الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

قصة قصيرة..   سيناء فى القلب بقلـــــــــــــم   /  فوزى يوسف إسماعيل    

قصة قصيرة..

سيناء فى القلب
بقلـــــــــــــم
    فوزى يوسف إسماعيل    


أنا من قاتني سيناء، وبالتحديد من سكان العريش، تلك المدينة الساحرة التى عشت فيها منذ ولادتى، كان أبى يعمل حدادا فى ورشة بسيطة ابتدأها حتى تكبر معه، فكانت مصدر رزق لنا أنا وأمى وأبى وأخوتى، سعيد ورامى وأختى الصغرى سلوى، وكنت أنا أكبرهم بقليل وأسمى محمد، شَبِيت على الدنيا وجدت أبى يعمل فى ورشته ليل نهار، وكان يبلغ من العمر خمسون عاما، لا يكل ولا يمل حتى يجمع لنا قوت عيشنا أخر النهار، فيأتى به إلى أمى كى تقوم على إحضار متطلبات المنزل، وكان منزلنا مكونا من طابق واحد، وهو مكون من ثلاث غرف وصالة، حمدنا ربنا عليه، وعشنا فيه مده لا بأس بها، ثم هجرناه بعد عدوان إسرائيل على سيناء فى 67 وتركنا أرضنا وعشنا فى القاهرة مده قصيرة، كنا نعانى فيها فراق الأرض والوطن.
وكان إحساسنا بفراق الأرض مريراَ، وفى ليلة نصر أكتوبر، قام أبى من نومه وتوضأ للصلاة قبل الفجر بقليل، وسمعته يدعى الله لإرجاع أرض سيناء إلى مصر، وكأن أبى كان على موعد مع النصر، ففى الساعة الثانية بعد الظهر سمعنا نبأ عبور قوتنا المسلحة قناة السويس وتوالت الضربات الموجعة للعدوان حتى انتصرنا وكانت الفرحة الغامرة لكل الشعب المصرى فى كل أرجاء المعمورة، وقرأنا وسمعنا عبر وسائل الإعلام العالمية والمحلية شجاعة وبسالة جنودنا الأبطال.
وتساقط منهم شهداء فرَوُا أرض سيناء بدمائهم، ورجعت سيناء لأحضان الوطن كما دعَىَ أبى لها فى صلاته، وكما كان يتمنى كل مواطن مصرى عودة سيناء إلى أرض الحبيبة مصر، تبادلنا التهانى والزيارات وكانت الشوارع والحارات لا تهدأ بالإحتفال بالنصر العظيم، وأعلنت القيادة فى مصر سرعة تنمية سيناء وسرعة تعميرها فقررنا العودة إلى منزلنا المتواضع فى الشيخ زويد، كما أن الأهل والأقارب التى تركت ديارهم عادت إليها مرة أخرى، وصلنا منزلنا فوجدناه مازال صامداً مكانه، ولم يصبه أذى إلا بعد التلفيات التى أصابته، فقمنا بإصلاحها، حتى عاد المنزل إلى مكانته السابقة مرة أخرى.
عشنا فى منزلنا وأخذنا فترة إعداد حتى بنيت المدارس والمستشفيات والخدمات على أرض المدينة، وقامت القوات المسلحة ببناء تلك الخدمات مشاركتا مع الوزارات والحكومات، وكأننا نعيش فى القاهرة، كنت أراقب تلك الإصلاحات والإنشاءات، وأنا اشتاق إلى أن أرى هذه المدينة مدينة سياحية عامرة بأهلها، كنت أفرح وأمرح وأساعد كل من يقدم على إنشاء مصلحة خدمية تخدم أهل المنطقة كلها، وكنت أدعوا أصحابى وجيرانى بأن نتكاتف جميعا فى عمل الخير حتى تظهر مدينتانا جميلة مكتملة بكل الخدمات التى ننتفع بها مستقبلا.
اجتمع حولى الشباب الطموح الذى استغل هذا العمل الكبير، واخذ بأيدينا حتى كنا مجموعة كبيرة قسمنا بعضنا إلى مجموعات تشجر، ومجموعات تبنى، ومجموعات تنظف المنطقة من أثار الدمار والمخلفات التى خلفتها الحرب، كنا فى سعادة غامرة ونحن نعمل بجد ونجتهد ونقوم على خدمة بلدنا بطرق شتى مع قوتنا المسلحة التى بالأمس حاربت واليوم تعمر.
يوم بعد يوم كبرت ورشة أبى وتطور فيها العمل، كبر الإنتاج، حتى عمرت المنطقة ببعض المشاريع الكبيرة وبدأ الاستثمار فيها، كما أننا علمنا بأن هذه المنطقة هى مستقبل مصر، وهى متنفس كبير للقاهرة المزدحمة، وبأت القوات المسلحة تشاركنا عملية التنمية فنشأت بعد الخدمات العملاقة، وبدأت مدينة الشيخ زويد تزدهر.
توالت الأيام وتغير الحال من حال إلى حال، وتغيرت القيادات السياسية، وقامت ثورة الخامس والعشرون، وبدأ الإرهاب ينتشر فى سيناء، وبالأخص مدينة الشيخ زويد التى كثر فيها القتال من بعض الخارجين على القانون، كنا نعيش أياما مليئة بالخوف والترقب، كما كنا فى أيام حرب السابع والستون، ولكن هذه المرة لم نترك أرضنا ولا ديارنا، بل صمدنا فيها كما صمدوا أهل الشيخ زويد لا نهَاب الإرهاب، لأننا نعلم أن هذه الإرهاب لا يخيفنا، رغم أننا كنا نصحوا كل يوم على دوى انفجار وسقوط شهداء من القوات المسلحة والجيش فى المنطقة.
جاءت قوتنا المسلحة وفى جعبتها كثيرا من العمليات، رأينا طائرات الأباتشى ودبابات قوتنا المسلحة تجوب الشوارع والميادين، فقد نادى رئيس الجمهورية المنتخب بعد ثورة الثلاثين من يونيو بأن من أولوياته هو القضاء على الإرهاب قلبا وقالبا، سعدنا بهذا التصريح وبعد ذلك وجدنا العمليات تنفذ على أرض الواقع، وفوجئنا بأن أرض سيناء كانت تستخدم لتهريب المخدرات والأسلحة من بعض المجرمين عبر أنفاق تحت باطن الأرض يُعد طولها بالكيلو مترات، أنفاق لم نعلم عنها شئ.
كنا غفلنين عنها لولا كلمة السيد الرئيس لمحاربة الإرهاب وتطهير سيناء من هؤلاء الخونة، فى سرعة البرق جاءتنا قوات مسلحة وقوات شرطية يتعاونان على قلب رجل واحد، عازمون على تطهير سيناء بكل ما فيها من إجرام، رغم أنهم سيتقابلون بعواقب وخيمة من هؤلاء المجرمين، ونحن سكان الشيخ زويد أخذنا حذرنا فى مواجهة هؤلاء الخارجين عن القانون والذين لا يعرفون إلا الدم، وقد عملنا احتياطنا فى هذه اللحظة وقمنا بتسليح أنفسنا تحسبا لهجوم منهم، عازمين أيضا بمساعدة قوتنا المسلحة بمعلومات عنهم إذا ترددوا على منطقتنا لأننا لو تركناهم لأصبنا الأذى منهم.
أختى وأخى الأصغران لم يوصلوا إلى مدارسهم إلا بحراسة مشددة من المنطقة، حتى أطفال مدينتنا كنا نحرسهم أنا وشباب المنطقة ذهابا وإيابا، لأنهم أصبحوا خائفين من هؤلاء، حتى لا يستعملوهم دروعا بشرية يحتمون خلفهم من نيران القوات المرابطة لهم بالمرصاد، حتى آتاني قائد العمليات العسكرية وطلب منا أن نبقى نحن وسيقومون بحمايتهم حتى يعودوا، فكانت المدرعات تستلمهم صباحاً ومساءاً حتى يعودا إلى منازلهم آمنين.
كانت المنطقة كلها مأمنه ولكن على فترات نسمع دوى انفجارات فى محيط المدينة، نعرف بأن قواتنا استهدفت وكرا لتلك الأشرار، أو قاموا بهدم نفق على الحدود، كنا نحن نفرح لذلك ونؤازر جنودنا الأبطال بتقديم التحية لهم، وكانت روح التعاون عند الجنود مرتفعة، فأدوا ما عندهم من فدائية، هذه الفدائية لا تقل عن فدائية الجندى الذى شارك فى النصر العظيم نصر أكتوبر.               
بعد أيام سمعنا عن اغتيالات قيادات عسكرية وقيادات شرطية، وأطلعتنا الصحف ووسائل الإعلام عن حجم التكفيريين فى سيناء، خفنا على أمن بلدنا، فناديت بتجمع شباب المدينة، فى ذلك الوقت بلغت من العمر عشرون عاما، وكانوا أصدقاءنا الذين انضموا لنا فى هذا السن، تجمع حوالى خمسون شابا من المدينة ومن الأحياء التى حولنا، قمنا بعمل خيام فى المنطقة وأنشأنا بعض مراكز الإسعاف وبعض خيام الإيواء، وكان من هؤلاء الشباب أطباء مازالوا يمارسون مهنة الطب حديثا، تطوعوا لمعالجة جنودنا البواسل إذا لزم الأمر.
أما أنا فكان لدى ميولا صحفية أكتب المقالات والأخبار والتحقيقات، فقمت بعمل روبرتاج لجنودنا العظماء وهم يقومون بتدمير منزلا لأحد التكفيريين وقد وجدوا فيه بعض الأسلحة والقنابل، كانوا يعدونها استعدادا لعمل بعض العمليات ضد الجيش والشرطة، وكنت قد اختليت مع نفسى بعض الوقت فى وطأت الليل عندما هدأت المنطقة من ضربات النار التى كانت تطلق فى وضح النهار على التكفيريين، قمت بسحب ورقة وقلم من حقيبة أختى الصغيرة وجلست مع نفسى أسطر بعض السطور فى مقال عن بعض التكفيريين، فقلت فيه :
ماذا تريد الجماعات التكفيرية من مصر؟
سؤال يطرحه البعض على نفسه،ويتمعن فى إجابته، والإجابة معروفة، بالفعل يردون زعزعة أمن مصر، فيضربون المنشآت الحيوية بالدولة وضباط الجـــيش والشرطة، والجماعات التكفيرية هذه هم جماعات مغيبة فكريا وذهنيا، جماعــــات مجــــردة من الإحساس والضمير،جماعات يطلق عليهم إرهابيون،يروعون الآمنين من أهل مصر
لا دين لهم ولا مله، لايعرفون التسامح ولا الإستقرار، أنما يعرفون القتل والإغتيالات وتيتم الأطفال الصغار وترمل الأمهات فى سربهم، بعد ما يغتالون شرطيــــا أو جنديا يقوم على حراسة الوطن، ساهرا على أمن مصر.
يقول صلى الله علية وسلم : عينان لا تمسهـما النار عـين باتت تحــــرس فى سبيل الله وعين بكت من خشية الله.
وإذا كانت هذه الجماعة تحظى بقدر ولو ضئيل من الفكر والتدبر لمَّ يفعلوا هذا.
أنهم حصب جهنم يوم القيامة هم واردوها.
والجماعات التى قامت بإغتيال أبناء الجيش والشرطة ليس لهم إلا أن يحققوا رغباتهم فى الإنتقام من أجـــل حفنة من مال، مال حرام يتقاضونه من أيد ملوثة بالدماء، فهـــم يأكلون حرام لا محالة كما أن أجسادهم تنبت من حرام، ومن نبت جـسده من حـــــرام فالنار موعده، أو النار أولى به.
والذين يطلقون على أنفسهم جماعات بيت المقدس،لا ينتمون إلى الوطن، أنمـــا هــــم غرباء، يستحل موتهم ومحاربتهم حتى القضاء عليهم أينما كانوا،يستحل أيضا حرقهم كالسبعة الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلــــــم : منهـم : الحرباء والثعبان والحدأة والفأر والكلب العقور وغيرهم،لأنهم يأذون الإنسان، حل رسول الله قتلهم فى الحل والحرم، فالجماعات التكفيرية مثلهم يحاربهم المجتمع ويآسى عليهم بكل قـــوته أمام الجميع، بقتلهم وشنقهم فى ميدان عـــــام ليكونوا عبرة لمن يعتبر، وعلى القضاء المصرى أن يسارع فى الحكم عليهم بأقصى عقوبة، لأنهـــــم خطرا على أمـن وآمان المجتمع، خطرا بأن لا يحتويهم المجتمع والوطن ، بل ينبذهم شر نبذة.
وربما هذه الجماعـــات التى لا دين لهم أن يعملون فى شبكــــات إرهابية دولية، تريد إزهاق مصر، لكن مصر ستبقى أبد الدهر، لأن الإنسان يموت ويبقى الوطن.
تبقى مصر قاهرة الهكسوس والتتار، قاهــــرة الفرنجة والإنجليز، قاهرة إسرائيل وما وراء إسرائيل، قاهـرة كل من سولت له نفسه أن يمس مصر، قاهـــرة المعز لدين الله الفاطمى مصر باقية رغم أنفهــــم، وهم ما هـــم إلا جماعات إرهابية ستبتر أيديهـــــم
ورؤسهم عاجلا أوأجلا بأيد المصريين الشرفاء الذين يدافعون عن وطنهم الغالى حتى آخر قطرة دم من دمائهم، يقــدمون أنفسهم وأرواحهم فـــــداءاً للوطن ولترابه الغالى،
مصر هى أكبر بكثير منهم ومن أفعالهم الشيطانية، مصر التى ذكرها الله عز وجــــل فى كتابة العزيز، مصر كنانة الله فى أرضة، مصر التى حــيرت العالم أجمع صاحبة الحضارات وصاحبة الرياده ، مصر هى مصر وستبقى مصر.
بسم الله الرحمن الرحيم
أدخلوا مصر إن شاء الله آمنين.
صدق الله العظيم
كتــبت هذا فى مقال وطويته فى مظروف وقمت بإرساله لإحدى الصحف عن طريق البــريد المصرى، بعـد أيام وجـدته منشورا فى الصحيفة، ثم رأيت ردود أفعـاله عنــد بعـض المهتمين بالتحــليل الصحفى عــبر قنــوات التليفزيون، ولــم أســلم من ألســنة المعارضة، فقد وجـدت ألسنة حــداد أشحة على الخير تردد بسـقوط الجيش، وما كان منى أن أرد علي هؤلاء الغوغاء بمقال أخر عن الجـيش وأبين حــقيقة اللبــس حتى لا يقع فيه بعض ضعاف النفوس، فقلت فيه أيضا :
لقد تطاولوا على خير أجناد الأرض ولقد قالوا السفهاء يسقط الجيش ولكن الجيش لن يسقط الجيش الذى لا يعرفه أحد حامى حِمّا الوطن وهذا مانسمع عنه اليوم من أقاويل وشتائم للجيش إنما هـــو تخطيط الغــــرب لأن المصرى الأصيل الحق لا يرضى أن يهان الجندى كما يحدث من رجال لا يعرفون قدر الجيش المصرى عندما تقذف الضابط بأفظع الشتائم وأحقر الحركات وفى استطاعة الجندى أن يخسف بهم الأرض إن شاء ،ولكن حلمه أن يتملك غضبه لأنه يعرف أنهم لا يستطيعون أن يحركوا ساكنا ومـن ذا الذى لا يعرف يقينا أن بدون الشرطة والجيش تعيش مصر لحظة واحده فى أمان تام، كيف منهم بهذا الذى يردونه أن يحدث بلبلة فى الجيش، أنهــــم لا يعلمــــون فظاعـــة ما يقـــولون فأضرب مثل بسيط .. إذا دخل أحدهم الجيش وزُنق مثل الفأر فى مصيدة هل يستطيع أن يحمى نفسه لا وألف لا بل سيكون مثل كالفأر المزعور ، فهيهات لمـــا تفعلونه ، فلقد أقول كلمة حق .. الجيش هو عصب الأمن والأمان فى مصــر رغــم اغواءات المغرضين، فهم خير  أجناد الأرض والله معهم .
أنظر حولك فيما يجرى للدول المجاورة لك، أنظر إلى ليبيا ، أنظر ماذا بقى منها بعـد انهيار جيشها، وأنظر إلى سوريا وما يحـــدث فيها هى واليمن، أنظر إلى العـراق لقد ضاع وتفتت جيشها ولم يبقى فيها إلا ميشليات مسلحة.
لم يبقى فى المنطقة إلا جيش مصر الصــــامد الذى لم يدع لأى إرهابى أن يدمره، بل يرد بقوة للتصدى لهم، ألم تروا أفعال تنظيم الإخوان الإرهابى فى تدمــير أمـن مصر الداخلى والخارجى، ألم تنظروا إلى كتائب المسماة بحلـــوان ألم تنظــروا لكتائب بيت المقدس أو تنظيم داعـش الإرهابى، كل تلك يريدون النيل من مصر عــــامة والجيش خاصة.
وأقولها بصراحة ودائما أقولها ولا أخاف لومة لائم، الجيش لم يســـقط ، مهما تعاونتم على الشر، وارتكبتم أفظع الجرائم ، فأنتم الأخسرون، مصر لا يستهـان بها فيها القوة الضاربة المستمدة من الله لا تكن فى أى دولــــة أخـــرى حتى الدول العظمى مهمــــا تسلحت بأحدث الأسلحة.
حفظ الله مصر وشعبها إلى يوم الدين.
كتبت هذا المقال ردا على ما فعلوه مع الجيش والشرطة ، وكان صدى هذا المقال واسع النطاق والتى قامت بالتعليق عليه بعض الصحف ووسائل الإعلام.
كانت كلمة صادقة جعلتنى أتواصل فى كتابة كلمتى ضد من لا يفهم دور القوات المسلحة فى التصدى للإرهابيين.
كانت العمليات فى سيناء لا تنتهى  كان كل يوم تطالعنا جماعات مسلحة تحت أسماء مختلفة تريد النيل من سيناء، ولكن جنودنا البواسل رغم سقوط عدد منهم شهداء فأنهم مازالوا صامدون فى الميدان، تعاونا جميعا حتى قضوا على الإرهاب الأسود، ونادى الرئيس بالتنمية فى سيناء لكى تدر لنا أمولا من تنميتها وجاءها المستثمرين من كل مكان لكى يستثمروا فيها أموالهم، حتى أبى فقد كبرت ورشته مرة أخرى وصارت مصنعا لصناعة المعدات الزراعية التى تحتاجها الجهات التى تقوم بتعمير بلدنا سيناء.
كانت الصحافة بالنسبة لى متنفسا لعرض مشاكل مدينة الشيخ زويد، وأيضا ما يجرى على أرض سيناء، وكذلك خطوة بخطوة لقوتنا المسلحة وهى تدمر أعشاش وأوكار الخارجين عن القانون، وأرسلت بعض المقالات إلى مجلة القوات المسلحة التى تصدر فى القاهرة، وقد لاقت نجاحا باهرا حتى توصلت معهم فى إرسال الأخبار العسكرية والمدنية لهم.
توالت العمليات العسكرية بنجاح على أرض سيناء، وقام الجيش بتدمير المئات من الإنفاق على مسمع ومرأى من العالم كله الذى عرف خطوة بخطوة لما يجرى بتطهير سيناء، حتى عرفوا بأن سيناء من اللحظة الأولى خط أحمر لا يستطيع أحد أن يجتازه من المخربين.
استطعنا أنا ومجموعة الشباب أن نفتح لنا عملا فى مجال الزراعة، فقد سلمنا القائد العسكرى بعض الأفدنة لاستصلاحها، وبالفعل قمنا باستصلاحها بمشاركة القوات المسلحة التى وفرت لنا الماء من الآبار التى قاموا بحفرها بمعداتهم المتطورة، وحصلنا بعد عام على الفاكهة والخضروات التى نضجت، وقمنا بتسويقها فى الأسواق المختلفة للشعب بأسعار قليلة.
وبعد هذا الإنجاز الكبير جاءنا وفودا من القوات المسلحة والشرطة تؤازرنا تقدم لنا المساعدات التى نحتاجها، وبالفعل كانوا قد علموا بأننا شباب ناضج يريد الاستقرار فى وطن آمن، فقد أعطونا جوائز تشجيعية، وهى عبارة عن مبالغ من المال ليساعدنا فى تنمية سيناء أكثر وأكثر.
بنيت المدارس والمستشفيات وتطورت مدينة الشيخ زويد وكان لها أثرا كبيرا فى النهضة المجتمعية، وقد قامت القوات المسلحة بمجهود عظيم يحسب لها فى عمليات التنمية والتأمين معا، وأيضا عرف المستثمرين أن الاستثمار فى مناطق سيناء هو المكان الأمثل لهم، فقد توافدوا عليها حتى كادت تتميز بنهضة شاملة مثل السياحة والإسكان والمواصلات وغيرها.
وكانوا أشقائى الثلاثة قد ذهبوا إلى مدارسهم فى أمن وأمان بعد ما أمنت مصر وسيناء من شر الأعداء بفضل الله أولا والجيش والشرطة ثانيا.
وبعد أيام من استقرار الأمن والأمان فيها جاءنى خطاب الخدمة العسكرية فلم أتردد لحظة والتحقت بهذه المنظومة التى تحمى الوطن أأدى دورى فيها.


(انتهـــــت)

*                       *


السبت، 24 أغسطس 2019

                   قصص قصيرة جداَ   أسم واحد بقلــــم فوزى يوسف إسماعيل                      

قصص قصيرة جداَ

أسم واحد

بقلــــم
فوزى يوسف إسماعيل
                     
                                        موعد

هى لم تكن بالمنزل، الساعة تشير السادسة مساءا، جاء رنين الهاتف قويا، عبر الأنسر ماشين، أنا لم أكن بالمنزل أترك رسالتك بعد سماع الصفارة .
قالت خالتها الرسالة : أنا خالتك، العريس يصل غدا، كونى بإنتظاره .
عندما عادت إلى المنزل، لم تكن الحرارة موجودة بالهــاتف، بعد ساعة قررت
السفر إلى الإسكندرية لتنزه سبعة أيام.

*       *       *

أجازة

كانت تتعجل أجازة نصف العام، باقى عليها عشرون يوما لتذهب إلى أسرتها فى القرية، لأنها كانت منذ بداية الدراسة وهى فى المدينة الجامعية بأسيوط، لم ترى أهلها منذ شهور الدراسة، لم تزورهم يوما ترشيدا لنفقات السفــر، كانت تترقــب
بشغف، بعد يومان قرأت فى لوحة الإعلانات بالكلية عـــدم نزول الطالبات أثنـاء الأجازة حتى نتمكن من أداء الإمتحان لظروف طارئة.

*         *        *

عنوان

لم يستدل عليها بعنوان، عنوان مجموعة قصصية لها، أرسلتها لإحدى المسابقات التى تعلن فى الصحف، فــازت بجـــائزة فى المسابقة، لم يكـــتب على المظروف
عنوان حتى يتم الإتصال بها، تستحق الجائزة بجدارة، ولكن يحول تسليمها لهـــا،
لأنه لم يستدل عليها بعنوان.

*         *         *
حب

ترقبت مجيئه من الخدمة العسكرية، ترددت فى الأعتراف له عن حبها، سمعت أن أهله يطلبون منه أن يرتبط بفتاة من القرية، أسرعت إليه لتشد أنظاره تجاههــا، لم يفكــر فى ذلك، لأنه مقــبل على عرض قوى فى الجــيش، كان يتحــدث كثيرا عن بطولات الجنود، فكرت فى حيلة، فوضعت صورتها فى جيب بذلته دون أن يشعر.
ســافر وبعد أيام أتصل على أهــله عبر الهاتف للبحث عن صاحبة الصورة ولكــن
دون إسم.

*       *       *

وداع

كان متكئا فجلس، عندما شـاهد أبيه مقبلا عليه، جالســــه بعض الوقت ليتحدث معه
عن أمور الزراعة، وعن زواج أبنته الوحيدة وأخوته الصبية الأربعة، وكأن الرجل يودعه، حَّمــــل ولده الكبير البكرى الأمانة، لكن الأمانة كانت ثقيـلة، صلى ركعتين المغرب وذهب إلى فراشه مستريحا يتنفس الصعداء عندما وجد الإستجابة من أبنه، بعد العشاء كانت جنازته تخرج من الجامع الكبير.
 
*          *        *
                                     

هزيان

كانوا أخوة رجـــالا ونساءا، وللذكر مثل حـــظ الأنثيين لابد من تنفيذ الشرع، لكن الرجال طمعوا فى الميراث، لم تنل الأنثيين حظهما فى المـــيراث، ولا وكيل لهما
إلا الله، أشتدت المشاحنات، كما أشتد عليهم المرض، عرفوا ما فعلوا فى أخواتهــم النساء، حشرجة سكرات الموت لازمتهم أياما وليالى، نصحهم شيخ الجامع برد ما أغتصبوه حتى تفيض روحهم بسلام، فعلوا وتنازلوا عن حقوقهم فخرجت الأرواح إلى بارئها.


*         *        *

                       
مهمة

إلتفتت فوجدته خلفها، سألته بشغف، لماذا لم تذهب إلى عملك فى 6 أكتوبر، رد عليها بتلكأ، لكن بداخله فرحه غامرة، لم أسافر حتى أتـم مهمة عاجلة، لم يبوح لها عن نوع المهمة، ولكن كان قلبها يرقص فرحا، فهى تنتظر أن يتقـــدم لها، ســـاد الصمت وهو ينظر لها بتمعن، كان لا يهتم بها طول فترة الأجازة .
فى العشاء إنطلقت الزغاريد من بيته، فقد سلمه ساعي البريد خطاب الوظيفة.


*         *         *
                                           
ذكرى

إلتحق بالوظيفة وهو يعـــول أسرة، يأتى يوميا من محافظته ميت غمر عبر القطار، كان خفيف الروح، دعابته يرقص لها طوب الأرض، لم يحمــل هماً إلا هَــم مرضه الذى إبتلى به، كان عنده أمل فى غد مشرق، زوج أبنته بعد ما حصلت على الشهادة الجامعية، لم يمضى بعدها إلا شهور قليلة، كان بمثــابة أخ وصــديق وزميـل العمر، فارق الحياة فى الأربعين من عمره، حــزن عليه كل من عرفه، رغم أنه كان يكــره سيرة الموت، لكن الموت عجل به، ولم يبقى إلا ذكرى.

*          *         *

إعتزار

فى الذكرى الأربعين لزوجها، مالت بوجهها على شاب، فغمزت له بطرف عينها، أتبعها حتى الشرفة، فاتحته فى الزواج، أعتزر، قــدمت له كل التسهيلات، إعتزر، عرضت عليه سكن فى منطقة أخــرى بعيده حتى يتجنبوا كلام الناس، إعتزر، بعد ثوانى جــاءته زوجته وجذبته من ذراعــه، تعلى حتى تذهــب معى إلى المستشفى
حتى أضع مولودك الرابع.

*           *          *

أمل

ربما عاهـــدته بأن تتزوجه، ولكنها فى قـــرارة نفسهــا لم تكن متأكدة من ذلك، فهو
هوائى ليس جادا، درست أخلاقه جيدا، ودرست أحــواله، كان يواعــدها بأنه سيفعل
من أجلها المستحيل، لم تلمس شئ من جانبه على أرض الواقع، طالبت منه أن يوفى بوعـده بتجهيز الشقة، وعـدها ولم يفى بوعده للمرة الثانية، قطار العمر يمر دون أن تشعر، أختفت أيام وظهرت بعدها، حضرت مراسم عزاءه جراء الإدمان.

*         *         *

تذكر

كانت شابه وهـــو فى الأربعين من عــمره، تزوجا عن حب، قضـوا سنوات جميلة أثمرت عن طفل صغير، كان دائما يتذكرها بأن تذكره بعد موته، أكــدت له أنها لن تنساه مهما طال الدهر، بعد سنوات وافته المنية، تذكرته شهور،بعدها رأت نضارة وجهها مازالت براقة ،وجــدت فى نفسها تميل إلى الزواج، عرفـت أحــد الجيران،
نست زوجها، أودعت طفلها دار الأيتام.

*         *          *

وجه

رأت وجهها فى المرآة، مازالت نضارة بشرتها مشرقة، إعترفت لنفسها بأنها ستكون ملكة متوجة، رفضت خُطاب كثيرون، مازالت تبحث عن فتى أحلامها، لم يأتى بعـد، سرقتها السنين، وجــدت خصلات الشعر الأبيض تبدأ فى الظهور، والتجاعــيد تخـط وجهها، أنزعجت، أرادت أن تتزوج، لم يتقدم فتى أحلامها، مــرت السنين منتظــرة، تأملت وجهها كلما نظرت فى المرآة، فاجأة  أختفى نضارتها .
               
*            *           *

                                      عين                                     

عين الحسود فيها عود كما يقولون، بدأ يخفى ماله فى خزائن خاصة فى شركاته، بدأ يبيع شركاته الثلاثة ويكتفى بواحـــدة، حتى لا يحسده أحـد، قنن ماله فى مكان واحد، كأن أبتلىّ بالبخل، معتقــدا أن كل من ينظر إليه يحسده، عمل المستحيل ليمنع الحسـد عن ماله، وضع الخرز الأزرق والكف والخمسة والخميسه،أستيقظ فى الصباح على خبر لحريق هائل فى شركته الرابعة .

*          *          *
                                  
سراب

وضع نفسه موضع لا يحسد عليه، وجد نفسه أنه قادر على فعل كل شئ،أخذته العزة بالإثم، لم يحمد الله على النعمة التى أنعمها عليه بحب الناس له، أخطأ فى معاملته مع الناس الآخرين، سكن الكبرياء قلبه، أنزله الله من النعمة،وأبدله موضع سوء،ضاعت كل جهوده سُدى، كأن ما فعه من خير صار (سراب)  .

*          *          *

إصرار

أشاحت بوجـــهها عنى، أتهمتنى بأننى أعرف إمرأة غــيرها، حلفـت لها لم تصدقنى، حلفت لها صدقتنى.
سألت نفسى لماذا  لم تصدقنى فى المرة الأولى وصدقتنى فى المرة الثانية .
إستفسرت منها، قالت : لأنك كنت مُصِر.

*           *           *

خديعة

كانت تطل بوجهها ثلاث مرات يوميا، كان قلبى يرقص فرحا عندما يراها، علمت من نظراتها أنها تحبنى، بدأنا نتهامس وكأننا عاشقان نهيم فى بحــر الحب، قررت
أن أتزوجها، بعد أسابيع قليلة جاءها العريس التى تحلم به، واجهتها، قالت :
(مفيش بنت بتحب أتنين فى الدنيا)
إنسحبت.

*           *          *

الحرباء

تلونت كالحرباء، كانت تحظى بجمال براق، عرفتها بعدما يأسـت من حبى الســابق، وكانت أيضا قريبة من دارنا، فمن السهل أن أقابلها كل دقيقة والثانية، عرفـــت أنهـا على بآخر، لكن كنت أغالط نفسى، أحببتها وتمنيت الإرتباط بها، ظهر الحب الآخر لها بقوة، وجدت نفسى كأنما يُضحك علىّ، واجهتها، قالت لى :
(كل زير يبحث عن غطاة)..
إنسحبت .
  
*        *         *

الخنفساء

أستعرت منها كتاب، لأطلع على بعـــض المعلومات فيه، قــرأته، إنتابنى شعــور بالإعجاب بها، على أنغام موسيقى مـــداح القمر لعبد الحليم حافظ، أخذتنى أحلام وردية، طلبت الكتاب، كتبت لها كلمتان شكر فى ورقة ورسمت فى آخـــر حرف
من أسمها قلب لعلها تحس بى.
فاجأة وجدت الورقة بين قدمى وأنا جالس مع أحيها، فقد وضعها دون أن أشعر.
إنسحبت.

*      *       *
  
الموت

الطرد اللذيذ على غرار فيلم الموت اللذيذ، رأينا بعضنا لأول مــرة فى زيارة لها عندنا، كان موضوع خطبتنا أسهل ما يكون، زرتها فى مسكنهــا فى المدينة، كنـا كروميو وجوليت، لكن بعد شهور تبدلـت من اليمامة الوديعة إلى الصقر الجريح، أتهمتنى بجهلى فى الكمبيوتر، هيئتى لم تكن كهيئة الشاب، لتعجزنى طلبت أنتقال عش الزوجية فى مدينتها، وضعتنى بين خيارين، إما تنفيذ طلبها أو الموت للأبد،
ولا أنى أعرف مآسى المدينة، فضلت الموت للأبد.
              
*        *        *

اليمامة

كانت كاليمامة الوديعة، على طريقة فاتن حمامة، كانت فى مثــل سنى، حــبوها
زملائها فى المدرسة، توهموا أنها تفـضل أفضلهم، لكن قلبها لم يدق لأحد منهم، عندما كنت أتحدث معها بالمصادفة أخجل، ولا أستطيع تجميع كلمتين مفيـــدين، إلتحقت بالخدمة العسكرية بعد الدبلوم،عندما عُدت وجدتها تزف على أبن خالتها.
إنسحبت.

*        *        *

صبر

هجر قريته للبحث عن عمل حتى يجتاز فترة الفقر التى أنتابتة، سافر على دولة
فى الخليج بالمصادفة من إحدى الجرائد، عمل فيه وأستقر وضعه المالى، أرسل
إلى والده المال المطلوب لتصليح منزله، بعث لأخوتة كى يلحقوا به.
داوم على الكد والكفاح حتى إنصلح حالة.
لم ييأسن فإن بعد العسر يسرا.

*         *         *

ممثل

ممثل ليس من نجوم الشاشة، بل من نجوم الحياة، يبدع فى خداع الآخرين،
حتى وصل به الأمر أن ينصب على أبن زميلة فى مبلغ كبير، حصـل عليه
بالطرق الملتوية، لم يستيقظ ضميره فى  إسترداد المبلغ إلى صاحبه، عـذبه
سوء نيته، فى جسده، فى ماله، فى معاملته مع الآخرين حتى كــاد لا يهـنئ
براحة .

*           *         *

ضريبة

كان قد تزوج مؤخرا، صديق حميم له جالسه قبل الزواج بيومين، وتركه وسافر، لم يستطع ممارسة حياته الزوجية على أكمل وجه، يأس من العلاج المتواصل، وكثـرة تردده على الأطباء، عـــاد صديقه من الخارج بعــد عامين وجالسه فى نفس المـكـان
الذى جالسه فيه قبل سفره،أعترف له بأنه كتب له على نجمه من نجوم السماء،حـاول معه لفكه، إستجـــاب له، أسـرع إلى زوجته لكى يرى صدق كلامه، فعــل، عـاد إليه وأطلق عليه الرصاص.

*          *         *

عناد

عمــل بوظيفة عامــل، قفز على ســن الأربعين من عمـره، رغم أنه ميسور الحال،
جهز شقته على أكمل وجه، لا ينقصها إلا الزوجة، صمم على زوجة ذو مواصفات خاصة، أول هــذه المواصفات إنها حاصلة على مؤهـل عال، كيــف وهو لا يحظى بتعليم جامعى أو متوســط، صــبر حتى الفـرج يأتيه، أمامه فرص ليختـار أفضلهم، هوس عقـله فى شراء الأرض، عدى سنه القانوني للزواج، رغم أن الرجل لا يعيبه سنه، كل الأراء أجمعت بأنه لا يصلح للزواج من بكر، وإنما من أرملة أو مطلقة.

*           *        *

المبتكر
  
إلتحق بالوظيفة فى الستينيات، كان مثــال الموظف الكوفئ، كان يستحى أن ينظر
فى وجــه إمرأة، عُـرف بأمانته وإخلاصه وتفانيه فى العمل، يبتكر ويصنع وكأنه
أستاذ فى مهنته، علم أولاده معنى الإحلاص فى العمل، لم يذكر أسمه بعـــد وفاته
إلا وترحم عليه الحاضرين،خلف من بعده ذكرى لا تنسى،حتى فى مماته مازالت إبتكاراتة تعيش حتى الآن.

*        *        *

وجهين

ألمت بكل إسوداد الدنيا على رأسها، لفـــراق زوجه، كالذى  يبدو المعبود لديهـــا،
بعد فراقه بأشهر قليلة، تبدلت حالة الحزن عندها، بل ذهـب إلى بلا رجعة، بحثت
عن زوج آخر، لم تتذكر زوجها إلا قليل، فقط من أجل أولادها، بناتها الثلاثة بدأوا يتركوها وحـيدة بلا أنيس بعد زواجهن.
متسائلة نفسها، هل سأبقى فى الدنيا بلا أنيس.
تجنبت كلام الناس لكنها فى قرارة نفسها تنتظر الزوج الثانى.

                           *         *           *                                                    

    وهم   

تفننوا فى الوهم، أراد أحدهم أن يبيع ماشيته التى فى لغة السوق عجوز عجفـاء، بردوا قرونها بمبرد، وركبوا غيرها، لصقوا ذيلها، لم تجد الماشية بُد إلا الفرار، أسرع صاحبها خلفها للإمساك بها، كلما أمسكها أحد سقط قرنها، وأزيل ذيلهــا،
أنطبق عليها المثل القائل بالعامية:
(حلق حوش ولا تمسكشى)..

                                       *         *        *                                            
                                 داء

تبدوا كالوردة اليانعة، تطل بسحنتها كل صباح لترى جمالها فى المرآة، تزوجت منذ أربعة أعوام، رزقها الله بولد فأبقت عليه، لم توافق على أكثر من ذلك حتى لا يضيع شبابهـا، العزوة هى الثــروة، هكذا سمعت من أمها وحماتها، لم توافــق على رأيهــن مـــرت سنوات، ظهـــر المرض عليها، نصحهــا الأطباء بإستئصال الرحــم، فعلت، وفرحت، لم أجهد جسدى بعد اليوم.
بعد فراق زوجه أعجبها داء الزواج العرفى.

                                          *        *        *                                            

                            البشوش

منذ أن وطأت قدماه الوظيفة وهو حسن الخلق، وكأن وجهه مبتسم دائما، عندما تفتش فى قلبه لا تجد ضغينة لأحد، يعمل سائقا رغـم أنه فى قطاع آخــر غـير قطاعنا، لكنه لا يفرق بين هذا وذاك، خـدوم بلا منــازع، فارق الحياة مبكرا، مازالت رائحته تملئ المكان.

                                       *        *         *

                                شك

ذهبت لتلوم صديقتها فيما تقول عنها، مازالت تزرع الشوق بينها وبين زوجها، رغم أنهما صديقتان منذ صغرهما، فتشت عن شئ قد قالت لها عنه، تبدلـت معاملتهما إلى الأسوء، لم تسلم من مهاجمتها لها، قــررت أن تكشف الحقيقة، أرتبك زوجهـا عندما كلمته عن أمـر صديقاتها، شكـت فى الأمر، تتبعته عندما أسـرع إلى الخارج، دخلت عليه فى شقة مفروشة، وجدته فى أحضان زوجها.

                                     *           *         *                                       

                              القضبان

لم يجد حل إلا ترك المكان، فقد نهرته زوجته فيما بدر منه عندما طلبت منه أن يتلف مبلغا لشراء أجهزة كهربائية مثل جارتها، أعتذر لها بشدة، غاب عن المنزل ساعات، جاءه زميله وترك له مبلغا من المال فى حقيبة ليسلمها لحسابات الشركة، وكأنما فرج عليها كربتها، حققت رغبتها وأشترت  ما يلزمهــا، جاءها خــبر بأن زوجهــا خلــف القضبان.

                                       *        *        *

                              صدفه

كانت تعمل فى مصنع لتغليف الموالح، أحبت شابا يكبرها بعامان، وجدت نفسها أنها لم تستطيع أن تعيش بدونه،إتفقا على الزواج،كانت أختها المطلقة تعمل معها وتعرف بالعلاقة، وافقت.
فى اليوم التالى أعترف الشاب لوالده عن كل شئ، رحب بطلبه، لكن رغم أنها من بلد أخرى لم يعرف أبيه عنها شيئا، بالمصادفة كانت شقيقة والده تزوره، وضحت له أمر الفتاة، بالمصادفة كانت تسكن فى المنزل المقــابل لها، رفضت بشـــدة، لأن والـدهــا أستطاع أن يطلق أبنته الكبرى من زوجها.

                                *          *         *                                           

                             حنين

زادت عليه طين وبله، لو كان الله يريد أن يستجيب لدعواتها عليه لنسفه نسفا، تزوج عليها زوجة أخيه المتوفى، يرعى أبنائها مع أبنائه، رغــم أنها لم تطيق هــذه الزيجة، لكن كل دعــواتها كانت من وراء قلبهــا، أمتحنه الله فى حــادث بسيط، هرولــت إليه وبكائها لم ينقطع، عرفت قدر زوجها ولو كان (عظم فى قفة) .

                             *          *          *
                                سوء تفاهم               
ربما تكون المرأة التى أتت إلى زوجتى تقول لها أنها رأتنى أسير مع ما تدعى ماجى، فعندما عُدت إلى البيت رأيت زوجتى غاضبة، فحلفت لها أنها زميلة لى
فى العمل فقط، فتذكرت ما قولته عنها ذات يوم ، حتى أعتذرت لى.


                                جنون                                     

كانت تطلب من المزيد من المال، وهو موظف بسيط ، لشراء فستان قد أعجبها فى الأتيلية، واليوم تنتظرة فى الساعة المحددة لرجوغه، فلم يرجع وأنتظرت ساعة أخرى فلم يرجع، وساعة أخرى فلم يرجع، بعدها جاءها الخبر، أذهبى إلى زوجك فى مستشفى الأمراض العقلية

الخميس، 22 أغسطس 2019

اسم الشهرة ( بوشكا ) قصة قصيرة بقلم / فوزى اسماعيل

 اسم الشهرة ( بوشكا )
كان سليل العائلة الكبيرة وكان فى العشرين من عمرة ، حياته فى القرية سعيدة ومبهجه ، رغم المال الذى وفره له والدة يعيش فى أحسن عيشه دون غيرة ، ولكن قرر الذهاب الى دوله أجنبيه ، وهناك فتح الله عليه فكون ثروة كبيرة حتى صار من رجال الأعمال ، تعرف على إمرأة ، تزوجها ثم اسلمت وكان ذلك فى ميزانة حسناته ، كانت هذة المرأه عقليتها متحضره رغم أنها لم تعرف أى شىء عن مصر ولكن عشقتها عشقاً شديدا فقررت أن تعود معه الى بلدته التى تربى فيها تاركه كل شىء هناك ، عشقت الريف وأهل الريف ، كانت عندها تطلع الى معرفة أشغال الحريم فى الدار فجلست تفرد معهم الخبز البطاطى ، وتقذفه فى شاروقة الفرن البلدى ولم تتعالى وتترك النساء يصنعن لها الطعام ، وتجلس على مقعد لتتفرج كما نرى معظم النساء الآن ، خصوصاً الذين تربوا فى الخارج ، فكانت تسبق يدها قبل الأخرين ، عاشت فى القرية كما كانت تعيش فى بلدها ، تعلمت اللغة العربية من بعض المحاطين بها ، فهمت كل شىء ، وتأقلمت معهم ، جاءت ومعها كلابها التى قامت على تربيتهم هناك ، انها سلاله ليست فى مصر ، كان الكلب يعرف الأوامر التى تصدر له ، بالرقاد فى أماكنهم ، فى الطعام الذى يقدم لهم ، حتى دقات الباب يعرفها ويظل ينبح حتى يعلمه صاحبه انه ذائر ، أو من العائلة ، فيسكت وينام وهو باسط ذراعية أمامه ، كانه طفل صغير يستسلم للنوم ، وذات يوم لم تجده فى مكانه ، ولا فى أركان الفيلا ، ظلت تنادية ، بوشكا .. بوشكا .. فظلت حزينه على ضياعه ، أعلنت بكافأة كبيرة لمن يجده ويعيده اليها ، كانت المكافاة مغرية ، ثلاثة آلاف جنيه إنتشر الخبر فى أرجاء القرية والقرى المجاوره لها ، فى المساء وجدت طابوراً كبيراً يقف على بابها ، كل منهم يحمل كلباً فى يدة عسى أن يكون هو بوشكا ، لم تجده فيهم ، مرت  ثلاثة ايام وهى لا تكف عن البحث عنه كلفت من يعمل بالمطبخ ، ومن يعمل بالحديقه ، ومن يحرس فيلاتها ، إبحثوا عن بوشكا ، كان سارقه لم يجد بداً من بيعه ، حتى لا  يراه أحد عنده فيعرف ان السارق ، سمع عن تلك المكافأه لعب ريقه لكى ينال هذة المكافأة ، حمل بوشكا سعياً اليها ، مدعى انه قد وجده يمشى بجانب سور الفيلا ليلا ، فرحت به فرحاً شديدا ، إحتضنته بين ذراعيها ، وحنت علية ، وقف الشاب ينتظر الحصول على المكافاة ، لمحه احد المشتغلين عندها ، كان يعرفه ويعرف شقاوته ، امسك به ، حاول ان يفضحه ، استعطفه الشاب بان يتركه ولا يعود لتلك الفعلة مرة اخرى عرفت المراة بحكايته ، سامحته ومدت يدها فى سروالها فاخذت منه مبلغاً وأعطته إياه ، ففرح الشاب وذهب مستغفراً الله ، ورجع بوشكا الى أحضان صاحبته .

( انتهت )

قصة قصيرة / الكنز الدفين / بقلم / فوزى إسماعيل

الكنز الدفين

" حسن" صبى فى قهوة لعله فى الخامسة عشرة صغير هو على هذ العمل الشاق، منذ الصباح وهو يلبى طلبات الزبائن القهوة تقع فى حى الحسين بالقاهرة ، روادها كثيرون من كل الفئات العمرية مساحتها تزيد عن قيراطان ، يحيطها مبانى وورش ومشاريع بسيطة لبعض تجار الخردوات والاقمشة ..
بها مقاعد كثيرة تزيد عن المئه ..
وتعلو الباب لافته عريضة كتب عليها : قهوة السعادة لصاحبها امين ابو حمام ..
معروف فى المنطقه ، قسماتة غليظة ومتنافرة يميل الى السمرة ،وشعرة كثيف وحاجباة غليظة وكأنها تصبو الى الغضب بسبب او غير سبب.
لايترك الفرجيلة من يدة ،فدائما كلما جلس مكانة على البينج جاءة صبيه حسن بها ،وكل فترة من الزمن يسرع الية لتغير حجرها.
على جدران القهوة صور الكثيرين من الادباء ،وشخصيات بارزة فى الادب الانجليزى ،مثل تشارلز ديكنز
الاديب الانجليزى المعروف لدى الكثيرون ممن يهمهم الادب الانجليزى وكأن الاسطى امين يطلع على الروايات الانجليزية ويعرف ادباء مصر بحزافيرها ..
تستقبل الداخل الى القهوة حكمة كتبها خطاط على الحائط :غذاء الروح القراءة.
فى ركن بعيد من القهوة يوجد مكتبة تبدوا مليئة بالكتب المختلفة ،وكل يوم بعد انتهاء موعد القهوة يظل حسن ينظفها بقطعة قماش بيضاء لازالة الغبار الصاعد من الفرجيلة اليها ، حتى تلمع .
تقاليد العمل عند المعلم امين هذا ماقد يلقبوة مرة بالمعلم  ومرة بالاسطى لأنه يعتقد انه المثقف الوحيد فى المنطقة ،وكان بعض الوقت لايرون الناس المترددين على القهوة بمطابقة المعلم والاسطى على المثقف لكنة كان يجب هذا اللقبين منذ عدة سنوات مضت ولكن الان يجب ان ينادى بالمعلم فقط.
منذ سنوات قليلة وهو محب للاداب عندما زارة الكاتب العالمى نجيب محفوظ فى قهوته واقام فيها ندوة كبيرة ضمت محبى الثقافة فى المنطقة ..ومنطقة الحسين معروفة بالقهاوى الثقافية لذلك صنع له مكتبة ضمت اعمال كبار الكتاب ممن يعرفهم ومن لايعرفهم ، ثم وجه الدعوة لكل رواد القهوة بإستعارة هذة الكتب حتى يساعد على نشر الثقافة .. فكانت بادرة منة ،وشجعت الكثيرون من القهاوى لتحويلها الى قهاوى ثقافية.
كان حسن من اختصاصاتة ان يكنس القهوة ونزول الطلبات للرواد ويحضر الشاى المظبوط والشيشة للمعلم الكبير قبل ان ينشغل بالزبائن ،وحسن يشتهى ان يتعلم لكى يريح نفسة من عناء القهوة فكلما استراح قليلا من طلبات الزبائن وقف امام صورة احد الكتاب والادباء المعلقه على الجدران يتأملها بصمت دفين فى صورة كانت تساورة نفسه ان يتمنى ان يكون واحدا منهم ويتمنى ان يكون اديبا يعرفة العالم مثل نجيب محفوظ الذى حصل على ارفع الاوسمة وجائزةنويل العالمية رغم صغر سنة ولم يحظى بالتعليم المناسب كمثل اقرانة الذين هم فى عمرة وقف قليلا ليحلم حلمة الذى من المستحيل ان يتحقق كما زعم حتى افاق على صوت جهورى استيقظة فجأة طالبا شيشة وشاى فى الخمسينة.
لم يتركة التفكير فى بعض الادباء حتى وهو يشتغل فى تجهيز الطلبات للزبائن وكأنماصور الادباء تعرض امام عيناة واحدة تلو الاخرى كما لوكانت تذكرة كما لوكانت تذكرة بفعل شىء ولم يقطع تطلعاتة المستمرة الى المكتبة والكتب التى تم تحويلها فعندما يهم بتنظيفها يمسك الكتاب فيجد فية سطورا تغرية على القراءة وبعد انتهاء العمل فى القهوة يستعير كتابا منها اعجبته ليتصفح اوراقة فى منزلة استمر الى ذلك عدة اشهر لايستطيع ان يقفل باب المعرفة الذى انفتح على مصرعية من كثرة الاطلاع المستمرة فى بعض الروايات كان هذا سرا لايعرف به المعلم امين حتى لايلقنة درسا لاينساة لانة يريد منة الايشغلة شاغل عن عمله بالقهوة وكأنة سخرة لنفسة فكانت احتياج حسن لهذا العمل الا من ضيق العيش فقط لا مصدر رزق له غيرها عرف حسن مقومات القصة وبدأ يكتب فى بعض الاوراق عنده حتى استطاع ان يسرد قصته مع المعلم امين منذ ان عمل عنده صبيا فى القهوة ومالاقاة من مأساة وظروف قاسية جعلتة يترك الدراسة ليساعد اشقائة البنات فى التعليم هند وعبير هم اشقائة يدرسون فى التعليم ويحتاجون المزيد من المال حتى يستكملوا دراستهم وكان حسن من يومة عيناه كعين الصقر ، لايكمل ولايمل حتى يحصل على المزيد من البقشيش فى القهوة من الزبائن المريشة وكانت حصيلتة فى نهاية اليوم من ذلك تجمع له مبلغا لابأس به غير مرتبة الاساس من القهوة.
يضج صدرة بالغيظ من المعلم امين كلما نهرة امام الزبائن ولكن لايستطيع ان يعبر عن حالة حتى لايكون مصيرة الطرد فعيناة دائما جاحظتان من ناحية معلمة ،بلغ به الظروف ان يتحمل مأسى المعلم التى لاترحم فكان المعلم على امل كبير ان تقام فى القهوة ندوة كبيرة كالذى اقامها نجيب محفوظ اويزورها رواد لهم ثقلهم تجعل من القهوة مشهورة بين المناطق الاخرى فيعلوا صوتها ولكن منذ سنوات لم يأتيها احد من المعروفين لذلك كانت حالة المعلم بأسة وغير مطاقة.
استطاع حسن بعد جهد كبير ان يكتب رواياته الاولى فى وقت فراغة وكأنما صاغها كاتب كبير جاءت معه بالصدفة وعندما كان فى عمله يوما وقرأتها هند الصغيرة واعجبت بها اشد اعجاب وتناولتها عبير هى ايضا وقرأتها واعجبت هى الاخرى بها ماعاد عرف رأيهم الذى كان له مفاجأة سارة.
على بعد قليل من شارعة توجد مطبعه لأحد الرجال الاتقياء ذهبت الية هند وعبير وحدثوة عن امر هذة الرواية التى الفها شقيقهم حسن واخذها صاحب واخدها صاحب المطبعة وقرأ بعض منها لم يتركهم الاوقد انتهى من قراءتها ،انفجرت اساريرة واحتضن الرواية عازما على نشرها .
بعد ايام قلائل خرجت الرواية من المطبعة بعد ما طبعت عشرة الاف نسخة .
وكأن صاحب المطبعه قد وجد ضالته فيها فمجرد ان وزعها نفذت فى غضون شهر واحد .
دوت سيرت الروايه فى كل مكان ،وحتى استطاع صاحب المطبعة ان يعيد طبعها بعد ان اخذ موافقة حسن الذى وافق دون مقدمات.
وكانت حصيلة رابحة من هذة الرواية مبلغا كبيرا لايصدقة حسن كل ذلك ولم يعلم المعلم امين شيئا عنها حتى وجد اسمة على احداها مع احد الزبائن المترددين على القهوة .
عرف بالحكاية وجاء بحسن بين يدية حتى ينهرة ولكن حسن كان يعرف مصيرة فجاءة وهو مستعد للطرد،ويدرك الان انه معرض لمثل هذا المصير ، وخلع مريلتة وسلم عهدتة وخرج من القهوة ووجهة يعلوة صمت رهيب ولكن فى قرارة نفسة يطير من الفرح والسرور تغطا بة نشوة النجاح كان يكرة المعلم امين من قلبة .
يعمل عندة منذ اربعة اعوام ، مات ابوة وامه وهو طفل فى كتفة شقيقان يحتاجان كما تحتاج اى بنت من ملبس ومأكل وتعليم ، وفضل ان يتعلموا على تعليمة لذلك خرج من المدرسة مبكرا .
نسى نفسه وانخرط فى العمل بالقهوة دون التفكير فى نفسه لكنه كان متطلعا الى شىء كبير يعوضه مافاته حتى التحق بقهوة المعلم امين ، وامين كان يبادله النفور حتى اقصاه فى الليل البارد واقفا طوال ساعات النهار والليل لكى يلبى طلبات زبائنة وهو مستحملا ثقلها حتى لايتشرد ويتشرد معه اخواته البنات ،وراى ان التعب سيزول بعد ذلك ،وبعد ان يدرك العمل جيدا ويشرب الصنعه ،ولايخيفه فوات الرزق ،لانه مؤمنا ان الرزق من عند الله وحده متذكرا بالايه الكريمة :وفى السماء رزقكم وماتوعدون .
انتشرت سيرة الروايه على كثير من الالسنه ، حتى فوجىء المعلم امين بمجموعه من المثقفين واخرى من قنوات مختلفه تدخل القهوة وتسال عن حسن ، ولم يكن المعلم امين ان يستحمل الصدمه ولكنه تماسك ،واستقبلهم ليستعلم الامر ، فقالوا له انه قد حصل على جائزة كبيرة وجئنا لتهنئته ، ففوجىء امين بهتاف يصعد اليه من الجالسين فى القهوة ، هتاف يحتفل بإنتصار حسن ، وقد تجمعت حول الحاضرين للاستماع الى مدحهم فيه .
لم يجد المعلم امين بد من ان يعاظم فى حسن ، الصبى الذى كان عنده منذ ايام ، وقال لهم حكايته .
وجد المعلم انه الوحيد فى الحاضرين متنافرا منه، وغيرهم الذين علت وجوههم السرور احتفالا بواحد من المنطقه الذى ذاع صيته فى ايام قليله .
فوجىء المعلم امين يندفع نحو حسن يعانقه فى لهفه ، وبدمعه تنحدر على وجهه الصخرى وهو يقول بفضل الله نلت ماتريد .
اضاف بلهجه : سأجعل القهوة مزارا ثقافيا .. واقوم بتغير اسمها باسمك ..الاديب حسن .. واعلق صورتك بجانب هؤلاء الادباء .
اندهش حسن من المعلم امين وهو لايجد فيه الكراهية القديمه ، وكأنه كان فى حاجه الى زلزال يخرج الكنز الدفين فى ارادة الناس.



مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

  مصر ترفض مزاعم ترمب لقد كان تصريح ترامب رئيس أمريكان ليس فى محله، وهذا التصريح الذى أدلى به عن تهجير الفلسطنين من غزة إلى سيناء هو الأسو...