الثلاثاء، 30 يونيو 2020

مقال بقلم / فوزى اسماعيل



بالأمل نحيا
نعم لولا الأمل ما كان أحدا من البشر على الأرض، فبالأمل يطول الأجل، والأمل وحده مستمد من الله عز وجل، فالله تعالى هو المتصرف الوحيد فى أمور الدنيا والأخرة، وهو بيده كل شئ، لا حيلة للأنسان من رزقه، وهذا مقدر عند الله قبل خلق الإنسان، رزقه وعمله وأجله.
فبالأمل نحيا يقينا بأن غدا سيشرق بالتفاؤل حيثما كنا، فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وعلينا كمسلمين أن نضع فى أعتبارنا بأننا لا نملك من أمرنا شيئا، لأننا مؤمنين بالقدر خيره وشره، وعلينا أن نلجأ دائما إلى الله عز وجل، فالمكتوب على الجبين لا بد وأن تراه العين، ولا نسأل إلا الله، لأن السؤال لغير الله مذلة، ولا نستعين إلا بالله، ولا ندعوا بالشفاء إلا الله، فإذا مرضت فهو يشفين، ولا ندعوا إلا لله تعالى أن يهدينا ويرشدنا إلى طريق الفلاح ، وأن يصلح من أمور ديننا ودنيانا.
وهذا مانحن فيه الآن لا بد أن نكون على يقين بأن الوباء حتما سيزول، بدعواتنا لله أن يزيح الغمة عنا وعن سائر المسلمين والمسلمات فى المشرق والمغرب، وما دومنا نعتمد على الله حق الإعتماد، ونتوكل عليه حق توكله فلا نحمل هما ولا نيأس من رحمة الله.
وبالأمل نحيا حياة سعيدة، إن كنا صالحين فأنه كان للأوبين غفورا، ونحن كبشر سببا فى عمارة الأرض، ولا يرضى لعباده الكفر، فعجبا لأمر المؤمن، كل أمره خير، إذا أصابه خير شكر فكان خير له، وإن أصابه شر صبر فكان خير له.
فإذا كان المسلم يتحلى بالتفاؤل كانت حياته مرضية عند الله، وإذا أدخل الشك واليأس والتشاؤم قلبه لكان هو الخاسر فى دنياه وأخرته، ولا بد من كل إنسان أن يتحلى بالصبر ليجتاز المحن، لأن الصبر من شيم المؤمنين، فصبر صبرا جميلا، فلا يدعوا على الإطلاق إلى التشاؤم مهما ظلمت الدنيا أمام عينية، ولا بد وأن يعمر قلبه بالإيمان أولا وأخيرا، وأن يظن فى الله خيرا.
ومن يتحلى بصفة الأمل فأنه يعمر قلبه بالإيمان والطمأنينة، فالرازق هو الله، تقول حكمة قديمة (علمت أن رزقى لا يأخذه غيرى فطمأن قلبى).. هذه الحكمة تدل على ظن العبد بربه يقينا، وأنه يعلم بأن الذى بيده الرازق هو الله، وأنه الوحيد فى أن يرزقه، ألم تعلم قول الله فى حديث قدسى : يا أبن آدم إن لم ترضى بما قسمته لك فعزتى وجلالى لأجعلنك ترقد كرقد الوحوش فى البرية، ولا ينالك منها إلا ما قد قسمته لك.
فمن يتحلى بالأمل يجد الله فى قلبه فى كل شئون الحياة ميسر أعماله، بذكر الله دائما فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس عند المقدرة.. فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، هذه الآية الكريم تنهى المؤمن على ألا يحزن ولا يهين نفسه لأنه الأعلى فى المنزلة عند الله سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

مقال بقلم/ فوزى اسماعيل

                                                      تحية لرجال كفر الشيخ مفتاح لسعيهم فى عمل الخير اقر وأعترف بأن رجال كفر الشيخ مفتاح...