الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

رحلة إلى النفس البشرية (2) بقلم / فوزى اسماعيل



رحلة إلى النفس البشرية (2)
القناعة
القناعة كنز لا يفنى.
نعم هذه المقولة فى محلها، ونادرا ما نراها فى زمننا الحالى، فزمننا الحالى انعدم فيه صفة القناعة، لشتياه الإنسان للثروة والسيارة والعروسة، الثلاثية الملتصقة بالإنسان منذ ولادته.
والقناعة تنبع من إشباع الإنسان بما قدر الله فى رزقه، فالقانعة والطمع لا يجتمعان فى إنسان واحد، بل إن القناعة تطرد الطمع إذا وجدت، والقناعة تطرد الطمع إذا وجدت، ونرى القناعة فى مظهره، وفى نظرته للواقع والمحيطين به، لأنه إذا كان الإنسان ينظر لأعلى منه فإننا نقول بلا تردد هو طماع، وإذا قُنعّ بما قدر الله له فى رزقه نقول عنه قنوع.
وغريزة القناعة تبدو عند الإنسان ضعيفة، لأن الإنسان تطغوا غريزة الطمع على غريزة القناعة بمقدار أعلى، فالقناعة كنز لا يفنى كما تقول الحكمة، وهى أيضا إشباع رغباته بعدم التطلع إلى من هو أعلى منه  فى الغنى، ولقد كان الإنسان قنوعا عندما يرضى بحياته الوقعية حتى ولو كان فقرا، لأن القناعة هى من سمة الإنسان الطيب الذى يعلم بأن الرزق من الله عز وجل، ولأن الإنسان مهما ضرب الأرض ضربا وفجر الينابيع أو وصل إلى عنان السماء فلا ينال إلا ما قد قتبه الله له، فإن كان يتميز بالقناعة أعطاه الله من حيث لا يدرى، وإن كانت خصلة الطمع فيه فتطمث أعينه حتى لا ينال رضا الله.
وعندما نبحث ونغول فى قلب الإنسان، نجده بعيدا بعيدا عن القناعة إلا فى فيئة قليلة ممن ترضى بقاء الله وقدره، وفى عالمنا هذا كثيرا ما نجد الصراع على امتلاك المال بأى طريقة، أو أى حيلة كانت، حتى ولو راح من أجلها ضحايا بالآلاف، لأنهم يملكون السلاح، وهنا السلاح آله من الشيطان، مسخرة لسطو الإنسان على ما لا حق فيه بالقوة، وقد نهى عن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، ونهى عن مجرد التوجيه بالآلة أو السلاح فى وجه المسلم أو غير المسلم.
وطمث العين لا تجعل للإنسان مجالا فى التحلى بالقناعة، إلا الذين عرفوا وعلموا أن الله وحده هو المتحكم فى مصير الإنسان، فيترك رزقه لله ولقدره.
والغرب معدومى منهم هذه الصفة، لأن هناك صراعات خطيرة تواجه الإنسان، وحب السيطرة تطغوا على الجماعات هناك.
لذلك كانت هناك آراء فى مسألة القناعة، مما أكد كثيرا من الناس بأن هذه الصفة تجدها فى الشعب المصرى بنسبة 40% وفى دول الوطن العربى 30% وفى الغرب شرقة وغربه من 10 – 20% ، وهذه نسبة تقديرية غير وافية الدراسة، ولكن الشكل العام يدل على ذلك، وما نجده حولنا الآن، النتيجة صفرا، لأن قلب الإنسان تطبع على حب الطمع، أو بالأحرى ميوله دائما للطمع، وحب البقاء، فالصراع الدائم إلى يوم القيامة هو الصراع من أجل البقاء، أنا وولدى والطوفان.
والناظر للقناعة يجد منبعها الأول من القلب الصافى الذى يتحلى بروح الفضيلة، والقنوع هو الإنسان الخلوق الذى لا ينظر لما عند غيره، فالإنسان الذى ينظر بعين الرضا، يقول الحمد لله، هو إنسان غير انتهازى، آبى ورافض الحرام بكل أنواعة، يتنصل إلى الحلال آتى أو لم يأتى، لم يطمع بذرة من حرام على الإنفاق على أولاده، لا يطعمهم من سُحت حتى لا يكون جزاءهم النار.
نعم ففى عالمنا هذا نجد أوناس تنبت أحسادهم من سُحت، كفرض الأتاوات على الطرق مثلا، وهم ليس لهم حق فى ذلك.
فالمسلم الحق عليه أن يتحلى بصفة القناعة، لأن القناعة فعلا كنز لا يفنى، فى باقية عند الله، باقية فى ميزانه إلى يوم الدين.

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...