ريا وسكينة فى شوارع مصر
ظاهرة خطف الفتيات
لم نسلم من جرائم تهز المجتمع المصرى كل فترة وأخرى، ومن هذه الجرائم ظاهرة خطف الفتيات وأيضا خطف الأطفال فى ثوبها الجديد، وتطالعنا الأخبار عن هذه الجرائم البشعة، فتهز مشاعر البشر، مما تؤدى إلى هلع الذين يعولون الفتيات اللاتى تسافرن إلى الجامعات خصوصا البعيدة عن سكناتهم، وتشتد الرهبة من قبل الآباء والأمهات على أولادهن حتى يعودون إلى منازلهم سالمين، وأيضا تشتد الرهبة عندما يسمعون أخبارا سيئة عن خطف فتاة ما فى منطقة ما.
ونحن قد طالعتنا الأخبار عن خطف فتاة من أمام جامعة القاهرة، وهذه جريمة بشعة لا بد وأن تأخذ أهتماما واسع النطاق لتصدى لمثل هذه الجرائم فى أى مكان فى مصر، لأنها تؤرق المجتمع بأسره وتجعله يصاب بهزيان، ورغم جهود الداخلية فى هذا الموضوع، إلا أن طرق الخطف بدت بطرق مبتكره فى الشارع، ولم يسلم منها أحد حتى كاد الآباء يذهبن بأولادهن إلى باب الجامعات وينتظرهن حتى العودة.
وطرق الخطف تتم بصورة سهلة، وهى لم تستغرق ثوانى، كى يتم خطف الفتاة بطريقة تجنب السيارة بجانبها ثم يفتح ببها بسرعة ويتم سحبها داخل السيارة، على طريقة الأفلام المصرية، وتقوم الشرطة بالبحث المستمر حتى يتم القبض على العصابة.
ومنطقة جامعة القاهرة لم تخلوا من كاميرات المراقبة سواء لإدارة المرور أو للداخلية لتأمين المكان، كما إن البعض من مرتكبى هذه الجرائم يتم إخفاء نفسة حتى لا يتم الكشف عن هويته، سواء بتغيير أرقام السيارة أو أن يلثم أو مرتديا قناع حتى لا يعرف.
وجرائم الخطف هذه لم تقتصر على خطف الفتيات فقط، بل أمتدت أذرعها إلى خطف الأطفال أيضا، وكما إن لهذه الجرائم عقوبة صارمة، إلا أن ولى أمر الطفل هو الخاسر فى هذا الموضوع، لأنه يفقد أعز ما يملك، وأن الجانى يفر من عقوبة إما بالهرب أو أن يطبق عليه حد السيف، لذا لا بد من وجود حل صارم لمنع هذه الجرائم من الشارع المصر لتأمن الآهالى شر هذا، وعلينا أن نجد حلول تحد من هذا وذاك، إما بأن تكون الفتيات وهم يذهبن إلى الجامعات أن يذهبن مع قريب لها أو زميل تعرفه إن أمكن، وبذلك تطمئن الأسر بهذه الطريقة على بناتهن، خصوصا لمن تسافر خارج محافظاتها.
وقد كانت طريقة تقليل الأغتراب هذه من أفضل من صنعته وزارة التعليم العالى لتفادى مثل هذه الجرائم، إلا أن أيضا لم تنتهى هذه الظاهرة، فمن الممكن أن تحدث حتى ولو كانت الفتاة أمام بيتها، فهذه الظاهرة تظهر فى كل مكان أمام المدارس والجامعات حتى أمام حضانات الأطفال، أو فى الشوارع العامة نفسها، فلا بد وأن نكون حذرين على قدر المستطاع، أولا على أولادنا ثانيا على المحيطين بنا، فعلينا أن نلحق بهن إذا شعرن بشئ مريب فى الشارع أو المواصلات العامة.
وكأن ريا وسكينة قد ظهروا فى شوارع مصر بالفعل، هاتان المرآتان الأسطوريتان فى الخطف، والجرائم التى كانوا يرتكبنها سابقا، تكررت الآن فى صورة أخرى مشابهه، ففى زمن ريا وسكينة كان الخطف من أجل الإستلاء على الذهب، أما فى زمننا هذا فالخطف من أجل الإستلاء على الذهب والحلى أو لفدية، أو لبيع الأعضاء والمتاجرة فيه، وكلهما جريمة واحدة يرفضها المجتمع، وعلينا جميعا أن نحارب تلك الظواهر حتى لا تتكرر أو تعود علينا بالسلب، فجميعنا نحمل هواتف وجميعينا نحفظ أرقام النجدة، فلا بد وأن نسرع بالإبلاغ عن وقوع حوادث مشابهة بأسرع ما يمكن ، حتى يتم إنقاذ الضحية.
ولا بد أيضا من الحفاظ على بناتنا وأبنائنا فى كل مكان، حتى ولو لم نعرفهم فعلينا بالوقوف بالمرصاد ضد الخاطفين بأى صور كانت، حتى ينقى مجتمعنا الذى نعيش فيه من الدنس الأسود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق