القطة
والفار صديقان
تأليف
أحمد فوزي إسماعيل
لم ينتهى الصراع الى ألان بين القطه والفار منذ ان عرف
القطه قطه والفار فار فبينهما صراع طويل
ومديد فى المطارده لان الفار لايحب القطه
والقطه لاتحب الفار
وقد جرت العاده الى ان الاثنان يكونان اعداء
لكن هذه المره القطه والفأر صديقان ..
كيف هذا ؟!
عندما كانت القطه تريد ان تضع اولادها فى مكان ما آمن ,
لا يصله شرير يهدد أمنها وأمن أولادها
وظلت تبحث عن هذا المكان فى الغابه , ليل نهار لتجهز
مكان لأولادها القادمين الى الحياه
وكانها تدرس الاماكن بدقه , والمكان الذى تريده يصعب على احد الوصول اليه بسهوله , لانها
ستتركهم وتخرج للبحث عن الطعام وتتركهم فتره طويله فتطمئن عليهم
وذات يوم كانت تسير بين اشجار الغابه , فرأت كوخاً
صغيراً محفوراً فى جذع شجره ضخمه مثل شجره الجميز , وهذه الشجره كثيفه الأغصان
وغزيره الأوراق فتطل على الكوخ فتجعله مختبئاً عن أنزار الحيونات المفترسه فى
الغابه
فرحت القطه بهذا الكوخ , وقامت على الفور بتنظيفه
وتهيئته لأولادها القادمين بعد أيام قلائل
0
وكان فى هذه اللحظه يقف فأر على احد اغصان الشجره
الغريبه لها يراقب القطه وهى تجهز الكوخ
اطمئنت القطه على هذا المكان وجعلته آمناً , ليحمها
ويحمى صغارها من البرد فى الشتاء وحراره الشمس فى الصيف
وانتظرت القطه فى الكوخ حتى تضع اولادها , ومرت الايام
وجاء اليوم بالفعل , ووضعت قططين جميلتين
, فرحت بها اشد الفرح وحنت عليهم واخذتهم فى احضانها
كان هذا الفار يراقب ما يجرى من القطه , ثم انه فكر ان
ينزل من على غصن الشجره ويقترب منها , فلمحته القطه من مرقدها وتهيات فى الاسراع
وراءه .. انسحب من جانبهم دون ان يشعروا بها 0
وأحست القطه ان الخطر قادم من ذلك الفار , وخرجت من
الكوخ الصغير الى الفار لكى تهاجمه وتصارعه حتى تبعده عن أولادها , واسرعت باقصى
سرعه ورائه وهو خائف مذعور , يجرى هنا وهناك , والقطه من خلفه تطارده بشده
حتى أن الفار من شده المطارده اصتدم بجذع شجره فسالت
دمائه , ودخل الى جحره
وكانت القطه قد تعبت من المطارده الشديده وقفت بجانب جحر
الفار تنتظره حتى يخرج , ثم رأت الدم على الارض فعتقدت انه مات
يأست من عدم خروج الفار من الجحر , رجعت الى اولادها
وظنت انها قد قامت بعما طيب وقضت على الفار الذى يهدد حياتها وحياه أبنائها , نامت القطه بين اولادها نوماً هادئاً
الى اليوم التالى 0
والفار قد ظل فى جحره الذى اعتاد أن يستريح فيه , وقد
وقف الدم نهائياً من المنطقه المصابه فى جسمه , ورجع الى حالته لاولى , لكنه لا
ينسى الثأر الذى بينه وبين القطه التى كانت سببا فى اصابته
وتسلل مره ثانيه الى الكوخ الذى يرقد فيه القطط , فلم
يجد القطه أمهم معهم , وقف ينظر اليهم وهم يلعبون ويجرون خلف بغضهم هنا وهناك
فرحنبن بحياتهم
انتهز عدم وجود القطه معهم , وظل يحدث نفسه
-
سأنال من هذه القطط , أنتقاماً
من امهم ,وأخذ بتارى منهم فهم صغار لايقدرن على مقاومتى 0وملىء الغرور قلب الفأر
لانه احس بان القطط ضعيفه , ولا تعرف كيف يحمون انفسهم مثل امهم الكبيره
-
ساظل هنا حتى يجب على الليل فلم
يعرفنى أحد , واقوم بخطفهم وظل فى هواجسه يرسم فى ذهنه كيف سيخطفهم من هذا الكوخ
غلبه النوم فنام فى مكانه مده
طويله , ومن تعبه لم يدرى كيف نام لان جرحه ما زال يؤلمه0
مرت الساعات عليه وهو نائم لا
يدرى , وعندما استيقظ وجد القطه ما زالت نائمه فى احضانهم غضب غضباً شديداً, لانها
كانت فرصه سانحه له لكى ينفذ خطته
أنتظر لليوم التالى , ثم ذهب الى مكانه الذى كان
مختبئاً فيه اول مره , ووقف يتابعهم من بعيد وكانت القطه فى هذه اللحظه معهم
تلاعبهم وتداعبهم بحنان
كان الفار يبتسم عندما يشب
القطه الصغيره على ظهر امه
ومرت لحظات وتركت القطه اولادها
للبحث عن الطعام فى اى مكان من الغابه
وقف الفار منتبهاً لنفسه هذه
المره , حتى لا يدع الفرصه للنوم يداعب جفونه ، ثم قال لنفسة
-
أنتظر هنا حتى يناموا فتكون
الفرصة أكثر ناحا ، فلا يشعرون بى عندما أقوم بخطفهم .
وبالفعل انتظر الفأر دقائق وهو يراقبهم ، وبعد أن تعبوا
من اللعب ناموا فى أماكنهم نوما عميقا ، وكانت أمهم قد جعلت فراشهم من القماش
السميك لكى لا تؤثر عليهم رطوبه الكوخ .
وتسلل الفأر اليهم شيئا فشيأ ، حتى وصل اليهم وهم لا
يشعرون ، وفى هذة اللحظة المناسبة التى ينفذ فيها خطته سمع صوت ثعلب فى المنطقة .
خاف الفأر وتراجع قليلا ثم اختبأ خلف شجرة ، من هذا
الثعلب القادم اليه ، ووقف يبحث عن مصدر الصوت إن كان قريبا منه أو بعيدا . فلمح
الثعلب واقفا عن شجرة بعيدة عنهم بمسافه ، يقف حائرا وينظر فى جميع الاتجاهات وكأن
يبحث عن شىء .
انتاب الفأر شىء من الخوف عليه وعلى القطط النائمة فى
الكوخ ، نظرا اليهم نظرة فاحصة ، ثم تراجع عنهم ، واختبىء يراقب ما يحدث من الثعلب
، وايضا يراقب القطط النائمه الذين لا يدرون ما يدور حولهم .
تغير حاله من الانتقام الى الاشفاق لمساعدة القطط على
النجاه من الثعلب .
رأى الثعلب يقترب من الكوخ وفى عينه الفرحة والسرور لآنه
طعامه ومسكنه وسمعه وهو يقول لنفسة:
-
هذا كوخ فى شجرة ضخمة ، سيكون
هذا مسكنى .. وعندما اقترب الثعلب أكثر من الكوخ وجد القطط نائمه فيه ..
وقف مندهشا ..
-
ما هذا ؟!
-
قطط صغيرة .. وجدت عشاى هذة
الليلة .
انتابه حالة من النشوه لما وجده
فى الكوخ ، يثير لعابه ويشتاق الى أكل القطط لأن بطنه تمزقها الجوع منذ الصباح ،
وهذة أكله دسمه ستسد جوعه .
أكل الذعر قلب الفأر وخاف على
القطط التى لا تملك أن تدافع عن نفسها مع ثعلب جسمه ضخم .. ففكر فى مساعدتهم بأى
وسيله ..
لكن كيف ، كيف وهذا الثعلب
الماكر يقف أمام الكوخ يستعد للقضاء عليهم ، والقطه الكبيرة أمهم لم ترجع من البحث
على طعام لصغارها حتى الان .
وهو كان فى تفكيرة اذا به يسمع
صوت زئير الأسد من بعيد ، وكان هذا الزئير يخاف منه الثعلب ، فتراجع الثعلب للوراء
بعيدا عن الكوخ ، ينشغل بصوت الاسد الذى سمعه فاجأه .
وفرح الفأر فرحا شديدا ، بعدما
جاءته النجاه من الاسد ، ولم يتمهل لحظة واحدة ، حتى يقوم باخفائهم قبل ان يراجع
الثعلب مرة ثانية , ودخل الكوخ ومسك بأطراف الفراش التى كانت القطط تنام عليها
وعلقها فى رقبته وظل يعبرها شيئاً فشيئاً خارج الكوخ دون أن يشعروا به , وظل على
هذه الحاله حتى نقلهم الى خلف الكوخ من وراء الشجرة ، وكان هذا المكان كان مختبئا
عن انظار الحيوانات ، وإطمئن الفأر عليهم .
وبعد قليل رجع الثعلب الى الكوخ
، عندما سكت زئير الاسد ، وكان متلخفا على اكل القطط لآن الجوع شديدا عليه ، فلم
يجد هم وقد غضب غضبا شديدا ، وكاد لا يصدق نفسه ، ثم انه دخل الكوخ معتقدا انهم
مختبئون هنا أو هناك .
ورقد الثعلب قليلا فى الكوخ
قليلا فى الكوخ متربصا بهم ، وظن أنهم يلعبون هنا أوهنا ثم ينقض عليهم عند عودتهم
.
والفأر كان شديد الفرح والسرور
لآنه تغلب علية وخدعه ، وقد لمح القطه تعلب من بعيد بعدما حصلت على الطعام لصغارها
.
وقال لنفسة :
-
اذا أظهرت لها نفسى مرة ثانية ،
فلا تتركنى حيا وتقتلنى ، سأظل هنا فى مخبئى كيف يحدث .
وظل الفأر خلف الشجرة يراقب كيف
يحدث من القطة والثعلب ... ولما وصلت الى الكوخ وجت الثعلب راقدا فيه ، ولم توجد
القططين ، فندهشت لذلك وظنت ان الثعلب قد أكلهم ، هبت فيه تصارعه بشدة واشتبكا
الاثنين معا فى معركة حاميه ، لان القطة أرادت الانتقام قيه جزاءا على ما فعل .
ثم انتهت المشاجرة بينهما التى أسفرت
على ان الثعلب قد انسحب من امامها وجرى الى ارجاء الغابه تاركا القطة والكوخ .
ظهر الحزن على وجه القطة لفقدان
اولادها ، ولم تجد حلا للبقاء فى الاستمرار فى الكوخ ، لكنها متعبة من البحث عن
الطعام ، ومن المشاجرة مع الثعلب ، فجلست على باب الكوخ تبكى
وقد رق قلب الفأر على القطة
التى لا حيله لها ، فقرر أن يظهرهم لها لكى يعودوا الى احضانها
ظهر الفأ امامها لكن القطه لا
تبالى به ، وتريد أن تهاجمه ، لأن فقدان أولادها جعلها تتنازل عن العنف والمطاردة
بينهما وبين الفأر الضئيل الذى لا يملك ان يتصدى لها ..
لكن الفأر بذكائة جعل القطة
تكون مطمئنه له ، وقف ينظر اليها ويواسيها حتى أنه فاجئها بمفاجئه لم يتفرقا بعدها
أبدا .
ذهب الى خلف الكوخ ، وقام
باستيقاظ القطط ، ثم صار بهم الى امهم التى عادت الى حالتها الطبيعية عندما
شاهدتهم أمامها .. ففرحت بهم كثيراً ، وعرفت من القططين حكاية الفأر معهم لأنهم
كانوا يخدعونه بالنوم وهم يشاهدون كل ما دار حولهم ، وهم كانوا خائفين منه أول
الأمر لأنهم لا يملكون القوة فى مواجهته .
عرفت القطة الكبيرة شجاعه الفأر
الذى قام بعمل بطولى رغم ضعف بدنه ، ورغم عداوته للقطة ، وحافظ على اولادها من شر
الثعلب الماكر .
ثم عاشوا جميعا الفأر مع القطة
وأولادها اصدقاء فى كوخ واحد وفى غابة واحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق