السبت، 1 مارس 2025

قصة قصيرة بقلم/ فوزى اسماعيل

 

كنز عم غانم 

امتد ذراع الفقر اليه.. كان فلاحا يعمل بالجهد القليل فى قيراطين فقط قد ورثهم عن ابيه ..اعتاد ان يخرج من دارة بعد صلاة الفجر ليذهب الى ارضه التى تبعد عن القريه بخمسمائة متر كانت بجوار الطريق الرئيسى الذى يربط القاهرة بالاسكندريه .

وكان عم غانم قد اقترب من الستين عاما .. رزقه الله بولد صغير ورغم صغر سنه الا انه كان يعاينه على شق الارض ..لانها كانت مصدر رزقه الوحيد يحب العمل حبا جما كأنها تسرى فى دمه حتى انه كان لايعود منها الا فى وقت متاخر من الليل.

وفى ذات يوم تهيأ للذهاب اليها كعادته قبل ان يستيقظ اهل القريه من نومها حتى وصل اليها حاملا فأسه وراكبا حمارته الضعيفه.. ونزل الارض لكى يجهزها لزراعة القمح واثناء اشتغاله فيها وجد شيئا غريبا مدفونا فى الطمى .. شد انتباهه وتوسعت عيناه .. وايقن انه كنز دفين .. حفر من حوله وهو يراقب الطريق فى كل الاتجاهات حتى لايلمحه احد .. وبعد دقائق نجح فى استخراجه .. وجده يشبه الاسطوانه المغلقه.. كان ثقيلا ففرح به كثيرا.. وربطه فى جوال كان معه بإحكام .. ورجع الى دارة .. كانت زوجته قد استيقظت لتعد له الفطور .. فندهشت لرجوعه مبكرا..

امسكها من ذراعيها لكى تكف عن الكلام .. واغلق عليهما الباب .. فأظهرة امام زوجته التى كادت ان تطلق الزغاريد لانها فهمت على الفور ان هذا كنزا.. كتم فمها بسرعه قبل ان تصدر صوتا فتسمعها على وجهه وهمس انا لقيت كنز.. انا لقيت كنز..

قص عليها قصة الاسطوانه .. ففرحت وانشرح قلبها ..

كان فى ذلك الوقت الطفل مازال نائما فى فراشه.

اتفقوا سويا على فتح الاسطوانه لاستخراج الكنز الذى بداخله.. وحلمت زوجته لما بداخله حتى ظلت تتمحن .. ماذا يكون هذا الكنز؟

هو ذهب خالص .. ام سيكون مالا او شىء ثمين يسر القلب طلب منها عم غانم سرعة اشعال النار على الموقد .. لكى يقوم بتسخينى قطعة الحديد التى يستعملها فى الفتح..

جاءت زوجته يالقوالح واشعلت فيها النار ووضعت قطعة الحديد عليها حتى صارت مجهرة بعد دقائق وظل يفتح الاسطوانه بها فى همه بجانبه زوجته التى اشتاقت لرؤيه مافيها.. لم يحالفه الحظ بفتحها وتعثرت طريقة الفتح .. ظل يفكر فى فكرة تسهل عليه فتحها .

كيف سأتصرف .. لابد من طريقه .

جاءته فكرة لم يتمهل فى تنفيذها .. عسى ان تحل له المشكله.. امسك بالاسطوانه ووضعها على الموقد.. وظلت مده طويله حتى سخنت الى درجه عاليه.. انفجرت الاسطوانه فيه وفى زوجته ومن فى الدار كلها واودت بحياتهم فى لحظة .. وبعد ذلك تبين انها قنبله من مخلفات الحرب.

                                              (انتهت)

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

  مصر ترفض مزاعم ترمب لقد كان تصريح ترامب رئيس أمريكان ليس فى محله، وهذا التصريح الذى أدلى به عن تهجير الفلسطنين من غزة إلى سيناء هو الأسو...