البنات.. والحرية
المزعومة
فى هذه
الأونة، أتخذت الفتيات الحياة وكأنها حرية مطلقة، خصوصا بعد ظهور التكنولوجيا
المتمثلة فى الأنترنت، والتى أباحت كل الحريات الممكنة للولد والبنت معا، وكأنها
حصان جامح، فالأنترنت هو الذى أدى بهم إلى تدهور الأحوال، وأبعدهم عن التقاليد التى
تربى عليها أبائهم وأجدادهم، فجيل الأمس، أقصد جيل أول القرن العشرين، هو الجيل
الذى لم يلحق بركب تكنولوجيا الأنترنت والفضائيات، اللتان صدروا لنا الفسق
والضلال، فكان أخرهم الراديو المسموع لسماع القرآن الكريم، وحفلات أم كلثوم، وأيضا
البرامج الهادفة التى تتعلم منها الأسرة، وكان يلتف حوله الأسرة وقت إذاعة المسلسل
العربى، فكان الراديو يؤدى رسالة عظيمة لمستمعيه، لأنه يدخل البيوت بأدب وأحترام،
ويخرج منه بأدب وأحترام أيضا.
إلا الأنترنت
فهو ساكن البيوت دائما، وكأنه داء لا تتخلص منه الأسر المصرية، بل يطلبون منه
المزيد، لأنه وسيلة ترفيه كلِ على مزاجه، حتى أدى بالأسر كبيرا وصغيرا إلى
الإنحطاط الذريع، وأدى إلى إفساد المجتمع ككل، ونحن بصدد إنحراف الفتيات اللاتى
أتخذن الأنترنت كوسيلة للمعايشة معه، دون المعايشة مع الأسرة، وكأنهن يهربن به إلى
عالم أوسع وأرحب، بدلا من مضايقات الأهل، حتى أدى بهم إلى أدنى درجة من التربية،
ولا أنه لا يترك كبيرا ولا صغيرا إلا أنساه التربية الحقة التى ينبغى أن يكون
عليها المرء، وعايشه فى وهم كبير بالتواصل مع أصحاب لا يعرف نواياهم، إلا أنهم
يردون على بعضهم البعض بتعليقات متنوعة وكأنهم يعالجون قضية من قضايا المجتمع.
فهل الأنترنت
هو المسئول الأول أو المتهم الأول فى إفساد الذوق العام، خصوصا الفتيات التى أنتقل
إليها عادات وتقاليد الغرب، وكما نرى الموضة التى ظهرت فيهن لفترة، وهى موضة تقطيع
البنطلونات من الركبة، حتى أماكن يستحى المرء أن يذكرها، وكلما عاتبت أحد فيتهمونك
بالتخلف، لأن الموضة قد صارت هكذا، حتى رأينا تدنى أخلاقى مجتمعى فى عرض الفتيات
بصورة مزرية للغاية على صفحات التواصل الإجتماعى، وكأنهم تبرجوا تبرجع الجاهلية
الأولى، فمن وجهة نظرى الأنترنت هو عامل رئيسى فى إفساد أخلاق الفتيات، وأنهن شريك
أساسى فى ظهور تلك الظاهرة معه أيضا.
وكما إن
الأنترنت له عيوب كما إن له مميزات، فعيوبه أكثر من مميزاته، لأن هناك جهلا فى
أستعمله، جهلا جعل الجهلاء ألعوبة تحت سيطرته، فظنت الفتيات بأنه الملاذ الأول فى
تحررهن من قيود الأبوين، وظنوا بأنهم قد طلبوا العلا فوجدوه، ليقضوا معظم أوقاتهم
فى إظهار أجسادهم العارية، ليطلع عليهم كل من فى قلبه مرض، فى الوقت الذى نريد من
الله تعالى أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليه.
هناك فئة ضالة
كأنهن كاسيات عاريات، كأنهن زبائن الشيطان، يظنون بأن قلوبهم كالطير بل هم حصب
جهنم هم واردوها.
ومفهوم الحرية
الخاطئ فى نظرهم، الأمر الذى قادهم إلى تدهور أخلاقى، حتى إزدادت ظاهرة الطلاق
والعنوسة، لأنهم أتخذوا هذه الوسيلة بجهل مُطبق، لا يراعون العادات والتقاليد،
لينتهز كل من هو عديمى الضمير بأن يلعب بصور الفتيات بالتحريف والإبتزاز كما رأينا
قضايا أثيرت فى المجتمع من هذا النوع، فما يجول فى خاطر الأشرار ماهو إلا أعمال
شيطانية، ونحن رأينا ما هو أفظع من جرائم قد أرتكبت فى هذا الخصوص، لأنهم فهموا
الحرية خاطئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق