السبت، 20 يونيو 2020

قصة أطفال



القطة والفار صديقان
تأليف
أحمد فوزي  إسماعيل
لم ينتهى الصراع الى ألان بين القطه والفار منذ ان عرف القطه قطه والفار فار فبينهما  صراع طويل ومديد فى المطارده لان الفار لايحب القطه  والقطه لاتحب الفار
وقد جرت العاده الى ان الاثنان يكونان اعداء
لكن هذه المره القطه والفأر صديقان   ..
كيف هذا ؟!
عندما كانت القطه تريد ان تضع اولادها فى مكان ما آمن , لا يصله شرير يهدد أمنها وأمن أولادها
وظلت تبحث عن هذا المكان فى الغابه , ليل نهار لتجهز مكان لأولادها القادمين الى الحياه
وكانها تدرس الاماكن بدقه , والمكان الذى  تريده يصعب على احد الوصول اليه بسهوله , لانها ستتركهم وتخرج للبحث عن الطعام وتتركهم فتره طويله فتطمئن عليهم
وذات يوم كانت تسير بين اشجار الغابه , فرأت كوخاً صغيراً محفوراً فى جذع شجره ضخمه مثل شجره الجميز , وهذه الشجره كثيفه الأغصان وغزيره الأوراق فتطل على الكوخ فتجعله مختبئاً عن أنزار الحيونات المفترسه فى الغابه
فرحت القطه بهذا الكوخ , وقامت على الفور بتنظيفه وتهيئته لأولادها القادمين  بعد أيام قلائل 0
وكان فى هذه اللحظه يقف فأر على احد اغصان الشجره الغريبه لها يراقب القطه وهى تجهز الكوخ
اطمئنت القطه على هذا المكان وجعلته آمناً , ليحمها ويحمى صغارها من البرد فى الشتاء وحراره الشمس فى الصيف
وانتظرت القطه فى الكوخ حتى تضع اولادها , ومرت الايام وجاء اليوم بالفعل , ووضعت قططين  جميلتين , فرحت بها اشد الفرح وحنت عليهم واخذتهم فى احضانها
كان هذا الفار يراقب ما يجرى من القطه , ثم انه فكر ان ينزل من على غصن الشجره ويقترب منها , فلمحته القطه من مرقدها وتهيات فى الاسراع وراءه .. انسحب من جانبهم دون ان يشعروا بها 0
وأحست القطه ان الخطر قادم من ذلك الفار , وخرجت من الكوخ الصغير الى الفار لكى تهاجمه وتصارعه حتى تبعده عن أولادها , واسرعت باقصى سرعه ورائه وهو خائف مذعور , يجرى هنا وهناك , والقطه من خلفه تطارده بشده
حتى أن الفار من شده المطارده اصتدم بجذع شجره فسالت دمائه , ودخل الى جحره
وكانت القطه قد تعبت من المطارده الشديده وقفت بجانب جحر الفار تنتظره حتى يخرج , ثم رأت الدم على الارض فعتقدت انه مات
يأست من عدم خروج الفار من الجحر , رجعت الى اولادها وظنت انها قد قامت بعما طيب وقضت على الفار الذى يهدد حياتها وحياه  أبنائها , نامت القطه بين اولادها نوماً هادئاً الى اليوم التالى 0
والفار قد ظل فى جحره الذى اعتاد أن يستريح فيه , وقد وقف الدم نهائياً من المنطقه المصابه فى جسمه , ورجع الى حالته لاولى , لكنه لا ينسى الثأر الذى بينه وبين القطه التى كانت سببا فى اصابته
وتسلل مره ثانيه الى الكوخ الذى يرقد فيه القطط , فلم يجد القطه أمهم معهم , وقف ينظر اليهم وهم يلعبون ويجرون خلف بغضهم هنا وهناك فرحنبن بحياتهم
انتهز عدم وجود القطه معهم , وظل يحدث نفسه
-         سأنال من هذه القطط , أنتقاماً من امهم ,وأخذ بتارى منهم فهم صغار لايقدرن على مقاومتى 0وملىء الغرور قلب الفأر لانه احس بان القطط ضعيفه , ولا تعرف كيف يحمون انفسهم مثل امهم الكبيره
-         ساظل هنا حتى يجب على الليل فلم يعرفنى أحد , واقوم بخطفهم وظل فى هواجسه يرسم فى ذهنه كيف سيخطفهم من هذا الكوخ
غلبه النوم فنام فى مكانه مده طويله , ومن تعبه لم يدرى كيف نام لان جرحه ما زال يؤلمه0
مرت الساعات عليه وهو نائم لا يدرى , وعندما استيقظ وجد القطه ما زالت نائمه فى احضانهم غضب غضباً شديداً, لانها كانت فرصه سانحه له لكى ينفذ خطته
 أنتظر لليوم التالى , ثم ذهب الى مكانه الذى كان مختبئاً فيه اول مره , ووقف يتابعهم من بعيد وكانت القطه فى هذه اللحظه معهم تلاعبهم وتداعبهم بحنان
كان الفار يبتسم عندما يشب القطه الصغيره على ظهر امه
ومرت لحظات وتركت القطه اولادها للبحث عن الطعام فى اى مكان من الغابه
وقف الفار منتبهاً لنفسه هذه المره , حتى لا يدع الفرصه للنوم يداعب جفونه ، ثم قال لنفسة
-         أنتظر هنا حتى يناموا فتكون الفرصة أكثر ناحا ، فلا يشعرون بى عندما أقوم بخطفهم .
وبالفعل انتظر الفأر دقائق وهو يراقبهم ، وبعد أن تعبوا من اللعب ناموا فى أماكنهم نوما عميقا ، وكانت أمهم قد جعلت فراشهم من القماش السميك لكى لا تؤثر عليهم رطوبه الكوخ .
وتسلل الفأر اليهم شيئا فشيأ ، حتى وصل اليهم وهم لا يشعرون ، وفى هذة اللحظة المناسبة التى ينفذ فيها خطته سمع صوت ثعلب فى المنطقة .
خاف الفأر وتراجع قليلا ثم اختبأ خلف شجرة ، من هذا الثعلب القادم اليه ، ووقف يبحث عن مصدر الصوت إن كان قريبا منه أو بعيدا . فلمح الثعلب واقفا عن شجرة بعيدة عنهم بمسافه ، يقف حائرا وينظر فى جميع الاتجاهات وكأن يبحث عن شىء .
انتاب الفأر شىء من الخوف عليه وعلى القطط النائمة فى الكوخ ، نظرا اليهم نظرة فاحصة ، ثم تراجع عنهم ، واختبىء يراقب ما يحدث من الثعلب ، وايضا يراقب القطط النائمه الذين لا يدرون ما يدور حولهم .
تغير حاله من الانتقام الى الاشفاق لمساعدة القطط على النجاه من الثعلب .
رأى الثعلب يقترب من الكوخ وفى عينه الفرحة والسرور لآنه طعامه ومسكنه وسمعه وهو يقول لنفسة:
-         هذا كوخ فى شجرة ضخمة ، سيكون هذا مسكنى .. وعندما اقترب الثعلب أكثر من الكوخ وجد القطط نائمه فيه ..
وقف مندهشا ..
-         ما هذا ؟!
-         قطط صغيرة .. وجدت عشاى هذة الليلة .
انتابه حالة من النشوه لما وجده فى الكوخ ، يثير لعابه ويشتاق الى أكل القطط لأن بطنه تمزقها الجوع منذ الصباح ، وهذة أكله دسمه ستسد جوعه .
أكل الذعر قلب الفأر وخاف على القطط التى لا تملك أن تدافع عن نفسها مع ثعلب جسمه ضخم .. ففكر فى مساعدتهم بأى وسيله ..
لكن كيف ، كيف وهذا الثعلب الماكر يقف أمام الكوخ يستعد للقضاء عليهم ، والقطه الكبيرة أمهم لم ترجع من البحث على طعام لصغارها حتى الان .
وهو كان فى تفكيرة اذا به يسمع صوت زئير الأسد من بعيد ، وكان هذا الزئير يخاف منه الثعلب ، فتراجع الثعلب للوراء بعيدا عن الكوخ ، ينشغل بصوت الاسد الذى سمعه فاجأه .
وفرح الفأر فرحا شديدا ، بعدما جاءته النجاه من الاسد ، ولم يتمهل لحظة واحدة ، حتى يقوم باخفائهم قبل ان يراجع الثعلب مرة ثانية , ودخل الكوخ ومسك بأطراف الفراش التى كانت القطط تنام عليها وعلقها فى رقبته وظل يعبرها شيئاً فشيئاً خارج الكوخ دون أن يشعروا به , وظل على هذه الحاله حتى نقلهم الى خلف الكوخ من وراء الشجرة ، وكان هذا المكان كان مختبئا عن انظار الحيوانات ، وإطمئن الفأر عليهم .
وبعد قليل رجع الثعلب الى الكوخ ، عندما سكت زئير الاسد ، وكان متلخفا على اكل القطط لآن الجوع شديدا عليه ، فلم يجد هم وقد غضب غضبا شديدا ، وكاد لا يصدق نفسه ، ثم انه دخل الكوخ معتقدا انهم مختبئون هنا أو هناك .
ورقد الثعلب قليلا فى الكوخ قليلا فى الكوخ متربصا بهم ، وظن أنهم يلعبون هنا أوهنا ثم ينقض عليهم عند عودتهم .
والفأر كان شديد الفرح والسرور لآنه تغلب علية وخدعه ، وقد لمح القطه تعلب من بعيد بعدما حصلت على الطعام لصغارها .
وقال لنفسة :
-         اذا أظهرت لها نفسى مرة ثانية ، فلا تتركنى حيا وتقتلنى ، سأظل هنا فى مخبئى كيف يحدث .
وظل الفأر خلف الشجرة يراقب كيف يحدث من القطة والثعلب ... ولما وصلت الى الكوخ وجت الثعلب راقدا فيه ، ولم توجد القططين ، فندهشت لذلك وظنت ان الثعلب قد أكلهم ، هبت فيه تصارعه بشدة واشتبكا الاثنين معا فى معركة حاميه ، لان القطة أرادت الانتقام قيه جزاءا على ما فعل .
ثم انتهت المشاجرة بينهما التى أسفرت على ان الثعلب قد انسحب من امامها وجرى الى ارجاء الغابه تاركا القطة والكوخ .
ظهر الحزن على وجه القطة لفقدان اولادها ، ولم تجد حلا للبقاء فى الاستمرار فى الكوخ ، لكنها متعبة من البحث عن الطعام ، ومن المشاجرة مع الثعلب ، فجلست على باب الكوخ تبكى
وقد رق قلب الفأر على القطة التى لا حيله لها ، فقرر أن يظهرهم لها لكى يعودوا الى احضانها
ظهر الفأ امامها لكن القطه لا تبالى به ، وتريد أن تهاجمه ، لأن فقدان أولادها جعلها تتنازل عن العنف والمطاردة بينهما وبين الفأر الضئيل الذى لا يملك ان يتصدى لها ..
لكن الفأر بذكائة جعل القطة تكون مطمئنه له ، وقف ينظر اليها ويواسيها حتى أنه فاجئها بمفاجئه لم يتفرقا بعدها أبدا .
ذهب الى خلف الكوخ ، وقام باستيقاظ القطط ، ثم صار بهم الى امهم التى عادت الى حالتها الطبيعية عندما شاهدتهم أمامها .. ففرحت بهم كثيراً ، وعرفت من القططين حكاية الفأر معهم لأنهم كانوا يخدعونه بالنوم وهم يشاهدون كل ما دار حولهم ، وهم كانوا خائفين منه أول الأمر لأنهم لا يملكون القوة فى مواجهته .
عرفت القطة الكبيرة شجاعه الفأر الذى قام بعمل بطولى رغم ضعف بدنه ، ورغم عداوته للقطة ، وحافظ على اولادها من شر الثعلب الماكر .
ثم عاشوا جميعا الفأر مع القطة وأولادها اصدقاء فى كوخ واحد وفى غابة واحدة .

قصة أطفال



السلطان الحائر
تأليف
فوزى يوسف اسماعيل

كان للمدينه سلطانا أسمه " نجم الدين " يحكم أهلها بغلظة وشدة ، وكان غنيا عندة مالا ضخما وأطيانا كثيرة فى كل نواحيها ، وهذة الارض تزرع محاصيل مختلفه بأيد أهلها الفقراء ..
والسلطان نجم الدين متزوجا من زوجه حسناء ذو مال وجمال .. لكنهما لم ينجبا أطفالا منذ زواجهما من عشرة أعوام ، يسكنان فى قصر فخم ذو واجهه تبهر العين من الثراء الفاحش الذى يظهر به .
ونور زوجه السلطان نجم الدين كانت طيبه القلب حنونه فى معاملتها مع الاخرين من أهل المدينه
وقد رأى السلطان فى وجه زوجته نور الاشتياق لانجاب الاطفال ، لكنه قد يأس من البحث عن علاج عند الاطباء ، فمنهم من قدم لهم وصفات من الاعشاب ، ومنهم من استحضر له دواءا كميائيا قام بتركيبه .. حتى أنه ظل على ذلك سنوات عدة .
وهذا السبب جعل السلطان يحكم أهل المدينه بشدة ، فكان فى مرات عديدة يفكر كيف تذهب هذة الثراوات بعد موته وهو ليس له وريث .
أمر كل الناس كبيرا وصغيرا أن يخرجوا باكرا من كل يوم الى أرضه للعمل فيها يزرعون ويعملون, لأن هذه المدينه تغذى المدينه بالزاد والماء..
وكانت معاملة السلطان نجم الدين لهم قاسيه لا تحتمل , بإجبارهم بالقوه على العمل المتواصل تحت أشعة الشمس دون راحه .
وبعد إنتهاء اليوم يجمع المحاصيل التى قاموا بجمعها من الأرض وتحويلها مخازنه التى بجوار القصر ..
وأهل المدينه كبيراً وصغيراً لا مصدر لهم فى الرزق إلا أجرهم الذين يتقادوه من السلطان , ثمن تعبهم وكدهم فى الأرض , لكن السلطان كان يرفض أن يعطيهم أجورهم , وأمر الحراس بعدم وصول أى رجل إلى القصر لمطالبة السلطان ,ومن يجد أحداً فيقبض عليهم وإيداعه فى السجن .
غضبت أهل المدينه من أمر السلطان الذى عاملهم معاملة سيئه لا يرضون عنها..
ولم يجدوا أمامهم إلا أن يشتكوا لزوجته نور حتى تقف بجانبهم لانها عرفت بحب الآخرين بعكس السلطان ..
وذهبوا إليها يشكوا فقرهم ومعاملة السلطان لهم ..
ولما إستمعت لهم رق قلبها لحالهم , فذهبت إلى السلطان لكى تكلمه فى أمرهم , لكنه لم يستجيب لها ورفض مطلبها , وعادة الزوجه إليهم منكسره بعد ما رفض السلطان طلبها ..
ثم كان يوما خرج فيه السلطان للصيد هو ووزيره , فانتهزت نور خروجه من القصر , وأعطت لكل واحداً منهم عدت دنانير لتعينهم على معيشتهم , وكان هذا المال من حسابها الخاص .
شكروها وجعلوا يدعون لها بالشفاء .
رق قلبها لهم وكادت عينها تدمع , لكن لا حيله لها من أمرهم , لأن السلطان أمرها بأن لا تتدخل فى شئون المدينه , أو أهل المدينه . وعاد السلطان من رحلة الصيد , وعرف ما فعلته زوجته نور تجاه أهل المدينه الفقراء .. فأخذها وحبسها فى غرفة الخدم , وأمر حراسه بأن لا تخرج من هذه الغرفه مهما يكن , وشدد عليها الحراسه .
رضيت نور حكم السلطان نجم الدين عليها , لأنها مغلوبه على أمرها , لا تتكلم بأى كلمه لأنها لا تجد أى إستجابه منه .
وفى اليوم التالى جمع حراس قصر السلطان كل أهل المدينه حتى يقوموا بجمع المحاصيل من حديقة الفاكهه كالمعتاد , وكما فعل السلطان فى الأيام الماضيه معهم فعل اليوم .
وازداد غضب الناس أكثر وأكثر , ولم يصبروا على أفعال السلطان معهم حتى فاض بهم الكيل ..
وكانوا الجميع لا يقدرون على التكلم بما يعانون منه , لكن ظهرا من بينهم شابا يانعاً إسمه " بدرالدين " , وقام فاجأه يثور فيهم , يطالب معارضة السلطان الظالم , وظل يوجههم ويرشدهم إلى مقاطعة قصر السلطان وعدم العمل فى أرضه وحدائقه ..
لكن أهل المدينه خافوا على أنفسهم وخشوا أن يعاقبهم السلطان إذا سمع هذا الأمر.
وظل بدر الين يرشدهم إلى الطريق الذى سيجعل السلطان فى إحتياج إليهم , ولم يتحقق ذلك إلا إذا وقفوا يداً واحداً فى مواجهته .
قاموا جميعاً من أمامه وتركوه وحيداً ..
وصل الخبر إلى قصر السلطان فأمر حراسه بسرعة البحث عن بدر الين وإحضاره إليه لينال جزائه .
وبسرعه قاموا الحراس بسرعة البحث عنه فى شوارع المدينه , فلم يجدوه , لأنه هرب منها بعد ما شعر بما سيحدث له من السلطان حتى ولو كان على صواب .
واختبئ بدر الدين حتى جاء الليل , ثم ذهب إلى ثلاثه من أصحابه الذين يثق فيهم منذ صغره , وأخذهم إلى مغاره فى حضن الجبل .
وكانت هذه المغاره يتجولون فيها وهم لا يصدقون أنفسهم فيها , لأنهم لم يروا هذه المغاره من قبل .
ولم يعلموا ما يفكر فيه بدرالدين حتى سأله أحدهم .
قائلاً :
-         كيف سنصنع فى هذه المغاره ؟
قال بدر الدين :
-         سأستعمل هذه المغاره فى محاربة السلطان
تعجب أصدقائه من كلامه , يفكرون فى احيله التى ينوى بدرالدين تخطيطها لمحاربة السلطان نجم الدين .
وفى الليله التاليه وبعد أن دمس الظلام المكان , تسللوا إلى مخازن القصر وأخذوا منه ما طاقوا حمله  من خضروات وفاكهه ومحاصيل أخرى .
وكذلك نزلوا إلى الأرض المنزرعه وجمعوا منه محاصيل متنوعه , ثم ذهبوا بها إلى المغاره حتى ملئوها بأشياء كثيره وتكدست بأنواع مختلفه تشبه مغارة على بابا والأربعين حرامى التى كانت مليئه بالذهب والياقوت والمرجان .
والسلطان لا يعرف شيئاً عن ما يفعلوه , ولا حتى حراس القصر أنفسهم لأنهم لا يعرفون طريق المغاره من قبل .
ثم بدأوا فى المرحله التاليه وهى إجبار أهل المدينه للذهاب إلى المغاره .
وجلس بدر الدين مع الناس مجموعات مجموعات يدلهم عن الكنز الذى فى المغاره , وهذا الكنز سيجعله مأغنياء مثل السلطان نجم الدين .
وفعل أصحابه الثلاثه مثله , حتى أثروا على عقولهم بأن المغاره هى حلهم الوحيد فى هزيمة السلطان .
وتثبتت الفكره فى عقولهم , وجعلوا يقولون لأنفسهم :
-         سنذهب إلى المغاره ونطل على ما فيها .. إن كان خيراً فيكون لنا
وإن لم نجد شيئاً فلا نخسر شيئاً .
وخرج الجميع فى ظلام الليل دون أن يشعر أحد من حراس القصر بهم .
وتجمعوا فى هذه المغاره "" حينئذ فرح بدر الدين وأصحابه بما فعلوه .
ولما دخلوا الناس المغاره وجدوا أطعمه وخضروات وفاكهه كثير بما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين , أكلوا فيها وأخذوا لأنفسهم ما يشتهونه .
لكن بدر الدين وأصحابه وجدوا أن حيلتهم هذه ستنكشف إذا رجعت أهل المدينه إلى ديارهم يحملون كل هذه الأطعمه .
فكروا فى شئيمنع كشف سرهم , وكان وكان بدرالدين يعرف سر غلق باب المغاره , كما كانت مغارة على بابا التى تفتح بكلمة " إفتح يا سمسم " وهذا الباب يغلق بسر لا يعرفه إلا بدر الدين , ونجح فى أغلاقها وحبسهم فيها لا يستطيعون الخروج منها مهما فعلوا من حيل .
ولم يجد أهل المغاره المحبوسين من مخرج , فاتفقوا على المحافظه على باقى الأطعمه المتبقيه عندهم , وأن يأخذوا منها قدر المستطاع حتى تفتح المغاره بابها ويخرجون منها .
واستمروا فيها عدة أيام .
والسلطان قد أصبح الصباح فى أول يوم من إغلاق المغاره بابها على أهل المدينه, فلم يجد أحداً من الناس , وكأنهم ينام لا يعرفون الليل من النهار , أو سختطهم الأرض فى بطنها ولم يبقى على ظهرها إلا السلطان وحراسه .
كلف السلطان نجم الدين بالبحث المتواصل عن أحدهم لكى يدلهم على ماحدث لأهل المدينه .. فلا يجدوا رجلاً واحداً يسير فى شوارع المدينه , وقد قاموا بتفتيش المدينه هى الأخرى .
وقف السلطان حائراً يفكر فى ما حدث لأهل المدينه قائلاً لمن حوله :
-         كيف حدث هذا ؟
-         لم يبقى رجلاً ولا إمرأه فى المدينه ..
-         أين ذهبوا وتركوها ؟
   واستمر على هذا الحال شهريين متتاليين , والسلطان مازال على حيرته , وأهل المدينه مازالوا فى المغاره يعيشون على أكل الخضروات والفاكهه التى كادت أن تنفذ وقد قربت على الإنتهاء .
رأى بدر الدين وأصحابه السلطان الذى كان قويا بظلمه وجشعه , قد صار هادئاً لا يهمه إلا معرفة السبب الذى جعل الناس غير موجودين بالمدينه فى وقت واحد .
وعرف فى ذلك الوقت أن أهل المدينه هم ثرواتها وبدونه فلا تثمر الأشجار ولا تعمر الديار ولا تروى الترع والأنهار .
وكلف السلطان كبير الحراس عن البحث عن الحقيقه حتى يهتدى قلبه ..
وقام كبير الحراس بالسعى فى المدينه عسى أن يجد أحداً يدله عن السبب , وهو فى طريقه ظهر بدر الدين وأصحابه فى شوارع المدينه وكانوا قريبين من القصر ليشاهدوا السلطان من بعيد ,حتى لمحهم كبير الحراس وانقض عليهم وقبض عليهم جميعاً ثم أخذهم إلى السلطان نجم الدين .
فلما وقف بين يديه سألهم عن سر ماحدث لأهل المدينه .
-         أين ذهبوا سكان المدينه ؟
-         أين إختفوا جميعاً بين عشيه وضحاها ..؟
سكت بدر الدين وأصحابه الثلاثه ولم يتكلموا بأى كلمه للسلطان , حتى كان السلطان يكشف على أنيابه والغضب ملئ وجهه وثار فيهم بأنهم سيلاقون العقاب الشديد إذا لم يتكلموا ..
وظلوا على صمتهم , ولم يتكلموا بأى كلمه للسلطان , حتى حتى أنه أمر بإعدامهم وحبسهم فى سجن القصر , يفكرون كيف يفعلون فى هذا المأذق الذى سيئوى بحياتهم وحياة أهل المدينه الضعفاء الذين هم فى المغاره .
وجاء وقت نوم السلطان , فدخل إلى مخدعه لينام , وإذا به يأتيه فى المنام رجلاً صالحاً  ذو هيبة قويه ونور يملئ وجهه , ثيابه أبيض ناصع البياض , يأمر بفك أسر بدر الدين وأصحابه , لكى يخلصوا أهل المدينه من محنتهم .
واستيقظ السلطان من نومه بعد هذا الحلم , ينادى حراسه ليحضروا بدرالدين وأصحابه من سجنهم وجاءوا بهم إلى السلطان فسألهم :
-         جاءنى شيخ وقور فى منامى يقول لى فك أسر بدر الدين وأصحابه لكى يخلصوا أهل المدينه من محنتهم .
-         من منكم إسمه بدرالدين ؟؟
قال بدر الدين :
-         أنا بدر الدين ..
إقترب منه السلطان وربت على كتفيه ثم قال له :
-         إذا أظهرت  لى أهل المدينه من مخبئهم , سوف أجعلك وزيرى .
-         رفض بدر الدين عرض السلطان نجم الدين له , لكنه طلب منه أن يكون لكل فرض فى المدينه مبلغاً من المال مخصصاً له أجر  ما يعمل  به فى الأرض ليعينه على معيشته .
وافق السلطان على طلبه .
ثم أخذ بدر الدين أصحابه ومعهم الحراس وذهبوا إلى المغاره , وفتحها فوجد الناس ينام لا يدرون بمن حولهم .
تعجب بدرالدين لماحدث لهم ,  وذهب إلى المكان الموضوع فيه المأكولات فوجده خالياً ليس فيه خردله .
أمر بدر الدين حراس القصر بأن يذهبوا إلى المخازن ويأتون له بكميات من المحاصيل لكى يأكلون منها فتشتد أجسامهم ويعودون إلى قواهم التى كانوا عليها .
ونفذ الحراس ما طلب منهم , وجاؤا بكميات كبيره من الخضروات والفاكهه إلى المغاره , ثم أخذ كل واحداً من أهل المدينه ما إشتهاه ,وحمله إلى داره لأبناهء وأهله .
وكان السلطان نجم الدين ينوى معاقبة بدر الدين بعد ما تظهر أهل المدينه ويطمئن بعودتهم إلى ديارهم وإلى العمل فى أرضه مره أخرى .
وبالفعل بعد ما علم السلطان رجوع الناس جميعاً إلى ديارهم , أمر بحبس بدر الدين وإعدامه , لأنه كان السبب بإختفاء أهل مدينه بأكملها .
ثم عاد السلطان يفط فى نومه مره ثانيه فى الليله التاليه , فجاءه نفس الرجل فى منامه يقول له
-         فك أسر بدر الدين , ودع الظلم حتى يرزقق الله بنعمه , ويرزقق بوريث أت ترجوه .
-         إستيقظ السلطان من نومه لكنه فى هذه المره فرحاً ومسروراً , لأنه رأى رؤية الرجل الصالح الذى أتاه أول مره , ثم أمر حراسه بأن يحضروا إليه بدرالدين من سجنه.
   ولما جاء إليه كلمه على أن يكون وزيراً مسئولاً عن شئون المدينه , لكن بدر الدين فضل أن يكون رجلاً بسيطاً مثل أى فرض فى المدينه , أكل من ما يأكلون ويشرب من ما يشربون .
وقد سمع السلطان نجم الدين أصواتاً هائله تضج خارج القصر , فلما خرج هو وبدر الدين وزوجته نور التى نهى إحتجازها من غرفة الخدم , رأى أهل المدينه جميعاً مجتمعون عند باب القصر , ينادون بخروج بدرالدين من السجن , لأنه كان له الفضل فى تحريرهم .
حتى أنهم وجدوا بدر الدين بين السلطان وزوجتهم , ففرحوا جميعاً .
وأمرهم السلطان بسرعة التوجه إلى أرضه ليعيدوا زراعتها مره أخرى , مقابل مرتبات تدفع لهم على أتعابهم ..
وعمل الجميع فى الأرض بهمه ونشاط , يرون ويزرعون ويحصدون المحاصيل .
ومرت الشهور والأيام , وعادت المدينه فى خير ورخاء يوزع منها على جميع الناس بالتساوى , وأنجب السلطان طفلاً جميلاً سماه " بدرالدين " , وعرف أن الظلم طريقه مسدود ....

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...