :  علشان يا سيدى عاوزينك فى احتفال الذكرى السنوية للمرحوم
                       الملك فؤاد.. هيكون حاضرها جلالة الملك فاروق ومصطفى  
                       النحاس باشا رئيس الحكومة الوفدية .. وعدد كبير من الوزراء..  
                       وكمان هتذيعها الإذاعة على الهوا.
الشيخ مصطفى :  ماشى يا مراد باشا .. بس ماكنش فيه طريقة تانية للاستدعاء
                       للقصر إن عن طريق البوليس بالشكل ده..
       مراد باشا :  علشان نضمن أنك هتيجى هتيجى يا شيخ مصطفى.
                       (يضحكان)..
- نقله-
م/21
الراوى :  وبعد ما أحيا الشيخ مصطفى إسماعيل ذكرى الملك فؤاد انتقل إلى القصر    
             الملكى برأس التين بالإسكندرية لإحياء ليالى رمضان.. وعلا صوته الأفق
             وكان أشهر قارئ لتلاوة القرآن الكريم فى مصر بعد عصر الشيخ محمد
             رفعت.. ثم انتقل إلى رئاسة الجمهورية عندما أعلنت الجمهورية وظل
             قارئا للرئيس جمال عبد الناصر ..
مزج إلى :
الشيخ الصيفى :  وأدى يا سيدى راحت الملكية وأعلنت الجمهورية.. والرئيس جمال
                      عبد الناصر مافرطش فيك.. بقيت قارئ القصر زى ما أنت ..
الشيخ مصطفى :  الحمد لله .. عارف يا شيخ صيفى .. أعظم شئ فى الوجود عن
                       الواحد يظل يقرأ قرأن لحد ما يتوفاه الله.
 الشيخ الصيفى :  ربنا يخليك كمان وكمان يا شيخ مصطفى وتمتع بصوتك الملايين.
الشيخ مصطفى : هى دى الأمنية الوحيدة اللى طالبها من ربنا .. إنى أظل أقرأ لحد
                      أخر نفس فيا.
- نقله-
م/22
الراوى :  وفى عام 1965 ميلادية تم تكريمه فى عيد العلم .. حيث أهداه الرئيس
             جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق.. كما كرم معه السيدة أم كلثوم
             والأستاذ محمد عبد الوهاب والدكتور طه حسين والدكتور فكرى أباظة.
             وقد توفى الرئيس جمال عبد الناصر وقد تولى رئاسة الجمهورية الرئيس
             محمد أنور السادات من بعده ولم يتركه الرئيس السادات فقد صار صديقا
             حميما له.
مزج إلى :
                      (صوت جرس تليفون)
          مندوب :  ألو .. فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل..
الشيخ مصطفى :  نعم أنا..
          مندوب :  سيادة الرئيس السادات بيدعوك لمقابلته فى القصر الجمهورى..
                       بقصر القبة ..
الشيخ مصطفى :  حاضر..
          مندوب :  تكون فضيلتك فى القصر الساعة خمسه مساء يوم الأربع.
الشيخ مصطفى :  حاضر .. هكون هناك فى الموعد المحدد ..
- نقله-
م/23
         السادات :  أنا دعوتك فى القصر علشان أنا محتاج أقعد معاك شويه وأسمع
                       صوتك يا شيخ مصطفى..
الشيخ مصطفى :  وأنا على استعداد ..
         السادات :  أصل الناس مطلبانى أحارب وأنا مش عايز أكر مأساة 67 لأن
                       الحرب عاوزها تخطيط وتكتيك .. مش أى حاجة كده..
الشيخ مصطفى :  ربنا ينصرك يا ريس..
         السادات :  يا رب..
مزج إلى :
الشيخ مصطفى :  (تلاوة من آيات الذكر الحكيم..)
- نقله-
م/24
الراوى :  واندلع الحرب فى 1973 حتى عبرت القوات المصرية قناة السويس
             وحطمت خط بارليف.. واسترجعت القوات المصرية أرض سيناء
             الحبيبة..
             كان النصر حليف المصريين .. وكان قد ذهب الشيخ مصطفى إسماعيل
             إلى قريته ميت غزال حتى جاء ميعاد الزيارة التاريخية إلى القدس
             عام 1977..
مزج إلى :
                      (صوت جرس تليفون)
الشيخ مصطفى :  ألو..
          مندوب :  فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل.. سيادة الرئيس يدعوك لزيارة
                       القدس فى طائرته الخاصة..
الشيخ مصطفى :  (بفرحه) معقول أنا.. أنا أسافر القدس..
          مندوب :  نعم..
الشيخ مصطفى :  دا كانت أمنية حياتى أنى أزور القدس وأصلى فيه...
          مندوب :  واتحققت الأمنية .. جهز كل شئ لزماك فى شنطة علشان تتسلم
                       للمخابرات غدا الساعة خمسه مساءا .. شكرا..
                       (صوت وضع سماعة)
الشيخ مصطفى :  (يتنهد) الحمد لله الحمد لله..
- نقله-
م/25
الراوى : وقد سافر الشيخ مصطفى إسماعيل للقراءة والتلاوة فى بلاد كثيرة فقرء
           فى أمريكا وأوربا وسمع صوته المسلمون فى سان فرانسيسكو وباريس
           ولندن وكوالالمبور وأنقره وطهران وجميع العواصم العربية
           والإسلامية  وعلى الرغم من كل هذه الزيارات إلا أنه لم يتعلق قلبة بمكان
           قدر تعلقه بالقدس التى زارها عام 60وكان يصف هذه الأيام إلى قضاها
           هناك بأجمل أيام حياته لدرجة أنه تمنى ان تتاح له فرصة زيارتها مرة
            أخرى .. وقد كان يعتبر أن هذه الأمنية صعب تحقيقها بعد الاحتلال
            الاسرائيلى عام 67 ولكن يبدو ان الله أراد ان يحقق للشيخ مصطفى
            إسماعيل أمنية فزار القدس قبل عام من وفاته .. حيث  صحبة الرئيس
            الراحل أنور السادات فى رحلته الشهيرة الى هناك عام 1977.
            وكان هو الشخصية الدينية الوحيدة فى الوفد الذى صاحب الرئيس فى
            رحلته الى القدس وقد فاضت عيناه بالدموع بعد أن تحققت الأمنية وقرأ
            فى المسجد الأقصى على الهواء عبر الأقمار الصناعية وقد جاء صوته
            مثيرا للشجون ليترجم أحزان المسلمين على المسجد الأقصى  .
مزج إلى :
الشيخ مصطفى :  (قراءة القدس)

الراوى :  كان الشيخ مصطفى إسماعيل يدعو الله أن يظل يقرأ القران الكريم حتى
            يوافيه الأجل وقد استجاب الله دعاه .. وقبل وفاته تمنى أن يدفن فى منزلة
            وقد استرد الله وديعته  حيث توفى القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل
            فى 26 من ديسمبر عام 1978 ودفن بالفعل فى منزله فى المكان الذى
            حدده بجوار المسجد الذى بناه والذى أصبح حتى الآن مزاراً لمحبيه    
            ومريديه من كل مكان.
مزج إلى :
الشيخ مصطفى :  تلاوة .. يا أيتها النفس المطمئنة ......................

(نهــــــــــــــاية)

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...