النصب والإحتيال وخطرهما على المواطن
أساليب النصب والإحتيال متعددة، بدرجة ذكاء الشخص، فتجد من هو بارع فى النصب فى مجال ما، كالنصب على الغلابة وهذا هو النصب السهل، وهذا النوع من النصب يحتاج إلى وعى، من الخبراء أولا بالتوعية والتحذيرات المتوالية، لكى يستوعب الشخص هذه التوعية بجدية، وأيضا بدراسة جوانب النصب على أشكاله، سواء الإيجابية والسلبية، والنصب والإحتيال على الغلابة ما أكثره، فنراه فى حياتنا اليومية يشكل رهيب، خصوصا النصب على الجاهل بالشئ، لأنه ينصاع إلى حكم ومواعظ من المحتال، ومن هنا يستغل النصاب جهل الشخص الذى يشتغل عليه، فتنعكس المصلحة له، وليس لمن ينصب عليه، كالذى حدث للذين أنصاعوا وراء أغواءات وأكاذيب شخص يقوم بمضاعفة مبلغه الذى سيدفعه مثلا، وهنا أستغل النصاب جهل الذى نصب عليه فطمعه فى المزيد من الربح من وراء المبلغ الذى يدفعه، حتى إطمئن للنصاب ودفع كل ما يملك ثم هرب النصاب بما حصل عليه من مال، وكالذى حدث فى إحدى البنوك والتى تبين من الواقعه أنه أستغل سذاجة إمرأة، وحدث معلوماتها لصالحه، فبدلا من أن يحدث معلوماتها، عكس ذلك ليكون هو صاحب الحساب، وبذلك سهل له أن يستولى على ودائع المرأة وهى فى غفلة منه.
هذا النصب نراه كثيرا على رواد البنوك، خصوصا الجهلاء بالموضوع، فليس جميعهم يحترف سحب الودائع من البنوك، وإنما منهم من يستعين بأحد الحاضرين لمساعدتها، وعادتا أن يكون هذا الشخص محترف النصب ومندس وسط الحاضرين عند ماكينة الصرف الآلى، فيهرول إليها عارضا عليها مساعدتها، وتتم الكارثة، فى هذه الحالة يكون الخطأ الأكبر على البنك، لماذا ..؟ لأن البنك أولا مراقب بكاميرات مثبته فى ماكينة الصرف الآلى غير التى تراقب المكان بأكمله، تسجل كل من يقوم بسحب الأوراق المالية، ومن المفترض أن يظهر وجه الشخص على شاشات المراقبة فى البنك، لكى يقوم مرقب الكاميرات بإعادة الفيديو إذا لزم الأمر، ومن المفترض أيضا أن تسجل الشاشات وجه المحتال وتحفظه، وتقوم بتقديمة للنيابة فى وقت وقوع الكارثة.
والإحتيال له أكثر من وجه، كما إن المحتال لا يريد إلا أن يستولى على المال بدهائه، فلا يفكر إن كانت هذه الضحية فى ظروف صعبة أم لا، أو هى تعانى من مرض مزمن، أو هى فى أمس الحاجة لهذا المال، وإنما هو فقط لا يريد إلا الإستلاء على المال بأى طريقة كانت، لأن قد غشيت عيناه وطمثت حتى أصبح شيطان أعمى لا يرى ما حوله.
ولقد تطورت أساليب النصب والإحتيال، حتى أصبح على مواقع الإنترنت بشكل كبير على المواطنين، ولقد شكى الكثير من المواطنين إلى إدارة مباحث الأنترنت بوزارة الداخلية، لما تعرضوا إليه للنصب والسرقة والإبتزاز من خلال الانترنت الذى أصبح سهلا، لأنه يعتمد على الخداع والكذب بعرض سلع وهمية أو مسابقات لا أساس لها، والتى نراها بكثرة لشخصيات معروفه تدعى بأنها تعطى شخصا ما المليون دولار فى الحال، حال إذا سجل هاتفه على الموقع، ويتضح بعد ذلك بأنه سلم ذقنه لهم، لأنه من الشروط الواجب توافرها فى الحصول على الجائزة أن يخصم منه ثلاثة جنيهات يوميا، وذلك من رصيده حتى يحصل على الجائزة، ويستمر على ذلك شهر وشهرين، ويفاجئ بأن رصيده قد أنتهى ولم يحصل على الجائزة المزعومة.
هذا الخدع من الإحتيالات الخطرة، ولا بد من إدارة مباحث الأنترنت أن تعى لهذا جيدا، ولكى يتفادى المواطن ذلك أن يقوم بإبلاغ الجهة المسئولة على مراقبة المواقع فورا، ولو بنشر تحذير وهذا أبسط الأمور، ولا تتركها فريسة لهؤلاء النصابين لتحقق أغراضهم الدنيئة.
ولكى يتفادى المرء الوقوع فى فخ النصابين والمحتالين، عليهم ألا يخوضوا فى الإشتراك فى مواقع مشبوهه، وألا ينصاعوا إلى أكاذيب وإغواءات ناشرى المسابقات المشبوهة، والهجرة الغير شرعية إلى بلد ما، بحجة البطالة، ودفع الرسوم أى كان عن طريق الخدمات البنكية لقضاء خدمة ما، وألا يقدم أحد الأرقام الخاصة بالفيزات بأى حال من الأحوال، وإذا لزم الأمر وكان جاهلا بالشئ فعليه إستشارة من هو أفقه منه فى المجال، أو يلجأ إلى موظفى البنك ليرشده إلى الطريق الصحيح، لأنه الشخص الوحيد الذى يؤتمن على الأرقام السرية، حتى لا تتسرب إلى أحد المحتالين فيستغلها لنفسه وتكون أنت فريسة لا يداويها دواء.
فالله تعالى يقول : (بل الإنسان على نفسه بصيرة).
صدق الله العظيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق