السبت، 20 يونيو 2020

قصة أطفال



الأمير والصياد
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل
كان أمير المدينه ظالما ومستبدا ، لا يرى الا نفسه واصلاح قصرة فقط ، وكانت أهل المدينه فقراء يعملون فى حرف بسيطة مثل الصيد وصنع الشبك وحرف يدوية ، ليجدوا قوت يومهم ، والامير كان يفرض أتاوه على التجار تدفع للقصر .
رزقه الله ببنت وحيدة أسمها قمر لكنها كانت صماء بكماء بلغت من العمر ثمانى عشره سنه .. حزن عليها الامير حزنا شديا ، وقد عمل المستحيل لعلاجها ولكن دون جدوى .. فكان يستدعى الاطباء من كل الاقطار ليحضروا الى القصر ويقومون بعلاجها يقدمون لها الوصفات والاعشاب على أمل ان تشفيها ..
لم يهدأ الامير فكان يبعث برسائل الى الامراء والملوك لإرسال الاطباء الى قصرة .. حتى كان يوم يأتى الى القصر عدداً من الاطباء المهرة لكنهم عجزوا على فعل شىء .. لكن أهل المدينه كانت غاضبه من معاملتة ومن حكمه وفرضه الاتاوة والمبالغ التى يدفعونها دون وجه حق ..
وقمر بنت الامير كانت جميله ذو شعر أشقر ووجه حسن لا ترضى على أفعال أبيها ، لأنه قدملىء السجون بأهل المدينه الضعفاء الذين لا ذنب لهم ..
لم يبقى للأمير الا وأن يرسل منادى فى المدينه يبلغهم عن جائزة لمن يقوم باشفاء إبنته ، ومن لم لا يستطيع سيكون عقابه الاعدام .
ودار المنادىبين أرجاء المدينه يجوب شوارعها وحارتها ..
-         من يستطيع أشفاء ابنه الامير يحصل على جائزة كبيرة ..
-         ومن لا يستطيع اشفاءها سيكون عقابه الاعدام ..
وكانت الناس خصوصا التجار الذين يملكون تجارة اعشاب وعقاقير يشتاقون ليكونوا من اصحاب هذة الجائزة .. ودخلوا معاملهم يعدون دواءاً لبنت الامير ..
وحملوا جميعا عقاقيرهم ودواءهم متجيهن الى قصر الامير يقدمون الدواء ويتسابقون للحصول على الجائزة التى اعلن عنها الامير ..
وانتظر الأمير لمعرفة النتيجه ، ولكن جاءت النتيجه سلبية ، فغضب الامير منهم غضبا شديدا وأمر حراسه بسجنهم جميعا فى سجن القصر .. وبعد أن يأس الأمير من اشفاء ابنته الوحيدة ، أغلق على نفسه باب القصر وأراد أن يفضل وحيدا لا يدخل عليه أحدا ، حتى أنه أمر حراسة بقتل أى أحد من الناس يقتحم عليه خلوته .. وظل هكذا عشرة أيام ، حتى كادت الناس التى تكون لهم مظلمه يغضبون من كثرة ترددهم على القصر دون أن يقابلوه ..
وكان كبير الحراس ما زال يجمع الاتاوات من أهل المدينه من التجار والمزارعين وعامة الشعب ..
كان الشيخ صالح رجل صالح تقى بين الناس ، يعرف بالفضيله ومساعدة الاخرين من الناس ، لم يرضى عن افعال الامير المستبدة ، وفى نفس الوقت يعرف علاج ابنته ، لكنه خاف أن يقترب من القصر ليكون مصيرة القتل أوالسجن ..
وفى ذات ليله جلس الشيخ صالح يفكر فى أمر قمر التى لاذنب لها ، وأراد مساعدتها .. ذهب الى قصر الامير ، فقابلوه الحراس وقبضوا عليه حتى ينفذوا فيه حكم الامير .. وتركوه حتى الصباح فى سجن منفرد وحيدا ، كان الشيخ صالح يصلى فى سجنه ليفك الله كربه ، ويدعوا الله لأنه لا يقصد الا الخير ..
وبعد ليله عصيبه مرت عليه ، أخذوة الى المكان المخصص للإعدام ، وقبل أن ينفذوا فيه الحكم ، أراد مقابله الامير لكى يدله على شفاء ابنته ، فأسرع الى الامير حارس من حراسة وحكى له عن حكاية الشيخ ، فأمرهم باحضاره اليه ..
وأحضروه اليه فى الحال بعدما فكوا قيدة ..
ثم سأله الامير بتلهف شديد :
-         أين شفاء إبنتى ؟!
-         هل معك هذا الدواء ؟!
-         هل هذا الدواء سريع المفعول ؟!
نظر الية الشيخ وكأنه يلومه ، لأنه يعلم أنه لا شفاء لأبنته الا بعد اصلاح القلوب والعفو عن أهل المدينه المحتجزين عندة فى سجونه دون مبرر ..
خاف الامير من نظرات الشيخ التى كانت تهاجمه ..
وقال فى نفسة :
لا بد وأن هذا الشيخ يملك قوة إلاهيه ، لأننى شعرت بقشعريرة تهز جسدى ..
وعلى الفور فك أسره وأجلسه بجانبه يقدم له العذر على ما فعلوه معه حراسه ..
ثم طلب الشيخ الصالح أن يدخل على ابنته ، لكى يراها ويباركها .. وقد حقق له الامير طلبه فطلب من وصيفته أن تصحبه اليها فى جناحها .
ولما دخل عليها القى عليها السلام ..
وكأنما قمر ابنه الامير تريد أن ترد عليه السلام ، لكنها لا تستطيع ، فهى بكماء صماء .. وكانت لا تستيطع الرد ولا السمع ، حتى أنها قد شاهدت سماحة وجه الشيخ والنور الذى يظهر عليه .
خرج الشيخ الى الامير وقال له :
-         شفاء ابنتك فى قلب سمكه كبيرة .. قلبها ذهبى ..
لم يفهم الامير ماذا يقصده الشيخ من قلبها ذهبى ، لكنه أراد منه أن يوضح له أكثر .. فقال الشيخ الصالح .. ان شفاء الحاله التى تعانى منها ابنتك فى قلب سمكه غير موجودة الا فى البحر الكبير
حينئذ فهم الامير ما يقوله الشيخ الصالح ، وعلى الفور كلف حراسه بالبحث عن هذة السمكة التى قلبها ذهبى عند صيادين المدينه .. وكانوا الصادين يرجعون من صيدهم فى البحر الكبير الذى يبعد عن المدينه بقليل ، وكان الوقت حينئذ قد اقترب من غروب الشمس ..
هاجموا الحراس صيادا فقيرا وأخذوا منه السمكه التى اصتادها ، وكانت هذة السمكه هى حصيله تعبه يوما كاملا ..
وهذا الصياد اسمه ( بدران ) رجل كبير قد بلغه الشيخوخه ، فأخذوا منه السمكه بعفوانيه ، لانه لا يقدر على مواجهتهم ..
وقد رجع الصياد الى بيته غاضبا من حراس أمير المدينه الذين استولوا على السمكة التى اصطادها .
وكان لهذا الصياد ولد أسمة " نور الدين " كان شابا نافعا متفتحا الأذهان وزوجه كبيرة تسعى على قضاء متطباتهم فى البيت ..
عمل نور الدين على تخفيف معاناة أبية ، لا يملكون الا الصبر على البلاء ..
وطلب من ابيه ان ينتهى من هذا الصيد ؛ لانه كبر واصابه الارهاق والتعب حتى يذهب هو للصيد وياتى بطعامهم ..
وصلوا الجنود بالسمكة الى الامير ؛ ففرح بها كثيرا عسى ان يجد فيها ما قاله الشيخ الصالح ؛ واقترب منها وامسكها فكان جزاءه ضربه بشوكاتها فجرح فى يده جرح غائر ..
غضب الامير غضبا شديدا واستدعى طبيب القصر ؛ وقام بعلاجه ؛ لكنه لم يتعظ بما حدث له ؛ فامر الحراس باحضار الصياد وصاحب هذه السمكة وعليهم باحضاره الى القصر ..
وفعلوا الحراس بما امرهم الامير واخذوا الصياد من بين اسرته وهو لم يفعل شيئا ..
فى هذا الوقت كان الشيخ الصالح قد عفا عنه الامير ؛ فترك المدينة وهاجر منها الى مدينة اخرى ؛ ولم يترك قمر بنت الامير فكان يأتيها فى منامها ويطلب منها ان يعفوا ابيها الامير عن اهل المدينة الابرياء ..
ولكن قمر لا تستطيع ان تطلب من ابيها ذلك .. ولكن كان الامل يراوغها بان الفرج سياتى عن قريب ..
وقف الصياد بين يدى الامير يطلب منه العفو لانه ليس له ذنب فيما حدث له من هذه السمكة ..
ولكن الامير لا يقبل له عذر ؛ فحكم عليه بالاعدام امام عامة الشعب ؛ ترى قمر ذلك ولم تتكلم لكنها تدمع بدموع منهمرة ؛ خصوصا بعدما جاءها الشيخ الصالح كل ليله فى منامها ..
وعرف الامير ان نبؤت هذا الشيخ كاذبه ؛ فاراد ان يعاقبة جزاءا على كذبه ؛ وطلب من كبير الحراس بالبحث عنه فى المدينة واضاره اليه وكان بحثهم دون جدوى ؛ لانه ترك المدينة كلها ولم يبقى فيها ..
اراد نورالدين ان يذهب الى الامير حتى يطلب منه العفو عن ابيه البريئ ؛ ولكن امه خافت عليه ومنعته من عدم الذهاب الى القصر ؛ حتى لا يكون مصيره كمصير ابيه .. واصر على ذلك مهما تكون النتيجة ؛ لكنه بعد بكاء امه تراجع عن هذه الفكرة ؛ لانه وحيدها وهو سندها بعدما سجن ابيها .
طلع نورالدين الى البحر الكبير يحمل على ظهرة شبكة الصيد لكى ياتى بسمكة طعام له ولامه التى اصابها المرض فى عينها على بكاء زوجها بدران وجلس نورالدين حزينا لا يفكر الا فى ابيه وما يصفه الامير اتجاهه ..
وعند غروب الشمس شد الشباك من البحر ليرى ما رزقه الله به من اسماك فوجد بها سمكة ثقيلة غريبة الشكل لونها يميل الى لون البحر ؛ اخذها وفرح بها ثم عاد الى بيته ؛ ثم اعطاها لامه لتقوم بتجهيزها ؛ وعندما فتحت بطنها وجدت شيئا غريبا فيها ؛ على الفور نادت نورالدين الذى كان منجضعا على وسادته بعد عناء يوم طويل ؛ فحضر اليها الى الفور ووجد قلب السمكة الذهبى ..
قال لامه :
-         هذا شئ عجيب لم اجده فى اى سمكة منذ عشرين عاما ..
طرق الشيخ الصالح الباب ؛ ففتح له نور الدين ؛ وقد وجد على وجهه النور والبياض ثم قال له الشيخ :
-         هذا دليل براءة ابيك .. وشفاء قمر ابنة الامير ..
واختفى الشيخ الصالح فجاة .. فاخذ نور الدين السمكة وذهب الى قصر الامير ليقدمها الى قمر .. وقد اخرج بطنها الذهبى وقدموه اليها ؛ وبعد ان اكلت منه .. سمعت وتكلمت قائلة : الحمد لله ..
لم يترك الامير نورالدين واقام فى القصر الافراح والليالى الملاح اربعون يوما ثم اتجه الامير نحو نورالدين قائلا :
- تمنى على وسانفذ طلبك فى الحال ..
قال نورالدين :
-         العفو عن ابى الصياد ؛ واهل المدينة المحتجزون عندك فى سجون القصر ..
ففعل الامير ذلك وحقق طلبه ؛ حتى طلب من حراسة عدم اخذ الاتاوات من تجار المدينة كلها ؛ وكان بين الناس محبوبا ؛ وتجمعت اهل المدينة للمشاركة فى الاحتفالات ..
ثم اعلن الامير امامهم جميعا مزواج قمر من نورالدين ؛ وكانت له مفاجاة مدوية لا يصدق فيها نفسه .. وعاشت المدينة كلها فى بهجة وفرح وسرور ..

قصة أطفال



مملكة الأسد
تأليف
أحمد فوزى  اسماعيل  
كان الاسد هو سيد الغابة ؛ فهو وحش الغابة القوى ؛ يامر وينهى وجميع الحيوانات مطيعون لاوامره .
كان التقرير اليومى عن الغابة امامه كل صباح ؛ فهو يحافظ على الغابة من اى شر يهاجمها .. وكانت الحيوانات تساعده على ذلك حتى يعيشوا فى سلام .
وكأن الغابة هى مملكته ؛ وكأن الغابة ولى عليها بالحماية لكل حيوان فيها كبيرا او صغيرا ..
يعرف ما يدور فيها ؛ وما يدور فى عقول الحيوانات نفسها ..
ذات يوم زئرا الاسد فى صومعته ؛ وسمع زئيره كل الحيوانات فى اماكنها ؛ وكان هذا الزئير للجمع فى صومعته حتى يرى امرا مفيدا لاصلاح الغابة بعدما اصابها الخلل..
سمع زئيره الثعلب " مشكاب " ولكنه كان مريضا فغى فراشه ولم يقدر على الحضور الى مجلس الاسد ؛ وكان بكير ومشعوب عنده للاطمئنان عليه ..
وكانوا يرونه فى حاله لايرئى لها ؛ ويعرفون حالته , فكلفهم مشكاب على عدم الحضور الى الاسد فى صومعته , ويقومون بابلاغ الاسد بمرضة 0
فوعدوه بأن ينقلوا اليه عذره , وذهب مشعوب وبكير الى الاسد , ودخلوا عليه وقدموا له التحيه , فرد عليهم التحيه , وطلب منه ان يسامح مشكاب لانه أصابه مرض الحمى 0
انزعج الاسد بعد مل سمع ماقاله الثعلب مشعوب عن زميله مشكاب ..
قام على الفور باستدعاء الطبيب ميمون من الغابه , وكلفه بسرعة علاجه حتى يطيب ويشفى
وقد سمع الطبيب ميمون كلام الاسد وذهب على الفور الى بيت مشكاب يحمل حقيبته التى بها أدوات الطب ..
عرف الفيل تختخ والدب دبدوب بالثقيلين لبطىء مشيتهم , وقله حركتهم , كانوا يسيران الى صومعه الاسد , وكان معهم الظرافه العرافه التى كانت أوسع منهم فى خطولتها واسرعهم مشيا ..
سئمت الظرافه من سيرهم لانهم قد قاموا من بيتهم الذى يبعد عن صومعة الاسد بمسافة طويلة وقد بغضب منهم الاسد فى عدم الحضور مبكرا ..
تركت الظرافة الثقيلين واسرعت الى الاسد لكى تلحق باجتماعه مع باقى الحيوانات ..
ولما وصل الظرافة الى المجلس وجدت شمشون النمر فى المجلس , وبعد قليل دخلت دبدوب وتختخ هما الاخرين , لقد وصلا اخيراً بعد عناء طويل فى السير المتعثر فى طرق الغابه الغير ممهده ..
طلب دبدوب العذر من الأسد قائلاً :
-         سيدى الأسد نحن نلتمس منك العذر على تأخيرنا عن هذا الاجتماع .. وكأن الاسد يعرفهم بثقل حركتهم فقبل منهم العذر وقد سامحهم
لم يحضر الى هذا الاجتماع أرنوب واعوانه ..
وكان كل الحيوانات لا تعرف مكانهم , فطلب منهم الاسد ان يخضروه وقد وجه هذا الطلب الى شمشون النمر الذى يعرف كل كبيره وصغيره فى ارجاء الغابه ..
لكن شمشون نفى انه يعرف مكانهم , وتوعد الاسد بعقابهم اذلم يظهروا ويحضروا مع باقى زملائهم ..
-         اذهب انت ياتختخ ومعك دبدوب وابحثا عنهم ,وتجولا فى أرجاء الغابه حتى تعثروا عليهم وتأتوا بهم جميعا الى فى أسرع وقت ارتخف قلب دبدوب وتختخ من كلام  الاسد وقاما على الفور يتوعد ومنهم بإحضارهم جميعا تلبيه رغبته وكان الاسد قد غضب من ارنوب غضبا شديداً لانه يعرف ان ارنوب تزعمهم فى جحرهم الذى لا يعرف احد من الغابه , من الوحوش المفترسه حتى لا يفتكوا بهم وهم ضعفاء ..
وقد اجتمع ارنوب بباقى الارانب فى جحرهم بعد ما سمعوا زئير الاسد الذى ينادى كل من فى الغابه من حيونات قويه وارانب ضعيفه وطلب من عدم الذهاب الى صومعه الأسد حتى يأخذوا مامنهم من تلك الوحوش وكان كل ارنب منهم له راى عن الاخر
فقال أول : لماذا  لا تذهب نحن نحب ان نرى ما يدور فى صومعه الاسد ..
-         وقال ثانى : نعم انا مع رأى أخى الارنب واننا لسنا ضعفاء بافكارنا , فلا ندعهم ياخذوا قرارا بانفسهم ليس لنار أى فيه
-         قال ارنوب : لابد وانه كمين .. كمين صنعه لنا الاسد وحاشيته لكى نقع فى فخه ..
وعلينا ان نأخذ حزرنا منه ..
قال ارنب ثالث :
-         انا مع ارنوب فيمه يقوله ، لابد وأننا لا نذهب الى صومعه الاسد ، حتى لا يكون كمين نصبه الاسد لنا ..
ففكروا جميعا فى ما دار بينهم فى هذا الاجتماع الطارىء لارنوب المتزعم للضعفاء وعرفوا أن ارنوب على حق ..
ولكن كل واحدا منهم كان مشتاقا ان يعرف كل ما يدور فى صومعه الاسد مع الحيوانات الاخرى ، ففكروا فى الطبيب ميمون حتى يحصلوا منه على معلومات تفيدهم ..
وقام كل منهم ليبحث عن الطبيب ميمون دون أحد من الغابه يشعر به ..
ثم كان الاسد فى صومعته يجتمع بباقى الحيوانات وهو فى حاله غريبة لم يعهدها فيه أحد من قبل ، فكان يثور من نفسه ولا يسكت عن زئيرة مسأله شمشون عنا أصابه قائلا :
-         ما الذى أصابك ياسيد الغابه ؟!
قال الاسد :
- لقد اتى الى الغابه صيادين ليصتادون الحيوانات منها وعلينا جميعا أن نتصدى لهم ونمنعهم من النيل من أى حيوانات بها .
انزعج الجميع من كلام الاسد لهم وخافوا على أنفسهم وعلى أخوانهم فى الغابه كبيرا وصغيراً ..
كنت أريد من أرنوب وأعوانه أن أبلغهم وأحذرهم من الخطر القادم لآنهم ضعفاء لا يقدرون على حمايه انفسهم ، ولكنهم اختبئوا ولم يظهروا حتى الآن .. وادعوا الله أن يجعل تختخ ودبدوب يعثروا عليهم ويأتوا بهم الى هنا ..
وكان تختخ ودبدوب ما زال يسيران فى الطريق لكى يجدوا بصيصا عن جحر الارانب ليصلوا اليهم لكنهم يأسوا ولم يجدوا شيئا ، فاستكلموا سيرهم فى مكان أخر ..
وهم يسيرون لمح تختخ مكانا عاليا ، وكان هذا المكان هو للطاووس الذكى الذى يعرف أرنوب وأخوانه الارانب ، وفى تلك اللحظة كان أرنبان يقفان خلف شجرة ، لان حجرة الأنب كانت فى مقربة من المكان العالى , وقد شاهدوا الثقلين يدخلان هذا المكان ووقفوا حتى يتابعان ماذا يفعلان فيه  وبعد أن خرج الثقيلين , أسرعو على التو إلى أرنوب ليعلموه بما رأوه .
وقد ذهب الأرنبان إليه وحكوا له عن تختخ ودبدوب , فتوعد أنوب بأن يلقنهم درسا قاسيا
قال أرنب :
- كيف نلقنهم درسا قاسيا ونحن ضعفاء صغار
قال أرنوب :
- ليست القوه فى الجسم الضعيف لكن القوه فى العقل ..ولابد وأننا سننتصر عليهم ونأخذهم عندنا رهينه
ظلوا يفكرون فى أمر الثقيلين كيف يصنعوا لهما حتى ينتصروا عليهم ويأخذونهم رهينه عندهم ..
ومازال فريق من الارانب يبحثون عن الطبيب ميمون لكى يعرفون منه اخبار الأسد فى إجتماعه مع حيوانات الغابه وهم لا يجدونه ..
وكان الطبيب ميمون يقوم بالكشف على مشكاب الذى كان مريضا بالحمى وطمأنه على صحته ثم أعطاه قليلا من العقاقير ليتناولها حتى تشفيه من سقمه ..
وبعد أن إنتهى من علاجه تركه لكى يعود إلى صومعه الأسد لكى يبلغ الأسد عن ما فعله مع مشكاب ويعطيه تقريرا مفصلا عن صحته وإذا بأرنب يلمحه من بعيد دخلوا عليه بحيلة حتى يأخذوه إلى أرنوب ليعرفوا منه لماذا يجتمع الاسد بحيوانات الغابه ..
قل له أرنب :
- أيها الطبيب ميمون أحضر معنا إلى أرنوب لأنه فى وعكه صحيه ويريد منك بعض التقارير .
- لم يتمه الطبيب ميمون لحظه لأنه طبيب الغابه كلها ويقوم بالكشف على كل مريض فيها وصار معه ..
فلما وصل الطبيب مع الأرنبان إلى حجر أرنوب لم يجده مريضاً , ولكن سأله عن ما فعلوه معه , فأراد أرنوب منه أن يعرف سر إجتماع الأسد مع حيوانات الغابه .
قال له أنه لا يعرف أى شئ عن هذا الإجتماع وقص عليهم قصة مشكاب مع مرض الحمى , وهو الذى قام بعلاجه منذ الصباح الباكر ..
عرف أرنوب أن الطبيب ميمون لا يعرف شيئاً , فتركه يرجع إلى صومعة الأسد , ولكن قبل أن يخرج عاهد أرنوب أن لا يقول شيئاً للأسد عن مكانهم , فوعده الطبيب بذلك ..
ولم يترك أرنوب تختخ ودبدوب طليقان هكذا وهما مازال فى منطقتهم فإذا إقتربوا منهم سيهدمان جحرهم بثقلهم وأجسامهم الضخمه ..
واتفق أرنوب مع باقى الارانب بأن ينتظروا إلى الليل ويقومون بحفره عميقه حتى تكون فخاً لهم فيسقطان فيها دون أن يشعروا..
ووصل الطبيب ميمون إلى الأسد وحكى له عن ما حدث مع مشكاب , وكان الأسد على عجل ليطيب مشكاب حتى تتجمع كل الحيوانات لترادى فى كيفية التخلص من الصيادين ..
وكان شمشون والعرافه يمشيان ليلا فى الطريق يبحثون هما الآخران عن أرنوب وتختخ ودبدوب الذان لم يرجعا منذ أن تركا صومعة الأسد .
وبكير هو الذى تبقى عند الاسد لكى يكون بجانبه حتى ترجع الحيوانات بالأخبار الت كلفت بها .
ثثثم كان الأسد قد طلب من شمشون والظرافه العرافه أن يأتوا له بغزاله ثمينه لتسد جوعه , وشمشون والعرافه فى مأذق شديد  لأنهم لم يصتادوا هذه الغزاله التى قال عنها الأسد بالأمس ..
وبعد مشقه فى البحث دخلوا على الأسد , فطلب منهم سرعة إحضار الغزاله إليه ..
وكانت هذه حيله إخترعوها له , لأن الأسد كان يوجه إليهم اللوم والعتاب فى عدم قيامهم بشئ مفيد للغابه ..
وهما الآن لم يعرفان كيف يخرجوا من هذه المشكله التى كانت قد تفضحهم أمام الأسد ..قالت الظرافه هامسه لشمشون :
- كيف سنتصرف فى هذه المشكله "
فكر شمشون قليلا ثم تظاهر بأن الحمى قد أصابته فى بطنه , لكى يلهو به الأسد فيعفوا عنهم ولا يفكر فى الغزاله اتلى طلبها ..
وبالفعل إنزعج الأسد من مرض شمشون المفاجئ ,وافتكر أن مرض الحمى قد دخل الغابه , لأنه أصاب مشكاب والآن أصاب شمشون , وظل يقول لنفسه :
- لابد وأن هذا المرض سينتشر فى الغابه فيصيب جميع الحيوانات "
ونادى على الطبيب ميمون الذى جاءه على الفور , وطلب منه أن يوقع الكشف على شمشون وبعطيه تقريراً أمامه , لكى يطمئن على سلامة الغابه "
وقام الطبيب بتوقيع الكشف على شمشون , لكنها إكتشف أن شمشون ليس مريضا ولا يصيبه شئ
فمس الطبيب له قائلاً :
- أنت لست مريضاً "
كان الأسد مشغولا مع بكير فى حديث بينهما ولم يأخذا بالهما منهما , فحكى شمشون عن حيلته التى تظاهر بها وطلب من الطبيب أن يساعدهم ..
وافق شمشون وبدأ يشرح حالة شمشون للأسد , وكأنه مريض بالفعل وخفف الطبيب ميمون التوتر الذى أصاب الأسد من هذا المرض اللعين وأنه سيقوم بالتصدى لهذا المرض بالعقاقير والأعشاب التى سيعدها لذلك .
إطمئن الأسد بكلام الطبيب الذى وعده بمحاربة المرض ..
وكما إتفق مع بكير وباقى الحيوانات على محاربة الصيادين الذين جاءو إلى الغابه وينالون منهم .. ولكن بعد رجوع تختخ ودبدوب ومعرفة أماكن أرنوب وأعوانه ..
وكانت الأرانب تحفر الخندق الذى إتفق عليه مع بعضهما لكى يسقطا فيه الثقلين وعرشوه بأشجار الشجر .. ثم إنتظروا لحين يأتوا على غفله فيسقطوا فيه .
وتحدث أرنوب عن الحريه التى يحصلون عليها بجانب هذه الوحوش الضخمه , وكيف يصلون إلى الأسد دون إذاء منه , فأراد أن يعمل مفاوضات معه ..
ولكن بعضا من الأرانب عارضوا هذه الفكره , لأنه سينتهز الفرصه ويفتك بهم ..
وانتظر أرنوب ما يصفر عنه بعد حفرهما للخندق ..
وكان دبدوب وتختخ قد أرهقهم البحث فجلسوا واستندوا إلى جزع شجره حتى ناموا وغرقوا فى النوم
وجاء الطبيب ميمون إلى أرنوب ليبلغه عن غضب الأسد تجاههم , وما حدث للغابه بعدما وصل إليها جماعة الصيادين الذين يرهبون جميع الحيوانات ..
فى هذه اللحظه عرف أرنوب ما زئرا من أجله , ولما كان يطلب إجتماعهم ..
ففكر فى طريقه فى التخلص من تلك الصيادين وتقديمهم إلى الأسد يصالحهم به ..
وظل يفكر فى هذه الطريقه حتى أمسى الليل ..
كان الصيادين عددهم ثلاثه ومسلحون بأسلحه ناريه يستعملونها فى إصتياد الوحوش المفترسه , وقد تجولوا فى الغابه وإذا بهم يسقطون فى الخندق الذى حفرته الأرانب ..ثم كانت الأرانب تراقب الحفره ليجهزوا على دبدوب وتختخ عند وقعوعهم , ولكتهم فوجئوا بهذه الثلاثه فعرف أرنوب أنهم الصيادين .. وحضرت الأرانب جميعا وكذلك إستيقظ تختخ ودبدوب بعد ما سمع ضجيج الأرانب وذهبوا إلى الحفره وقاموا بإمساك الصيادين مع أرنوب ثم ساقومهم إلى صومعة الأسد الذى فرح كثير بعد وقوع الصيادين فى الفخ , وحكى تختخ وأرنوب عن العمل الذى قام به أرنوب وأعوانه , وأنهم هم السبب فى القبض على هؤلاء الصيادين .. فصافح عنهم الأسد وصاروا مع أصدقائه وأخذ أرنوب معه فى إتخاذ القرار , لإن القوه ليست فى الجسم ولكن القوه فى العقل والتفكيــــــــر ..

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...