قضية التحرش.. والعجب فيها
قضية التحرش نحن نعلمها جيدا ونعلم
خطورتها على المجتمع، بأنها لا تليق فى مجتمعنا الشرقى، ونحن نعلم أيضا بأنها
تفاقمت فى الأونة الأخيرة، سواء فى الطرقات أو المتنزهات العامة، وإننا جميعا لا
نرضى عن هذا السلوك الخاطئ لأولادنا وبناتنا.
ولكن عندما تدار قضية هامة مثل قضية
التحرش هذه فى الإعلام، لا بد وأن تدار بمنظور قضية وحلول، يعالجها جهابزة العلم
من علماء وفقهاء وأصحاب رأى، وليس لجهابزة الجهل والتخلف وإلقاء الإتهامات على جنس
الرجل، بالزوفة وعدم الفهم، كالشباب الذى هو المتهم الأول فى هذه القضية، أما
الفتيات فهم أبرياء ومنكسرين الجناح دائما، بحجة أنهن يخشن من عملية التحرش، فلا
يقدمون عليها وإلا ستكون هى المسببة فى ذلك، إلا أنها هى العكس تماما، فهى المسببة
الأولى فى عملية التحرش هذه.
والفتيات المغلبون على أمرهن، بعيدين
عن ذلك، فالذين يتسببون فى التحرش كما هو قائم فى إعلامنا العربى، هى السبب فيه
لطرق عده، أولها طريقة إرتدائها للملابس الفاضحة، فالفتيات لا جدال فهن بأنهن يرتدين
الجنز شأنها شأن الولد تماما، ويمكن أن تكون ألعن.
بنطلون الفتيات الآن ما تراه على
الموضة الجديدة، به رُقع وفتاء من أماكن لا ينبغى ذكرها، وهذا مايجعل الشاب
يعاكسها من تلقاء نفسه دون دراية، وإن كنت لا تصدق فخير مثال مايحدث على كورنيش
الإستاد، فهو يحتاج منك زيارة لترى عجب العجاب هناك.
والسادة فى صباح الخير يامصر الذين
قاموا بتحليل المشهد الآن، جاؤوا بأفكار جهنمية، أتهموا الشباب بأنهم خطرا على
الفتيات، وبعضهن حكوا عن ما حدث لهن عن أول يوم تحرش.
قالت واحدة أنها قامت بضربة بالشوز،
والثانية قالت بأنهم شباب لمؤخذة، والثالثة كأنها كذا وكذا، وشكلهن يقطعن الخميرة
من البيت، المهم قالوا كلاما جارحا ومشينا فى حق الرجال.
حتى السيدة المذيعة المبجلة وضيفها فقد
خاضوا فى حديث لا ينبغى أن يقال على الشاشة، لأنهم ليسوا أهلا لمناقشة قضية كهذه،
نحن نجوب كثيرا فى الشوارع ذهابا وإيابا فى اليوم الواحد، فلا نرى ماقالوه
الجهابزة على شاشة صباح الخير يامصر، وما قالوه بعض المستشهدين الذين خاضوا تجارب
التحرش والدفاع عن النفس.
إن قضية التحرش ليست بهذا المنظور
الخاطئ، فأولا قبل أن تتحدث الفتاة التى تعانى من ذلك أن تخرج من بيتها كما ينبغى،
بأن تكون حشمة فى ملابسها ولا تخرج متبرجه كما نرى هذه الأيام فى بعض الأماكن
العامة.
ولا بد للإعلام أن يعالج ذلك بمنهجية
علمية بحته، فلا يدعون ذلك لمذيعه مغمورة وضيف شاب ليس له دراية فى علم التحرش.
والتحرش لا نجده إلا فى المدن فقط، أما
الريف فلا يوجد ذلك، لسبب عظيم جدا، ألا وهو العادات والتقاليد والأصول التربوية
التى أعتدنا عليها من أهلينا، فأبن البلد هو أخ لبنت البلد مهما كانت مكانتها،
ونتميز فى القرى بأننا أسرة واحدة تتميز بالعلاقة القوية بين العائلات وبعضها
البعض عن المدن الذين كل منهم فى وادى أخر.
فإذا كانت قضية التحرش هذه قد فتح
ملفها فينبغى أن تدار بحنكة من خلال علماء يتخللهم أراء ونقاش جاده، أساسه الرأى
والرأى الأخر حتى يجدوا حلا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق