سد
النهضة.. والتكهنات حوله
لماذا أثارت ضجة على مشكلة سد النهضة هذه الأيام؟
ولماذا أصرت أثيوبيا على بناء سد النهضة خصوصا بعد ثورتى
الخامس والعشرون والثلاثون من يونيو بجدية ؟
هل هناك قوى سياسية كبرى أرغمتها على بناء السد ؟ أم أن
دولة لها مصالحها معها ضغطت عليها لإستكمال بناءه ؟
إن سد النهضة الأثيوبى الذى أثار كل هذه الضجة الكبرى
منذ بناءه حتى الآن، قد أعطى أهمية كبرى لدولة مثل أثيوبيا والتى كان لم يكن لها
صوتا فى المنطقة، والتى بقى لها باع فى عملية البناء لمنع مياه النيل عن مصر، وعن
دول حوض النيل، فقد تجاهلت كل ذلك وقامت ببناء السد رغم أنها من المستحيل أن تمنع
المياه عن مصر، فمصر قد كرمها الله فى كتابه العزيز خمس مرات ووصى عليها الرسول
صلى الله عليه وسلم.. ونهر النيل هو هبة الله لمصر فماءه من الجنة.
ورغم جهود وزراء الخارجية ووزراء الرى فى التراءى لوقف
بناء هذا السد الذى سيجعل منها دولة عداء فى المنطقة، ولأن مصر تأخذ هذا الموضوع
بحكمة فى معالجة هذا المشروع الذى ظهر على حين غفلة، فهى لا تريد أن تخسر دولة مثل
أثيوبيا، حتى أنها قامت بتقديم كل الحلول لها ليمر النيل إلى مصر فى سلام.
ولأن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لا يريد الضرر
للشعب الأثيوبى فقد عرض مساعدة مصر عليهم حتى يشمل التنمية للشعب الاثيوبى دون أى
معاداه بين الشعبين.
من له المصلحة فى دفع أثيوبيا لبناء هذا السد، ولماذا فى
هذا التوقيت بالذات، هل لأن أثيوبيا تريد أن تنتهز الفرصة فى كسب قرشين من وراء
هذا الموضوع، والحصص التى تحصل عليها دول حوض النيل.
رغم أن هذا النيل ليس لهم فقط، فكل دولة على حوض النيل
لها حق فيه، وليس للأثيوبيين وحدهم فمنذ الأزل ومصر تستفيد من هذا النيل، ولا أحد
يفكر فى أن يمنعه.
إن الحكومة المصرية التى تسعى حتى الآن إلى التوصل لحل
يرضى الطرفين، بعقد المؤتمرات مع الأثيوبيين سواء فى القاهرة أو فى أديس آبابا،
وهى حريصة كل الحرص على أن تقف مع الشعب الأثيوبى ليس فقط لمرور النيل إلى مصر، بل
من المعروف أن مصر تقف مع أى دولة تمر بمحنة كما وقفت مع اليمن والسودان والعراق
وغيرها، ولا أعرف لماذا التعنت من أثيوبيا الآن فى عرقلة حل هذا الموضوع، فلا ترى
فى هذا الملف انفراجه ولكن يزداد تعقيدا.
والتكهنات التى تثار حول هذا السد وما تنقله وسائل
الإعلام ليس إلا حديث مناضد وإجتماعات حول السد، بإطلاق تصريحات من بعض السياسيين
وبعد كبار حكومة الدولتين، ولا نعرف ماذا يخبئ الجراب ياحاوى، وأين هى الحقيقة
بالضبط.
لا نعرف أيضا ماذا سيكون السيناريو القادم فى طلاسم هذا
الموضوع، الذى أخذ حق أكبر من حقه فى النقاش حتى يجدوا مخرجا له.
السؤال الذى يطرح نفسه..
هل أثيوبيا وحدها هى الدولة الوحيدة التى تتحكم فى عملية
مرور مياه النيل؟
أم أن هناك دولا أخرى من الممكن أن تحل المشكلة وتلجأ
إليها مصر حتى تشق فى أراضيها نهر أخر، مادومت أثيوبيا عند عنادها هكذا.
كنا نسمع أن الذى وراء ذلك كله هو دولة صهيونية لخلافها
مع مصر، وقد عرضت مبلغا ضخما عى أثيوبيا لتحويل النيل عن مصر، ولكن كما قلت هذه
تكهنات لا دليل لها فقد تسرب الخبر عبر وسائل الإعلام الغربى وما أدراك من الإعلام
الغربى، على رأسها رأس الأفعى، الجزيرة.
أخيرا..
صرح مسئولون من أثيوبيا بأنه تم بناء السد لإحتياج
أثيوبيا إلى توليد الكهرباء، ومصر لا تمانع فى ذلك ولكن تطالب بحقها الشرعى
والقانونى على حصتها من مياه النيل بدلا من دخول الدولتين إلى نفق مظلم، فيزداد
فيها التكهنات أكثر وتزداد المشكلة تفاقما وسوءً.
* *