الاثنين، 22 يونيو 2020

مقال بقلم / فوزى اسماعيل



عجبى لكل زمن له تقليعه
منذ سنوات قليلة كان جمهور المشاهدين للأغنية العربية مفتونا بالمطرب الشعبى شعبان عبد الرحيم، فقد تعاطفوا معه فى طريقة ملابسة التى بدت للكثير بالسخرية، وطريقة غناه المختلفة عن جميع مطربى النوع الشعبى، وما زال صدى أغانيه يعشقه الشباب حتى الآن، وعندما تجد الشباب الناهض فى كل المواقف يردد أغانيه ويتمايل كما كان يفعل، سواء فى الحفلات الساهرة أو عبر أجهزة الايفون التى يحملونها.
وقد عمل منه الإعلام المصرى أسطورة لم ولن تكن فى مطرب قبله ولا بعده، حيث هاروه استضافات حتى يعرفوا منه طريقة عمل ملابسه وطريقة أغانيه، حتى أفرغ ما فى صدره من حكايات حتى طلبه المنتجون فى أفلامهم ومسرحياتهم، وكان الوجهه الأولى لمصر فى الحديث عنه عبر وسائل الإعلام.
وبعد وفاته صمت الحى اللاتينى قليلا، حتى صاح شاكوش فاجأة ليوقظ النائم هو وبيكا ومحمد رمضان أيضا، هؤلاء جهابزة الأغنية العربية فى ذلك الزمان، وقاموا بالهوجة كهوجة عرابى، والتى تحدثت عنها الفئات الشعبية بأنها تفوقت على شعبان عبد الرحيم، وعادوا جميعا يصرخون بكلمات هذه الأغانى للسادة المبجلين سلفا ذكرهم.
كما إن الأغنية الشعبية الآن هى المطلب الوحيد فى جميع حفلات الشباب خاصة والتى طغت فوق الجميع، لكونها نوعا يرقص عليها المشغوفين بهز الوسط، وهذا أمر طبيعى يتبع عند الشعب المصرى خصوصا أصحاب الحفلات الصاخبة، والذى يميل إلى هذه النوعية بالذات من تلقاء نفسه، وليس لهؤلاء الثلاثة فقط، وأنما هناك على الساحة الغنائية كثيرون من نساء ورجال وحتى صبية ما زالوا صغارا ولهم أصوات تسمع فى هذا المجال.
وكأن نقابة الموسيقيين تطرمخ أذنهم حتى تقول أتركوهم وشأنهم ما داموا يغنون بتصاريح، وماداموا ينتفعون من ورائهم، فليس المهم أصواتهم المهم مايدفعونه وتعمر جيوبهم، وهو المطلوب فى المقام الأول، وكل من هب ودب وعارف كلمتين يقولهم بأى طريقة كانت أمام أكسترا أو طبلة، لتنقله الكاميرات فيكون ضيفا ثقيلا أو خفيفا على المشاهدين، فأنت رضيت أم لم ترضى سيكتحمون عليك خلوتك وينغصون عليك أيضا راحتك عبر شاشات التلفاز أو الموبايلات أو الأنترنت.
هذه النوعية من الأغانى الخليعة أولا والأصوات الهزيلة ثانيا هى ملاذ الشباب فى عقر داره والذى يلهث وراء الموضة وتقاليعها الفارغة، والذين نصادفهم كثيرا فى جميع الاماكن مفتخرا من يجامل الفنان كذا ومن يكتب عن الفنان كذا، وما أكثرهم على صفحات التواصل الإجتماعى وعلى اليوتيوب وياقلبى لا تحزن.
عدد المشاهدات بالملايين، كالعدد فى الليمون كما يقولون، عدد الإشتراكات تزيد عن الملايين الملايين، لماذا لصوت شاكوش وبيكا جهابزة الغناء فى مصر لم تنجب غيرهم الأمة.
ياله من زمن عجيب وغريب، يلهثون وراء الأغنيات بمختلف أنواعها، ولا يلهثون وراء بحث لإستكشاف وباء كورونا، عكس العالم الغربى الذى منذ تفشى وباء الكورونا لا يملون ولا يكلون عن البحث عن دواء لهذا المرض الخطير، كلٍ فى معمله يتسابق ليحصل على المركز الأول فى أكتشاف الدواء الذى سيخدم البشرية حتما، ويكون لهم السبق فى هذا الإنجاز التاريخى.
فهل ستوافقنى بأن لكل زمن تقليعه.

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...