أغلقوا المدارس التعليم أون لاين
مصر دخلت من الآن إلى منظومة التعليم
الإلكترونى التى كانت حلم المصريين منذ سنوات مضت، حتى أنها كانت تعتقد بأن
التعليم التقليدى وهو حضور الطلبة والمعلمين هو تعليم متأخر، وهو تعليم يبدو غير
منطقى وليس متطور، لذا فقد جاءت الساعة الحاسمة لإنتقال مصر إلى تعليم متقدم
ومتحضر وهو التعليم الإليكترونى.
فوزارة التربية والتعليم جاءت بتطور
مذهل وهو التعلم عن بٌعد وتسليم الطلبة التابلت واللاب توب، وهذا ما سيحدث طفرة
كبيرة فى عام 2020 التى تشهد المفاجآت دائما حتى الآن، وهذه المفاجآت الكبرى التى
نحن بصددها هى التى أعتقد فى رأيى أنها ستكون أهم وأكبر حدث تاريخى فى التعليم
المصرى.
هذه الطريقة بكل المقاييس من منظور
الكثيرين من خبراء وجهابزة التربية والتعليم أنه من أفضل الطرق المتطورة والتى
ستحدث من خلالها طفرة كبرى بالفعل لدى الوزارة، كما إن التعلم عن بٌعد ينمى قدرات
وعقول الطلبة والطالبات.
كل ذلك لم ولن يكن مٌجدىبثمار للطالب، لأن التكنولوجيا فى المحمول والأنترنت
من الأساس، وأن الطالب لا يتركه قط فى تنزيل البرمجيات طوال أربع وعشرون ساعة، حتى
أصبح متشبعا به، الطفل الصغير كالشاب الكبير كلهن الأن متواجدون على الأنترنت
فأصبح جذءا من أعضائهم.
الطريقة هذه هى التى ستعلم الطالب
الجهل، لأن الطالب يتبع البرمجة السهلة بالضغط على الأزرار، وينسى الكتابة التى هى
مهمة للغاية فلا يكتب ولا يقرأ كما فى النظام القديم،حتى يصبح طالب الجامعات
كتاباته كنقش الفراخ كما يقولون، وهذا سيكون قد تلقى الجهل من أوسع أبوابه دون أن
يشعر، هذه المشكلة التى لم تنظر إليها الوزارة التى تظن أنها فى تطور دائم من
منظومة التعليم، لأن الوزارة الآن ترى الطرق التى تتبعها الدول الأخرى فتظن أنها
تحذو حذوها، لكن فى الأصل تباء هذه الطريقة بالفشل الذريع فى بناء طالب أساسه
القراءة والكتابة، لا أساسه أتباع التكنولوجيا على الأنترنت، فالمعلومات التى
تأتيه جاهزة.
يبدو أن عام 2020 سيشهد الكثير من
المضاربات فى التعليم، خصوصا التعلم عن بٌعد، لأن تصريح الوزارة بهذه الطريقة بدأ
فى التنفيذ بالفعل، وبوادره قد ظهرت فى تصريح السيد الوزير، وإن كان التعلم عن بٌعد
هو المخرج الوحيد من هذه الأزمة فلا شك بأنه أمر واقع، فعلى الوزارة أن تغلق
المدارس نهائيا، ويبرح الطالب والمعلم منازلهم، حتى لا يكلفهم الأنتقال ذهابا
وإيابا، فالتابلت يعمل على الواى فاى المنزلى إليكترونيا، لا يحتاج لتوجيه، وإنما سيوفر
جهد الذهاب إلى المدارس ومعاناة المواصلات يوميا، لأن المدرسة فقط لمن يكتب ويقرأ
على التاخته ويناقش المدرس وهكذا، كالتعليم التقليدى الذى كنا نتبعه، أما الآن
فستستغنى عن كل ذلك بالطريقة الجديدة التى تأتيك عبر الأنترنت وأنت فى مكانك.
رحم الله الذين كانوا يحملون لواء
العلم، ورحم الله الذين قاموا على إرتقاء التعليم منذ سنوات مضت بأساس علمى مدروس
لم ولن نشهدها بعد ذلك.. فنعم المولى ونعم النصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق